(الحمد لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ
وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ ).
الحمد لله والله أكبر ، والصلاة والسلام على خير من بشر وأنذر ،
نبي الرحمة ، محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ،
وعلى كل من صدقه وآمن به واتبعه ونصره
إلى اليوم الذي يفصل فيه الواحد القهار بين عباده ،
فيكون :
فريق في الجنة،
وفريق في السعير...
أما بعد؛
فإنه أثناء زيارته لألمانيا ، مسقط رأسه ،
أدخل بنديكت السادس عشر في خطبته تَقوُّلا اقتطفه من كتاب
الإمبراطور البيزنطي مانوال الثاني ( القرن 16 الميلادي ) يقول :
"أ روني ما الجديد الذي أتى به محمد ...
فلن تجدوا إلا أشياء سيئة ولاإنسانية ،
مثل أمره بنشر العقيدة التى دعا إليها بالسيف".
وما أن أثار هذا الكلام المشين غضب المسلمين
حتى تدخلت رئيسة بلده مؤيدة له ومؤازة، قالت :
" أيما أحد ينتقد البابا يكون فهِم خطابَه فهماًَ سيئا...
إنما هي دعوة إلى الحوار بين الديانات ...
ولقد نادى بوضوح إلى هذا الحوار الذي هو من أمنياته...
وأنا أنضمُّ إليه وأرى أن الحوار الذي يدعو إليه
أصبح ضروريا ومستعجَلا ؛ ثم أضافت : :
إن ما عبر عنه بجلاء هو نبذ استخدام العنف باسم الدين...
( عن مجلة "Bild"...من موقع matinternet )
أقول :
كان الثالوثيون ينتظرون من كبير ساداتهم أن يجيبهم
عما طالبوا به من إصلاح في نظُم الكنيسة
التي أصبح شكهم فيها يتزايد بشكل مخيف للقائمين عليها،
ومن جملة مطالبهم :
- السماح للمرأة بشغل منصب كاهن(ة)
ترأسُ وتديـرُ شؤون كنيسة في أي بلدة أو بلد
- التاء بين قوسين لأن ( الكاهن ) لا مؤنث له عندهم ،
بمعنى أن هذا المنصب الكنسي لا يحق للأنثى.
- رفع حظر الزواج على الكهان ، أي إلغاء قانون العزوبة .
- جمع الكاتوليك والبروتستانت
وجعلهما يتحدان على نفس النهج العقدي …
*****************************************
* تقول جريدة (Nouvel observateur ) الفرنسية:
طيلة الأيام الستة التي دامت جولته
لم ينطق بكلمة واحدة في شأن هذه الإصلاحات ...
وهنا سؤال:
لماذا ترك ما يعنيه ويهُم أتباعه ـ وتوجه للإسلام للطعن فيه؟
الجواب
ـ بكل بساطة ـ
كأنـه يقول للضآلين :
دعونا الآن من النظر في شؤون الكنيسة وما تريدونه من إصلاح ،
وتعالوا بنا أولاً نقضي على الإسلام ...
وقبل أن نرد قوله ،
نلقي نظرة سريعة على نتائج الغضب في الأمة
التي تداعى إلى قصعتها اللئام ...
ثلاث كلمات تلخِّص تِلكُم النتائج :
-سحب الكلام
- إعتذار علني
- توضيح المعاني .
- سبحان الله !
نُهاجَم في أرضنا ،
نمَُس في عقيدتنا ،
نُستعمَر في فكرنا ،
وتقول طائفة منا :
اسحَب كلامَك يا رجل ...
والله ،
عجيب ! نُهان في أعز ما أعزنا الله به ،
وبدل أن نرفع الهمم للدفاع عن الدين ،
نحني الظهور ونرجو من المُهين المَهيـــن أن يسحب كلامه !
- سبحان الله !
نُذبَّح ونقتَّل ،
تُهتك حرماتنا ،
وتُدنَّس مقدساتنا على مرأى ومسمع من الكرة الأرضية ،
وتقول طائفة منا :
اعتذر يا رجل ! اعتذر لقد أغضبت المسلمين...
والله ،
غريب !
تُدكّ كرامتنا تحت الأقدام ،
ترغم أنوفنا في التراب،
وبدل أن نحرِّك الساكن نُسكن المتحرِّك...
ونقنع بكلمة ظاهرها الإعتذار وباطنها :
" لكم النار "
- سبحان الله !
تُطمَس هويتنا ،
تُلغى لغتنا ،
تُغيَّب شمسنا ،
تلطخ ثقافتنا ،
وتقول طائفة منا :
وضِّح المعاني يا رجل !
والله ،
أعجب من عجيب وأغرب من غريب !
