اللهم اكفنى زوجى بما شئت
" أشكوك إلى الله.. “عبارة كثيرا ما ترددها النساء لأزواجهن، وأغلبهن لا يستطعن النطق بها،
فهي لا تجرؤ على ذلك مما قد يعتبر في نظره تحد له...
كثيرة بل لا حصر لها تلك الدموع التي ذرفت من أعين الزوجات بسبب ظلم أزواجهن.
كلماتي لك أيها الزوج الكريم...
رويدك رويدك يا أخ الإسلام..فالحياة ليست معركة وليس فيها غالب ولا مغلوب، إنما هي رحمة ومودة، أخذ وعطاء، واجبات وحقوق، والواجبات قبل الحقوق.
تذكر أنك تزوجت فتاة لها كرامتها وإنسانيتها، رباها أبواها وهي عندهم أغلى من أنفسهم.
ألا تذكر قول أمنا عائشة – رضي الله عنها – وهي تصف أعظم خلق الله " كان إذا خلا بنسائه ألين الناس، وأكرم الناس، ضحاكا بساما ".
هل كتب على زوجتك أن تعبس في وجهها بينما تضحك ملء فيك وأنت بين أصدقائك ؟؟ أو لم تسمع قول الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" 3314 في صحيح الجامع.
كثيرات تلك النساء اللاتي أصبحن لا يأملن حتى في كلمة شكر ولكن كل ما يرجون هو كف الأذى..
نعم لقد دخل الرعب في قلوبهن، فإذا دخل الزوج البيت توجسن خيفة ورددن " اللهم اكفنيه بما شئت وكيف شئت "
وشيئا فشيئا يطول الجدار الفاصل بينهما وتكاد المرأة تنفجر.. ويزداد الحمل عليها حتى تأتي تلك القشة التي تقصم الظهر، ووقتها نندم على ما كان.
تذكر يا أخي أن لكل منا قوة احتمال.. وتذكر أنها اختارتك من بين رجال الأرض أملا منها أن تملأ حياتها حبا وسعادة ومرحا، لا خوفا وترقبا ودموعا...
لا تجعلها تندم على ذلك اليوم الذي وافقت فيه على الزواج منك، نعم والله.. كثيرا ما ندمت النساء وتنعين حظهن العاثر في الزواج فلا تجعل زوجتك إحداهن.
وليكن حسن الظن رفيقك في كل الأمور، اسألها وناقشها قبل أن تتهمها وتصرخ في وجهها.
وتذكر أخي الكريم أن الله كما وهبك المال وأنت مطالب بالإنفاق على زوجتك وأولادك منه، فلقد وهبك أيضا عواطف وأحاسيس لا تقدر بثمن . فانفق منها ولا تبخل فهي أهم للنساء من إنفاق المال، ولا تجعل زوجتك شديدة العطش لكلمات بسيطة تعلو بها فوق كل المتاعب و الصعاب وتزيل كل آلام اليوم الطويل.
يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - في الحديث: “... الكلمة الطيبة يتكلم بها الرجل صدقة..." 42 في صحيح الجامع . فتصدق على زوجتك وأولادك بكلمة طيبة، فهذه الكلمة لن تنقصك شيئا ولن تكلفك شيئا بل سترفع قدرك عند زوجتك عند خالقك أولا وأخيرا.
يقول حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم:” إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم " رواه الطبراني
وأخيرا لك أيتها الزوجة الحبية..
بيتك بيتك.. اصبري واحتسبي مهما حصل، واتقي الله فإنه زوجك.. جنتك أو نارك
ولا تدعي الشيطان يشعل نار الغضب في البيت، ولتضعي هذا الحديث نصب عينيك دائما، يقول صلى الله عليه وسلم :” ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ "قلنا بلى يا رسول الله ، قال :” كل ولود ودود، إذا غضبت أو أسيء إليها، أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى" رواه الطبراني
وإن ضاق بك الحال فتذكري أن الشكوى لغير الله مذلة
توسلي إلى الله وحده ليرفع عنك الضر والهم إنه مجيب الدعاء.ودائما رددي:” ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما" صدق الله العظيم