الحمد لله الذى سهل
لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا و أوضح لهم طرق الهداية و جعل اتباع
الرسول عليها دليلا وكتب فى قلوبهم الايمان و أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله و بعد
اعلم أخى فى الله أختى فى الله أن علامات مرض القلب كثيرة و يجب أن ينظر كل منا بداخله وإذا وجد أى من هذه العلامات عليه أن يغيرها إلى النقيض و أن لايحيا حياة البهائم يقول الله عز و جل فى سورة محمد" يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام و النارمثوى لهم" و أول هذه العلامات أن يقدم العبد حظه وشهوته على طاعةالله ومحبته كما قال الله عز وجل فى سورة الفرقان" أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفانت تكون عليه وكيلا" وعن أبي محمد عبدالله بن عمروبن
العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يؤمن
أحدكم حتى يكون هواه تبعاُ لما جئت به
ومن علامات مرض القلب أن صاحبه لاتؤلمه ارتكاب المعاصىيقول الله عز وجل" كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" هوالذنب على الذنب حتى يعمى القلب أما سليم القلب فيتبع السيئةبالحسنة والذنب بالتوبة
ومن العلامات الكبيرة الدالة على مرض القلب هواستبدال الأغذية النافعة بالسموم الضارة كاعراض أكثر الناس عن سماع القرآن الذى فيه شفاء و رحمة و يستمعون إلى الغناء الذى ينبت النفاق فى القلب ويحرك الشهوات وفيه من الكفر بالله عز و جل ما فيه
ومن العلامات الأخرى الرضا بالدنيا والاطمئنان فيها وهذا كله ناتج عن الجهل الذى هو مصيبة من أكبر المصائب يتألم بها من كان فىقلبه حياة ويقول القائل
وفى الجهل قبل الموت موت لأهله وأجسامهم قبل القبورقبور
وأرواحهم فى وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشور
وأخيراأذكركم ونفسى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه البخارى
كن فىالدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته