منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب كفر الجمال

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
الصوفية Animal11
الصوفية 09910
الصوفية 1611
الصوفية Tالصوفية Eالصوفية Nالصوفية Emptyالصوفية Lالصوفية Aالصوفية Mالصوفية Eالصوفية Gالصوفية Lالصوفية Eالصوفية Emptyالصوفية Wالصوفية Wالصوفية W
الصوفية 1611 الآن  وبعون الله تعالى   المنتدى على سيرفر جديد www.elgemal.net

 

 الصوفية

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبومعاذ
مشرف عام
مشرف عام
أبومعاذ


ذكر عدد الرسائل : 1194
نقاط : 1652
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: الصوفية بين الماضى و الحاضر   الصوفية Emptyالأربعاء 20 مايو - 7:49:33

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد و الصلاة و السلام على سيد الخلق و على آله و صحبه و من اهتدى
بهديه إلى يوم الدين يقول الله عز و جل( يأيها الذين أمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم
و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما)( ا لأحزاب
إن المسلم بحكم غيرته الدينية أشد ما يكون حرصا على نقاء دينه و سلامته من كل شائبة و لا يطمئن إلا
إذا استقر على أساس اسلامى صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسولهصلى الله عليه و سلم أو أثر من الصحابه و التابعين رضوان الله
عليهم خاصة فى تلك القرون الأولى
ظهر التصوف فى القرون الأولى للاسلام فكان له شأن عظيم و كان المقصود منه فى أول الأمر تقويم الأخلاق
و تهذيب النفوس و ترويضها بأعمال الدين و نقل عن الحسن البصرى رحمه الله الذى توفى عام 110هجرى
أنه قال رأيت صوفيا فى الطواف فأعطيته شيئا فلم يأخذه و قال معى أربعة دوانيق يكفينى ما معى و يشبه
هذا ما روى عن سفيان أنه قال لولا أبو هاشم الصوفى ما عرفت دقيق الرياء و هذا يدل على أن هذا الاسم
كان يعرف قديما و قيل لم يعرف هذا الاسم إلى المائتين من الهجرة و كانت جميع حركاتهم و سكناتهم فى
ظاهرهم و باطنهم مقتبسة من كتاب الله و سنة رسولنا الكريم
كانو يتصفون بصفات الصحابة و السلف مثل العكوف على العبادة بما أمر الله و رسوله و الانقطاع إلى الله
تعالى و الآعراض عن زخرف الدنيا و زينتها و الزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة و مال و جاه و الانفراد
عن الخلق فى الخلوة للعبادة( قيام الليل) فلما فشا الاقبال على الدنيا فى القرن الثانى و ما بعده اختص المقبلون
على العبادة باسم الصوفية و المتصوفة
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعرانى فى كتاب الطبقات الكبرى إن علم التصوف عبارة عن علم انقدح فى قلوب الأولياء
حين استنارت بالعمل بالكتاب و السنة فكل من عمل بهما انقدح له من ذلك علم و أدب و أسرار و حقائق تعجز
الألسن عنها فالتصوف هو زبدة عمل العبد بأحكام الشريعة
و لكن تلك المقاصد الحسنة قد تغيرت فى هذا الزمان و ساءت طريقة مدعى التصوف فانظر يا أخى يرحمك الله إلى
الاجتماعات التى يسمونها الموالد و ما يكون فيها من نصب السرادقات ثم جذبوا إليها الفقراء و انظر إلى الأغنياء
صاروا يبذلون فيها الأموال العظيمة زاعمين أنهم يتقربون بها إلى الله و الله برئ مما يعملون و على سبيل المثال علمت
أن بعض الناس فى بلدنا لم يضحوا فى عيد الأضحى و عندما جاء مولد الدكرورى سارعوا إلى ذبح الجمال أو البقر
هدى الله أهل بلدتنا إلى ما فيه الخير و الصواب و كلنا يعلم ما فى الموالد من منكرات فالموالد اليوم أسواق الفسوق
و الفجور فيها خيام للبغاء و مراقص يجتمع فيها الشبان لمشاهدة الراقصات المتبرجات فيها إسراف و تبذير للأموال
و إضاعة للأوقات فيما لا فائدة منه و لا خير
فانظر إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف و اعتقاد أهله بغير فهم و لا مراعاة شرع فلا عجب إذا عم فيهم الجهل
و استحوذ عليهم الضعف و حرموا ما وعد الله المؤمنين من النصر لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به
المؤمنين فى نحو قوله تعالى( قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون و الذين هم عن اللغو معرضون ) و قوله
تعالى( و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما و الذين يبيتون لربهم سجدا
و قياما و الذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا و مقاما و الذين إذا أنفقوا
لم يسرفوا و لم يقـتروا و كان بين ذلك قواما و الذين لا يدعون مع الله إلها ءاخر و لا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق
و لا يزنون و من يفعل ذلك يلقى أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا إلا من تاب و ءامن و عمل عملا صالحا
فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما )الفرقان
و صفوة القول أنه لا طريق لمعرفة الله إلا بما نزله الله من البينات و الهدى و ما بينه رسول الله صلى الله عليه و سلم
من وسائل العبادة بقوله و فعله و كان غرض الصوفية الصادقين فهم الكتاب و السنة و أخذ النفوس بالعمل بهما و
التخلق بآدابهما و أرجو من الأعضاء المشاركة مع توضيح رأيهم فى الصوفية فى هذه الأيام
وما كان من توفيق فمن الله وحده و ما كان من خطأ أو نسيان فمنى ومن نفسى ومن الشيطان سائلا الله عز و جل
أن يصلح لنا أعمالنا ويغفر لنا ذنوبنا و للمؤمنين و المؤمنات و صلى الله و سلم على المبعوث رحمة للعالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: الصوفية   الصوفية Emptyالأربعاء 25 نوفمبر - 22:38:25

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

طلب منى اخي العزيز ابي معاذ ان اكتب عن الصوفية

واستعين بالله وانفذ له ما طلب و له اهدي له المقال و ارجو ان نتشارك الرأي فيه
كل يدلي بدلوه


[b]اولا ما هي الصوفية

الصوفية هي حركة علي غير اعتقاد أهل السنة و الجماعة

و أصل التسمية مختلف فيه فهناك من يقول ان الصوفية اخذت أسمها من
الصوف ، أي لبس الصوف ، ذلك أنهم يعتقدون أن لبس الصوف مما يقرب إلى الله تعالى ، لان فيه نوع تعذيب للنفس ، وهم يعتقدون أن طلب العبد إذلال نفسه وإذاقتها ما يؤذيها ، مما يقرب العبد إلى الله تعالى مطلقا ، وهذا في حد ذاته بدعة منكرة ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس ما تيسر له ، ولم يخص الصوف بشيء من الفضل ، وكان يأكل ما تيسر له من الطعام الطيب ، ويلبس الحلل الجميلة ، ويحب العسل ، وما طاب من الطعام والشراب ، وقال : من رغب عن سنتي فليس مني .

وروى أبو داود وأحمد عن عائشة رضي الله عنها : ( إنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم بردا من صوف ، فلما عرق فوجد ريح الصوف ، طرحها ..) فهذا الحديث يرد عليهم في دعواهم استحباب لبس الصوف مطلقا .

وأيضا في تخصيص الصوف باستحباب اللبس تشبه برهبان النصارى .

وقد ذكر بعض العلماء أن كلمة ( صوفي ) أصلها من (صوفيا ) أي الحكمة وهي كلمة يونانية ، أو من كلمة ( صوفي ) في التراث اليهودي .

وأيضا فإن النصارى الأرثوذكس : يسمون فتيانهم ( صوفية ) .


و هناك من قال ان اصل تسمية الصوفية بهذا الاسم يرجع الي

[ الصُفة: حيث سموا بذلك نسبة الى اهل الصفة وكان لقبا اعطي لبعض فقراء المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لم تكن لهم بيوت يؤون اليها فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء فناء ملحق بالمسجد من اجلهم, وهذا يوضح ادعاء المتصوفة بربط التصوف بعصر النبي صلى الله عليه وسلم وانه أقر النواة الصوفية الأولى, مع العلم ان اهل الصفة ما كانوا منقطعين للعبادة
و هذا غير صحيح لان اهل الصفة و هم من الصحابة لم ياتوا بشرع جديد و لا طرق جديدة فى التقرب من الله عز وجل و لا زهدو فيما لم يزهد فيه رسول الله صلي الله عليه و اله وسلم


وهنا من نسبهم الي الصفاء

وهنا من نسبهم الي قبيلة عربية بدوية تسمي بني صوفة كانت تخدم الكعبة فى الجاهلية

لكن معظم مشايخ الصوفية انفسهم ينسبون الصوفية الي الصوف


وللحديث تتمة ان شاء الله






[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 14:03:06

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم -وعلي آله وصحبه ومن والاه
اما بعد فقد ادليت بدلوك في قضية هامه وهي قضية التصوف الاسلامي- والصوفيه
وشكر الله لك وان خالفتني في رايي
فذكرت اولا
اولا ما هي الصوفية

الصوفية هي حركة علي غير اعتقاد أهل السنة و الجماعة

وهذه الكلمه عندما قراتها ادهشتني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فكما ادليت بدلوك دعني ادلي بدلوي

فما هو التصوف
؟؟؟
التصوف الذي أعنيه هنا هو الطريق
الحق الذي انتشرت أخباره في المشارق والمغارب
التصوف المقصود منه كما قال أهل العلم هو بلوغ مرتبة
الإحسان ، لأننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى لما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأمة { الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو
عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة } [آل عمران/75]
فإذا المهمة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست مهمة مخاطبة العقول
أو التلاوة أو الإرسال إليهم فقط ، إنما كان مبعوثًا بالتعليم والتزكية والتربية ، فإذاً شأن
التزكية للنفس الذي
يبلغ صاحبها إلى مرتبة المعاملة مع الله تعالى التي سأل عنها رسول الله في الحديث الصحيح لما جاءه جبريل
فقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فأخبره ثم قال أخبرني عن الإيمان فأخبره ثم قال أخبرني عن الإحسان وقال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم
تكن تراه فإنه يراك ، إذًا نحن علمنا أن الإسلام هو الأركان الخمسة الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج ، وعلمنا أن شرائع الإسلام ألُّفت
فيها المؤلفات الكبيرة ، وأن أهل الإسلام أخذوا فيها بالمذاهب التي اشتهرت فهناك المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي ، كل هذه المذاهب جاءت
في تفريعات أمور الشريعة الظاهرة وهي الإسلامية في أركان الإسلام وما يتعلق بها من معاملات بعد ذلك ، ثم جاءنا في الإيمان كلام أهل التوحيد
والذين تكلموا وسموا بعد ذلك برجال العقيدة وسمي هذا العلم بعلم العقيدة ، وبقي شأن التزكية وشان التربية وتصفية القلوب لتحقيق هذه العبودية لله
سبحانه وتعالى فسميت بما تعارف عليه أهل الإسلام من أهل القرون الأولى أنه التصوف.
التصوف عرفه أهله
وأصحابه وأئمته ، نحن نعلم أن كل علم يرجع فيه إلى من
أسسه وإلى رجاله وإلى أئمته ، فعلم التصوف علم عظيم تعلق بالتربية على وفق الكتاب
والسنة ، وأئمته
الذين اشتهروا به وهم مراجعٌ فيه ممن استخلص معاني التربية من الكتاب والسنة عرفوا هذا المنهج بتعريفات
هي الأصل والمرجع فلا يأتي أحد فيعرف التصوف ثم يهاجم التصوف من حيث تعريفٍ عرفه هو أو غيره ، وينسى التعريفات التي عرفه بها أهله رضوان الله
تعالى ، فمثلاً :
[تعريف علماء التصوف للتصوف]
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني -وهو من كبار أهل التصوف ومن أشهرهم على الإطلاق- يقول:
((التصوف ليس ما أخذ عن القيل
والقال ولكن أخذ من الجوع وقطع المؤلوفات والمستحسنات
))
ويقول الإمام الغزالي - الحجة الذي سمي بـحجة الإسلام وهو الذي أحسن البيان في مجال التصوف
وكتبه أجرى الله بها النفع في جميع بلاد المسلمين- يقول :
(( التصوف هو تجريد القلب لله
تعالى واحتقار ما سواه

)) أي تخليص القلب لله تعالى
واعتقاد ما سواه اعتقادًا أنه لا يضر ولا ينفع
فلا يؤول إلى على الله فالمراد باحتقار ما سواه اعتقاد
أنه لا يضر ولا ينفع وليس المراد الازدراء والتنقيص
ويقول الشيخ ابن عطاء السكندري - صاحب الحكم - :
((التصوف هو الإسترسال مع الحق ))
ويقول الشيخ معروف الكرخي :
(( التصوف الأخذ بالحقائق واليأس
مما في أيدي الخلائق
))
ويقول الإمام أبو الحسن الشاذلي -الذي يتبعه في ميدان التصوف الملايين اليوم من البشر-:
(( التصوف تدريب النفس على
العبودية وردها إلى أحكام الربوبية

))
ويقول الإمام الجنيد -والإمام الجنيد يسمى سيد الطائفة الصوفية- يقول الإمام الجنيد:
((التصوف ذكر مع اجتماع ووجد مع
استماع وعمل مع اتباع
)) يعني
اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم
ويقول أيضًا :
(( علمنا هذا -أي التصوف- مقيد بالكتاب والسنة ومن لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا
يقتدى به في
هذا الأمر والطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على
من اقتفى أثر الرسول صلى

الله عليه وسلم ))
ويقول :
(( علمنا هذا -يعني التصوف- مقيد بالكتاب والسنة فمن لم يسمع الحديث ويجلس ويأخذ أدبه
من المتأدبين أفسد من اتبعه
))
ويقول :
(( التصوف أن يختصك الله بالصفاء
فمن صفا من كل ما سوى الله فهو الصوفي
))
إلى غير ذلك من التعريفات ويقول أيضًا :
(( التصوف تصفية القلب عن
موافقة البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية وإخماد الصفات
البشرية ومجانبة
الدعاوي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق
بالعلوم الحقيقية
واستعمال من هو أولى على الأبدية والنصح لجميع الأمة
والوفاء الله على
الحقيقة واتباع الرسول في الشريعة
))
هكذا يعرف هذا الإمام التصوف بأنه كله كتاب وسنة
ويقول الإمام السري -من تلامذة الإمام الجنيد- يقول :
((سمعت الجنيد يقول التصوف أن
يميتك الحق عنك ويحييك به
))
ويقول السيد الشريف الجرجاني :
(( التصوف هو وقوف مع الآداب
الشرعية ظاهرًا فيسري حكمها من الظاهر إلى الباطن
وباطنًا فيسري
حكمها من الباطن إلى الظاهر فيحصل للمتأدب بالحكمة كمال
))
ويقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري -مجمع القراءات الإسلامية قراءات القرآن- يقول :
(( التصوف علم تعرف به أحوال تزكية
النفوس وتصفية الأخلاق وتأمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية
))
ويقول مِن مَن عرف التصوف من المتأخرين شيخ محمد سعيد البوطي :
(( التصوف اسم حادث لمسمى
قديم إذ إن مسماه لا يعدو كونه سعيًا إلى تزكية النفس مع
الأغبار العالقة
بها عادةً كالحسد والتكبر وحب الدنيا وحب الجاه وكذلك
ابتغاءه توجيهها
إلى حب الله عز وجل والرضا عنه والتوكل عليه والإخلاص له
سبحانه وتعالى))
ويقول الإمام الحداد -من أكابر رجال التصوف باليمن- يقول :
(( طريقنا هو العلم والعمل به
والإخلاص لله والورع والخوف من الله جل جلاله وتعالى في عظمته
))
-
ويقول في بعض أبياتًا له:-
وإن الذي لا يتبع الشرع مطلقًا * على
كل حال عبد نفس وشهوة

فبـيع هوى يبكـى علـيه لأنـه * هو
الميت ليس الميت ميت الطبيعة

وما في طريق القوم -يعني الصوفية- بدأً ولا انتهاء * مخالفة للشرع فاسمع وانصت
وخل مقالات الذين تخبطوا * ولا تك
إلا مع كتابٍ وسنة
))
ويقول بعضهم في وصف أهل التصوف:
(( قوم همومهم بالله قد علقت * فمالهم
همم تسمو إلى أحد

فمطلب القوم مولاهم وسيدهم * يا
حسن مطلبهم للواحد الصمد

ما إن تنازعهم دنيا ولا شرف * من
المطاعم واللذات والولد

ولا للباس ثياب فائق أنق * ولا
لروح سرور حل في بلدي
))
أحببت أن أنقل هذه التعريفات لأولئك الكرام السادات أوائل
أهل التصوف وأكابرهم
حتى يعلم السامع أن مراجع أهل التصوف يقولون أن التصوف أنه كله كتاب وسنة وكله تزكية للنفس وكله تربية
للأخلاق للوصول إلى مرتبة الصديقية والقرب من الله والإحسان مع الله .

[لفظ التصوف]
ثم نأتي إلى لفظ التصوف نفسه
كثيرٌ يشكل عليه لفظ التصوف ويقول (لماذا تسمون هذا
بالتصوف؟) و (لماذا لا نكتفي بذكر التزكية ؟) و (لماذا هذه الطائفة سميت بالصوفية؟) فنقول:
أولاً : التصوف اختلف العلماء في أصله من أين أتى هذا
الاسم ، فقال بعضهم (أتى
هذا الاسم من الصوف) لأن كثير من أوائل هذا المنهج من الزهّاد والعبّاد اشتهروا بلبس الصوف ;
والضعفاء وأهل التصوف كانوا يميلون إلى الفقر وإلى الزهد في هذه الدنيا كما حثّت على ذلك الشريعة وجاءت سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها زهد في
هذه الفانية المنتهية النافذة الدنيا وما فيها .
وقال بعضهم (إن التصوف أصله جاء من الصفاء)
وبعضهم قال (هو مشتق من الاصطفاء)
فالصوفي هو الذي صوفي من الحق أي صافاه الحق فهو الصوفي
وقال بعضهم (هو من الصِفة) لأن أهل الصِفةالذين
كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة -وكان منهم أبو هريرة وغيره- هم فقراء
الصحابة الذين
جاؤوا إلى المدينة وليس لهم بيتٌ يأويهم وليس لهم زوج ولا ولد هؤلاء أهل الصِفَّا كانوا يلبسون الصوف ويجلسون
في الصُفَّة يعبدون الله تعالى ويذكرون الله فإذا جاء الجهاد خرجوا وإن لم يكن الجهاد بقوا في مسجد
رسول الله يعتكفون
يأكلون مع رسول الله ويشربون مع رسول الله ولذلك يقول أبو
هريرة عليه رضوان الله : (إني حفظت هذا الحديث لأني كنت
أمشي مع رسول الله على ملأ بطني) يعني أنه لم يكن هناك شيء يشغلني كمثل بقية الناس فأنا
كنت ملازم رسول الله
أأكل معه وأشرب معه وليس عندي شيءٌ يشغلني
فقال بعضهم (أن أهل التصوف هم أمثال أهل الصُفَّا الذين
كانوا مع النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) .
وعلى العموم .. كثرت الأقوال وليس هناك مشاحة في الاصطلاح كذلك قال أهل العلم :
(( لا مشاحة في الاصطلاح )) قل ما شئت .. وسمي ما شئت .. ما دام
أن ذلك ليس بخارج عن الحق وعن طريق الحق فليس هناك إشكال ، فنحن نعلم أن مسميات كثيرة قد حدثت في الإسلام
، مثلاً :
لماذا جاء اسم (أهل السنة والجماعة) ؟ هل كان الصحابة
يسمون بأهل السنة والجماعة ؟ هل كان من التابعين من يسمى بهذا الاسم ؟
ثم جاءت بعد ذلك المذاهب : فيقال عن الذين تبعوا في فروع
الفقه أباحنيفة يقال لهؤلاء (الأحناف) ، ولأولئك (المالكية) ، ولأولئك (الشافعية) ،
ولهؤلاء (الحنبلية) لماذا ؟ واشتهرت هذه الأسماء ولم
يعترض عليها أحد في الإسلام !
ثم جاءنا في علم العقيدة مثلاً أن العقيدة لم يأتي هذا اللفظ لا في عهد رسول الله ولا في عهد
الصحابة ولا في عهد التابعين ولا تابع التابعين ولا في القرن الثالث ولا في الرابع بل ولا في الخامس
فمتى اشتهر علم العقيدة
بهذا الاسم إلا مؤخرًا ، فلماذا لم نقل أن علم العقيدة
هذا علم باطل وعلم مبتدع لماذا ؟!
نقول (لا مشاحة في الاصلاح) الألفاظ
لا مشاحة فيها ، أمور اشتهرت بين المسلمين واستحسنت بين
المسلمين ، فلماذا تنكر هذه الأسماء ونحن نرى إلى هذا اليوم يسمى هؤلاء بالسلفية وهؤلاء يسمون بكذا والذين يتخرجون من جامعة إسلامية
معينة يسمون باسم تلك الجامعة فلا بأس من نسبة الناس في فئاتهم إلى شيء من هذه التصنيفات فلا بأس في
ذلك ، وهو أمر مشتهر بين أهل
الإسلام من قديم وجاء بعد ذلك علم المصطلح وجاءنا
بعد ذلك علم الأصول وعلم التخريج والرجال كلها أمور حدثت
بعد القرون الأولى
فلا بأس بها وأهل الإسلام كلهم متفقون على ذلك فلماذا التصوف
بالخصوص يأتي بعضهم فيقول (لماذا هؤلاء جعلوا لأنفسهم
لماذا التزكية مهمة المسلمين أجمعين) . نعم نحن نعلم أن أهل التصوف لم يقولوا نحن مثلاً (لا نأخذ الفقه) لكن كما أن هناك أناس
اشتهروا مثلاً بالعقيدة فهل يعني أن أولئك يسمون بعلماء العقيدة ، أو الذين اشتهروا بعلم الفقه يسمون
بالفقهاء ، والذين
اشتهروا بعلم التفسير سموا المفسرين رجال التفسير ، رجال المصطلح ، رجال الأصول ، هل يعني
أننا إذا أطلقنا على أحد هذه الأصناف من الناس
الذي اشتهروا بنوع من العلم ، أننا نقول أنهم لا يعلمون
شيئًا من تلك العلوم
أبدًا ؟! لا لا نقول ذلك إنما هذا الشخص قد اشتهر بهذا الصنف من العلم بزيادة وهو يعلم تلك العلوم الأخرى
، كذلك الصوفية هم تخصصوا في أمر التزكية والتربية والمتابعة لدقائق النفوس لتفسيرها بما جاء به كتاب
الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم وألفُّوا في ذلك المؤلفات وعملوا لذلك
المجالس والمجامع والوعظ والتذكير وهم كذلك أهل تفسير وهم
فقهاء وهم أهل حديث
-وإذا رجعنا وسيأتي معنا إن شاء الله تعالى -فيما يأتي- أن الصوفية هم رجال التفسير أن الصوفية هم رجال
الحديث أن الصوفية هم رجال المصطلح أن الصوفية هم رجال الفقه فكلها الكتب الموجودة في العالم الإسلامي اليوم طافحة بمؤلفات أهل التصوف الذين ألَّفوا
في أنواع العلوم وأصنافها ، هذا المعنى وإن كنت لا أحب الإطالة فيه إلا لأن البعض يشكل عليه أمر اللفظ
ولا مشاحة في الاصطلاح
أبدًا .



عدل سابقا من قبل ابوعلى في الخميس 26 نوفمبر - 15:22:27 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 14:05:59

[بروز التصوف]
نعود إلى مسالة بروز التصوف ، متى برز التصوف بهذا الاسم وبهذا المنهج ؟
هل التصوف -الذين يهاجمون التصوف هؤلاء بالجرأة- نقول لهم تريثوا تريثوا
هل التصوف هو وليد سنوات يسيرة ؟ هل هو وليد هذا القرن الأخير ؟ هل هو
وليد قرنين أو ثلاث أو أربع أو خمس؟
لا ، التصوف ظهر من القرون الأولى
قرون الخيرية وأكابر الصوفية هم الذين كانوا في القرون الأولى الذين قال
فيهم النبي صلى الله عليه وسلم { خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم
الذين يلونهم }
أولاً .. نعود إلى بعض الكتب التي نقلت شيئًا من ذلك . يقول الكندي سنة مائتين و واحد في كتابه (الولاة والقضاة) في صفحة 162 -مائة واثنين وستين- يقول :
(( وظهرت طائفة بالاسكندرية يسمون بالصوفية يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) سنة مائتين و واحد !
ويقول الإمام الحسن البصري كما نقل عنه السراج الصوفي في اللمع يقول :
(( رأيت صوفيًا في الطواف فأعطيته شيئًا لم يأخذ .وقال معي أربعة دوانيق فيكفيني ما معي ))
ويقول الإمام الكلاباذي-الإمام الكلاباذي توفي سنة 398 هـ ثلاثمئة وثمانٍ
وتسعين يعني هو من أهل القرن الرابع !- قد ألف كتابًا كاملاً سماه التعرف
لمذهب أهل التصوف وروى كثيرًا من أخبار الصوفية من أهل القرن الثاني ومن
أهل القرن الثالث الذين اشتهروا بالصوفية ومن أحب أن يطالع هذا الكتاب فهو
كتاب بحمد الله مطبوع وموجود في أسواق المسلمين يمكن أن يرجع إليه وأن
ينتفع به والإمام الكلاباذي روى عنه الحاكم وروى عنه الدارقطني وترجم له
الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء قال عنه الحاكم -عن الإمام الكلاباذي صاحب كتاب التعرف لمذهب اهل التصوف- قال : ((هو من الحفاظ حسن الفهم والمعرفة عارفًا بصحيح البخاري وهو متقنٌ ولم يخلف بما وراء النهر مثله))
يعني أنه طبقة في هذه العلوم وفي الحديث وجاء ليجمع لنا هذا الكتاب عن
التصوف ثم نجد مراجع أهل التصوف من أهل القرون الأولى نذكر بعضهم على سبيل
الإجمال لا التفصيل فمثلاً عندنا :
الإمام الحسن البصري
الذي تلقى عن جملة من الصحابة وهو مرجع أهل التصوف وأكثر طرق الصوفية
اليوم يروون الطريق ويأخذون السند في التزكية إلى الإمام الحسن البصري وهو
ولد في سنة 22 هـ اثنين وعشرين وتوفي سنة 110 هـ مائة وعشرة .
عندنا الإمام إبراهيم بن أدهم ، عندنا الإمام عبد الله بن المبارك ، أبو مسلم الخولاني ، -كلهم من أهل القرن الأول- الإمام محمد بن واسع توفي سنة 123هـ مائة وثلاثة وعشرين ، الإمام مالك بن دينار 131 هـ سنة مائة و واحد وثلاثين ، داود الطائي سنة 165 هـ مائة وخمس وستين ، الفضيل بن عياض سنة 186 هـ مئة وست وثمانين ، معروف الكرخي سنة 200 هـ مئتين ، شيخ سليمان الداراني 215 هـ مئتين وخمسة عشر ، الحارث المحاسبي
المشهور الذي له جملة من الكتب في التصوف وهي موجودة في مكاتب المسلمين
الإمام الحارث المحاسبي توفي سنة 243 هـ مئتين وثلاث وأربعين ، ذا النون المصري 245 هـ مئتين وخمس وأربعين ، أبو حمزة الصوفي -وهو ممن أخذ عنه الإمام أحمد بن حنبل وكان الإمام أحمد يجالسه- في سنة 269 هـ مئتين وتسعة وستين ، الإمام الجنيد -سيد الطائفة الصوفية مرجع أهل التصوف- سنة 297 هـ مائتين وسبع وتسعين ، وبعدهم الإمام الغزالي والجيلاني والشاذلي والفقيه المقدم في
القرن الخامس وبعده وقبله أعداد كبيرة جدًا من أهل التصوف هم من أهل تلك
القرون الخيرية فما نقول في هؤلاء الأئمة ؟ الذين سردت أسمائهم الآن من
أهل التصوف رووا لنا الحديث واشتهرت تراجمهم في كتب التراجم ولا يكاد في
كتب الطبقات أن تخلو هذه الكتب عن أسمائهم وعن أخبارهم وعن قصصهم ولا
يستطيع واعظٌ أن يرجع إلى المواعظ إلا بذكرهم وذكر أخبارهم وقصصهم عليهم
رحمة الله ورضوانه سبحانه وتعالى إذًا نحن نعلم أن التصوف نشأ من تلك
القرون الأولى ، لهذا نقول للذين يسارعون في الهجوم على التصوف تريثوا
لتعلموا إذا أردتم الكلام عن التصوف أنتم تتكلمون عن من ؟ وتتحدثون عن من
؟ ثم نقول لماذا برز التصوف في تلك القرون الأولى ؟ ما هي الدوافع
والدواعي التي جعلت التصوف يبرز كمنهج ، لماذا برز التصوف كمنهج ؟ له
قواعده وله ترتيباته وله رجاله وله أئمته . نقول :
نحن نعلم أن سيدنا
عثمان بن عفان عليه رضوان الله تعالى قتل في داره شهيدًا ، وفتح على الأمة
باب فتنة عظيمة ، ثم بعد ذلك قتل سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ،
وتحولت بعد ذلك الخلافة إلى ملك ، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم ، تحولت الخلافة إلى ملك ، ولما تحولت الخلافة إلى
ملك ، بدأت الأوضاع في العالم الإسلامي تتغير ، ثم اشتدت ، فجاء يزيد بن
معاوية الذي شهد علماء الإسلام أنه كان فاسدًا وفاجرًا ، فصارت من الفتن
في الحرمين الشريفين وفي بلاد المسلمين أشياء يشيب لها رأس الوليد ، فلقد
هدمت الكعبة وقتل الحجاج عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن
كرام التابعين من أكابرهم ، ثم قتل خيار خيار أهل الأرض في ذلك الوقت ،
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ، قتل وقتل معه أعداد كبيرة من آل بيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الوضع السياسي الذي كان في المجتمع
في ذلك الزمن ، هذا كله مع نهاية القرن الأول أو منتصفه ، بعد منتصفه ،
حدثت هذه الفتن ، وقتل عبد الله بن الزبير وحصلت هذه المصائب العظيمة
الكبيرة الشديدة و لحق بأهل الملك وبدور الأمارة أعداد من من أخذوا صورة
هذا العلم فأخذ كبار علماء الإسلام -كمثل الحسن البصري وأشباهه وأمثاله- ،
أخذوا وانحازوا بأنفسهم عن هذه الفتنة ، ولم يجالسوا الحكام والملوك
والأمراء وبقوا يطالبون الأمة بالرجوع إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فإن الأموال انتشرت في الأمة وجاءت الأموال والملابس الفاخرة
والعطور الفاخرة من كل مكان ، وبقي هؤلاء الطائفة على ما كان عليه رسول
الله يربط على بطنه الحجر من شدة الجوع ، ويلبس الصوف ، وداره وحجره
معلومة وصغيرة بسيطة حياته كلها صلى الله عليه وسلم فقر وزهد وورع وترك
لمستلذات هذه الحياة الفانية ، فلما بقي هؤلاء الجماعة على هذا الوصف ،
عرفوا بالصوفية واشتهروا بهذا اللفظ ، فصاروا يتكاثرون وصاروا يدعون إلى
هذا الطريق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه بعض الأسباب
التي كانت في ذلك الزمن ، داهمت الأمة فسببت إنحياز أهل الصدق والزهد وأهل
الإحسان إلى بعضهم البعض وأخذهم عن آل بيت رسول الله وعن الصالحين والبقية
الباقية من الصحابة ، فبقوا على ذلك الوصف الحسن الطيب ، ثم هناك أوضاع
اجتماعية كذلك أثرت ، كما أن هذا الوضع سياسي ومن الفتن وتغير الخلافة إلى
الملك سبب انحياز أهل التصوف واجتماعهم وتسميهم بهذا الاسم ، فهناك ظروف
اجتماعية كذلك ، كظهور الطوائف المختلفة وكما حصل الترك والتخلف لما كان
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثير من السنن وكثرة الأموال وظهور
الترف الذي ظهر في العالم الإسلامي في ذلك الوقت كل هذه أسبابٌ اجتماعية ،
جعلت الصادقين من علماء هذه الأمة المتمسكين بأصل ما جاء عليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم يبقون يأخذون بهذا الفقر والزهد بمنهج التصوف .
هذه كلها مقدمات وحقائق تاريخية وأوضاع أحببت بيانها من أجل أن تسمع وتعلم
، ومن أجل أن تعرف يا أخي أن التصوف نشأ في هذه الظروف وبهذه الأسباب
وبهؤلاء الرجال ، ثم نأتي إلى الأدلة والبراهين التي تدل على أن التصوف حق
، وعلى أن أهل التصوف هم أهل حق في المرة القادمه ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 14:42:47

بسم الله و الصلاة و السلام علي رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
أما بعد
الاخ الفاضل ابي علي
تحية طيبة وبعد
كما قلت اسمح لي ان اختلف مغك

اولا انا لم ادلو بدلوي بعد فما قمت الا بذكر الاشتقاق اللغوي لاصل كلمة الصوفية

ثانيا: قلت ان الاصطلاحات فى الاسلام تظهر و تستسحن
و اقول صحيح فمنها ما هم حسن و منها ما هو غير ذلك و لكن الفيصل دائما بين الحق و الباطل و المقبول و المردود هو القياس علي كتاب الله و سنه نبيه صلى الله عليه واله وسلم و كذلك سنه اصحابه و فهمهم للنصوص

فثلا الصوفية لهم طرق كثيرة فى العبادة و الذكر لم ترد عن النبي ولا اصحابة لا نجد ان السافين مثلا قد اخترعوا طرقا لم ترد عن النبي او اصحابة و الامثلة على فعل الصوفين كثيرة تراه ونراه فى حياتنا اليومية


و الان اقدم حلقة اخري عن الصوفية


لا يعرف على وجه التحديد من بدأ التصوف في الاسلام ويقال بأن التصوف اول ما ظهر كان في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس, والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة, يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: "ان اول من عرف بالصوفي هو ابوهاشم الكوفي سنة 150هـ" وقد بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن الثالث وواصلت الصوفية انتشارها في بلاد فارس ثم العراق ومصر والمغرب, وظهرت من خلالها الطرق الصوفية.
العقيدة الصوفية:
تختلف العقيدة الصوفية عن عقيدة الكتاب والسنة في امور عديدة من اهمها: مصدر المعرفة الدينية, ففي الاسلام لا تثبت عقيدة إلا بقرآن وسنة لكن في التصوف تثبت العقيدة بالالهام والوحي المزعوم للأولياء والاتصال بالجن الذين يسمونهم الروحانيين, وبعروج الروح الى السماوات, وبالفناء في الله, وانجلاء مرآة القلب حتى يظهر الغيب كله للولي الصوفي حسب زعمهم, وبالكشف, وبربط القلب بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث يستمد العلوم منه. واما القرآن والسنة فإن للصوفية فيهما تفسيرا باطنيا حيث يسمونه احيانا تفسير الاشارة ومعاني الحروف فيزعمون ان لكل حرف في القرآن معنى لا يطلع عليه إلا الصوفي المتبحر, المكشوف عن قلبه.


عقيدة الصوفية في الله تعالى:
يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها "الحلول" الذي يعني ان يكون الصوفي الها وربا يعلم الغيب كله كما يعلمه الله سبحانه وتعالى حيث ان الهدف الصوفي هو الوصول الى مقام النبوة أولا ثم الترقي حتى يصل الفرد منهم في زعمهم الى مقام الألوهية والربوبية. البسطامي من اعلام القرن الثالث في التصوف ومن أئمة الصوفية يقول: "رفعني مرة فأقامني بين يديه, وقال لي: يا أبايزيد ان خلقي يحبون ان يروك, فقلت: زيني بوحدانيتك, وألبسني انانيتك, وارفعني الى احديتك..." تعالى الله عما يقول علوا كبيرا , وتأكيد الصوفية على القول بالحلول التي جعلتهم يتشبهون بصفات الله جعلهم يصلون في النهاية الى القول "بوحدة الوجود" التي تعني في العقيدة الصوفية انه ليس هناك موجود إلا الله سبحانه وتعالى فليس غيره في الكون, وما هذه الظواهر التي نراها إلا مظاهر لحقيقة واحدة هي الحقيقة الإلهية. ويؤمن الصوفية بهذه العقيدة حتى يومنا هذا.


عقيدة الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم:
يعتقد الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم عقائد شتى فمنهم من يزعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل الى مرتبتهم وحالهم, وانه كان جاهلا بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: "خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله" ومنهم من يعظم الرسول صلى الله عليه وسلم الى درجة الوصول الى الألوهية حيث يعتقد البعض من الصوفية ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وان السماوات والارض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وانه اول موجود وهو المستوي على عرش الله وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده.


عقيدة الصوفية في الاولياء:
يرى الصوفية ان الولي هو: "من يتولى الله سبحانه امره فلا يكله الى نفسه لحظة, ومن يتولى عبادة الله وطاعته, فعبارته تجري على التوالي من غير ان يتخللها عصيان" وحقيقة الولي عند الصوفية انه يسلب من جميع الصفات البشرية ويتحلى بالاخلاق الالهية ظاهرا وباطنا , ويصل الى المساواة مع الله سبحانه وتعالى حيث يعتقد الصوفية في الأولياء بأن لهم القدرة على انزال المطر وشفاء الأمراض واحياء الموتى وحفظ العالم من الدمار. ولا شك ان هناك آثارا خطيرة تترتب على هذه العقيدة من اهمها الوقوع في شرك الربوبية والعياذ بالله.


عقيدة الصوفية في الجنة والنار:
الصوفية يعتقدون ان طلب الجنة والفرار من النار ليس هدفا , فالله يعبد لذاته حيث يزعم المتصوفة ان العبادة الحقة هي ما كانت دون طلب العوض من الله وان يشهد فيها فعل الله لا فعل العبد, وان من شاهد فعله في الطاعة فقد جحد. والصوفية يعتقدون ان طلب الجنة منقصة عظيمة وانه لا يجوز للولي ان يسعى اليها ولا ان يطلبها ومن طلبها فهو ناقص, وانما الطلب عندهم والرغبة في الفناء (المزعوم) في الله, والاطلاع على الغيب والتعريف في الكون.. هذه جنة الصوفي المزعومة. واما النار فإن الصوفية يعتقدون ايضا ان الفرار منها لا يليق بالصوفي الكامل لان الخوف منها طبع العبيد وليس الاحرار.
وقد يظن المسلم في عصرنا الحاضر ان هذه العقيدة في الجنة والنار عقيدة سامية وهي ان يعبد الانسان الله لا طمعا في الجنة ولا خوفا من النار, ولكنها عقيدة غير صحيحة ومخالفة لعقيدة الكتاب والسنة.


الشريعة الصوفية في العبادات:
يعتقد الصوفية ان الصلاة والصوم والحج والزكاة عبادات العوام وأما هم فيسمون انفسهم الخاصة ولذلك فعباداتهم مخصوصة وان تشابهت ظاهرا . واذا كانت العبادات في الاسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع فإن العبادات في التصوف هدفها ربط القلب بالله تعالى للتلقي عنه مباشرة حسب زعمهم والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول صلى الله عليه وسلم والتخلق باخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون ويطلع على اسرار الخلق, ولا يهم في التصوف ان تخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة الاسلامية, فالحشيش والخمر واختلاط النساء بالرجال في الموالد وحلقات الذكر كل ذلك لا يهم لأن للولي شريعته تلقاها من الله مباشرة.

شريعة الصوفية في الحلال والحرام:
اهل وحدة الوجود في الصوفية لا شيء يحرم عندهم ولذلك كان منهم الزناة واللوطية ومنهم من اعتقد ان الله قد اسقط عنه التكاليف واحل له كل ما حرم على غيره.


شريعة الصوفية في الحكم والسياسة والحروب:
المنهج الصوفي يرى عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم اقام العباد فيما أراد.


منهج الصوفية في التربية:
لعل اخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها وذلك بادخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم الدخول الى علوم التصوف شيئا فشيئا ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج.


الخضر عليه السلام في الفكر الصوفي:
قصة الخضر عليه السلام التي وردت في القرآن في سورة الكهف, حرف المتصوفة معانيها واهدافها ومراميها وجعلوها عمودا من اعمدة العقيدة (الصوفية) وجعلوا هذه القصة دليلا على ان هناك ظاهرا شرعيا, وحقيقة صوفية تخالف الظاهر وجعلوا انكار علماء الشريعة على علماء الحقيقة امرا مستغربا, وجعل الصوفية الخضر عليه السلام مصدرا للوحي والالهام والعقائد والتشريع, ونسبوا طائفة كبيرة من علومهم التي ابتدعوها الى الخضر وليس منهم صغير او كبير ممن دخل في طريقهم الا وادعى لقيا الخضر والأخذ عنه.


عدل سابقا من قبل ابوعبدالرحمن في الخميس 26 نوفمبر - 15:25:41 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 14:44:44


درجات التصوف :
ــــــــــ

والتصوف درجات ، فمنه تصوف يشتمل على بدع ، ومنهم تصوف يشتمل على عقائد منحرفة لكنها لاتخرج من ملة الإسلام ، ومنه تصوف يشتمل على الزندقة ، وهذا الأخير يشتمل على عقائد تخرج الإنسان من الملة الإسلامية ، ولهذا الأخير أسرار يخفيها عن عامة الناس ، وهي من أكفر الكفر بالله تعالى ، مثل عقائد الباطنية ، الذين يعتقدون الكفر ، ويجعلون عقائدهم أسرارا لا تعطى إلا للخواص ، ويتمثلون بالشعر القائل :
إذا أهل العبارة ساءلونـا أجبناهم بأعلام الإشـارة
نشير بها فنجعلها غموضا تقصر عنه ترجمة العبارة
ونشهدها وتشهدنا سـرورا له في كل جارحـة إنارة

وبالشعر القائل :
يارب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنـا
ولاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونـه حسنـا

وبهذا يعلم أن أدنى درجات التصوف بدعة ، وأوسطه ضلاله ، وأبعده زندقة.

وزنادقة التصوف أنواع : منهم من يؤمن بوحدة الوجود ، أي انه لافرق بين الخالق والمخلوق ، فالكون وما فيه ، هو الله تعالى ، والله تعالى هو الكون ، تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا .

ومنهم من يؤمن بأن الله تعالى هو محمد صلى الله عليه وسلم ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .

ومنهم من يقول إن الله تعالى يتحد مع من شاء من أولياءه ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .

وبدعهم أقسام :
ــــــــ

*منها بدع اعتقاديه : كالإيمان بأن الأولياء يتصرفون في الأكوان ، ويقسمون الأرزاق ، وان التوجه إليهم بالعبادة من أفضل القرب ، لانهم يشفعون عند الله لمن يطوف بقبورهم، ويسجد لها ، وينذر النذور لها ، وهذا كله من الشرك الذي يخرج من ملة الإسلام .


*ومنها بدع قلبيه : كالخوف من صاحب القبر الفلاني ، ورجائه أو الخشية منه ونحو ذلك .


*ومنها بدع قوليه : كالذكر المبتدع عند الصوفية ودعاء الموتى والاستغاثة بالمقبورين ونحو ذلك .


ومنها بدع بدنية : كصلاة الرغائب ، والجثو أو السجود للولي الفلاني ، وقصد المشاهد والمقامات المبتدعة ، وإقامة الموالد ونحو ذلك .

*ومنها بدع مالية : كإخراج النذور لقبور الأولياء ونحو ذلك


أمثلة مما أحدثه التصوف من البدع :
ــــــــــــــــــــ

*** ومن الأمثلة على هذا ما أحدثته الطرق الصوفية من الأذكار والصلوات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، زاعمين أن أصل ذلك موجود في الشرع ، وهو الآيات والأحاديث التي ندبت إلى ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .


فأحدثوا صلاة احمد البدوي : ( اللهم صل على نور الأنوار، وسر الأسرار ، وترياق الاغيار ) أفضل الصلوات ص 84

*وصلاة الدسوقي : ( اللهم صل على الذات المحمدية ، اللطيفة الأحادية ، شمس سماء الأسرار ، ومظهر الأنوار ، ومركز مدار الجلال ، وقطب فلك الجمال ) المصدر السابق ص 85


وصلاة محي الدين بن عربي : ( اللهم أفض صلة صلواتك ، على أول التعينات المفاضة من العماء الرباني ، وآخر التنزلات المضافة إلى النوع الإنساني ، المهاجر من مكة ، كان الله ولم يكن معه شيء ثاني .... ) المصدر السابق 86

*وصلاة الشاذلي ، وصلاة البكري ، والصلوات الزاهرة ( اللهم صل على الجمال الأنفس ، والنور الأقدس ، والحبيب من حيث الهوية ، والمراد في اللاهوتية .. ) المصدر السابق ص 131

***وهكذا فتحوا الباب لكل بدعة وبلاء ، فابتدعت كل طائفة المحدثات ، وضيعوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، بين تلك الأهواء .

***وابتدعوا لهم طرقا ، اتخذوا فيها دين الله تعالى هزوا ولعبا ، وصار ذكر الله تعالى ، صياح وزعيق كزعيق المجانين ، مثل الطريقة النقشبدنية التي أحدثت أسرع طريقة ذكر للوصول إلى الجذبة ( أي يجذبه الله تعالى إليه ) وخلاصتها : يدير المريد وجهه إلى اليمين حتى يصبح ذقنه فوق كتفه اليمنى ، ويلفظ كلمة ( لا ) ثم يدير وجهه بسرعة إلى الإمام ويضع ذقنه على صدره ، ويلفظ كلمة إله ، ثم يدير وجهه بسرعة أيضا إلى اليسار ، حتى تكون ذقنه فوق كتفه اليسرى ، ويلفظ كلمة إلا ، ثم يدير وجهه بسرعة دائما ، إلى الإمام ويضع ذقنه فوق صدره ، ويلفظ كلمة الله ، ويعيد الكرة ، ويقولون إن القيام بهذه العملية واحدا وعشرين مرة ، يمكن يوصل إلى الجذبة !!

***ثم زادوا البدع ، فأحدثوا الذكر مع الرقص ، ولهذا فالصوفية أيضا تنقسم إلى قسمين :
ـــــــــ

*الصوفية الجالسة .

*والصوفية الراقصة .

***والصوفية الجالسة تنقسم إلى قسمين :
الجالسة الصامتة .
*والجالسة الصائته .

*** فالصامتة يقرؤون أورادهم جلوسا صامتين ، كالنقشبندية والخوفية ، وقد يجهرون بعض الأحيان ، وقد يقفون حسب توجيه الشيخ .

***والصائته ، يقرؤون أصواتهم جلوسا مع الجهر بالصوت ، كالتيجانية والنعمتللاهية ، وقد يقفون ويرقصون حسب توجيهات الشيخ .

***وأما الصوفية الراقصة ، وعليها أكثر الطرق ، وكلها صائته ، فهم يبدؤون الحضرة في اكثر الأحيان جلوسا ، ثم ينهضون للقفز والرقص ، وقد يصاحب قفزهم الطبول والزمور والدفوف .

***وأحدثت كل طريقة من الطرق ، أساليب مبتكرة للرقص والذكر ، وانتشر الأمر عليهم ، وكثرت الطرق وتفرعت ، وتحولت إلى ضلالات وظلمات بعضها فوق بعض.


