ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: ماهي حقوق العلماء علي المسلمين في شتي بقاع الارض؟؟؟؟؟؟ الأحد 22 مايو - 0:42:32 | |
|
حق العلماء علي المسلمين :::
*عناصر الموضوع* :
1-
منزلة العلماء عند ربهم
2.
صفات العلماء التي يعرفون بها
3.
واجب الأمة نحو علمائها
4.
الموقف من زلات العلماء
5.
الأسئلة
حق العالم على المسلم:
العلماء هم أهل خشية الله، وهم ورثة الأنبياء،
وحملة الحق من بعدهم، لحومهم مسمومة،
وعادة الله فيمن تنقَّصَهم معلومة.
للعلماء صفات يعرفون بها،
أوردتها هذه المادة، بالإضافة إلى موضوعها الأساسي
في بيان حقوق العلماء على الناس،
ومكانة العلماء الحقيقية في المجتمع.
*************************************
1-منزلة العلماء عند ربهم:
الحمد لله العالم ما في السموات وما في الأرض،
الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
الذي انزل على محمد صلى الله عليه وسلم
القرآن العظيم،
وقال له في محكم التنزيل:
وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
[النساء:113]،
وأمر الله نبيه بالاستزادة من شيء واحد
لم يأمره بالاستزادة من غيره،
فقال جل وعلا
لرسوله صلى الله عليه وسلم آمراً:
وَقُلْ رَبِّ زدْنِي عِلْماً
[طه:114].
الحمد لله الذي جعل في كل زمانٍ
بقايا من أهل العلم،
يدعون من ضل إلى الهدى،
ويصبرون منهم على الأذى،
ويحيون بكتاب الله الموتى،
وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهل الجهالة والردى،
فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه،
وكم من ضال تائه قد هدوه،
فما أحسن آثارهم على الناس،
وما أقبح آثار الناس عليهم،
ينفون عن دين الله تحريف الغالين،
وانتحال المبطلين،
وتأويل الجاهلين.
ولما قال الله جل وعلا
في الكتاب العزيز:
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
[النساء:59]
قال علماؤنا في التفسير:
المراد بأولي الأمر:
بها العلماء العاملون،
الذين يعلمون الوحي ويعملون به ويعلمونه للناس،
وأشهد الله العلماء على اعظم حقيقة في هذا الكون،
وفضَّلهم بالشهادة عليها على الملائكة،
فقال الله جل وعلا:
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ
( آل عمران:18)
هذه أعظم حقيقة أيها الإخوة،
من أشهد الله عليها؟
أولو العلم،
ونفى الله المساواة بين العلماء والجهال،
فقال جل وعلا:
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
[الزمر:9].
* خطر غيبة العلماء أو انتقاصهم:
قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى
في بيان فضل العلماء وخطر شأنهم:
واعلم بأن لحوم العلماء مسمومة،
وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة،
ومن وقع فيهم بالسلب،
ابتلاه الله قبل موته بموت القلب،
قال الله تعالى:
وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً
أَيُحِبُّ احَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً
[الحجرات:12]
فالذي يغتاب العلماء إنما يأكل لحماً مسموماً.
وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة،
إذ ان هؤلاء العلماء -أيها الإخوة- هم أولياء الله جل وعلا،
فإذا لم ينتقم من أعداء هؤلاء العلماء
فممن ينتقم؟!
وقد أخبر أن من أسمائه المنتقم.
فهؤلاء العلماء -أيها الإخوة- هم شهداء الله في ارضه،
والأمناء على وحيه،
وأهل خشيته،
والأنوار في الظلمات،
والمنائر في الشبهات،
وهم وارثو علم الأنبياء.
وقد قال الله تعالى:
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
[فاطر:28]
فشهد لهم بأنهم هم الذين يخشونه حق الخشية،
علماؤنا -أيها الإخوة- من السلف والخلف
الملجأ اليهم بعد الله عند نزول الملمات،
عند حلول الكربات،
هم الذين يفرجون عن عباد الله ظلمات الجاهلية،
ويرفعون عن الناس ظلمات الجهل،
إليهم الملجأ بعد الله إذا اشتد الخطب في الأمة.
