ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: من اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ... ( 6 ) الإثنين 3 ديسمبر - 20:03:16 | |
|
حديث قدسى نپوى :
متن آلحديث
عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( قال الله عز وجل :
الكبرياء ردائي ،
والعظمة إزاري ،
فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ،
وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و( وقصمته ) ،
و( ألقيته في جهنم ) ، و( أدخلته جهنم ) ، و( ألقيته في النار )
الحديث أصله في صحيح مسلم
وأخرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه وغيرهم
وصححه الألباني .
التوضيح والتحليل:
هذا الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر والاستعلاء على الخلق ،
ومعناه أن العظمة والكبرياء صفتان لله سبحانه ،
اختص بهما ، لا يجوز أن يشاركه فيهما أحد ،
ولا ينبغي لمخلوق أن يتصف بشيء منهما ،
وضُرِب الرِّداءُ والإزارُ مثالاً على ذلك ،
فكما أن الرداء والإزار يلصقان بالإنسان ويلازمانه ،
ولا يقبل أن يشاركه أحد في ردائه وإزاره ،
فكذلك الخالق جل وعلا جعل هاتين الصفتين ملازمتين له
ومن خصائص ربوبيته وألوهيته ،
فلا يقبل أن يشاركه فيهما أحد .
وإذا كان كذلك فإن كل من تعاظم وتكبر ،
ودعا الناس إلى تعظيمه وإطرائه والخضوع له ،
وتعليق القلب به محبة وخوفا ورجاء ،
فقد نازع الله في ربوبيته وألوهيته ،
وهو جدير بأن يهينه الله غاية الهوان ، ويذله غاية الذل ،
ويجعله تحت أقدام خلقه ،
قال - صلى الله عليه وسلم - :
( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ،
يغشاهم الذل من كل مكان ،
فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس ،
تعلوهم نار الأنيار ،
يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال )
رواه الترمذي وحسنه الألباني .
وإذا كان المصَوِّر الذي يصنع الصورة بيده من أشد الناس عذابا يوم القيامة ،
لتشبهه بالخالق جل وعلا في مجرَّد الصنعة ،
فما الظن بالتشبه به في خصائص الربوبية والألوهية ،
وقل مثل ذلك فيمن تشبه به في الاسم الذي لا ينبغي إلا له وحده ،
كمن تسمى بـ
" ملك الملوك "
و" حاكم الحكام "
ونحو ذلك ،
وقد ثبت في الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
( أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك ) ،
فهذا مقت الله وغضبه على من تشبه به فى الاسم
الذى لا ينبغي إلا له سبحانه
فكيف بمن نازعه صفات ربوبيته وألوهيته .
الكبر ينافي حقيقة العبودية :
وأول ذنب عُصي الله به هو الكبر ،
وهو ذنب إبليس حين أبى واستكبر
وامتنع عن امتثال أمر الله له بالسجود لآدم ،
ولذا قال سفيان بن عيينه :
" من كانت معصيته في شهوة فارجُ له التوبة ،
فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فغُفر له ،
ومن كانت معصيته من كِبْر فاخشَ عليه اللعنة ،
فإن إبليس عصى مستكبراً فلُعِن " ،
فالكبر إذاً ينافى حقيقة العبودية والاستسلام لرب العالمين ،
وذلك لأن حقيقة دين الإسلام الذى أرسل الله به رسله
وأنزل به كتبه
هي أن يستسلم العبد لله وينقاد لأمره ،
فالمستسلم له ولغيره مشرك ،
والممتنع عن الاستسلام له مستكبر ،
قال الله سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق }
صدق الله العظيم
(الأعراف: 146) ،
وقال سبحانه :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }
صدق الله العظيم
(غافر: 60) ،
وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال :
( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .
والكبر هو خلق باطن تظهر آثاره على الجوارح ،
يوجب رؤية النفس والاستعلاء على الغير ،
وهو بذلك يفارق العجب
في أن العجب يتعلق بنفس المعجب ولا يتعلق بغيره ،
وأما الكبر فمحله الآخرون ،
بأن يرى الإنسان نفسه بعين الاستعظام
فيدعوه ذلك إلى احتقار الآخرين وازدرائهم والتعالي عليهم ،
وشر أنواعه ما منع من الاستفادة من العلم وقبول الحق والانقياد له ،
فقد تتيسر معرفة الحق للمتكبر
ولكنه لا تطاوعه نفسه على الانقياد له
كما قال الله سبحانه وتعالى عن فرعون وقومه :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا }
صدق الله العظيم
(النمل: 14) ،
ولهذا فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - الكبر بأنه بطر الحق :
أي رده وجحده ،
وغمط الناس أي : احتقارهم وازدراؤهم .
من تواضع لله رفعه :
والصفة التي ينبغي أن يكون عليها المسلم هي التواضع ،
تواضعٌ في غير ذلة ،
ولينٌ في غير ضعف ولا هوان ،
وقد وصف الله عباده بأنهم يمشون على الأرض هوناً في سكينة ووقار
غير أشرين ولا متكبرين ،
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا
حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) .
أسوته في ذلك أشرف الخلق وأكرمهم على الله
نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -
الذي كان يمر على الصبيان فيسلم عليهم ،
وكانت الأَمَةُ تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت ،
وكان إذا أكل لعق أصابعه الثلاث ،
وكان يكون في بيته في خدمة أهله ،
ولم يكن ينتقم لنفسه قط ،
وكان يخصف نعله ،
ويرقع ثوبه ،
ويحلب الشاة لأهله ،
ويعلف البعير ،
ويأكل مع الخادم ،
ويجالس المساكين ،
ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما ،
ويبدأ من لقيه بالسلام ،
ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شيء ،
وكان كريم الطبع ،
جميل المعاشرة ،
طلق الوجه ،
متواضعاً في غير ذلة ،
خافض الجناح للمؤمنين ،
لين الجانب لهم ،
وكان يقول:
( ألا أخبركم بمن يحرم على النار ،
أو بمن تحرم عليه النار ،
على كل قريب هين سهل )
رواه الترمذي.
ويقول :
( لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ،
ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت )
رواه البخاري ،
وكان يعود المريض ،
ويشهد الجنازة ،
ويركب الحمار ،
ويجيب دعوة العبد ،
فهذا هو خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ولا عز ولا رفعة في الدنيا والآخرة إلا في الاقتداء به ،
واتباع هديه ،
ومن أعظم علامات التواضع
الخضوع للحق والانقياد له ،
وقبوله ممن جاء به
آللهم آچعلنآ من المتواضعين
ولا تجعلنا من المتكبرين
وسلآم آلله عليگم ورحمته وپرگآته
| |
|