الـحمد لله على فضله واحسانه و الصلاة والسلام على رسوله و نبيه محمد صلى الله عليه و سلم
اللهم ارزقـنا الاخلاص فى أقوالنا وأعـمالنا واجعلها خالصة لوجهك و أسأل الله العظـيم رب العرش
الـعظيم أن يوفقنا الى طاعته وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه و سلم
مما لاشك فيه أن العمل القـليـل المبنى على الاخلاص لله ومتابغة رسول الله له أجر كـبير وعلى العكس
العمل الكـثير المبنى على الرياء وعدم الاخلاص والبدع لا قيمة له ولا أجـر له عند الله سـبحانه وتـعالى
فعن أبى أمامة رضى الله عنه قـال:جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فـقال:أرأيت رجلا
غزا يـلتـمس الأجر والذكر مـا لـه؟ فـقال رسول الله :لا شئ له"فأعادها ثلاث مرات ويقول رسول الله
"لا شئ له" ثـم قال"ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وابتغى به وجهه"رواه النسائى وقال
الحافظ العراقى اسناده حسن.
فالاخلاص كما قـيل:هو تجريد قصد التقرب الى الله عز و جل عن جميع الشوائب
وقـيل:هو افراد الله عز و جل بالقصد بالطاعات.وقد أمر الله عز و جل بالاخلاص فقال:(وما أمروا الا ليعبدوا
الله مخلصيـن له الدين حنـفاء) سورة البينة.
وقال تـعالى:(ومن أحـسن ديـنا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن) سورة النساء
فاسلام الوجه هو اسلام القصد والعمل لله.(وهو محسن)أى اتبع فى عمله ما شرعه الله له وعلى سنة الحبيب
محمد صلى الله عليه وسلم وهـذان الـشرطان لا يـصح عمل بدونهما أى يكون خالصا صـوابا والخالص أن
يكون لله والصواب أن يكون متابعا للـسنة فـمن فـقـد الاخلاص كان منافـقا و هم الـذين يراءون الناس ومن
فـقـ المتابعة كان ضالا جاهلا ومتى جمعهما كان عمل المؤمنين.
قال بعض السلف :"ما من فعلة الا ينـشر لها ديوانان لما فعلت ذلك؟ وكيف فعلت ذلك؟ فالأول سؤال عن
الاخلاص والثانى سؤال عن المتابعة والله أسأل أن يوفـق الجميع الى ما يحبه ويرضاه وحبانا من فضله
فوق ما نـتمناه وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمـين
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته