منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب كفر الجمال

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
قرطاجه Animal11
قرطاجه 09910
قرطاجه 1611
قرطاجه Tقرطاجه Eقرطاجه Nقرطاجه Emptyقرطاجه Lقرطاجه Aقرطاجه Mقرطاجه Eقرطاجه Gقرطاجه Lقرطاجه Eقرطاجه Emptyقرطاجه Wقرطاجه Wقرطاجه W
قرطاجه 1611 الآن  وبعون الله تعالى   المنتدى على سيرفر جديد www.elgemal.net

 

 قرطاجه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وضاح الحسني
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ



عدد الرسائل : 10
نقاط : 20
تاريخ التسجيل : 18/12/2009

قرطاجه Empty
مُساهمةموضوع: قرطاجه   قرطاجه Emptyالأحد 27 يونيو - 20:13:13

جغرافية قرطاجة
المبحث الأول
الموقع الجغرافي
تقع مدينة قرطاجة شمال غرب تونس في قارة أفريقيا على ضفاف البحر المتوسط.
يحدها من الجنوب حصن بيرسا قرب لوكرام( ) بين بحيرة تونس وهضبة بيرسا (من ضواحي تونس اليوم وهي المعروفة بضاحية سان لويس) وبين ضاحية ميغار إلى الشمال( ). وموقع قرطاجة أنظر الشكل رقم (ا) و (2) في الملاحق.