*فضل العلماء في التصدي للفتن :
ولذلك -أيها الإخوة- كان لعلمائنا الأجلاء
فضل عظيم في الوقوف أمام ظلمات الفتن والأهواء والبدع،
فهذا الإمام أحمد رحمه الله تعالى
قام في وقت عصيب
قد طغت فيه البدعة على السنة،
عقد المبتدعة ألوية بدعتهم وقاموا فيها
وأعلنوها واستعلنوا بها،
فمن الذي رد الناس كلهم إلى الحق
مثل الإمام أحمد.
وعندما غزا التتار بلاد الإسلام
وولغوا في دماء المسلمين،
من الذي أنقذ الله الأمة على يديه؟
إنه مجدد الأمة في عصره الإمام ابن تيمية رحمه الله،
فالعالم -أيها الإخوة- في البلد كمثل عين عذبة
يرتوي منها كل الناس،
وكان علماؤنا في الماضي لهم مكانة عظيمة،
وكانت مجالسهم في مدن المسلمين مشهورة مزدحمة،
فهذا مجلس عاصم بن علي شيخ البخاري
كان يحضره ما يزيد على سبعين ألف إنسان،
وكان من ضخامته
أنه يكون فيه أناس يسمعون غيرهم،
لأن هؤلاء السبعين ألفاً
كانوا لا يستطيعون كلهم السماع مباشرة.
********************************
2- صفات العلماء التي يعرفون بها
أخرج ابن كثير في كتابه البداية والنهاية
أن أبا محمد البربهاري الحنبلي،
عطس يوماً وهو يعظ في مجلس الوعظ الضخم
فشمته الحاضرون،
ثم شمته من سمعهم
حتى شمته أهل بغداد،
فانتهت الضجة إلى دار الخلافة،
هؤلاء العلماء -أيهاالإخوة-
لهم صفات لابد من معرفتها حتى نعلم من هو
العالم الذي تجب طاعته؟
ومن هو العالم الذي يجب الاقتداء به؟
ومن هو العالم الذي نلجأ إليه بعدالله
إذا نزل بالبلادوالعباد الكرب وعمت الأهواء؟
ليس أي أحد يلجأ إليه في مثل هذه الأمور،
غير العلماء
*وقدصنف علماؤنا في بيان صفات أهل العلم
مصنفات عديدة
وليس هذا مكاناًلذكر صفات العلماء بالتفصيل
ولكن اعرج عليها وبسرعة:
* صفات العلماء المتعلقة بالعلم والعمل*:
أولاً:
لا بد أن يكون العالم ذو علم صحيح،
مستمد من الكتاب والسنة الصحيحة،
وأن يكون له عموم اطلاع على أقوال أهل العلم المعتبرين،
ولا بد أن يكون مخلصاًلله جل وعلا،
لا يرجو في إبلاغ علمه للناس جزاءً ولا شكوراً،
إلا رضاالله جل وعلا،
وكذلك سنَّ علماؤنا نهجاً واضحاً في
التخفف من الدنياوالابتعادعن إذلال النفس وإهانتها،
في سبيل تحصيل فضول العيش،
وكانوا لايستنكفون عن القيام بأي عمل يدوي مهما كان
حتى يعيشوا من ورائه،
وكانت لهم صفة مهمة،
كذلك كانوا ملتصقين بالناس
فما كانوا يعيشون في كهوف أو تحت الأرض،
أوفي الظلام،
أو وراء الكواليس
لا يدري عنهم أحد
ولا يسمع بهم أحد،
بل كانوايظهرون إلى الناس،
ويعايشون مشكلات المجتمع
ويفتون في المواقف التي تنزل بالمسلمين،
ولم يكونوا بمعزل عن الحياة..
كانوا يخالطون الناس في مساجدهم وأسواقهم ومجتمعاتهم،
ولذلك نجحوا في علاج مشكلات الناس،
وكان لهم وزن في المجتمع،
ولذا حاول الاستعمار أو الاستخراب
عندما دخل بلاد المسلمين،
كان من أول أهدافه:
عزل العلماء عن الأمة؛
لأنهم شعروا بخطوره القضية.
*وكذلك من صفات العلماء العمل بالعلم*،
فإن الله ذم اليهود؛
فقال جلَّ وعلا:
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ
( الجمعة:5
العالم من اليهود ...ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ
يَحْمِلُ أَسْفَاراً
[الجمعة:5]
ولذلك كان علماؤنا يحرصون على العمل بالعلم،
فهذاالإمام أحمد كان يحرص على ألا يدع حديثاً
في مسنده الذي كان مسنداً ضخماًبلغت أحاديثه
تقريباً أربعين ألف حديث
كان لا يضع حديثاً حتى يعمل به ولومرة واحدة،
وقال عن نفسه:
احتجمت فأعطيت الحجام ديناراً؛
لأنه ثبت عندي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام ديناراً.
*وكانت محبتهم للظهور معدومة،
ماكانوا يحبون الظهور بمعنى:
المراءاة والتباهي بالعلم
إذا غابوا لم يفتقدوا،
كانوا بعيدين عن الأضواء،
والمقصود بالأضواء ليس مخالطة الناس،
وإنما مجتمعات الثناء والتكريم..
مجتمعات الأعطيات
والأموال والهدايا الثمينة
كانوا يبتعدون عنها.
وكانوا يتصفون بصحة العقيدة،
فإذاًالعالم الحق هو الذي يكون صحيح العقيدة،
ولا يشترط أن يكون العالم مجتهداً
ملماًفي جميع الأمور؛
بل قد يكون العالم مختصاً بنوع من أنواع العلوم،
ومع ذلك يعتبر عالماً.
===========================
* موقف العلماء من بعضهم بعضاً *:
كذلك يا إخواني موقف العلماء بعضهم من بعض
يدل على صفات عظيمة يجب أن تكون في العلماء،
فثناء بعضهم على بعض
كان صفة لازمة للمخلصين منهم،
كانوا يثنون على بعضهم في المجالس
وفي حلقات العلم،
وكان اللاحق منهم يترحم على السابق
إذا ذكرفائدة أخذها عنه،
وكانوا يستفيدون من كتب بعضهم،
وكان يحضر بعضهم مجالس بعض،
ما كانوا متكبرين
ولا متعالين،
ومع أن بعضهم قد يكون حدث بينه
وبين بعض العلماء
أشياء
ولكنهم كانوا رجاعين الى الحق.
هذا شيخ الهند في عصره وعالمها
الإمام صديق حسن خان،
كان بينه وبين عبد الحي اللكنوي،
منافسات شديدة،
فلما توفي اللكنوي
تأسف صديق خان بموته تأسفاً شديداً،
وماأكل الطعام في تلك الليلة،
وقال حفيده:
إنه أمر بإغلاق مدينة يهوبال
التي هو ملكها؛
لأنه كان ملكاً عالماً
ثلاثة ايام حزناً على الشيخ أبي الحسنات اللكنوي،
وقال:
اليوم مات ذوق العلم.
وقال:
ما كان بيننا من منافسات
إنما كان للوقوف على المزيد من العمل والتحقيق.
وهذا شيخنا العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز
رحمه الله تعالي
كان لا يكاد يجد فرصة يذكر فيها أحد علماء العصر إلاويثني عليه،
تواضعاً منه
وما حباه الله به من هذه الصفة العظيمة،
فتراه مثلاً يقول عن محدث العصر
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني،
يقول:
لا أعلم تحت أديم السماء رجلاً أعلم منه بالحديث،
ولا أشد اشتغالاً ولا تفرغاً ولاعناية به
من أحد من أهل العلم بالحديث،
وهذا كلام سمعناه منه كثيرا
وقد نفى أنه قال:
ليس تحت أديم السماء أعلم من الألباني بالحديث،
قال:
أنا لا اقول بهذا،
أنا أقول: لا أعلم شخصياً،
يقول الشيخ رحمه الله:
لأن الإحاطة لله جل وعلا.
ويثني على الشيخ الشنقيطي رحمه الله،
ويثني على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المجالس،
وعلى الشيخ الفوزان
وبقية العلماء.
