[338]
يابني شاور الكبير ولا تستحيي من مشاورة الصغير.
يابني إياك ومصاحبة الفساق، هم كالكلاب إن وجدوا عندك شيئا أكلوه وإلا ذموك وفضحوك، وإنما حبهم بينهم ساعة.
يابني معاداة المؤمنين خير من مصادقة الفاسق.
يابني المؤمن تظلمه ولا يظلمك، وتطلب عليه فيرضى عنك، والفاسق لا يراقب الله فكيف يراقبك.
يا بني استكثر من الاصدقاء ولا تأمن من الاعداء فإن الغل في صدورهم مثل الماء تحت الرماد.
يابني إبدء الناس بالسلام والمصافحة قبل الكلام.
يابني لا تكالب الناس فيمقتوك، ولا تكن مهينا فيذلوك، ولا تكن حلوا فيأكلوك، ولا تكن مرا فيلفظوك، - ويروى ولا تكن حلوا فتبلع - ولا مرا فترمى.
يابني لا تخاصم في علم الله فإن علم الله لا يدرك ولا يحصى.
يابني خف الله مخافة لاتيأس من رحمته وارجه رجاء لا تأمن من مكره.
يابني انه النفس عن هواها فإنك إن لم تنه النفس عن هواها لم تدخل الجنة ولم ترها.
- ويروى انه نفسك عن هواها فإن في هواها رداها -.
يابني إنك منذ يوم هبطت من بطن امك استقبلت الآخرة واستدبرت الدنيا فإنك إن نلت مستقبلها أولى بك أن تستدبرها.
يابني إياك والتجبر والتكبر والفخر فتجاور إبليس في داره يابني دع عنك التجبر والكبر ودع عنك الفخر، واعلم أنك ساكن القبور.
يابني اعلم أنه من جاور إبليس وقع في دار الهوان، لا يموت فيها ولا يحيى.
يابني ويل لمن تجبر وتكبر، كيف يتعظم من خلق من طين وإلى طين يعود ثم لا يدري إلى ماذا يصير إلى الجنة فقد فاز، أو إلى النار فقد خسر خسرانا مبينا وخاب ، -ويروى كيف يتجبر من قد جرى في مجرى البول مرتين-.
يابني كيف ينام ابن آدم والموت يطلبه، وكيف يغفل ولا يغفل عنه.
[339]
يانبي إنه قد مات أصفياء الله عزوجل وأحباؤه وأنبياؤه صلوات الله عليهم فمن ذا بعدهم يخلد فيترك.
يابني لا تطأ أمتك ولو أعجبتك وانه نفسك عنها وزوجها.
يابني لا تفشين سرك إلى امرأتك ولا تجعل مجلسك على باب دارك.
يابني إن المرأة خلقت من ضلع أعوج إن أقمتها كسرتها وإن تركتها تعوجت، ألزمهن البيوت فإن أحسن فاقبل إحسانهن وإن أسأن فاصبر إن ذلك من عزم الامور.
يابني النساء أربعة: ثنتان صالحتان وثنتان ملعونتان فأما إحدى الصالحتين فهي الشريفة في قومها الذليلة في نفسها، التي إن اعطيت شكرت وإن ابتليت صبرت، القليل في يديها كثير الصالحة في بيتها، والثانية الودود الولود، تعود بخير على زوجها، هي كالام الرحيم تعطف على كبيرهم وترحم صغيرهم وتحب ولد زوجها وإن كانوا من غيرها، جامعة الشمل، مرضية البعل، مصلحة في النفس، والاهل والمال والولد، فهي كالذهب الاحمر طوبى لمن رزقها، إن شهد زوجها أعانته وإن غاب عنها حفظته، وأما إحدى الملعونتين فهي العظيمة في نفسها، الذليلة في قومها، التي إن اعطيت سخطت وإن منعت عتبت وغضبت، فزوجها منها في بلاء وجيرانها منها في عناء، فهي كالاسد إن جاورته أكلك وإن هربت منه قتلك، و الملعونة الثانية فهي عند زوجها وميلها في جيرانها، فهي سريعة السخطة، سريعة الدمعة إن شهد زوجها لم تنفعه وإن غاب عنها فضحته، فهي بمنزلة الارض النشاشة (1) إن اسقيت أفاضت الماء وغرقت، وإن تركتها عطشت، وإن رزقت منها ولدا لم تنتفع به.
يابني لا تتزوج بأمة فيباع ولدك بين يديك وهو فعلك بنفسك.
يابني لو كانت النساء تذاق كما تذاق الخمر ما تزوج رجل امرأة سوء أبدا.
يابني أحسن إلى من أساء إليك ولا تكثر من الدنيا فإنك على غفلة (2) منها وانظر إلى ما تصير منها.
يانبي لا تأكل مال اليتيم فتفتضح يوم القيامة وتكلف أن ترده إليه.