التئام الجرح فى محاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه..
اذهب به بعيدا.. بعيدا الى عالمى الخرافى..
اعتزل الكلام.. انزوى هناك فى هذا الركن البعيد.. اتأمل فيه قانون الحياة
وهناك التقى بهم..فهم كثير.. نتداعى .. نذوب .. نبث همومنا
ونبكى بنشيج عالى يرتفع حتى يعانق السماء..
كيف نضع حبنا الكبير بين يدى من يستهين به..؟
كيف يرفضه.. ؟ كيف وقد آنسنا فيه يوما أصداء من الأمان ونهور من الحنان..
هذا الحنان الزائف الذى ضمنا فى لحظة وعبر بنا الى شاطئ النور..
وحلق بنا حيث حدود السماء.. ثم تركنا وذهب..
تركنا معلقين.. الى هذا الحد من القسوة.. من الإيلام..
نحب ونجد الصدى تلالا من الزيف..
يا للأقدار من تصاريف..
نشترى ثم نجد من يبيع بأبخس الأثمان،
ومن الذى يبيع..
هو الذى منحناه كل هذا الحب..
تسيل الدموع فى مجرى الأحزان..
ترويها رويدا رويدا..
حتى تصبح غابات نتوارى خلف ظلالها الكثيفة فى خوف..
وشئ يصرخ فىالأعماق.. ابك.. ابك.. لعل الدمع شفاء..
ونبكى ولا نجد الدموع..ونغوص فى أعماق الضحك ولا نضحك..
ونسبح فى فضاء النسيان ولا ننسى..
ونتكلم كثيرا كثيرا ولا نقول شيئا ..
ونعانق الحياة بكل جوارحنا وفى لحظة.. لحظة واحدة..
تأتيتنا ذكراها.. تغتصب الخيال فيسقط قناع الحياة وتبقى هى بكل قسوتها..
بكل جروحها.. لقد توهمنا معها.. أنها السعادة فى قمة عنفوانها..
إنها الحياة بكل صخبها.. إنها الجنة فى راحة نعيمها..
إنها الحب بكل جنونه وعقله..
وأبداً.. لم تكن السعادة ولا الحياة ولا الجنة ولا الحب ..
ربما كانت كطوق النجاة لسباح ماهر صرعته الأمواج فى غفلة من الزمن،
فتعلق بها أملا فى الحياة.. وغدت ابتسامتها له حياة..
كلامها حياة.. هذيانها حياة..
نسيم الهواء عندما يعانق اطياف شعرها الأسود الطويل
فيصطدم به وهو فى طريقه الى السماء كل الحياة..
ولكنها باعت.. باعت فى اقرب فرصة سنحت لها وبأبخس الأثمان..
حتى ثمنها لم تقدره.. فهل مازال شيئا يبقى..؟
هذا الشئ الذى نحاول ان نجده لنتوهم معه السعادة فى قمة عنفوانها..
والحياة بكل صخبها.. والجنة فى راحة نعيمها.. والحب بكل جنونه وعقله..
وكم من الوقت يمر حتى نجد هذا الوهم الجميل..؟
نجده يبتسم ويتكلم ويمنحنا حبا زائفا..
ثم يبيع فى اقرب فرصة وبأبخس الأثمان 0
الولد المصرى(شكسبير)