كم للذنوب والمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله ..
منها حرمان العلم ..
قال الشافعي لرجل أني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية .
و حرمان الرزق
إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه . فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق بالمثل ترك المعاصي .
والوحشة فى القلب : وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله وهذا أمر لا يحس به إلا من كان في قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام .
و تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه .
وظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل فالطاعة نور والمعصية ظلام.
و حرمان الطاعة : فلو لم يكن للذنب عقوبة فكفاه انه صد عن طاعة الله فالعاصي يقطع
قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم واذا هان العبد على ربه لم يكرمه أحد .
قال ابن القيم
فإن الذنوب تضر بالأبدان وأن ضررها بالقلب كضرر السموم في الأبدان على
اختلاف درجاتها في الضرر وهل في الدنيا والمعاصي فما الذي أخرج الأبوين من
الجنة؟ دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور الى دار الآلام والأحزان
والمصائب وما الذي أخرج ابليس من ملكوت السموات وطرده ولعنه ومسخ ظاهره
وباطنه فجعل صورته أقبح صورة وباطنه أقبح من صورته وبدله بالقرب بعدا
وبالجمال قبحا وبالجنة نارا وبالإيمان كفرا
فاعلم أخي المؤمن أن سعادتك الحقيقية في رضا الله وفي العبودية لله عزوجل ..
وتذكر ما قاله اين القيم رحمه الله تعالى ..
في القلب شعت لا يلمه إلا الإقبال على الله وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا
الأنس بالله، وفي القلب خوف وقلق لا يذهب إلا الفرار إلى الله، وفي القلب
حسرة لا يطفئها إلا الرضا بالله'
فقل بشجاعة ..!
وداعا ياذنوبي !
لن تعودي
__________________________________________________________________________________________________________
هل لنا من توبه؟؟؟؟؟؟
قال الله تعالى:
"قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"
يقول العلماء هذه أرجأ آية في كتاب الله...كيف لا ؟ وهي قد أشرعت أبواب الأمل في وجوه البائسين وضمنت خط العودة للتائهين. لاإله إلا الله ، ماأرحم الله بعباده وماأحنه عليهم ,وماأوسع رحمته
من منَّا لا يُخطئ، من منًّا لا يُذنب، من منَّا لا يقع في المعاصي،كثرت ذنوبنا وأثقلت ظهورنا، نسبُّ هذا، ونقذف هذا، ونضرب هذا، ونجاهر ونفتخر بالمعاصي، وطالما فرَّطنا في جنب الله تعالى، ينزل جل وعلا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ويقول: هل من مستغفرٍ فأغفر له، هل من تائبٍ فأقبله، هل من سائلٍ فأعطيه مسألته، ونحن في غفلة غارقون في ذنوبنا
أيها الأخوة والاخوات إن ربنا رحيم غفور ودود لايريد أن يعذبنا، خلق من أجلنا الجنة وزينها ووعدنا فيها بحياة طيبة وإقامة دائمة في نعيم وحبور ولكننا نحن الظالمون لأنفسنا نحن المفرطون في جناب الله، الأمر لايحتاج منا سوى إلى توبة صادقة وندم على الذنوب وعودة إلى الله فيبدل الله السيئات إلى حسنات ويعفو عن الخطايا والزلات ولكننا غافلون مسوفون مؤملون
اخي واختي في الله يا من أثقلتك الذنوب والمعاصي، يا من آثرت الدنيا على الآخرة، سارع بالتوبة والرجوع إلى الله فإنك لا تدري متى يطرق ملك الموت عليك الباب، واعلم أنك إذا تبت ورجعت إلى الله بنية صادقة فإن الله سيبدل سيئاتك حسنات كما قال -جل وعلا-:
"والذين لا يدعون مع الله إلهً آخر ولا يقتلون النفس التى حرَّم الله إلا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا. إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا فأولئك يبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيما"
اخواني واخواتي
منحنا الله مهلة للتوبة قبل تسجيل السيئات، فقد جاء في الحديث أن النبي قال: "إن صاحب الشمال ليرفع القلم ستَّ ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها، وإلا كُتبت واحدة ومهلة أخرى بعد الكتابة وقبل حضور الأجل، فسارعوا بالتوبة ولا تضيعوا هذه المهلة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، وذلك حين لا ينفع الندم.
و التحرر من الذنوب في الدنيا سهل ميسور باستغفار وتوبة إلى الله يغفر الله لك آلاف السيئات
تذكر إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. فلا تظلم نفسك ولاتحرمها من عفو الله.
شروط التوبة كما قررها العلماء وهي أربع : أولها أن يقلع عن المعصية والثاني: أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم ألا يعود إليها أبداً والرابع: أن يبرأ من حق صاحبها إن كانت تتعلق بحق آدمي كمال أو عرض ونحوهما.
اللهم إنا نسألك التوبة من كل ذنب والعفو عند الحساب والمغفرة من كل إثم ونسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار ياعزيز ياغفار.