سألني عابر السبيل عن الطريق للخروج من هذه المدينة فأجبته بابتسامة حزينة أنني لو كنت أعلم الطريق لما سكنت هنا.. وهممت بأغلاق الباب الا أني فكرت بان الوقت ليلا وخشيت عليه من الطقس البارد ..فدعوته للدخول والمكوث حتى الصباح..
لم أحتط من بساطته وتواضعه الغريبين..ولم أحتط أيضا من لعبة القدر هذه المرة..أخبرني قصته وكيف أخطأ وجهته ووصل الى هنا وبسبب الحب أيضا ..
وصممت في داخلي عندها أن أعيده الى بيته وأن أخرجه من عذاب هذه المدينة..
وما كان مثيرا للدهشة أن زائري الليلي لم يأتي في تلك الليلة..
كنا نقوم في الصباح ونبدأ بوضع خطط لتهريبه من المدينة وكنت أسعى جاهدة في مساعدته ليجد طريق السعادة..
وبعد عدة أيام بدأت الورود الحمراء تنبت على جدران بيتي وأخذ شذاها يفوح في جميع أرجاء المدينةحتى أني نسيت آلام الشوق والحنين وبدأت جروحهما بالاندمال وزارني نور الشمس الذي لم أره منذ سكنت في هذه المدينة..وبدأ يصبح ضيفا غير عادي..لقد كان يقطف الأزهار في كل صباح ليوزعها في زوايا المنزل ويخرج بعض السعادة من جعبته ليرش بها الأزهارحيث كنت أتنشقها بعمق ونهم..
وكنت بالمقابل أذهب في الصباح الباكر قبل أن يستيقظ لأسحب بعضا من الحنان الذي كنت أودعه بالملايين أثناء فترة اقامتي..
كان في بعض الأحيان يأخذني الى حدائق السعادة حيث كنا نقضي بعض الوقت ثم نعود..وكان يسهر على راحتي عندما أكون مريضة..وفي هذه الأثناء بدأت أتحسس نمو جنين الحب في أحشائي..وبدأت أشعر بحركته داخلي..ونما هذا الجنين بسرعة..
وقد لاحظ نمو هذا الجنين داخلي واعتقدت أن صمته يدل على وجود شبيه لهذا الجنين في أحشاء قلبه..ثم جاء المخاض..
الولد المصرى من يعرف نهايه فليتقدم