موقع قرطاجة بالنسبة لأفريقيا:
كانت قرطاجة في وقت عمارتها من غرائب البلاد المذكورة بما فيها من عجائب البناء وإظهار القدرة في ذلك وبها الآن بقايا من بنيان الروم المشهور بها مثل الطياطر التي التي ليس لها نظير في مباني الأرض قدرة واستطاعة وذلك أن هذا الطياطر هي بناء في استدارة وهي نحو من خمسين قوساً قائمة في الهواء سعة كل قوس منها أزيد من ثلاثين شبراً وبين كل قوس وأختها سارية وعظمها وسعة السارية والعضاديتين أربعة أشبار ونصف ويقوم على كل قوس من هذه الأقواس خمسة أقواس قوس على قوس صفة( ) واحدة وبناء واحد من الحجر المكذان الذي لا يجانسه شيء في الجودة وعلى أعلى كل قوس من هذه القسي بحر دائر( ). وقد صور في البحر الدائر على القسي السفلي أنواع من الصور وضروب من التماثيل العجيبة الثابتة في الصخر من صفات الناس والصناع والحيوانات والمراكب وكل ذلك قد أتقن بإبداع صنعة وأحذق حكمة وسائر البناء الأعلى أملس لا شيء به ويقال إن هذا البناء كان ملعباً ومجتمعاً في فصل ما ويوم ما من السنة( ) ومن عجائب البناء بقرطاجنه الدواميس التي يبلغ عددها أربعة وعشرين داموسا في سطر واحد طول كل داموس مائة وثلاثون خطوة في عرض ست وعشرين خطوة ولكل داموس منها أقباء في أعلاه وبين كل داموس منها وصاحبه أثقاب وزراقات تصل منها المياه من بعض إلى بعض كل ذلك بهندسة وحكمة وكان الماء يجري إلى هذه الدواميس من عين شوقار
التي هي بقرب القيروان( ).
وطول مسافة جري هذا الماء من العين إلى الدواميس ثلاث مراحل وكان جري الماء من هذه العين إلى هذه الدواميس على عدة قناطر لا يحصى لها عدد وجري الماء بوزنه معتدلة وهذه القناطير قسي مبنية بالصخر فما كان منها في نشز الأرض كان قصيراً وما كان منها في بطن الأرض وأخاديدها كان في نهاية العلو وهذا من أغرب شيء أبصر على وجه الأرض والماء في وقتنا هذا مقطوع عن هذه الدواميس لا يصل إليها منه شيء كل ذلك أوجبه خراب مدينة قرطاجنه ومع ذلك إنها من يوم خرابها( ) إلى الآن يحفر على ما تهدم من قصورها وأصول بنائها فيستخرج منه من أنواع الرخام ما يكل عنه الواصف ولقد أخبر خبير بها أنه رأى ألواحاً استخرجت من الرخام طولها أربعون شبراً في عرض سبعة أشبار فما دونها والحفر في خرابها دائماً لا ينقطع وإخراج الرخام منها لا ينقضي ورخامها يحمل إلى جميع أقطار الأرض ولا سبيل إلى أن يخرج أحد منها في مركب أو غيره( ).
ألا ويحمل معه من رخامها الشي الكثير حتى أشتهر ذلك وقد يوجد بها من أعمدة الرخام ما يكون محيط دور الواحدة منها أربعين شبراً فما دونه ويحيط بمدينة قرطاجنه أوطية من الأرض وسهول ولها مزارع وضروب غلات ومنافع جمة ويتصل بأرض قرطاجنة من جهة المغرب إقليم مدينة سطفورة( ) ومن قطراجنة إلى حلق وادي تونس ثلاثة أميال( ). قال بطليموس في كتاب الملحمة: أن مدينة قرطاجنه طولها أربع وثلاثنون درجة, وعرضها خمس وثلاثون درجة تحت إحدى عشرة درجة من السرطان, يقابلها مثلها من الجدي, بيت ملكها مثلها من الحمل, بيت عاقبتها مثلها من الميزان, لها ثلاث درجات من الدلو, بيت حياتها خمش عشرة درجة من السنبلة( ) كانت مدينة عظيمة شامخة البناء أسوارها من الرخام الأبيض وبها من العمد الرخام المتنوع الألوان ما لا يحصى ولا يحد, وقد بنى المسلمون من رخامها لما خربت عدة مدن, ولم يزل الخراب فيها منذو زمان عثمان بن عفان, رضي الله عنه, وإلى هذه الغاية على حالها عمودان أحمران من الحجر المانع في مجلس الملك أحدهما أحسها قائم والآخر من وقع, دور كل عمود منهما ستة وثلاثون شبراً وطوله فوق الأربعين ذراعاً( ) وهي على ساحل البحر, بينها وبين تونس اثنا عشر ميلاً, وتونس عمرت من خراب قرطاجنه وحجارتها وقد بقي من حجارتها ما يعمر به مدينة أخرى, ولم يكن بقربها عين جارية ولا قناة سارية فجلب عامرها إليها الماء من نواحي القبر وإن وبينهما مسيرة ثلاثة أيام, في جبال منحازة بعضها من بعض وقد وصل بين تلك الجبال بعقودة معقودة وعمد مبينة كالمنائر العالية وجعل مجرى الماء فوق ذلك المعقود والأزج المحكم المنحوت, وأهل تلك البلاد يسمونها الحنايا, وهي مئون كثيرة, ومن نظر إلى هذه المدينة عرف عظم شأن بانيها وسج وقدس مبيد أهلها ومنفيها( ).

