فوائد غض البصر

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام علي خير النبيين و امام المتقين محمد صلى الله عليه واله وسلم

ان اطلاق النظر على محارم الله هو اطلاق لكل شر على قلبك كمن يثتثير وحوش الغابات على نفسه ومن اطلق لنفسه العنان ولعينيه الحرية في النظر دامت حسراته و لم ينفعه الندم يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم

وان اطلاق النظر على محارم الله يورث الذل و ظلمة الوجه و قسوة القلب و غير ذلك من الافات عافنا الله و اياكم من ذلك كله

و في غض البصر فوائد و منافع عدة منها

الفائدة الاولى :

ان غض البصر طاعة له و امتثال لامره عز وجل

وانت اذا اطعت الله تعالى فقد حزت سعادة الدنيا و الاخرة

و ما شقى من شقى في الدنيا او الاخرة الا بتضييع اوامر الله تعالى

الفائدة الثانية :
ان غض البصر يمنع نشوب نار الشهوة الى قلبك وقد يكون هلاك الانسان في هذه النظرة الي محرم الله)

الفائدة الثالثة :
ان غض البصر يورث الانس بالله كما ان اطلاق النظر يفرق القلب و يشتته و يبعده عن الله فان غض البصر يجمع القلب على الله و يجعل القلب يأنس بالله و طاعته و محبته ...... و ليس شئ اضر على الفلب من اطلاق البصر كما ان اطلاق البصر يضعف هذا البصر و يحزن صاحبه

الفائدة الرابعة :

ان غض البصر يلبس القلب نورا كما ان اطلاق البصر يلبسه ظلمة و لهذا ذكر الله سبحانه و تعالى في صورة النور بعد الامر بغض البصر قال: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم) ( النور 3)
ثم قال اثر ذلك : (الله نور السموات و الارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) ( النور 35)

أي مثل نور الله في قلب عبده الطائع الممتثل لاوامر ه و المجتنب لنواهيه و اذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات الى هذا العبد من كل ناحية واذا أظلم القلب أقبلت سحائب البلاء من كل مكان فتراه في شدائد و فتن و ضلال و اتباع هوي والبعد عن اسباب السعادة و االاشتغال باسباب الشقاء

الفائدة الخامسة:
ان غض البصر يورث فراسة صادقة يميز المسلم بها بين الحق و الباطل والصادق و الكاذب
و كان ( شجاع الكرماني) يقول
( من أعمر ظاهره باتباع السنة و باطنه بدوام المراقبة لله و غض البصر عن المحارم و كف نفسه عن الشبهات و اغتذى بالحلال لم تخطئ له فراسة ) و كان شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة ابدا

وأعلم أخي الحبيب

ان الله يجزى العبد على عمله من نفس الجنس

و من ترك شئ لله عوضه الله خيرا منه

فاذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته عوضا عن غض بصره عن المحارم و يفتح عليه باب العلم و الايمان

الفائدة السادسة :
ان غض البصر يورث قوة و ثباتا و شجاعة
و كما قيل في الاثر
( من يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله)

كما قال الحسن : ( ان ذل المعصية في رقابهم فيأبى الله إلا ان يذل من عصاه)

و قد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته و الذل قرين معصيته فقال في كتابه
( و لله العزة و لرسوله وللمؤمنين) ( المنافقون

و قال ايضا
( و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين) ( آل عمران 139)

و قال ايضا عز من قائل
( من كان يريد العزة فالله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه ) ( فاطر 10)

أي ::: من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله و ذكر الله بالذكر الطيب و كذلك العمل الصالح)

و في دعاء قنوت الوتر " انه لا يذل من واليت و لا يعز من عاديت"

الفائدة السابعة

ان غض البصر يسد مداخل الشيطان فإن الشيطان ينفذ الى القلب مع هذه النظرة المحرمة أسرع من نفاذ الهواء الى المكان الخالي فيزين الشيطان الى الناظر الصورة التى رأها و يشعل نار الشهوة في هذا القلب

الفائدة الثامنة

ان غض البصر يفرغ القلب للفكرة الصالحة و الاشتعال بها و اطلاق البصر ينسيه

و أخيرا اخي الكريم اوصيك و نفسي بتقوى الله وكما رأيت ان اطلاق البصر يوشك ان يميت قلبك فان غض البصر يحي الله به قلبك

الفكرة من كتاب الجواب الكافي لابن القيم

نبهني اخي و حيبي ابو معاذ الى ضعف حديث ( النطرة سهم من سهام ابليس مسمومة) فقمت بتعديل الموضوع لكي احذف لفظه من الموضوع رغم اني لم اسقه كحديث لكن ليس لنا في الضعيف رغبة و لا منفعة عندنا من الصحيح ما يكفينا فجزا الله ابا معاذ عني خيرا

مـشـكـو ر يـا أ بـا عـبـد ا لـر حـمـن عـلـى هـذ ا ا لـمـو ضـو ع ا لـجـمـيـل

و شـا عـر ا لـقـر يـة يـقـو ل فـى هـذ ا

ا لـنـظـر ة سـهـم مـسـمـو م من سـهـا م إ بـلـيـس

لا تـنـظـر ن إ لـى مـا كـا ن مـنـعـد مـا ** كـل ا لـلـقـاء د قـا ئـق ثـم نـفـتــرقـا

و تـفـوز عــيـنـك بـا لـلذ ا ت و ا لـنـد مـا **و تـكـو ن لـلـعـا صـيـن بـعـد ا لـيـو م معـتـمـدا

إ ن ا لـلـعـيـن عـلـى ا لأ بـصـا ر حـمـلـهـا ** سـم ا لـسـهـا م و لـلـنـيـر ا ن مـو لـجـهـا

شكرا لك اخي الكريم شاعر القرية على مرورك الكريم
رزقنا الله الاخلاص جميعا في القول و العمل

جزاك الله خيرا أخى الحبيب أبى عبد الرحمن و نفع بك

أسأل الله أن ينفعنا بما تقدمه لنا

واسمح لى بنقل ما قاله ( شجاع الكرماني)

( من أعمر ظاهره باتباع السنة و باطنه بدوام المراقبة لله و غض البصر عن المحارم و كف نفسه عن الشبهات و اغتذى بالحلال لم تخطئ له فراسة ) و كان شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة ابدا

يا لها من كلمات رائعة أسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص وحسن الإتباع

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

شكرا لك اخي الكريم ابو معاذ

و اقول انت كذلك

ان اطلاق النظر على محارم الله يورث الذل و ظلمة الوجه و قسوة القلب

ما أقسي العقوبه علي مستصغر الاثام