ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: العمل ....وقيمته فى الاسلام الأربعاء 16 يناير - 23:12:55 | |
|
البشر نوعان:
نوع يحلم بالنجاح.... وينتظر أن تاتي الدنيا كلها بين يديه
وهو جالس فى دفء منزله دون معاناة أو تعب
أو حتى محاولة لصقل أو تدريب نفسه
حتى يكون جديرا بحلمه ولائقا له،
ونوع آخر يصنع نجاحه......... وينتزع مصيره
ويبني مستقبله لبنة لبنة.
والفرق بين الاثنين بسيط جدا:
هو أن أحدهم حلم وانتظر معجزة لتحقيق الحلم
والآخر حلم وحول حلمه الى واقع
أو الى سلم عال شاهق
ولكنه بدأ فى الصعود إليه درجة درجة
وكما يقول عالم التنمية البشرية
المغفور له باذن ربه الدكتور إبراهيم الفقى
" رحمه الله "
معظم البشر يضع نصب عينيه الأشياء التي لا يريدها،
ويبدأ في محاولة دفعها"!
فنجد الشخص يركز على عدم الفشل في دراسته
بدلا من السعي إلى النجاح والتميز.
وآخر حريص على عدم الخسارة في مشروعه التجاري الجديد
بدلا من العمل على الربح والنجاح.
وهي الأخرى تحاول الحفاظ على حياتها الزوجية من الانهيار
بدلا من جعلها مشرقة حيوية.
وهذا مما يجعلنا دائما قريبين بشكل كبير من دائرة السقوط،
ناصبين أعيننا عليها مخافة الوقوع فيها،
ونظل دائما على خطر.
ومن هنا حرص الإسلام على قيمة العمل بجد واجتهاد
دون كلل أو تعب
ودون الاعتماد على الغير في أن نقوم بما يجب علينا القيام به،
وقال الله في كتابه العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
صدق الله العظيم
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
"ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده
وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده"
رواه البخاري.
وحسبك أن العمل شرف
وأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قد تفتحت عيناه أول ما تفتحا على السعي والعمل،
فرعى الغنم وهو صغير
بل كان يفاخر بذلك،
فعن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
"ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم،
قالوا: وأنت يا رسول الله؟
قال: وأنا رعيتها لأهل مكة على قراريط"
رواه البخاري.
وكما يقول علماؤنا الأكارم
فان العمل في الإسلام تتسع دائرته ويمتد إطاره،
فيشمل كل بناء مثمر وكل سعي لخير البشرية،
ولحفظ كيان الجماعة الإنسانية وسيادتها.
والعامل المسلم حر طليق يرتاد ميادين العمل جميعها
غير مقيد بزمان أو مكان
ما دام رائده النفع العام،
بشرط ألا يتعدى حدود الله تعالى.
وكل أنواع الكسب حلال ما عدا المحرم منها.
واليوم رغم انكم تعلمون جميعا قيمة العمل
وددت أن اؤكد للقارى العزيز على ما دفعنى لكتابة هذا المقال،
وهو ما أقرؤه كل يوم من أن احدهم يشتكي
انه لا توجد له وظيفه يتعول منها
ثم بعد البحث والتحرى
تخبرنا وزارة العمل او الجهات المسؤولة
انهم عرضوا عليه الكثير من العمل ورفض
ومع ذلك يطلب المساعدة من الديوان والحكومة
بل وأحيانا من أهل الخير والمحسنين
مع انه قادر على العمل.
وفى ذلك روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال
"لا تزال المسألة بأحدكم،
حتى يلقى الله وليس في وجهه مُزعة لحم".
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول
"لأن يغدوَ أحدكم فيحتطب على ظهره،
فيتصدق به، ويستغنيَ به من الناس،
خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك،
فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى،
وابدأ بمن تعول".
وروى مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص
أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال
"قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنّعه الله بما آتاه".
وأخيرا وليس آخرا
ان العمل عبادة
والعمل الحلال الشريف لا يعيب صاحبه
مهما كان ينظر الآخرون الى نوعية العمل
واليد الخشنة المتشققة اليابسة
هي هذه اليد التي يحبها الله ورسوله..
الا قد بلغت
اللهم فاشهد
ولبيلغ الحاضر ... الغائب
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
.
| |
|