التواضع صفة لازمة،
قال الله جل وعلا :
نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
[يوسف:76]
ولذلك كانوا يكثرون من قولة:
لا أدري،
إذا سئلوا عن مسألة لا يعلمونها،
يقول احدهم:
لا أدري،
وكان لا يستحون من ذكر هذه الكلمة،
بل إن ذكرها أيهاالإخوة دليل اطمئنان
وارتياح للعالم الذي يقولها،
لأنك تثق من كلامه
عندما يقول في المسألة:
لا أدري،
لا يزعم الإحاطة والعلم بالأمور ويفتي بغيرعلم.
وقد سأل مرة رحمه الله:
هل الغيرة من الحسد ام لا؟
فلبث ملياًمتفكراً،
ثم قال:
لا أدري،
قد يقول قائل:
هذه مسألة لا علاقة لها بالفقه
وليس فيهاأحكام،
ولكن فيها درس لكل عالم
ولكل طالب علم بالتورع عن القول بما لايدري،
وعن الوقوف ولا ينزل من شأنه أن يقول:
لا ادري
،وهذاالإمام مالك سئل عن ثمانية وأربعين مسألة
فأجاب عن ست وثلاثين منها:
لاأدري،
فقال له السائل:
ماذا أقول للناس إذا رجعت إليهم
قال:
قل لهم:
يقول مالك:
لا أدري.
========================
* رجوع العلماء إلى الحق وعدم اتباع الأهواء*:
ومن صفاتهم كذلك:
الرجوع إلى الحق
وعدم اتباع الهوى،
ومن صفاتهم:
الخشية،
قال الله تعالى:
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
[ فاطر:28]
وبعض الناس تجد عنده علماً
لكن ليس لديه خوف من الله جل وعلا ولا خشية،
ولذلك قد لا يعمل بعلمه،
وقد يفتي بالهوى ويتبع الشهوات والآراء،
وهذا حال كثير من المتعالمين
الذين يدعون العلم
لا تجد عند كثيرمنهم الخشية،
وهي صفة مهمة من صفات العالم،
وكان علماؤنا في مرحلة الطلب
يحرصون على اختبار مشايخهم بل الأخذ عنهم،
يبتلي العالم هل هو الرجل المطلوب أم لا؟
احتياطاً في الدين وورعاً في الأخذ،
ما كانوا يأخذون عن أي أحد
، وقد جاء في ترجمة أبي نعيم الفضل بن دكين،
أن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل
أتيا يريدان أن يسمعا حديثاً
من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
ومعهما و لد صغير
فعندما أتيا قال يحيى بن معين لاحمد بن حنبل:
نختبرالرجل قبل أن نأخذ عنه،
فقال احمد بن حنبل:
الرجل فذ و لا يحتاج إلى اختبار،
قال:
ما نعلم عن حاله بل لابدأن نختبره،
فقرأ عليه يحيى بن معين أحاديث
ويزيد مع كل عشرة احاديث حديثاً ليس من حديثه،
أي:
يحيى بن معين كان يحفظ من أحاديث أبي نعيم،
فجاء يسأل ابا نعيم يقول له:
هل هذه الأحاديث أنت رويتها؟
فيأتي بعشرة أحاديث ثم يأتي على رأس العشرة
بحديث ليس من أحاديث أبي نعيم،
اختباراً له،
وقرأ عليه ثلاثين حديثاً،
وبعد أن انتهت الأحاديث
قال أبو نعيم الفضل بن دكين:
أماهذا الغلام فصغير،
وأما أحمد بن حنبل فأورع من أن يفعل هذا،
والذي فعل هذاأنت،
أي أنه فطن لها،
فأخذ رجله وجعل يرفس يحيى بن معين حتى قلبه على قفاه،
فقال أحمد بعد أن انتهت القضية،
ألم أقل لك: إن الرجل فذ!
قال يحيى:
والله إن رفسته أحب الي من كذا وكذا.
فكانوا يختبرون علماءهم قبل ان يأخذواعنهم،
قال البخاري رحمه الله تعالى
في أول كتاب الفرائض من صحيحه:
قال عقبةبن عامر رضي الله عنه:
[ تعلمواقبل الظانين ]
قال البخاري:
أي قبل الذين يتكلمون بالظن،
قال النووي في مقدمة المجموع ما معناه:
تعلموا العلم من أهله المحققين الورعين قبل ذهابه
ومجيء أقوام يتكلمون في العلم بمثل نفوسهم
وظنونهم التي ليس لها مستند شرعي.
لذلك لا بد من الحرص على لقاء العلماءقبل أن يذهبوا،
والعالم إذامات انثلم في الإسلام ثلمة
لا يسدها إلا مجيءعالم مثله.
-============================
من صفات العلماء:
الحرص على المسائل بأدلتها،
وعلى أن يكون موردهم نبع الكتاب والسنة
على فهم السلف الصالح،
لذلك إذا رأيت العالم يقول:
قال فلان قال فلان، فقط،
فاعلم أنه ليس بعالم،
أو الذي يحفظ قول المذهب فقط من غير أدلة،
فليس بعالم .
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
والعلماء الذين يصح أن يقال عنهم علماء
هم الذين تفقهوا في الإيمان وأخذوا علمهم من الكتاب والسنه
وليس العالم هو المقلد لفلان أو فلان,
أو الذي يعرف مختصراً من المختصرات,
أو كتاباً من الكتب فيقلد،
وهو لا يدري عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
اي شيء
. يقول الشيخ عبد العزيز:
فهذا لا يعد من العلماءبإجماع أهل العلم،
وقال في موضع آخر في مناسبة أخرى:
ليس العالم من حفظ متخصر خليل
أو زاد المستقنع،
العالم من ورد حوض الكتاب والسنة
فنهل منهما.
أربعة لا يؤخذ العلم عنهم:
قال الإمام مالك في وصف العلماء المعتبرين:
لا تأخذوا العلم عن أربعة
وخذوا العلم ممن سواهم،
1. لا يؤخذ من سفيه معلوم بالسفه،
وإن كان أروى الناس -أي: أكثر الناس رواية
2.ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه،
3.ولا من كذاب يكذب فى أحاديث الناس
وإن كنت لا تتهمه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
4.ولا من شيخ له عبادة وفضل إذا كان لا يعرف الحديث.
هذا الأخير نوع مهم من الواجب معرفته،
صاحب العبادة التقي الورع الذي يداوم على الصلاة والصيام،
حاله على الرأس والعين،
لكن إذا جئنا إلى قضية الأخذ لا تأخذ منه،
فرق بين العابد والعالم،
العلم لا يؤخذ عن العباد
ولكن يؤخذ عن العلماء،
وكثير من الناس يغترون بشخصيات من هذا القبيل،
فيبدو على رجل ما سمات الصلاح والتقوى،
فيأتي إليه أخواننا
فيسأل وليس هو بمحل للسؤال،
ولذلك يقول الإمام مالك في كلام مشهور:
من شيوخي من أستسقي بهم -أي:
أطلب منهم أن يدعوا الله بالسقيا-
لأني أظن أن دعاءهم مستجاب،
ولكني لا آخذ حديثهم.
فالورع والصلاح شيء
والعلم الشرعي شيء آخر،
أقصد شيئاً آخر في معرفة ممن تتلقى،
لكني لا أعني التفرقة بينهما
بحيث أن العالم لا يشترط فيه أن يكون صالحاً
ولا ورعاً ولا زاهداً،
بل سبق الكلام أنه لا بد أن يكون كذلك.
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز:
ما حكم الأخذ عن فاسق؟
فقال:
ينبغي أن يتحرى الصالحين الطيبين،
وإن وجد فائدة عن فاسق أو حتى كافر
لا يردها بل يأخذها،
فإن الحكمة ضالة المؤمن
أنَّى وجدها فهو أحق بها.
المقصود بالفائدة:
أي فائدة صحيحة،
لكن هذا لا يعني أن نأخذ العلم عن المبتدعة وأهل الأهواء،
كلا وحاشا،
وإذا اجتمع اثنان فأكثر
فيجب على الإنسان الاجتهاد في اعلمهم،
والبحث عن الأعلم
والأورع
والأوثق
ليقلده
إن كان لا يحسن البحث في كتب اهل العلم،
ولسؤال العلماء
ومعرفة الأدلة.
| |
|