كان عندي عدد كبير من العصافير من أنواع مختلفة
كنت أحتفظ بهم في قفص للإستمتاع بمنظرهم وأصواتهم
ظللت أحتفظ بهم 30 سنه
لم أكن أعطيهم إهتمامي ولكنهم كانوا مجرد شئ من أشيائي
كنت أحيانا أطعمهم ,,,عندما أتذكر
كنت احيانا أروى ظمأهم من مياه غير نظيفة ,,أيضا عندما أتذكر.
كان لا يعنيني وجودهم ولا أهتم لأمرهم.
أحيانا يمرض منهم الكثير فلا اهتم ,,فقط انتظر موتهم لأخرجهم من القفص.
وذات يوم كبرت ووهنت وكبر أبني أيضا,,
,ولكنه أيضا تعلم منى عدم الإهتمام بهؤلاء العصافير...
..فأهملهم تماما تماما ,,,,لا ماء ولا طعام .
وأخيرا وجدنا العصافير تثور ,,,تصرخ ,,,
تكسر القفص من الداخل,,,,
حولت جو البيت الى جحيم لا يطاق.
حاولنا إسكاتها بكل الطرق فلم تصمت.
قتلنا بعضها بغضب وعنف وقسوة فلم تصمت.
هددناها فلم تصمت ,,,,هززنا بهم القفص بعنف وقوة فلم تصمت.
واخيراً لم نستطع ان نحتمل غضبهم وثورتهم فقررنا أن نفتح لهم القفص.
فتحنا القفص.
طار معظمهم وحلق في الخارج في سعادة محتفلا بأصوات جميلة
لم نسمعها منهم قط خلال 30 سنة من حياتهم داخل القفص.
ولكن المفاجأة ان بعضهم لم يغادر القفص وأصيب بالخوف والرعب من الحرية.
وقالوا لنا ,,,,لقد تعودنا أن نظل هنا ,,,
,نحن لا نعرف شيئا عن الطيران,,,لا نعرف شيئا عن الحرية,,
,,لسنا واثقين من قدرتنا على ان نجد الطعام والماء ,,,,
,حتى لو وضعتم لنا الماء القذر والطعام القليل المسرطن فسوف نرضى به,,,,
,نحن مرتبطون بكم ونحبكم ونقدر لكم اهتمامكم الشديد بنا طوال 30 عاما
ولا نستطيع أن نفارقكم....لأننا لا نعرف طريقة نحيا بها غير هذه الطريقة
وليس لدينا الثقة لنحلق بحرية لأننا ضعفاء.
نظرنا لهم بكل احتقار وأغلقنا القفص ونسينا وجودهم هناك.
بينما كنا نشاهد الأحرار يحلقون هناك في عنان السماء,