أأضحينا لا نفهم ما يقال أم ماذا ؟؟؟
أليست هناك كلمة رابعة ،
وخامسة ،
وسادسة ...؟
اسحبْ ،
اعتدرْ،
وضحْ...
أين غابت اخسأ عدو الله ؟
أين أفلت فض فوك ؟
أين غبرت تباً لك ؟ ...
أين ....... الغيرة على الدين ؟
قطعا لا توجد في اسحبْ وأختيْها .
فإن قلت :
أين هي ؟
قلت لك:
في قوله تعالى :
( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ).
نعم .. بدت البغضاء من أفواههم ...
ذاك يعلنها حربا صليبية ،
وممثل صليبه يباركها ويؤجج نارها بتقولاته...
ولقد أخبرنا ربنا عز وجل عما يُبطنون ،
قال :
( وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) ...
فما تنطوي عليه أضلعهم من
بغضاء
وحسد
وحقد
أكبر مما أظهروا ...
أفلا نأخذ حذرنا ؟
أم ترانا في غفلة عن آخر الآية الكريمة :
(قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ )
(آل عمران : 118 ) ؟
فمتى نعمل هذا العقل الذي أنعم الله به علينا
في الدفاع عن حرماتنا وشعائرنا ؟
متى ننهض النهضة الحقيقية
التي تدوي تكبيراتها في الآفاق ؟
متى ننصر الله كي ينصرنا ؟
* ولنعد الآن إلى التقول الشنيع
الذي ذكره حاكم الفاتكان
اقتباسا عن جده إمبراطور بيزنطة،
قال :
أروني ما الجديد الذي أتى به محمد ...
فلن تجدوا إلا أشياء سيئة ولاإنسانية ،
مثل أمره بنشر العقيدة التى دعا إليها بالسيف.
أقول لكم بأذن الله - والله المستعان -::
1 - الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم ولم تقبلوه ،
وليْتكم رفضتموه فحسب،
ولكن قمتم ضده وحاربتموه عليه ،
هو أن فضحكم فيما قمتم به من تحريف كتبكم
لجعلها تساير أهواءكم المريضة...
ارجع إلى تاريخ أناجيلك لترى كيف ألِّفت ،
وعلى يد من جُمعت ،
وما أدخِل فيها من أساطير " كريشنا " و "بودا "
وما أدمج فيها من الميتولوجيا الإغريقية -الرومانية ...
حتى الصليب الذي يعلو كنائسكم وتزينون به أعناقكم
أخذه الأولون منكم من الفراعنة المصرين...
اقرأ كتاب " الكذبة الكبرى "
لترى أن ما أنت عليه مجرد خرافات
تداخلت فيها عقائد باطلة ،
لفَّقها شرذمة من الناس كان همهم الأول والأخير
أن يعم الجهل وينتشر الفساد ،
ومن تم يستغلون العباد لمصالحهم البغيضة ...
2 - الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم
هو النور الذي اقتبستم منه ما أخرجتم به أنفسكم
من الظلمات التي كانت الكنيسة قد غشت وغطت بها أرضكم
خلال عصورها الطويلة
التي سيطرت فيها على شعوبكم المقهورة المستعبدة
من طرف الطبقة الميسورة بمباركة الرهبان والكهنة ...
سرقتم من علوم المسلمين
ما به استيقظتم من سبات القرون المظلمة
حتى أقمتم الثورة التي حررتم بها رقابكم من ربقة الكنيسة.
وأصبحتم تنادون بفصل الدين عن الدولة
بدعوى أن لا دخل للدين في شؤون الحياة خوفاً من الكنيسة
أن تعود لها سطوتها فتقهركم مرة أخرى ..
3 - الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم
هو أنه جاءكم بالحق فأبيتم إلا الباطل ...
بشَّركم به عيسى عليه السلام ...
فتنكَّرتم لعيسى عليه السلام وأسقطتم بشارته ،
وأنكرتم محمداً صلى الله عليه وسلم ورفضتم رسالته ...
4 -الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم
هو أنه حرم الخبائث ،
ولكن لما أعرضتم عنه غرقْتم في أوحالها حتى تجاوزت آذانكم ..
. أنظر،
يا كبيرهم ،
حواليك ...
هل بقيت في بني طينتك من مكارم الأخلاق ذرة ؟
سميتم مجمع الرذائل " حضارة "...
أنظر إلى تعفن مجتمعاتك
وكيف انتشرت فيها الفاحشة والجريمة...
ولكنكم قوم لا تفقهون....
والدليل على سفاهتكم ،
تغطية عيوبكم التي لم تعد تقبل الغطاء
بالهجوم على من طهرهم الله من رجسكم ...
5 - الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم
صرفكم الله عنه لأنكم أبيتم إلا كفورا..
