من يستطيع أن يخرج الدجاجة من الزجاجة

موضوع رائع يا أستاذنا الفاضل

و ما أكثر الدجاج الذي عشش في رءوس الكثيرين من أبناء هذا الوطن

و سأحكي لك قصة واقعية يعلمها الكثيرين من أبناء جيلي

في أواسط السبعينات كانت الثانوية العامة عبارة عن قسمين فقط : علمي و أدبي
و في عام 1976 تم تقسيم الثانوية إلى ثلاث شعب : علوم و رياضيات و أدبي

كانت الأمور مختلطة و متشابكة أمام أبناء جيلي
و كان من النادر و من الصعب أن يدخل طالب الثانوية العامة
فما بالك بمن يدخلها و يدخل قسم علمي .و ما بالك بمن يدخل قسم الرياضيات ؟

كان معظم شباب هذه القرية يستسهلون الالتحاق بالقسم الأدبي
و على مدى عشر سنوات لم يدخل أحد من أبناء كفر الجمال كلية من كليات القمة

و لم يحاول أحد على مدار أربع سنوات أن يغامر أو يقامر بدخول شعبة الرياضيات
اللهم إلا شخصا واحدا ...و كان مصيره الرسوب في الثانوية العامة لثلاث سنوات متتالية

كانت الثانوية العامة بعبعا كبيرا ....أتذكر جيدا عدد المتكدسين في امتحاناتها
و إحقاقا للحق كانت الامتحانات بها كثير من الألغاز

المهم أنني لاحظت أن معظم شباب البلدة يحجمون عن دخول شعبة الرياضبات
و البعض كان يحكي أساطير خرافية عن مواصفات من يدخل هذا الشعبة

المهم يا صديقي العزيز أنني اجتمعت مع مجموعة من أبناء هذه القرية
و عددهم سبعة أصدقاء ...و قرر مشاركتي دخول المغامرة ثلاثة منهم
و آثر ثلاثة منهم السير مع السائرين

أما الأربعة المغامرون فسأذكر لكم أسماء ثلاثة منهم
المهندس : محمد نجدي نور الدين شرباش و شهرته : مجدي نور
و المرحوم : محمد محمد عبدالحميد رزق و شهرته : جمال رزق
و كنت و لله الحمد ثالثهم ... و أتذكر أننا كنا في أشد الحماسة
كان لدينا إصرارا عجيبا على تكسير تلك الأفكار السلبية

قررنا جميعا إخراج الدجاحة و إلى الأبد من رؤوسنا و رؤوس الآخرين
و أؤكد لكم أنها لم تدخل أبدا ...
و لكننا أردنا أن نؤكد أن ذلك المستحيل ليس إلا ضربا من ضروب الوهم

ماذا نحتاج لنكسر هذا الوهم ؟؟؟
نحتاج إلى إرادة صلبة و عزم لا يلين

و بالفعل و في عام 1980 سجل التاريخ دخول أربعة من شباب كفر الجمال شعبة الرياضيات
و سجل التاريخ دخول اثنين منهم لكلية الهندسة لأول مرة و لحق بهم الثالث في العام التالي

و لكننا يجب أن نتفق أن تفاحة واحدة يمكن لها أن تفسد كل التفاحات السليمة المجاورة لها
لذا فإن دور الأصدقاء أكثر من مهم ..واختيار الأصدقاء هو الشيء الأهم

و أرجو أن لا أطيل عليكم .. و لكني أسرد حدثا قد يستفيد منه أبنائي و أبنائك
و هو حدث أعتز كثيرا بأنني كنت أحد المساهمين في تسطيره
و ربما لا أجد الفرصة لأحكيه لأبنائي بيني و بينهم
و لعلهم و غيرهم يستطيعون قراءته هنا

و في النهاية أكرر شكري لكم على هذا الموضوع الرائع

وفقكم الله والسلام عليكم