mido car عضو محترف
عدد الرسائل : 114 العمر : 37 نقاط : 151 تاريخ التسجيل : 18/11/2008
| موضوع: الفن والواقع مقالة عن فيلم بالألوان الطبيعية الخميس 14 يناير - 17:49:08 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الموضوع منقول عن كريمة كمال ٧/ ١/ ٢٠١٠ نقلاً عن المصري اليوم مع تحياتى amr omran [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][size=/]أثار فيلم بـ«الألوان الطبيعية» الذى يتم عرضه حاليا فى دور العرض السينمائى حالة من الاستياء والغضب من كل المنتمين لكلية الفنون الجميلة من أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، واندفع الجميع لمهاجمة الفيلم من العميد إلى الطلاب، بينما صرح المؤلف «هانى فوزى» وهو فى الوقت نفسه خريج الكلية بأن الفيلم صورة حقيقية للكلية.. واللافت هنا هو أن الفيلم سواء اتفقتَ معه أو اختلفتَ ليس فى الحقيقة معنيا بالكلية فى حد ذاتها بقدر ما هو معنىّ بحالة التشدد التى أصابت المجتمع المصرى والتى طالت الفن كما طالت غيره..[/size] الفيلم يتصدى لحالة الهجوم على الفن سواء بتحريمه أو بتكتيفه بالعديد من القيود واللافت أن أساتذة الفنون الجميلة الذين خرجوا فى البرامج التليفزيونية التى تصدت للأزمة التى أثارها الفيلم، أصروا جميعا على أن الكلية لم تختلف عما كانت عليه فى الماضى، وأن تدريس الفنون يتم بنفس الأسلوب ونفس الطريقة، بينما سمع العديد منا من بعض الطلبة شكواهم من أن هناك أساتذة بالكلية يعلمونهم المحرم فى الفن، بينما دورهم أن يعلموهم الفن. الأساتذة الذين يدخلون المحاضرات ليحاضروا فى تحريم النحت.. هل كان كل ذلك يحدث من قبل؟! المشكلة الحقيقية هى أن القضية الأساسية التى حاول الفيلم طرحها للنقاش لم تسترع انتباه من هم معنيون بالفن، وتحولت القضية إلى سمعة الكلية والدفاع عن سمعة الكلية وهو بالضبط نفس ما حدث فى فيلم «هانى فوزى» السابق «بحب السيما»، فقد ترك الأقباط القضية التى يثيرها الفيلم وهى «العلاقة مع الخالق، وهل يجب أن نخاف الله أم أن نحب الله» ولم يجدوا فى الفيلم سوى أنه يقدم الأقباط بشكل سيئ، والمشكلة هنا هو ترك القضية الأساسية والاهتمام بالقضية التى تخص السمعة، رغم أنه من المفهوم أن الفن لا يقدم الواقع بل يقدم رؤيته لهذا الواقع لكن ما يمكن أن نلحظه فى مثل هذا النوع من المشاكل سواء فى «بحب السيما» أو فى «بالألوان الطبيعية» هو حالة التركيز على السمعة والدفاع عنها باستماتة، خاصة أن هذه المشكلة قد كشفت عن حالة من العداء للكليات الفنية تسود العديد من العائلات المصرية، وهو ما دفع بالخوف داخل عدد من الطلاب من أن يتسبب الفيلم فى تركهم الكلية.. إن الفيلم نفسه يحاول أن يتعرض لحالة التشدد التى نعيشها، لكن هذه الحالة نفسها التى تسود الشارع طاردته ولم تترك مساحة لمناقشة القضية التى حاول طرحها.. إنها حالة كاملة لمجتمع يعانى من الترصد والتشدد وليس معنيا إلا بصورة كل من فيه فى عين الآخر، وليس مهموما بواقعه بقدر ما هو مهموم بالابتعاد عن الشبهات.. وهكذا ترك الجميع القضية الأساسية وانشغلوا بالسمعة رغم أن القضية الأساسية قضية حياة.
| |
|