أما موقع قرطاجة بنسبة الأندلس:
هي فرضة مدينة مرسية وهي مدينة قديمة أزلية لها ميناء ترسى بها المراكب( ) الكبار والصغار وهي كثير الخصب والرخاء المتتابع ولها إقليم يسمى الفندون وقليلاً ما يوجد مثاله في طيب الأرض وجودة نمو الزرع فيه ويحكى أن الزرع فيه يثمر بسقي مطرة واحدة وإليه المنتهى في الجودة( ) ومن مدينة قرطاجنة مع الساحل إلى شجانة أربعة وعشرون ميلاً وهو مرسى حسن وعليه بقربه قرية ومنه إلى حصن أقلة أثنا عشر ميلاً وهو حصن صغير على البحر وهو فرضه لورقة وبينهما في البر خمسة وعشرون ميلاً ومن حسن أقلة إلى وادي بيرة في قعر الجون اثنان وأربعون ميلاً وعلى مصب النهر جبل كبير( ) وعليه حصن بيره مطل على البحر ومن الوادي إلى جزيرة قر بيتيره اثنا عشر ميلاً ثم إلى الرصيف ستة أميال ثم إلى الشامة البيضاء ثمانية أميال إلى طرف قابطة ابن أسود ستة أميال ومن طرف القابطة إلى المرية اثنا عشر ميلاً ومن مدينة قرطاجنة إلى مرسية في البر أربعون ميلاً( ).
أما تاريخ تأسيس هذه المدينة يذكر د. الناصري أنها ليست ما بين أعوام 673-633 ق.م وليس كما كان يعتقد سابقاً ما بين 860-814 ق.م( ).
وتأسيس مدينة قرطاجة على المضيق الذي يربط بين البحر المتوسط وفي طرف شبه جزيرة يعزلها عن القارة عدد من الجزر المتناثرة ( ) يجعل القوة المتواجدة في هذه المنطقة تتمكن من شطر البحر المتوسط إلى شطرين شرقي وغربي وبالتالي كان للمدينة نشاط تجاري مزدهر مع مصر ومدن شرق البحر المتوسط بالإضافة إلى احتكارها لتجارة غربي البحر المتوسط( ) وموقع قرطاجة على الساحل الشمالي الشرقي من تونس الحالية كان أحد عوامل تفوقها على بقية المدن الفينيقية في شمال أفريقيا إذ زودها هذا الموقع بإمكانات رسو السفن التجارية التي تمخر عباب غرب البحر المتوسط وتتاجر في الذهب والفضية والقصدير وكذلك تزودها بما تحتاج إليه من مؤن و إمدادات هذا فضلاً عن خلفيتها الكبيرة من الأراضي الخصبة والمرفا المتميز( ) وقد كان النشاط التجاري يمثل عصب الحياة الاقتصادية القرطاجة عبر تاريخا الطويل وميزها بأكثر مما ميز غيرها من الأمم القديمة( ) وموقع قرطاجة المتميز جعلها تلعب دوراً هاماً في تجارة البحر المتوسط, وانهالت عليها الثروة وبذكر د. الناصري بهذا الصدد أنها أصبحت من كبريات المراكز التجارية الفينيقية على ساحل البحر المتوسط, بل أصبحت بدورها مؤسسة لعديد من المدن التجارية في جزيرة صقلية وفي أسبانيا وسردسنا( ) وكانت عبارة عن قلعة لها حصن طبيعي يحمي السفن من هياج البحر ويحتمي من خلفها التجار والزراع مما أعطاها السيطرة على غرب البحر المتوسط. ومن ثم استحقت لقب ملكة البحار وكانت أشبه بجمهورية صغيرة تحكم بواسطة النبلاء والأشراف الذين حافظوا على نقاء دمائهم الفينيقية( ), ولم يكن البحر هو مصدر الثراء الوحيد لهذه الجمهورية الصغيرة بل هيمنت على سهل غني بالخيرات هو سهل (باجراداحي) وعلمت سكانه من البربر طريقة فلاحة الأرض وزراعتها كما عمل بالزراعة الجنود المرتزقة الذين كانوا يكونون نواة جيشها وذلك بعد تسريحهم( ).وهذا النشاط التجاري المزدهر لقرطاجة وما أعقبه بطبيعة الحال من انتعاش اقتصادي ورخاء وزيادة مضطردة بالتالي في حجم القوة العسكرية لقرطاجنة حتى تتمكن من حماية هذا النشاط كان بالضرورة أحد أسباب الصدام( ) وذلك لهدف منع أو تقدم النشاط اليوناني والإغريقي والروماني.




