,
:
:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده،
والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد..
فمن السنن المستحبة
التي أهملها كثير من الناس:
صلاة الضحى،
تلك الصلاة
التي حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-
وبين فضائلها في كثير من الأحاديث الصحيحة
ومن ذلك:
فضل صلاة الضحى
- عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة،
فكل تسبيحة صدقة،
وكل تحميدة صدقة،
وكل تهليلة صدقة،
وكل تكبيرة صدقة،
وأمر بالمعروف صدقة،
ونهي عن المنكر صدقة،
ويجزئ من ذلك،
ركعتان يركعهما من الضحى»
[رواه مسلم].
- عن بريدة رضي الله تعالى عنه أنه قال :
سمعت رسول الله يقول:
«في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل
فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة»
قالوا:
فمن يطيق ذلك يارسول الله؟
قال:
«النخامة في المسجد تدفنها،
والشيء تنحيه عن الطريق،
فإن لم تقدر
فركعتا الضحى تجزي عنك»
[رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني].
- قال الشوكاني:
"والحديثان يدلان على عظم فضل الضحى
وكبر موقعها
وتأكد مشروعتها
وأن ركعتيها تجزيان عن ثلاثمائة وستين صدقة
وماكان كذلك فهو حقيق بالمواظبة والمداومة".
وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث:
"بصيام ثلاثة أيام من كل شهر
وركعتي الضحى
وأن أوتر قبل أن أرقد"
[متفق عليه واللفظ لمسلم].
وهو عند ابن خزيمة بلفظ:
"أوصاني خليلي بثلاث لستُ بتاركهن:
أن لا أنام إلا على وتر
وأن لا أدع ركعتي الضحى
فإنها صلاة الاولين
وصيام ثلاثة أيام من كل شهر"
[صححه الألباني].
أفضل من غنيمة الحرب:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
بعثا
فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة
فقال رجل:
يارسول الله!
مارأينا بعثا قط أسرع كرة
ولا أعظم غنيمة من هذا البعث.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«ألا أخبركم بأسرع كَرة منهم وأعظم غنيمة
؟ رجل توضأ فأحسن الوضوء
ثم عمد إلى المسجد فصلى فيه الغداة
ثم عقب بصلاة الضحوة
فقد أسرع الكرة وأعظم الغنيمة»
[رواه أبو يعلى والبزار
وقال الألباني: حسن صحيح].
سبب في الكفاية من كل شر:
عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
«إن الله -عز وجل- يقول:
يا ابن آدم اكفني أول النهار
بأربع ركعات
أكفك بهن آخر يومك»
[رواه أحمد وصححه الألباني].
تعدل أجر عمرة:
عن أبي أمامة رضي الله عنه
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
«من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة
فأجره كأجر الحاج المحرم
ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه
فأجره كأجر المعتمر
وصلاة على إثر صلاة
لا لغو بينهما
كتاب في عليين»
[رواه أبو داود وحسنه الألباني].
صلاة الأوابين:
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«لا يحافظ على صلاة الضحى الا أواب»
[رواه الطبراني وابن خزيم وحسنه الألباني]
والأواب: هو كثير الرجوع إلى الله -سبحانه-
بالإنابه والتوبة.
بشرى عظيمة:
عن أنس -رضي الله عنه-
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«من صلى الفجر في جماعة
ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس
ثم صلى ركعتين
كانت له كأجر حجة وعمرة»
قال:
قال رسول -صلى الله عليه وسلم-:
«تامة تامة تامة»
[رواه الترمذي وحسنه الألباني].
وقت صلاة الضحى:
وقت صلاة الضحى
يبتدئ من ارتفاع الشمس بعد طلوعها
قدر رمح
ويمتد إلى قبيل الزوال
-أي وقت قيام الشمس في كبد السماء-
والأفضل أن يصلي إذا اشتد الحر
لحديث:
«صلاة الأوابين حين ترمض الفصال»
[رواه مسلم].
أي حين تحترق أخفاف الفصال
من شدة حر الرمل
والفصال هي: صغار الإبل.
عدد ركعات الضحى:
وأقل صلاة الضحى ركعتان
لقوله -صلى الله عليه وسلم-
في حديث أبي هريرة
"أوصاني خليلي بثلاث"
ذكر منها:
"ركعتي الضحى".
واختلف في أكثرها فقيل:
"ثمان ركعات
لما روت أم هانئ"
"أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
عام الفتح
صلى ثمان ركعات سبحة الضحى"
[رواه الجماعة].
وقيل:
إنه لا حد لأكثرها
فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت:
"كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يصلي الضحى أربع ركعات
ويزيد ما شاء الله".
[رواه مسلم].
وسئل الحسن:
هل كان أصحاب رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-
يصلونها؟
فقال:
نعم،
كان منهم من يصلي ركعتين،
ومنهم من يصلي أربعًا،
ومنهم من يمد إلى نصف النهار.
وعن إبراهيم النخعي:
أن رجلًا سأل الأسود بن بزيد:
كم أصلي الضحى؟
قال:
كما شئت...
فيا أخي!
أين أين أنت من هذه الأجور والأرباح؟!
أفق قبل البكاء والنواح..
أين عزائم الرجال؟
أين همم الأبطال؟
أخي الحبيب...
إن دعيت فبادر،
وإن عزمت فثابر،
واعلم أنه لا يدرك المفاخر
من رضي بالصف الآخر!!!!!
على قدْرٍ أهل العزمِ
تأتي العزائمُ ..............
وتأتي على قَدْرِ الكرام المكارمُ