دموع وائل
الجمهورية
كانت الدموع التي سكبها وائل غنيم علي قناة دريم أمس الأول بمثابة سيف قطع رقبة الداخلية في عهدها السابق.. صدقه وإخلاصه لوطنه أكدا أن الإنتماء لمصر لا يكون بقانون الطوارئ أو خطف المواطنين من الطرقات.. اقنعونا أن الطوارئ تحمينا من الإرهاب فإذا بشراذم فلسطينية تخترقنا وتطلق الصواريخ علي أرضنا ويهرب من سجوننا الذين قلنا إنهم إرهابيون.. عادوا بسرعة البرق للبنان وغزة.. وائل غنيم المدير الإقليمي لجوجل هدم العادلي ورجاله السابقين وواراهم التراب.. فضح وزارة كانت تلفق الاتهامات وتحجز المواطنين بدون اتهام أو تحقيق.. ظهرت رجولة الشاب عندما رفض وهو في موقع القوة أن "يفتري" ويبالغ زاعماً أنهم ضربوه وعذبوه.. لو قالها لصدقناه.. لكنه كان يحترم نفسه ولا يكذب.. كان عظيماً وهو يبتعد عن الانتقام. مؤكداً أن الضباط الذين عصبوا عينيه 12 يوماً كانوا أيضا يحبون بلدهم ولكن بطريقة خاطئة.. وهي الشك في الجميع.. سكب الفتي دموعاً ساخنة حقيقية علي التخوين الذي نتعامل به بعضنا مع بعض.. وعلي رفاقه الشهداء الذين قضوا نحبهم لأن النظام فشل في التعاون معهم.. أبكانا وهو ينتحب قائلاً "والله مش أنا السبب".. إننا نلعن أمناً زائفاً.. أوهمنا يومياً أنه يحمينا بينما كان يحمي نفسه.. الشرطة أمامها الكثير لتستعيد ثقة المواطنين.. الجروح لن تندمل بسرعة.. كثيرة هي المعلومات التي ضللونا بها.. كنا حسني النية ونحن نصدق أنهم حراس الوطن وعيونه السهرانة.. واتضح أنهم مثل الطاووس المختال بألوانه الزاهية رغم أنه بلا مخالب أو منقار. كما أنه يصدر أنكر الأصوات.. كنا سنفخر بالشرطة لو قبضت علي المجرمين بدلاً من أن تهربهم.. ونعتز بهم إذا وفروا الأمن للشارع بدلاً من القبض علي شاب مسالم فكر أن يحب بلده بطريقته فقالوا له إن حب الوطن لابد أن يتوقف "ترانزيت" في الداخلية.. الداخلية ليست "مأذون" حب الوطن.. ولكنها "عراب" السلطة والبطش.. عشق مصر لا يمكن أن يزدهر في أصفاد وقيود أو تحت تهديد الاستجوابات.. ولكنه يغرد فقط في سماء الحرية بعيداً عن بنادق متربصة بطائر الحب الحزين.