المبحث الثاني
التركيب السكاني
يرجع السكان الأصليين لمدينة قرطاجة إلى الأقوام الكنعانية الفينيقية, ويعتبر تاريخ قرطاجة جزءً هاماً من تاريخ الفينيقيين (البونيقيين) نظراً لما حققوه ونظر الدور الذي أدوه في مواجهة قوة روما وما أنجزه عظماء رجالها وقوادها( ) كما أنها تعد أهم المستوطنات التي أقامها الفينيقيين في وسط وغرب البحر المتوسط والاسم الفينيقي لقرطاجه هو (قرط حدشت) وتعني المدينة الجديدة ويقال أن أهل صور أنشاؤها حوالي عام 814 ق.م( ).
والفينيقيون هم من الأقوام السامية الأمورية الكنعانية القديمة ومن الأصل السامي والتي اشتهرت منذ القدم بالتجارة والأسفار البحرية, وكانت مواطنهم فلسطين وسواحل الشام, ومن أشهر مدنهم صيدا وصور وطرابلس الشام وبيروت, وكانوا يترددون على الشمال الإفريقي منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد وانشأوا على ساحله محطات تجارية كثيرة لنقل بضائعهم إلى الأسواق التي تروج فها, وكانت( ) عنايتهم بالتجارة والصناعة بالدرجة الأولى في شئون حياتهم والفينيقيون من الكنعانين كبعض المغاربة الأقدمين وفي سنة 3500 ق.م هاجرت إلى الشام أمم من الكنعانيين وسكنت أمة منهم في القطر الذي سماه اليونان: فينيقيا( ) وهم الذين أطلق عليه اليونانيون اسم الفينيقيين وقد اختلف الباحثون في أصل التسمية كنعان, فيرى البعض أنها جاءت من, كنع أو خنع أو قنع بمعنى الأراضي المنخفضة التي سكنوها ومنهم من يرى أنها من أصل هندو أوربي من كلمة حورية (كناجي) بعض الصبغة الحمراء إذ كانت هذه المنطقة تشتهر بهذه الصبغة الحمراء عندما اتصل الحوريون بتلك البلاد في القرن الثامن عشر أو السابع عشر قبل الميلاد وفي الكتابة البابلية كتبوا اسمها (كنعنى أو كناجى) ووردت في الكتابة الفينيقية نفسها تحت اسم (كينغ) وحرفت إلى (كنعان) في البعرانية( ) اما أصل كلمة (فنيقيا) فهي مشتقة على الأرجح من كلمة يونانية (Phoinix) والتي تعني بلاد الأحمر الأرجواني أي الصبغة الحمراء نظراً لشهرة هذا الساحل بصناعة الأصباغ القرمزية والملابس الأرجوانية اللون( ). لذللك أطلق اليونانيون على كنعانى الساحل اسم فينيقيا (أي بلاد الأشرعة الحمراء الأرجوانية) ( ), وعاشت هذه الأمة العظيمة أكثر من 3170 سنة وأحسنت إلى الإنسانية, وعنها تعلمت الإنسانية القراءة والكتابة( ) وكان الفينيقيون يجوبون بتجارتهم مختلف البلدان ولكنهم لم يكتفوا بمجرد التجارة والعودة من حيث أتوا, بل كانوا يستقرون ويستعمرون وينشئون مدناً فينيقية جديدة, وقد كانوا يتسربون بأعداد قليلة لا تثير الخوف أو الفزع أو الشكوك, وذلك ليس بتخطيط منهم, ولكن بحكم اشتغالهم بالتجارة ورغبتهم في إيجاد مستقرات يشرفون منها على تجارتهم, ويصرفون بضائعهم, ولم يكن لهم أي اتجاه سياسي معين, فإذا تم إنشاء المستعمرة واستقر فيها المهاجرون, بدأت تتصل بالمدن الفينيقية الكبرى عن طريق البحر, وهكذا انتشرت المستعمرات الفينيقية في كل مكان( ).
كما كتب بلوتارخ في القرن الأول الميلادي عن الفينيقيين أنهم شعب مملوء بالصرامة والمشاكسة, مطيع لحاكمه, مستبد مع أولئك الذين حكمهم.. عنيف إذا ما غضب, لا يتزعزع إذا ما همم على شيء أو إذا قرر شيئاً, وصارم حتى أنه يكره الملاطفة والشفقة.
كما ذكر أيضاً بوميوس – ملا الاسباني الذي عاش في القرن الأول الميلادي عن الفينيقيين أن الفينيقيين جنس مجتهد, نجحوا في الحرب والسلام فقد برعوا في الكتابة والأدب وفي الفنون الأخرى, وفي الملاحة وفي الحروب البحرية وفي حكم الإمبراطورية( ) وينقسم تاريخ الفينيقيين إلى عصرين: العصر الأول/ عصر صيدا, والعصر
الثاني/ عصر صور.


1- عصر صيدا:
من سنة 3500 قبل الميلاد إلى سنة 1209 قبل الميلاد وفي هذا العصر أسس الفينيقيون عدة مدن في فينيقيا, وكانت أعظم مدنهم هي مدينة صيدا, وكانت عاصمتهم, ولهذا سمي هذا العصر بعصر صيدا, وقد دامت عظمة هذه المدينة نحو 2300سنة( ).
وقد أجمع المؤرخون على أن الفينيقيين كانوا أول من ركب البحر وأول من صنع السفن البحرية وكانوا في تلك العصور القديمة أعظم أمه تجارية صناعية, فكانوا ينظمون قوافل تسير في البر إلى الهند وبابل وأشور وبلاد فارس لتبيع مصنوعاتهم في تلك الأقطار, كما نظموا قوافل بحرية كانت تذهب إلى شواطئ البحر, تعرض المصنوعات الفينيقية على أمم البحر الأبيض المتوسط, وكانوا يشترون من هذه الأمم المواد الخام لمصنوعاتهم.
ولما عظم أمرهم وكثر عددهم, صاروا يرسلون إلى شواطئ الأقطار البعيدة جاليات منهم لتؤسس مدناً فينيقية تجارية, لتكون مركز الاتصال بينهم وبين تلك الأمم( ) وأسسوا في إقليم طرابلس الغرب مدينة (بزسيوم) وأطلقوا على تلك الجهة كلمة بزاسين, ومعنى ذلك في لغتهم: الأرض الكثيرة المياه, وهم الذين أنشأوا في تونس إقليم زوجيتان وسموا تلك الجهة بهذا الأسم( ), وظلوا سادات البحر الأبيض المتوسط يفعلون فيه ما يشاءون, ولا ينازعهم فيه أحد إلى سنة 1500 قبل الميلاد( ).

