ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: ان الدين عند الله الاسلام . ( 13 ) . الكونفوشيوسية.( ديانة اهل الصين) الإثنين 1 يوليو - 23:05:30 | |
|
13 - الكونفوشيوسية (دين اهل الصين)
تعريفها :
الكونفوشيوسية لها منزلة كبيرة وعالية في تاريخ الصين
منذ ما يزيد على خمسة وعشرين قرنا،
وهى متمكنة من قلوب الصينيين وعقولهم،
فأصبحت هذه الفلسفة هي الظاهر الباطن في تحديد سلوكيات الصينيين ونمط تفكيرهم .
فمن هو كنفوشيوس ؟
وكيف نشأ ؟
وما هو دينه أو فلسفته ؟
وما هو تراثه ونتاجه العلمى؟
مؤسسها :
هو كنفوشيوس :
اسمه كونج - فو - دزه أو كونج المعلم
كما كان تلاميذه يسمونه،
ولد سنة 551 ق. م في مدينة "تشو - فو" إحدى مدن "لو lu " الصينية .
هو أول فيلسوف صيني يعمل على إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الإجتماعي و الأخلاقى.
ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية
و على أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى.
تعاليمه وفلسفته قد تأثر بعمق الفكر والحياة الصينية والكورية واليابانية والتايوانية والفيتنامية.
و يلقب بنبي الصين.
وكعادة الصينيين في خصوبة خيالهم،
فقد نسجوا قصصا خرافيا حول مولد كنفوشيوس
فزعموا: أن الأشباح أخبرت أمه الشابة بمولده،
وأن الأرواح الإناث كانت تمدها بالهواء وهي تلده في أحد الكهوف.
وتقول تلك الأقاصيص أيضاً :
أنه كان له ظهر كظهر التنين، وشفتا ثور،
وفم في سعة البحر وولد كونفوشيوس سنة 551 ق.م.
عاش كونج - فو - دزه أو كما ينطقها الغربيون كنفوشيوس فقيرا،
حيث مات والده وهو ابن ثلاث سنين فربته والدته،
فكان يدرس ويعمل بعد الفراغ من المدرسة ليساعد على إعالة والدته .
وعندما بلغ التاسعة عشرة من عمره تزوج،
ولم تمض عليه خمس سنوات حتى طلق زوجته بعد أن رزق منها بابن،
ويقال إنه لم يتزوج بعدها قط.
واشتغل في سن الثالثة والعشرين بالتعليم،
واتخذ داره مدرسة له، وكان التعليم آنذاك مختصا بالطبقة الارستقراطية،
فكسر ذلكم القانون بتعليمه أولاد الفقراء أيضاً،
وكان يتقاضى من تلاميذه ما يستطيعون أداءه من الرسوم مهما كانت قليلة .
ولم يكن له في بادئ الأمر إلا عدد قليل من التلاميذ،
ولكن سرعان ما تواترت الإشاعات
بسعة علمه،
ومبلغ ذكائه،
فالتف الناس حوله،
حتى استطاع في آخر أيام حياته أن يفخر بأنه قد تخرج على يديه ثلاثة آلاف شاب
غادروا منزله ليشغلوا مراكز خطيرة في العالم .
تعرض كنفوشيوس في أثناء حياته للتشرد والإبعاد نتيجة اشتغاله بالسياسة،
وطلبه المناصب،
حيث رأى حروباً وفوضى سياسية اعتقد أنه لا حل لها إلا من خلال حكومة صالحة
تطبق مبادئ الفلسفة لتسيير دفة الحكم،
حتى أثر عنه قوله
" لو وجد من الأمراء من يوليني عملا لقمت في اثنى عشر شهرا بأعمال جليلة
ولبلغت (الحكومة) درجة الكمال في ثلاث سنين ".
إلا أنه لم يكن يقبل بأي ولاية تعرض عليه إذا رأى في مباديء أصحابها ما يتناقض مع مبادئه .
ويقال :
إنه تولى بعض الولايات في بعض مراحل عمره فعم العدل،
ونعمت المدينة بالأمن والأمان، وتقول الرواية الصينية أن المدينة في أيامه
قد اجتاحتها موجة جارفة من الشرف والأمانة
فكان إذا سقط شئ في الطريق بقي حيث هو أو أعيد إلى صاحبه.
وبقدر ما تولى كنفوشيوس من مناصب بقدر ما تعرض لنكبات السياسة وتقلب أحوال أهلها،
حيث اضطر في فترة ما أن يهرب مع عدد قليل من مريديه المخلصين مغضوبا عليهم في وطنهم،
فأخذوا يتنقلون من إقليم إلى إقليم يلقون في بعضها مجاملة وترحابا،
ويتعرضون في بعضها الآخر لضروب من الحرمان والأذى.
ولما بلغ كنفوشيوس التاسعة والستين من عمره،
أكرمه بعض الحكام فجعله مستشارا عنده
فكان الولاة يأتونه مستنصحين ومسترشدين به،
وقضى كنفوشيوس الأعوام الخمسة الباقية من حياته،
يعيش حياة بسيطة معززا مكرما،
قضى معظم وقته في عزلة أدبية،
منصرفا إلى نشر الكتب الصينية وكتابة تاريخ الصينيين.
مات كنفوشيوس في الثانية والسبعين من عمره
وواراه تلاميذه التراب باحتفال مهيب،
وبنوا حول قبره أكواخا لهم، أقاموا فيها ثلاث سنين يبكونه كما يبكي الأبناء آباءهم.
وبعد أن مضت تلك المدة غادروا جميعا أكواخهم إلاّ دزه - كونج وهو أخلص تلاميذه،
فقد كان حبه إياه يفوق حبهم جميعا،
فبقي بجوار قبر أستاذه ثلاث سنين أخرى واجما حزينا على موت معلمه.
أفكار كنفوشيوس :
لم يكن كنفوشيوس رجل عقيدة ودين ولكنه كان فيلسوفا وسياسيا،
صاحب فكرة فى الحياة وفلسفة للعيش فى حياة مثالية
فقد كانت النزعة المسيطرة عليه هي تطبيق مبادئ الفلسفة على السلوك والحكم.
وقد سخر حياته لتطبيق نظريته في الحكم قولا وعملا،
حتى كان يتمنى لو تتاح له الفرصة لتولي الحكم ليرى الناس حقيقة ما يدعوا
يعتبر كنفوشيوس الفضيلتين الهامتين هما ( جن ) و ( لي )
و الرجل المثالي يسير حياته طبقا لهما .
و قد ترجمت (جن ) بالحب أو الاهتمام الحميم باخواننا البشر ،
أما ( لي ) فهي تصف مجموعة من الأخلاق و الطقوس و التقاليد و الاتكيت و اللياقة و الحشمة .
وقد كان كونفوشيوس محافظاً في نظرته إلى الحياة
فهو يرى بأن العصر الذهبي للإنسانية كان وراءها - أي كان في الماضي .
و هو لذلك كان يحن إلى الماضي و يدعو الناس إلى الحياة فيه ..
و لكن الحكام على زمانه لم يكونوا من رأيه و لذلك لقي بعض المعارضة .
و قد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته ببضع مئات من السنين ،
عندما ولي الصين ملوك أحرقوا كتبه و حرموا تعاليمه ..
و رأوا فيها نكسة مستمرة . لأن الشعوب يجب أن تنظر أمامها .
بينما هو يدعو الناس إلى النظر إلى الوراء ..
و لكن ما لبثت تعاليم كونفوشيوس أن عادت أقوى مما كانت و انتشر تلاميذه و كهنته في كل مكان ..
و استمرت فلسفة كونفوشيوس تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً
- أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد .
أما إيمان أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود إلى سببين :
أولا أنه كان صادقاً مخلصاً .
ثانياً أنه شخص معقول و معتدل و عملي .
و هذا يتفق تماماً مع المزاج الصيني .
بل هذا هو السبب الأكبر في انتشار فلسفته في الصين .
و هو بذلك كان قريباً منهم . فلم يطلب إليهم أن يغيروا حياتهم أو يثوروا عليها .
و إنما هو أكد لهم كل ما يؤمنون به فوجدوا أنفسهم في تعاليمه .
و لذلك ظلت فلسفة كونفوشيوس صينية .
و لم تتجاوزها إلا إلى اليابان و كوريا.
و لكن انحدرت قيمة كنفوشيوس في الوقت الحاضر
و ذلك لأن الصين الشيوعية هاجمت كنفوشيوس و تعاليمه.
وهذه بعض أفكاره ومعتقداته:
ترتكز فلسفة كنفوشيوس في إصلاح المجتمع على إصلاح الفرد،
فهو يرى أن في صلاح الفرد صلاح لأسرته، وصلاح الأسرة صلاح للمجتمع كله،
ويرى أن وظيفة الحاكم أن يحكم الناس بالعدل،
ولتحقيق العدل يوجب على الحاكم أن يمثل القدوة الصالحة لشعبه في الأخلاق والسلوك الحسن،
ويوجب عليه أن أيضا أن يولي ولاياتهم وأن يوكل أعمال الحكم للصالحين لتستقيم الأمور،
ويحذر كنفوشيوس الحاكم من احتكار الثروة في أيدي المتسلطين،
فيوجب عليه أن يوزعها ففي توزيع الثروة جمع شتات الشعب،
ويوجب على الحكام كذلك أن ينشطوا في نشر العلم لأن التعليم إذا انتشر انعدمت الفروق بين الطبقات .
ويوجب على الحكومة أيضاً أن تغرس الأخلاق الطيبة بين الناس،
ذلك أن الاخلاق إذا فسدت فسدت الأمة معها.
وآداب اللياقة هي التي تكون على الأقل المظهر الخارجي لأخلاق الأمة .
ويوجب على الحكومة كذلك توفير الأمن الغذائي والأمن القومي لشعبها
وأن تزرع الثقة فيها في نفوس شعبها حتى تحصل الموائمة بينها وبينه،
فيعم النظام ويشيع الوئام .
وأما نظريته في الأخلاق فلا تقل أهمية عنده عن السياسية وشئون الحكم،
بل إن بينهما تداخلا لا يخفى، فالسياسة في المحصلة هي وظيفة أخلاقية يكون فيها الحاكم هو المثال الخلقي لشعبه،
وقد ألّف كنفوشيوس كتبا في الأخلاق،
وحتى كتب التاريخ كان يذكر فيها قصصا يحض فيها على الأخلاق الكريمة .
هذا ما يتعلق بجانب الأخلاق والسياسة أما جانب الطقوس والعقائد فلم يأت بشيء من عنده
إلا أنه كان حريصا على تقليد أهل عصره في ذلك،
وكان يحث تلاميذه ألا يغفلوا عن الطقوس والمراسم التقليدية في عبادة الأسلاف وتقديم القرابين لمعبوداتهم،
إلا أنه كان يتجنب البحث فيما وراء الطبيعة، ويحاول أن يصرف عقول أتباعه عن أمور الغيب،
فكان إذا وجه إليه سؤال في أمور الدين أجاب إجابة سلبية،
فعندما سأله بعض تلامذته قائلا :
هل لدى الأموات علم بشيء أو هل هم بغير علم "
أبى أن يجيب جوابا صريحا .
وعندما سأله آخر عن " خدمة الأرواح " ( أرواح الموتى ) أجابه
" إذا كنت عاجزاً عن خدمة الناس فكيف تستطيع أن تخدم أرواحهم ".
وسأله آخر قائلا :
"هل أجرؤ على أن أسألك عن الموت"
فأجابه:
" إذا كنت لا تعرف الحياة فكيف يتسنى لك أن تعرف شيئا عن الموت".
وبذلك أبقى كونفوشيوس على نفس العبادات والشعائر التى كان يمارسها الصينيون من قبل وهى :
1- يعتقد الصينيون بالإله الأعظم إله السماء، ويسمونه بالشانج - تي أي القوة العليا المسيطرة على العالم،
ويقيم له الإمبراطور احتفالاً سنوياً تقدم فيه القرابين.
2- يعتقد الصينيون أيضاً بأن للأرض إلهاً .
كما أن الشمس والقمر والكواكب والسحاب والجبال .. لكل منها إله .
3- يتوجه الصينيون أيضا بالعبادة إلى أرواح آبائهم وأجدادهم وأسلافهم،
ويرون أن لأولئك الأموات أرواحا تضر وتنفع .
4- يؤمنون بأن ثمة أرواح خبيثة ترفرف من حولهم،
لذلك يحرصون على رد عداوتها بالأدعية والرقى السحرية .
5- يؤمنون بالسحر والتنجيم،
وكانوا يستأجرون المتنبئين ليكشفوا لهم عن مستقبلهم من أصداف السلاحف أو حركات النجوم،
ويستأجرون السحرة ليوجهوا منازلهم نحو الريح والماء،
والعرّافين ليستنزلوا ماء الأمطار. وكانوا يعرضون للموت من يولد لهم من الأطفال في أيام " النحس ".
6- يقرب الصينيون في كل يوم قرباناً متواضعاً
- ويكون في العادة شيئاً من الطعام -
للموتى ويرسلون الدعوات الصالحات إلى أرواحهم.
كتب كنفوشيوس :
مات كنفوشيوس وخلف وراءه خمسة مجلدات
يقال إنه كتبها بنفسه،
وتعرف في الصين باسم " الجنجات الخمسة" أو "كتب القانون الخمسة"، وهذه الكتب هي :
1- اللي - جي أو( سجل المراسم) وهو كتاب يشتمل على القواعد القديمة من آداب اللياقة،
والأسس الدقيقة لتكوين الأخلاق ونضجها، بما يساعد على استقرار النظام الاجتماعي .
2- كتب ذيولا وتعليقات على كتاب "إلاي - جنج" أو "كتاب التغيرات" وموضوعه علم ما وراء الطبيعة،
رغم حرصه على ألا يلج بفلسفته إلى هذا المجال المستعصي على عقل الإنسان وحسه .
3- كتاب "الشي - جنج" وهو كتاب أناشيد قام بترتيبه وتبويبه،
كما شرح فيه كنه الحياة ومبادئ الأخلاق الفاضلة .
4- كتاب "التشو - شيو" وهو كتاب تاريخ سجل فيه أهم الأحداث التي وقعت في مدينته "لو" .
5- "الشو - جنج" وهو كتاب تاريخ آخر ولكنه أشمل،
حيث جمع فيه أهم وأرقى ما وجده في حكم الملوك الأولين من الحوادث والقصص .
ولم يكن وهو يعمل في هذه الكتب يرى أن وظيفته هي وظيفة المؤرخ بل كان فيها كلها معلما ومهذبا للشباب ،
فقد أضاف إلى الحوادث الواقعية خطبا وقصصا من عنده
صب فيها أكثر ما يستطيع من الحض على الأخلاق الكريمة والإعجاب بالحكمة.
ويضيف الصينيون إلى هذه الكتب الخمسة أربعة كتب أخرى،
هي مما ألفها تلاميذ تلاميذه إلا أنها سجلت في إيجاز ووضوح منقطعي النظير آراء وأقوال كنفوشيوس كما ذكرها أتباعه،
وقد جمعت تلك الكتب بعد عشرات السنين من وفاته .
وأول هذه الكتب :
كتاب "لوق يو" أو "الأحاديث والمحاورات" المعروف عند قرّاء اللغة الانجليزية بإسم
" مجموعة الشذرات " أي شذرات كنفوشيوس .
وثانيها : ما جاء في الفقرتين الرابعة والخامسة من الشو الثاني
وهو المؤلف المعروف عند الصينيين بإسم "الداشوه أو التعليم الأكبر"،
ويعزو الفيلسوف والناشر الكنفوشي جوشي هاتين الفقرتين إلى كنفوشيوس نفسه،
كما يعزو باقي الرسالة إلى دزنج - تسان أحد أتباعه .
وثالثها : كتاب "جونج يونج" أو "عقيدة الوسط" وهو الكتاب الفلسفي من كتب الصين .
وآخر هذه الكتب هو "كتاب منشيس" وهذا الكتاب هو خاتمة الآداب الصينية القديمة.
راى الأسلام فى ما قاله ونادى به كونفيشيوس :
فالإنسان مهما أعجب ببعض أفكار كنفوشيوس ففي الإسلام منها وخير منها،
فالإسلام يحث على الأخلاق ويولي أهمية بالغة لصلاح الحاكم،
بل يوجب عليه أن يعتني بعماله فلا يولي إلا الصالحين،
وأن يعتني كذلك بالرعية فيقوم على رعايتها،
ويلزمه أن يحفظ لهم أموالهم وأنفسهم وأعراضهم وأديانهم وأولادهم .
ولو ذهبنا نقارن بين الإسلام وما جاء به كنفوشيوس في السياسة والأخلاق
لرأينا الإسلام قد جاء بخير مما جاء به كنفوشيوس .
وزاد عليه حسن الاعتقاد في الله وحسن عبادته والتوجه إليه،
ونبذ الآلهة الباطلة المزعومة، ولا غرو أن يفضُلَ الإسلامُ الفلسفات الأرضية فهو وحي الله وهديه،
وليس أفكارا بشرية يعتريها ما يعتري البشر من الخطأ والنقص،
فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
المراجع:
تاريخ الحضارة لو ديورانت .
الموسوعة الميسرة .
مواقع إنترنت .
************
وللموضوع لقاء اخر ان شاء الله تعالى
يتبع ان شاء الله تعالى بالحركة الجديدة
14- النصيرية
فانتظرونا ان شاء الله تعالى
.
| |
|