.قال :
(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا
وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً
وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ)
(الأعراف : 146 )
أتى بالخير كله ،
ورأس الخير بعد التوحيد مكارم الأخلاق التي جاء
- وهو صاحب الخلق العظيم -
ليتممها...صلى الله عليه وسلم.
أما عن قوله :
فلن تجدوا إلا أشياء سيئة ولاإنسانية ...
فكان الأجدر به أن يقولها فيه وفي سابقيه من ذويه...
أهناك سوء أكبر من
أن جعلتم لله ولدا - سبحانه وتعالى عما تشركون - ؟
أهناك سوء أعظم من تبديل كلمات الله
لتطويعها إلى أهوائكم الخسيسة ؟
ثم ،
أمِن الإنسانية أن تمطروا الموت فوق رؤوس الأبرياء
في أكثر من بقعة في العالم ؟
أمن الإنسانية فرض نظام واحد على الناس جميعا
والله خلقهم مختلفين ؟
قل كلمتك لنفسك وأهلك وأوليائك ،
فأنتم أحق بها ...
أما رسول رب العالمين للناس أجمعين فقد جاء بالرحمة ...
أمرنا حتى عند ذبح شاة أن نرحمها فنحسن الذبح ،
يا من يذبحون النساء والولدان ويتمشدقون بالإنسانية ...
أمن الإنسانية لما بلغت الكنيسة أوج قوتها
في ظل الإمبراطورية الرومانية
فمنعت حرية التدين
وعملت على تعمية الطبقات المستضعفة ،
وكان " فرسان الكنيسة
" يزرعون الخراب أين ما حلوا
تاركين وراءهم جبالا من الجماجم كلما ارتحلوا ؟
أمن الإنسانية ما فعلتم بالآستيك والمايا والآنكة
الذين أطلقتم عليهم إسم " الهنود الحمر "
ولما قاوموكم دفاعا عن عرضهم وأرضهم
جعلتم لهم محميات كتلك التي توضع للحيوانات
خوفا عليها من الإنقراض ؟
أمن الإنسانية ما أصاب اليابان والفيتنام
وأفغانستان وفلسطين والعراق و...و...و... ؟
إنها إنسانية بمفهوم الوندال وأضرابهم المغول ...
وأما عن قوله :
مثل أمره بنشر العقيدة التى دعا إليها بالسيف ...
فلنذكره باثنين من ساداته الماضين ،
أولهما الإمبراطور شرلمان ...
لقد سجل التاريخ
كيف دخل في المسيحية أهالي بلاد الصاكس ،
حيث كان وجنوده يخيرون الناس بين أمرين اثنين ،
لا ثالث لهما ،
إما الدخول في " دين المسيح " كما وضعه الوضاعون ،
أو قطع الرأس وفصله عن الجسد...
أبعد هذا الإكراه إكراه يا من يتحدث عن السيف ؟
وثانيهما غريغوار الأول الملقب بالكبير...
أليس هو الذي ابتكر الحرب الصليبية ؟
ألم يمنع من دراسة النحو والثقافة الإغريقية الرومانية
واللغات والعلوم والفلسفة والميتولوجيا ،
والدافع لهذا المنع
هو بقاء العامة يتخبطون في ظلمات الجهل
كي لا يكتشفوا أكاذيب الكنيسة فيثوروا ضدها
كما يفعل اليوم العديد من أبنائكم الذين سئموا أكاذيبكم ،
بل أصبحوا يفضحونها في كتاباتهم ؟
يقول إنريكو ريبوني في كتابه " الكنيسة " :
سقطت عشرات آلاف الرؤوس
بمباركته( أي بمباركة غريغوار الأول ) على يد شرلمان ...
فمن نشر معتقده بالقهر ؟
وقرنكم العشرون ليس ببعيد …
وما جرَّت قواتُكم الغاشمة من ويلاتٍ
على القارة السمراء لا زال عالقا بالأذهان
يحدث بها من عاشها من وُلد بعدها ...
ومن جملة ما قال :
إنّ العقيدة المسيحية تقوم على المنطق ،
لكن العقيدة بالإسلام تقوم على أساس
أن إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق…
- عن أي منطق يتحدث الرجل ؟
أمِن المنطق أن يكون لله ولد ولم تكن له صاحبة ؟
سبحان الله وتعالى عما يشركون …
أمِن المنطق أن يكون الواحد ثلاثة ؟
سبحان رب العزة عما يصفون …
وإذا رأينا في بداية أمرهم نجدهم بنوا على خيال
أو قُل شيدوا على أرضية من أوهام ،
حيث أن البابوات الإثنى عشر الأوائل
لم يوجدوا حقيقة على وجه الأرض ،
إنما هم من ابتداع وبنات أفكار أحد الرهبان
عند وضعه لما يمكن أن يسمى
" القانون الدخلي للكنيسة "
تخيلهم وصبغ كل واحد منهم بصبغة
ارتضاها له
ولتكون صبغة لمن يأتي بعد ذلك …
ولما انتخبوا أولهم بطريقتهم الملتوية
التي لا دخل للأتباع فيها أعطوه رقم 13…
ما بني على باطل فهو باطل ..