***وكل هذا من شؤم البدع ، وما جلبته على المسلمين من الضلال المبين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 14:46:45

اذكار الصوفية:
الاذكار الشرعية حظيت بالبيان والتوضيح فلم يترك الرسول مجالا من مجالات الذكر الا وبين الصيغة التي يتعين على المسلم ذكرها, ولكن الصوفية خرقوا كل الضوابط والثوابت الشرعية فشرعوا من عندهم اذكارا وصلوات لم ترد في الشريعة الاسلامية وخير مثال على ذلك افضل ذكر ورد عن النبي "لا اله الا الله" فالصوفية يذكرون اسم الله مفردا بقولهم "الله الله الله" او مضمرا بقولهم "هو, هو, هو" وبعضهم فسر ذلك بقوله اخشى ان تقبض روحي وأنا اقول "لا إله...." ومن الصلوات التي ابتدعها المتصوفة صلاة الفاتح التي تقول: "اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق, والخاتم لم سبق, وناصر الحق بالحق...." الى آخره من ابتداع الصوفية, وهناك ورد اطلق عليه المتصوفة جوهرة الكمال وهي من أورادهم اللازمة التي لها حكم الفرض العيني ونصه "اللهم صلي وسلم على عين الرحمة الربانية, والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني, ونور الأكوان المتكونة...." الى آخر الخزعبلات التي ليس امام اي مسلم الا أن يحوقل ويسترجع ويتعوذ من المكر "فاللهم لا تمكر بنا".
عبادة الله بالغناء بدعة يهودية:
في المجتمع الصوفي يتفشى ما يسمى بالسماع والتغني بالاشعار مع دق الطبول وهذا يقصد به الصوفية عبادة الله تعالى, ويتضح تأثر الصوفية به الا ان كثيرا من الذين بحثوا في هذا الجانب يؤكدون على ان الصوفية يتأثرون بالسماع من خلال الالحان والاشعار والطبول أكثر من تأثرهم بالقرآن يقول الشعراني: "وكان اذا سمع القرآن لا تقطر له دمعة, واذا سمع شعرا قامت قيامته"..
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "ولو كان هذا ـ يقصد سماع الاشعارـ وضرب الدفوف كعبادة ـ مما يؤمر به ويستحب وتصلح به القلوب للمعبود لكان ذلك مما دلت الأدلة الشرعية عليه" ويضيف "انما عبادة المسلمين الركوع والسجود اما العبادة بالرقص وسماع الاغاني بدعة يهودية تسربت الى المنتسبين الى الاسلام".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 14:47:59


الصوفية بالنسبة إلى موقفهم من السنة :
ـــــــــــــــــــــــــ
والصوفية بالنسبة إلى موقفهم من السنة وما ورد عن النبي صلى الله وسلم :

قسم يتفقون مع أهل السنة في الأخذ بكتب السنة المشهورة ومناهج الجرح والتعديل ولكن ضلالهم في تأويل النص تأويلات باطلة.

والقسم الثاني يقصرون طريق العلم على ما يسمونه الكشف ، ويزعمون أن الكشف هو طريق معرفة أحكام الشريعة ، زاعمين أن المسلم إن جرد نفسه من الشهوات، و أذاقها مرارة الحرمان ، وخلا بنفسه مخلصا ، وذكر الله تعالى بخشوع ، قُذف في قلبه نور الحكمة التي تقوده إلى الهدى ، وإن لم يطلب علم الكتاب والسنة ، ولهذا فهم لا يطلبون العلم من كتب الحديث أصلا ويعدون ذلك قصورا في المريد .


ويرى أصحاب هذا القسم ، أن المريد إن اشتغل بالقلم والمحبرة ضل طريق الحق ، ويقول بعضهم منكرا على أهل الحديث اشتغالهم بالإسناد ، يقول لهم: يقول أحدكم حدثنا فلان قال حدثنا فلان ، ميت عن ميت ، ونقول نحن أي الصوفية حدثني قلبي عن ربي ، وهو الحي الذي لا يموت ، وهذا يدل على مقدار جهلهم لان الإسناد يعود إلى الوحي ، واما القلب فهو معرض لنزوات الشيطان وما يلقيه من الوساوس والأوهام ، وتلبيس إبليس ، ولهذا ضل منهم من ضل بسبب إعراضهم عن العلم فألقى الشيطان في قلوبهم من الضلالات والظلمات ما أخرجهم عن الدين كله أدخلهم في الزندقة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.

والقسم الأول أنواع:
منهم من خفت بدعته كالذين ابتدعوا أذكارا وهيئات ، بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير ، ومنهم من أوغل في الضلال مثل الذين يأولون حديث ( ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى احبه فان أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ...الحديث ) يتأولونه على عقيدة وحدة الوجود التي هي اشد كفرا من كفر اليهود والنصارى ، وبين هذين النوعين ظلمات بعضها فوق بعض .

والعصمة بالتمسك بالوحي الإلهي وتفسيره وفق الأصول التي أجمع عليها السلف الصالح ، وقد اجمعوا على أن طرق معرفة الوحي واحكام الشريعة مقصور على الكتاب والسنة ، واما الإجماع والقياس فهما متفرعان عن الكتاب والسنة ، وكل سبيل سوى ذلك فالاعتماد عليه لمعرفة أحكام الله تعالى ضلال و فتح لباب الزندقة والله اعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 14:49:33


أصول الصوفية
يزعم المتصوفة: كما هو شأن كل الطوائف المفارقة للمنهج الرباني أنهم على حق وأن ما يدينون به من أفكار وخرافات إنما هي نابعة من تمسكهم بالكتاب والسنة وفهم حقائق الإسلام، وهذه الدعوى ينتحلها زعماء الطوائف بغرض ترويج مبادئهم وإظهارها بمظهر الحق مهما كانت بعيدة عنه.

وذلك أن دعوى التمسك بالكتاب والسنة سهلة على اللسان ولكن التطبيق هو الذي يصدق ذلك أو يكذبه.

وقد ذكر أحد أعلامهم وهو السيد محمود أبو الفيض المنوفي بعض مستنداتهم فقال: "والتصوف الإسلامي نبعه القرآن أولاً وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ثانياً والفقه في الدين فروعاً وأصولاً ثالثاً ولهم – أي المتصوفة – فوق ذلك قواعد وقوانين صوفية استمدوها من حقائق اليقين وخفي معاني القرآن، ومن دقائق السنة عملية معملية، ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، وهذا في الواقع مستمد علم التصوف الإسلامي .

أي أنهم يرجعون في جملة مستنداتهم إلى تلك الدعوى العريضة وهي أخذهم الأحكام من حقائق اليقين وخفي معاني القرآن، وفي الحقيقة إنما يرجعون إلى الهوى، وإلى تفسير القرآن باطنياً غير مستندين إلى المعاني التي ذكرها العلماء من أهل الحق لمعاني تلك النصوص.

ثم يذكر المنوفي مستنداً آخر لهم بقوله:

"ومستمد الصوفية هم أهل الصفة، وإن كان تعريف الاسم يناسب لبس الصوف من حيث الاشتقاق. وهذا صحيح؛ لأن أهل الصفة وغيرهم من الروحيين في الإسلام وقبل الإسلام، ومن قديم الزمان كانوا يلبسون الصوف لخشونة فيه وهم متخوشنون، أو قل لسبب لونه الأبيض الذي يرمز إلى الطهارة والصفاء، وكان أيضاً لباس الحواريين" .

ويذكر الغزالي أن مستندات الصوفية وأصولهم مشاهدة الملائكة وأرواح الأنبياء، والخضر بخصوصه ومخاطبتهم فهو يقول:

ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات والمشاهدات حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء، ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد، ثم تترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال إلى درجات يضيق عنها النطاق، ولا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظة خطأ صريح لا يمكن الاحتراز عنه إلا لمن رسخ فيه ونهل منه منهله" .

وبطلان هذا الكلام واضح، وربما أن الذين يشاهدونهم بزعم أنهم الملائكة أو أرواح الأنبياء وسماع الأصوات إنما هي شياطينهم تتلاعب بهم وتتراءى لهم ليضلونهم، وما أكثر خدع الشياطين لإغواء الناس.

وكذلك من مزاعمهم وأصولهم في مستندهم إلى الطريق إلى الله علم الباطن الذي أفضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه، وعلي أفضى به إلى الأئمة المذكورين في كتبهم، وذلك فيما يزعمون أن جبريل عليه السلام نزل إلى رسول الله صلـى الله عليه وسلم أولا بالشريعة فلما تقررت الشريعة واستقرت نزل إليه بالحقيقة المقصودة والحكمة المرجوة من أعمال الشريعة وهي الأيمان والإحسان، ثم خص الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم باطن الشريعة بعض أصحابه كعلي ثم الحسن دون بعض.

وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب هؤلاء، وقد سرد المنوفي أسماء السلسلة التي تداولتها الصوفية ابتداءً بالإمام علي إلى أحمد بن عطا الله السكندري ، صاحب لطائف المنن، أورد بعض النصوص المرفوعة كذباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيها أن كل آية لها ظاهر وباطن وظاهر الآية ما ظهر من معانيها، وباطنها ما تضمنته من أسرار إلهية لا يطلع عليها إلا أهل المعرفة بالله ممن سرد أسماءهم من أوليائه الذين يعلمون علم الباطن في زعمه.

ولقد نفى عليّ رضي الله عنه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خصهم بعلم دون سائر البشر، وقد سبق إبطال الباطنية في دعواهم أن النصوص لها ظاهر وباطن.

ويقول المنوفي أيضاً في دعواهم الالتصاق بأهل الصفة:

"وكان عظماء أهل الصفة بل جلهم من أوائل الصوفية وأهل طريق الله،وحسبنا في ذلك أن نزل فيهم قرآن عند قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَّ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ( " .