2- عصر صور:
من سنة 1209 قبل الميلاد إلى سنة 131 قبل الميلاد وفي هذا العصر تزعم أهل مدينة صور الإمبراطورية الفينيقية وصارت صور من أعظم مدن العالم, وكانوا يسمونها: أم البحار, لأنها كانت أعظم مدينة تجتمع فيها سفن العالم( ).
وقد استطاع الفينيقيون أن يعيدوا مجدهم الذي كان لهم في العصر الأول في أقصر وقت, وقد قوى اتصال أهل صور بأهل إفريقيه وكونوا في موريتانيا ونوميديا وزوجيتان مدناً كثيرة وقد استولوا على جزيرة مالطة وجعلوها محطة لسفنهم التي كانت تسير في البحر الأبيض المتوسط( ), وظل الفينيقيون متمتعين بسيادة البحر إلى سنة 331 قبل الميلاد ففي هذه السنة احتل الاسكندر المقدوني مدينة صور وخرب معظمها وأذاق أهلها العذاب الأليم.
وبهذا الحادث انتهى مجد الفينيقيين( ) وعظمتهم, وورث ملكهم ابنائهم القرطاجيون, وقد عاش أهل صور متمتعين بالعز 878سنة, وعاشت الأمة الفينيقية
أكثر من 3170سنة( ).
وقد خلف أهل صور آثاراً كثيرة في المغرب ضاع أكثرها, ومن أشهر آثارهم الباقية: أصنام هرقل, وهو هيكل عظيم كانوا يتقربون إليه بالأضاحي على مذهب الفينيقيين, وكانت أصنام هرقل في الجبال المحيطة بمضيق جبل طارق, ومن أجل ذلك سميت هذه الجبال بأصنام هرقل( ), وكان تأثير الفينيقيين في الحضارة الإنسانية عظيماً, فهم الذين اخترعوا الحروف الهجائية, وعنهم أخذتها جميع أمم الأرض, وهم الذين اخترعوا الزجاج, وهم أول من ركب البحر, وهم الذين اخترعوا السفن البحرية وهم أول من اتقن الملاحة, وهم أول من عرف بحار العالم وأحاط علماً بما في هذه الأرض من أراضي, وهم الذين علموا اليونان العلوم والفلسفة( ).وتشير أحدى الأساطير إلى أن صور كان لها الفضل في تأسيس قرطاجة( ). وذلك يرجع إلى ابنه ملك صور فهي تروي أن متان حفيد ايتو- بعل أنجب ابنة تدعى اليسا وأبا يدعى بيجماليون وأن اليسا اعتلت العرش فترة قصيرة ثم عزلت وأصبح أخوها بيجماليون ملكاً على صور وقام بقتل زوجها فهربت إلى قبرس بعد أن تعرضت لبعض المتاعب ومن قبرص اتجهت إلى شمال أفريقيا ونزلت بالموقع الذي عرف فيما بعد باسم قرط حادشت وقد حرفه اليونان إلى كارتاجا والرومان إلى كارتاجو والعرب إلى قرطاج أو قرطاجة أي المدينة الجديدة وهناك أمكنها أن تؤسس مركزاً تجارياً ومدينة بمعاونة أنصارها الصوريين( ) واستقرت هي وجماعتها في هذه المدينة الجديدة, التي صارت بعد زمن أعظم مدن العالم, وكان سكانها أكثر من مليون نسمة( ), واستطاع أهلها أن يكونوا إمبراطورية عظيمة, وكانت من أعظم إمبراطوريات العالم في العصور القديمة, فكانت تتكون من شواطئ شمال إفريقية وتملك أغلب أراضي اسبانيا وكثيراً من جزائر البحر الأبيض المتوسط وكان أسطولها أعظم أساطيل الدنيا, وبلغ أهلها من الحضارة والرقي إلى درجة كبيرة, وعاشت متمتعة بالعظمة والرفاهية أكثر من ستة قرون ونصف من 840 إلى 146 قبل الميلاد( ).
وتاريخ الفينيقيين مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبحر كما يتبين من موانيهم التي كانت قائمة على الجزر المقابلة( ).
واشتهر الفينيقيون بخبرتهم العالمية في بناء السفن مستخدمين الأخشاب من الغابات اللبنانية وركوب البحر وكذلك بإقامة نوع من التجارة الدولية في كافة أرجاء المتوسط في سلع كالمعادن والمنسوجات والأصباغ والمواد الغذائية والسلع الغربية( ) والنادرة وقد وصلوا بتجارتهم سلعهم إلى ما وراء البحر المتوسط في طرفه الغربي حيث وصلوا إلى المحيط الأطلسي حيث تاجروا بالقصدير مع بريطانيا شمالاً كما وصلوا بتجارتهم إلى مسافة نحو أربعمائة ميل جنوباً على الساحل الغربي لأفريقيا( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قرطاجه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قرطاجه (2)
» قرطاجه (3)
» قرطاجه (4)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب كفر الجمال :: منتدى الفكر الاسلامي :: منتدى الفكر و التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: