ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: من اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم... ( 2 ) الخميس 27 سبتمبر - 0:12:32 | |
|
حديث نبوى
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
متن الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله تعالى قال :
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ،
وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه ،
وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه ،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ،
وبصره الذي يبصر به ،
ويده التي يبطش بها ،
ورجله التي يمشي بها ،
وإن سألني لأعطينّه ،
ولئن استعاذني لأعيذنّه )
رواه البخاري .
التوضيح والتحليل:
حديثنا اليوم
ايها الاخوة الفضلاء
عن قوم اصطفاهم الله بمحبّته ،
وآثرهم بفضله ورحمته ،
أولئك الذين اعتصموا بأسباب السعادة والنجاح ،
واجتهدت نفوسهم في نيل الرضا والفلاح ،
ولم تملّ أبدانهم قطّ من طول العبادة ،
فأفاض الله عليهم من أنواره ،
وجعل لهم مكانة لم يجعلها لغيرهم ،
وتولاّهم بنصرته وتأييده ،
أولئك هم أولياء الله .
إنهم قوم عصمهم الله من مزالق الهوى والضلال ،
فبشّروا بالأمن والسعادة في الدنيا والآخرة :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ،
الذين آمنوا وكانوا يتقون }
صدق الله العظيم
( يونس : 62 - 63 ) ،
وأنّى لهم أن يخافوا وقد آمنوا بالله وتوكّلوا عليه ؟ ،
وأنّى لهم أن يحزنوا وقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؟ ،
فأثمر إيمانهم عملا صالحا ،
وسكينة في النفس ،
ويقينا في القلب .
ولقد بلغ من علو شأنهم ،
وسمو قدرهم ،
أن أعلن ربّ العزّة الحرب على كل من أراد بهم سوءاً ،
أو ألحق بهم أذى ،
كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم :
( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) .
فانظر أيها الاخ الكريم
كيف يدافع الله عن أوليائه وأحبائه ،
وكيف يمدّهم بالنصرة والتأييد،
ثم انظر كيف يتوعّد من عاداهم بالحرب ..
حينها تعلم أن الله تعالى
لا يتخلى عن أوليائه أو يتركهم فريسة لأعدائهم -
ولو تأخّر هذا النصر وطالت مدّته - ؛
فهذه النصرة وهذا التأييد
إنما هو مرتبط بسنن الله التي لا تتغيّر ولا تتبدّل ،
وسنّة الله اقتضتْ أن يمهل الظالمين دون إهمالٍ لهم ،
فإن تابوا وأنابوا وزالت عداوتهم للصالحين ،
تاب الله عليهم ،
وإن أصرّوا على باطلهم ،
وتمادوا في غيّهم ،
فإنّ الله يملي لهم استدراجاً ،
ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ،
وبذلك ينتصر الله لأوليائه
ويجعل العاقبة لهم ،
والغلبة على من عاداهم .
وإن بلوغ هذه المكانة شرف عظيم ،
ونعمة كبرى يختصّ الله بها من يشاء من عباده ،
وحق لنا أن نتسائل :
ما الطريق الذي يعيننا على نيل هذه المرتبة العظيمة ؟
لقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم
أول طريق الولاية حين قال :
( وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه ) ،
فهذه المنزلة لا تُنال حتى يرفع العبد شعار العبودية لله ،
فيتقرب إليه أولا بما فرضه عليه من الأوامر ،
ومايلزمه ذلك من مجانبة المعاصي والمحرمات .
ثم ينتقل المؤمن إلى رتبة هي أعلى من ذلك وأسمى ،
وهي التودد إلى الله تعالى بالنوافل ،
والاجتهاد في الطاعات ،
فيُقبل على ربّه مرتادا لميادين الخير ،
يشرب من معينها ،
ويأكل من ثمارها ،
حتى يصل إلى مرتبة الإحسان ،
والتي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :
( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ،
فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
وحال المؤمن عند هذه الدرجة عجيب ،
إذ يمتليء قلبه محبة لربه وشوقا للقائه ،
وخوفا من غضبه وعقابه ،
ومهابة وإجلالا لعظمته ،
فما بالك بعبد يقف بين يدي ربه وكأنه يراه رأي العين ،
فلا تعجب من اليقين الذي يبلغه ،
والسمو الإيماني الذي يصل إليه .
حينها يكون ذلك المؤمن ملهماً في كل أعماله ،
موفقاً في كل أحواله ،
فلا تنقاد جوارحه إلا إلى طاعة ،
ولا ينساب إلى سمعه سوى كلمات الذكر ،
ولا يقع ناظره إلا على خير ،
ولا تقوده قدماه إلا إلى ما يحبه الله ،
وهذا هو المعني بقوله صلى الله عليه وسلم :
( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ،
وبصره الذي يبصر به ،
ويده التي يبطش بها ،
ورجله التي يمشي بها )،
وجدير بعبد وصل إلى هذه الدرجة أن يجيب الله دعاءه ،
ويحقق سؤله ،
ويحميه من كل ما يضره ،
وينصره على عدوه .
ونزف إليك أيها الاخ الفاضل الكريم شيئا من أخبار أولياء الله ،
وطرفا من مآثرهم ،
فعن علي بن أبي فزارة قال :
كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة ،
فقالت لي يوما :
اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو لي ،
فأتيت فدققت عليه وهو في دهليزه
فقال : من هذا ؟
قلت : رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء ،
فسمعت كلامه كلام رجل مغضب
فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا ،
فوليت منصرفا ،
فخرجت عجوز فقالت :
قد تركته يدعو لها ،
فجئت إلى بيتنا ودققت الباب ،
فخرجت أمي على رجليها تمشي " ،
وعن عبيد الله بن أبي جعفر قال :
" غزونا القسطنطينية ،
فكُسر بنا مركبنا ،
فألقانا الموج على خشبة في البحر
- وكنا خمسة أو ستة -
فأنبت الله لنا بعددنا ورقة لكل رجل منا ،
فكنا نمصّها فتشبعنا وتروينا ،
فإذا أمسينا أنبت الله لنا مكانها ،
حتى مر بنا مركب فحملنا .
لقد جمع الله تعالى لنا في كتابه شروط الولاية ،
حين قال تعالى :
بسم الله الارحمن الرحيم
{ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ،
الذين آمنوا وكانوا يتقون }
صدق الله العظيم
( يونس : 62 – 63 ) ،
ومن هنا قال من قال من أهل العلم :
من كان مؤمناً تقيّاً ،
كان لله وليّاً .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما بلغ عن ربه عز وجل
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
.
| |
|