ويقول الشعراني في مستند القوم:

"مقدمة في بيان أن طريق القوم مشيدة بالكتاب والسنة، وأنها مبنية على سلوك أخلاق الأنبياء والأصفياء، وبيان أنها تكون مذمومة إلا إن خالفت صريح القرآن أو السنة أو الإجماع لا غير" .

لكنه أضاف بعدما تقدم قوله عن مستند جديد:

"ثم اعلم يا أخي رحمك الله أن علم التصوف عبارة عن علم انقدح في قلوب الأولياء"، إلى أن قال: " فمن جعل علم التصوف علماً مستقلاً صدق ومن جعله من عين أحكام الشريعة صدق" .

ومستند آخر أيضاً يذكره بقوله:

"ثم إن العبد إذا دخل طريق القوم وتبحر فيها أعطاه الله هناك قوة الاستنباط نظير الأحكام الظاهرة على حد سواء، فيستنبط في الطريق واجبات ومندوبات، وآداباً ومحرمات، ومكروهات وخلاف الأولى، نظير ما فعله المجتهدون" .

ومن هنا نجد أن الصوفية ينفرون أشد النفور من العلم عن طريق التعلم، ويفضلون ما يسمونه علم الكشف بلا واسطة وهو ما عبر عنه محي الدين بن العربي حينما كتب إلى الرازي كتاباً جاء فيه:

" إن الرجل لا يكمل عندنا في مقام العلم حتى يكون علمه عن الله عز وجل بلا واسطة من نقل أو شيخ، فإن كان علمه مستفاداً من نقل أو شيخ فما برح عن الأخذ عن المحدثات، وذلك معلوم عند أهل الله عز وجل"، إلى أن يقول: "فلا علم إلا ما كان عن كشف وشهود لا عن نظر وفكر وظن وتخمين" .

ويقول الشعراني في هذا المعنى ناقلاً عن شيخه البسطامي، موضحاً مصادر التشريع في ذوقهم: "وكان الشيخ كامل أبو اليزيد البسطامي رضي الله عنه يقول لعلماء عصره: أخذتم علمكم من علماء الرسوم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا من الحي الذي لا يموت" .

وبعد هذا الكلام لا يلام من احتار في أمر الصوفية ومصادرهم، فبينما هم يحضون على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعدم الخروج عنهما إذا بهم يفصحون بالحقيقة في النهاية وهي أن مصادرهم في التشريع إنما هو الكشف والإلهام وهو فعلاً ما سلكوه في كل سلوكهم وتشريعاتهم.

وعلى نفس المعنى السابق يقول الفوتي: "إن الولي المفتوح عليه لا يتقيد بمذهب معين من مذاهب المجتهدين بل يدور مع الحق عند الله تعالى أينما درا" ، أي حسب تجدد الكشف له والإلهام الرباني المتكرر عليه، وهو كذلك يشير إلى قول أحمد بن المبارك في الإبريز حيث قال:

"إن الولي المفتوح عليه يعرف الحق والصواب ولا يتقيد بمذهب من المذاهب، ولو تعطلت المذاهب بأسره لقدر على إحياء الشريعة، وكيف لا وهو الذي لا يغيب عنه النبي صلى الله عليه وسلم طرفة عين ولا يخرج عن مشاهدة الحق جل جلالة لحظة" .

والواقع أن كل منصف له أدنى إلمام بالشريعة الإسلامية لو حكم في دعاوى الصوفية وفي زعمهم شرعيه شطحاتهم، ومستنداتهم في ذلك كله لا تضح له بما لا خفاء به أن المتصوفة قد جانبوا الصواب في كثير من أمور الدين، وأنه لا مستند لهم إلا هواهم الذي يسمونه الكشف والإلهام الصريح، دلك أن قولهم: أن التصوف نبعه القرآن والسنة والفقه في الدين، وفوق ذلك أن له قواعد وقوانين استمدوها من حقائق اليقين دعاوى غير ثابتة.

فليس في القرآن آية واحدة في شريعة غلو التصوف، وليس في السنة النبوية عبارة واحدة جاءت دليلاً يسند شطحات الصوفية وأورادهم وترنيماتهم وحلقات رقصهم، وليس في علوم الفقه الإسلامي وأصوله شيء من هذا القبيل، ثم هم لا يذكروا أيضاً أدلة من القرآن تدل فعلاً على ما يذهبون إليه.

وقد تلمسوا بعض الأدلة من السنة أساءوا الفهم فيها؛ ولهذا جعلوا القواعد والقوانين الصوفية فوق المصادر الثلاثة: القرآن، والسنة، والفقه الإسلامي، كما قال المنوفي:

"ولهم فوق ذلك قواعد وقوانين صوفية استمدوها من حقائق اليقين"؛ ولهذا تجد السلسلة عندهم حدثني قلبي عن ربي: "وهذه الحقائق اليقينية التي ذكرها المنوفي في الحقيقة من جنس الهوى والاضطراب الفكري، ثم حرفوا معاني القرآن إلى ما يوافق أهوائهم كما فعلت الباطنية تماماً.

إن ما زعمه القطب الصوفي صاحب كتاب جمهرة الأولياء من أن مستمد الصوفية هم أهل الصفة إنما هو دليل على خواء علمي بالكتاب والسنة وسيرة الصحابة الكرام، فهل كان لأهل الصفة تشريع خاص بهم، وهل كان لهم شرف يحبون الحفاظ عليه والانتساب إليه غير شرف الانتساب إلى الإسلام وطاعة الله وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وأهل الصفة الذين ذكرهم المنوفي هم خيار الصحابة كأبي هريرة وخباب بن الأرت وبلال وسلمان الفارسي وأبي سعيد الخدري وأبى برزة الأسلمي وصهيب بن سنان وعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص وعقبة بن عامر وأبو فكيهة ووابصة بن معبد الجهني وأنس بن مالك" .

فهل هؤلاء الأعلام الأبرار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أهل الصوفية وهل كان هؤلاء على الزعم الصوفي هم سلف الحلاج وابن عربي وابن الفارض وابن سبعين، وغيرهم من عتاة الصوفية الذين يأخذ أحدهم السكر بالله كما يزعمون إلى حد أن يقول لا إله إلا أنا – أو ما في الجبة إلا الله – أو قولهم – العبد رب والرب عبد، يا ليت شعري من المكلف هل يمكن أن يكون أساس هؤلاء هم أولئك الأخيار.

بل إن المنوفي زعم أن الله عز وجل أمر نبيه أن يكون صوفياً فقال: "وأيضاً قد أمر الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بعد أن رباه وكمل خلقه وأتم عليه نعمته بأن يتصوف ويندمج في الصوفية بقوله: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَّ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَ
هُ ( .

ومع بعد هذا الاستدلال عن ما يهدف إليه المنوفي فإنه يواصل ما يعتبره أدلة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من مشى على الطريق الصوفي فقال: "وأن الله عز وجل قبل أن يرسل محمداً برسالته الكبرى، والملة العظمى أمره بدخول الخلوة (غار حراء)" إلى أن يقول: "فلما دخل الرسول الخلوة وتعبد وتحنث في غار حراء، وفيه قد أكثر من الذكر والاستغفار والاعتكاف… وما نعتبر هذا النمط من العبادة الخاصة إلا أن نعده تصوفاً إسلامياً رفيعاً.

وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بدأ متدرجاً في الكمال كمريد ثم تهيأ لحمل الرسالة؛ ولذا وصفه الله في كتابه بقوله: ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍْ عَظِيمٍ ( ، وحتى بعد أن حمل الرسالة وأصبح سيد المرسلين أمره الله بأن يصاحب أهل الصفة، وذلك واضح في قوله":( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَّ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ( أي يا محمد" .

لقد قالب المنوفي الأمور وحاول جاهداً أن يقيم الأدلة على أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم كان صوفياً قولاً وفعلاً قبل إن تأتيه الرسالة وبعد ما جاءته أيضاً، وأنه ابتدأ كأي صوفي "مريداً" ثم تدرج في الكمال.

وإذا أمعنا النظر في هذا التصوف الذي سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة حسب رأي المنوفي فلا نجد للمنوفي مستنداً إلا إلى منشأ التصوف الذي كان قبل الإسلام متمثلاً في شتى الديانات المنحرفة على حد قوله الآتي: "… وإن تعرجت تعاليم التصوف وتلونت بعض فروعه ألواناً عدة، واتجهت تلك الفروع اتجاهات مختلفة بسبب المذاهب الموروثة للداخلين المحدثين في الإسلام من هنود وفرس وإسرائيليين ومسيحيين، الذي شجع عليه المأمون ومن بعده من الخلفاء العباسيين.

فترجم المسلون كتباً كثيرة من التصوف الهندي واليوناني والفارسي، وطمعت بعض فروع التصوف الإسلامي الخالص بما دخل عليها من النزعات الأفلاطونية الحديثة أو القديمة، وبعض المذاهب الهندية والفارسية في التصوف كنظرية الحلول والاتحاد والتقمص والتناسخ وما إلى ذلك" .

وبلا ريب فإن هذه الشهادة منه على ما في التصوف من خلط واضطراب وتعاليم خارجة عن الإسلام لا تحتاج إلى تعليق أحد عليها فكيف تتفق بعد هذا مفاهيم التصوف مع المفاهيم الإسلامية المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم، ويبقى أن ما قرره المنوفي من أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من سن قواعد التصوف حينما كان يخلو بنفسه ويتعبد في غار حراء وهو منتهى الجهل وأشنع القياس.