فأين المنطق ؟
أمن المنطق أن تضربوا بما أنزل إليكم من ربكم
عرض الحائط قائلين
بأن العقل يأباه وأنه غير لائق ،
ثم تضعون ما يحلو لأنفسكم
ويطابق أهواءكم ؟
إنه منطق الذين
قال فيهم الله تعالى :
( أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ
اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)
(البقرة : 87 )
وقال :
(كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ
فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ)
(المائدة : 70 ) …
أما الإسلام ::
- يا رجل - فهو دين العقل ،
والدليل على هذا أن مادة ( ع ق ل )
بأسمائها وأفعالها ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم
في العديد من آيه …
ومادة ( ع ل م ) كذلك …
وأول كلمة نزلت :
( اقرأ ) ..
فهل هناك أمر بالقراءة مع عدم وجود العقل ؟
سبحان الله …
( فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً)
(النساء : 78 ) ؟
ثم من أين لك هذه الرياضيات
التي هي أم العلوم الموجَبة
والتي من ثديها كان كل ما وصل إليه ذووك من اختراع ..؟
من أسس لك في الطب والهندسة والكيمياء والفلك و… ؟
لا غرابة …
نسبتم كل شيء إليكم ،
حتى أسماء العلماء المسلمين
الذين سرقتم علومهم غيرتم أسماءهم تحريفا وتصحيفا ...
حتى لا تظهر بعربيتها الناصعة ،
وهذا عليكم جدُّ يسير لأنكم قبله
تجرأتم على ما أنزل على أنبيائكم
فلعبت به أهواؤكم زيادة ونقصا وتبديلا وتغييرا ...
ومما انتقده على الإسلام
كونه يدعو إلى الجهاد لإرغام الناس على اعتناقه بالعنف ...
أقول :
إنه الجهل بتعاليم الإسلام ...
ووراء هذا الجهل الكنيسة
التي تبث سمَّها فيما تضعه من برامج التربية الدينية
في مؤسسات التعليم العام ...
فالطفل الغربي ينشأ على كراهية الإسلام
حيث يصورونه له كألد الأعداء ...
وينقشون في ذهنه للإنسان العربي صورة مرعبة مرهبة ...
أضف إلى ذلك وسائل الإعلام
التي تتبنى الفكر العدائي
في جملته وتفصيله ،
وهذا من باب إعداد الأجيال ،
جيلا بعد جيل ،
لمحاربة المسلمين حتى لا يستردوا شوكتهم ...
وفي ذلك " هلاك من لم يسلم " كما يزعمون .
بقيت كلمة وجيزة
في تأييد سيدته له
.. قال تعالى :
( وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ )
(الجاثية : 19 )
عن أي حوار تتحدث المرأة ؟
لا يمكن أن يكون أي حوار يجدي
حتى يعترفوا بنبوة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم
وبأنه رسول رب العالمين حقيق
وأن القرآن الذي أنزل عليه
مهيمن على الكتب التي سبقته ...
وهذا من قبيل المستحيل ...
ثم كيف نتحاور مع قوم أخبرنا الله تعالى
أن لا شيء يرضيهم عنا إلا اتباع ملتهم ،
قال :
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى
حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )
(البقرة : 120 )...
وهذا يستحيل لسببين ،
أولهما :
لن نتبع ملتهم أبدا...أبداً... أبداً ؛
وثانيهما :
حتى لو أردنا أن نتبعها - والعياذ بالله -
فإنه يستحيل لأنها ليست ملة واحدة ،
بل ملل مختلفة مشتتة
وإن اجتمعت تحت مسمى الكفر ...
فعلامَ نتحاور ؟
نقول :
لا إله إلا الله ؛
يقولون:
ثالث ثلاثة...
نقول :
لم يلد ؛
يقولون :
عيسى ابن الله ...
نقول :
أبيض؛
يقولون :
أسود ؛
وينتهي الحوار :
لكم دينكم ولي دين..
.كل ما يأملون بما يسمونه
" حوار الديانات " هو أن نعترف بباطلهم ؛
ولئن فعلنا لنكوننّ من الظالمين ...
لأن الحق هو ما نحن عليه والحمد لله ؛
قال تعالى :
( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ
أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ *
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ
كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ *
ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ
وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ )
( محمد 1- 3 )