بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم و بارك
على محمد و على آله
أنقل لكم هذه الحكم لما فيها من فائدة
***
من المعلوم في ديننا أن من ترك شيئا لله عز وجل
عوضه الله خيرا منه ،
وهي قاعدة عظيمة تشحذ الهمم
وتحث على الزهد في الدنيا وطلب الآخرة ،
وعلى البذل في سبيل الله طلبا لثوابه
مع اليقين بأن ما يبذله العبد في هذه الدنيا
سيعطيه الله خيرا منه ولا شك.
ونجد هذا المعنى واضحا جليا
في قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
" ما نقصت صدقة من مال ،
وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ،
وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل" .
(رواه مسلم).
فمن تصدق بورك له في ماله وزاد
" ما نقصت صدقة من مال" ،
( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )
(سـبأ: من الآية39) ،
ومن ترك الانتقام والتشفي مع قدرته على ذلك،
عوضه الله انشراحاً في الصدر، وفرحا في القلب؛
ففي العفو من الطمأنينة والسكينة
والحلاوة وشرف النفس، وعزها،
وترفعها ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.
"وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا" ،
هذا مع ما ينتظره من الأجر والكرامة بين يدي الله تعالى
يوم القيامة
كما في الحديث الشريف:
" من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه
دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة
حتى يخيره من الحور العين ".
ومن ترك التكبر والتعالي
وتواضع كانت الرفعة والمحبة وعلو المكانة من نصيبه:
"وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله...".
وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه
دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق
حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها
(منقول)