ولاحظ تناقض المنوفي في كتابه جمهرة الأولياء حينما لم يستطيع أن يخفي حقيقة التصوف حيث باح بأن الصوفية قد تأثرت إلى حد كبير بعقائد الداخلين في الإسلام من هنود وفرس وإسرائيليين ومسيحيين، ولا سيما في عصر الترجمة لفلسفة هؤلاء؛ حيث أخذ التصوف منها جوانب لم ينكرها المنوفي وهو في كل كتاباته عنهم يكيل المدح للصوفية، وأن أول متصوف في الإسلام هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الله أمره بذلك ليسنّ الطرق الصوفية ابتداء بالخلوة في غار حراء ثم الزهد.

وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول المتصوفة فكان ينبغي عليهم أن يقدروا هذا الموقف فيقبلون سنته لا أن يردوها ويعيبون أهل الظاهر كما يسمونهم ممن يخالفهم من أهل الحق حين يقولون لهم: أنتم تأخذون الحديث بسند ميت عن ميت، حدثني فلان وقد مات عن فلان وقد مات، على نحو ما قاله البسطامي ناعياً على علماء الشريعة ومفاخراً لهم حين قال لهم:

"أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت؛ ويقول أمثالنا: حدثني قلبي عن ربي، وأنتم تقولون: حدثني فلان وأين هو؟ قولوا: مات، عن فلان وأين هو؟ قالوا: مات".

وهذا القول إنما يدل على جهل وبغض للسنة النبوية ولأهلها وللطريقة التي يتداولها أهل الحق في تلقي دينهم من مصدره الفياض.

كما أنه من غير الإنصاف أن يقصروا ذلك المسلك عليهم فقط؛ لأنه في استطاعة كل شخص من الناس أن يقول حدثني قلبي عن ربي، وأن يدعي من الزهد والقرب من الله مثل ما يدعون، ثم أنه يلزم على قولهم الأسانيد الثابتة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن أصحابها قد ماتوا فيقال لهم: والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه قد مات أيضاً.

وينبغي على قولهم هذا أن نأخذ بالأحاديث التي يرونها عن قلوبهم عن ربهم مباشرةً، وهذا القول منهم وإن كان يبدوا ساذجاً تافهاً إلا أنه يحمل في طياته أخطاراً جسيمة بالنسبة للإسلام وللمسلمين لو تحقق لهم ما يهدفون إليه من التفاف الناس حولهم، والأخذ بمبادئهم وتشريعاتهم وإلهائهم بها عن كتاب الله عز وجل وعن سنة نبيه العظيم صلى الله عليه وسلم.


عدل سابقا من قبل ابوعبدالرحمن في الخميس 26 نوفمبر - 15:49:30 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 14:50:56

مظاهر تقديس الاموات في الفكر الصوفي:
ان من ألوان تقديس الأموات والغلو فيهم ان يعتقد ـ وهذا ما يفعله المتصوفة ـ ان الميت وليا كان ام نبيا لابد ان يرجع الى الدنيا, وانه متى ما اراد ان يعود الى بيته عاد وكلم اهله وذويه, وتفقد اتباعه ومريديه, وربما اعطاهم اورادا الى غير ذلك مما يعبر عن عقيدة موغلة في الجهل بعيدة عن عقيدة الاسلام الصافية.
ومظاهر عقيدة الرجعة عند الصوفية تتمثل في اعتقادهم بامكان مقابلة الرسول بعد موته يقظة وانه صلى الله عليه وسلم يحضر بعض اجتماعات الصوفية وانه مازال يعطي بعض المعارف والتشريعات لمن يشاء من العباد.
ويوغل المتصوفة كثيرا في تقديس الاموات وهذا يتضح من خلال تقديس المشاهد والبناء على القبور وتجصيصها واتخاذها مساجد, وقد تساهل المسلمون في ذلك كثيرا حتى نجد انها عمت كثيرا من بلاد المسلمين دون وعي بنتائج ذلك والتي من اهمها: ان تقديس المشاهد والبناء على القبور صار شائعا وكأنه معلم من معالم الدين الاسلامي, وان تقديسها ذريعة الى الشرك, حيث ادى البناء على القبور وتعليتها وتزيينها الى اتخاذها معابد وشرعت لها مناسك كمناسك الحج, كذلك فان تقديس المشاهد اساءة للاسلام عند من لاعلم به بتعاليمه, فنجد ان وسائل الاعلام الحاقدة على الاسلام تنقل وتقدم هذا التقديس على انه صورة الاسلام!! وبالتالي ما الفرق بين عبدة الأوثان والصليبيين وهؤلاء؟ كما يضاف الى نتائج اتخاذ القبور وتقديس المشاهد هو انتشار البطالة في العالم الاسلامي بسبب العكوف على القبور واتخاذها مصدرا اقتصاديا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 15:12:41

الكرامات عند الصوفية:
ان اول انحراف صوفي يلقاه الباحث عندما يقرأ اي كتاب من كتب التراث الصوفي هو اعتمادهم الكلي على الخوارق, واهتمامهم في مناهجهم على المبالغة في نشر خوارق الشيوخ, وتركيزهم على اختلاق قصص خيالية, واساطير كثيرة بالية ليرفعوا بها ما للشيوخ والأولياء من مكانة ومنزلة في نفوس الاتباع, ويحملوهم على الاذعان لهم وتقديسهم وتعظيمهم لدرجة العبادة فكان من نتائج هذا الاهتمام ان حملوا شيوخهم على طرق كل باب بحثا عن الخوارق لعلمهم ان الصوفي كل ما كان اكثر خوارق واشد اتصافا بالمدهشات كان اعظم عند الناس في باب الولاية والقرب.
ومن الصور الحسية لاهتمام الصوفية بموضوع الكرامات: يقول السراج الطوسي في كتابه اللمع لاثبات الآيات والكرامات: "من زهد في الدنيا اربعين يوما صادقا من قلبه مخلصا في ذلك, ظهرت له الكرامات" ويذكر القشيري في رسالته على خوارق شيوخ الصوفية عندما سرد غرائب احوالهم وقدراتهم على التعرف, والصوفية يبادرون الى نسبة كل غريب صادر من شخص معروف او مجهول بانه كرامة ولي, ويعترفون انهم يعتمدون على الجن في كثير من خوارقهم حيث نقل عن الجنيد ان الجن كانت تؤنسه وتعينه في اسفاره وغيرها.
وانصار الفكر الصوفي لا يتصورون ولاية دون خوارق فقد ركبوا كل صعب وذلول وطرقوا كل باب مسدود, وذهبوا كل مذهب في سبيل نسج القصص واختلاق الروايات, وجمع الاساطير, ظنا منهم بان ذلك جالب للاحترام وموجب للتقديس عند الخاص والعام.
وسوف نستعرض بعضا من كرامات اولياء التصوف المعروفة في كتبهم, وذلك حتى يعلم القارئ الى اي مدى وصل الخيال والدجل بهؤلاء, وكيف ان الحرص على الجاه, وكسب تقديس الآخرين يمكن ان يقضي على الحياء والمروءة وكل القيم.
يتحدث الشعراني عن أحد الاولياء اذا شاوره انسان في شيء, قال: امهلني حتى اسأل جبريل, ثم يقول له بعد ساعة: افعل او لا تفعل حسب ما يقول له جبريل بزعمه!.. وعن ولي آخر يدعي ان الله لا يحدث شيئا في العالم الا بعد ان يعلمه بذلك على سبيل الاستئذان!.. وهناك ولي آخر من المجاذيب تبعه جماعة من الصبيان يضحكون عليه فقال: ياعزرائيل ان لم تقبض ارواحهم لأعزلنك من ديوان الملائكة, فأصبحوا موتى أجمعين!.. ومن قصصهم المستغربة التي لا تروج الا على الجهلة والمهووسين أن وليا من أوليائهم كان يختم القرآن 360 ألف ختمة في اليوم والليلة! وهذا الكلام لولا أن العقول قد خدرت فكريا وان النفوس قد مسخت وان القلوب قد طبع عليها بخاتم الجهل وقلة الحياء ما كان ليصدق فيدون في كتب الكرامات, فان اليوم والليلة زمن يمتد 24 ساعة اي 1440 دقيقة فاذن 360 الف ختمة ÷ 1440 دقيقة = 250 ختمة في كل دقيقة!! فأين العقول؟!
ومن أعجب كراماتهم المدونة ما يتعلق بحياتهم الخاصة فنجدهم مثلا يتحدثون عن ولي مكث اربعين سنة لم يأكل ولم يشرب, وآخر ينام سبع عشرة سنة! وآخر يقول لعصاه التي يتوكأ عليها: كوني انسانا, فتكون انسانا فيرسلها تقضي له الحوائج ثم تعود كما كانت! وأن أحد أوليائهم امر الشمس بالوقوف فوقفت, حتى قطع المرحلة الباقية من سفره, ثم امرها بالغروب, فغربت واظلم الليل في الحال!
وبالتأكيد اننا لم نقصد حشد ما ذكره هؤلاء في هذا المجال ولكن اردنا الاستشهاد بتلك الأمثلة للتدليل على المخازي التي ابتليت بها امة الاسلام وغزاها اعداؤها في عقر دارها بهذا الفكر الذي سرعان ما حول تلك العقلية الاسلامية الايجابية المبدعة الى عقلية خرافية خامدة مقهورة, فصار المسلمون يعيشون في احلك الظلم, الا من هداه الله للتمسك بالسنة وقليل ماهم.
ان من المعروف عند المسلمين ان الكرامة لا تكون معصية لله ولا مخالفة للشريعة ولكن اصحاب الفكر الصوفي فلا تنحصر كراماتهم في مجال الطاعات ولا تتقيد بالصالحات, فلا مانع عندهم ان تكون الكرامة خارقة لقواعد الشريعة الاسلامية هاتكة لحرمتها وهناك نماذج لذلك من اهمها: كرامة السرقة والتزوير يقول الدباغ: "ان الولي صاحب التصرف يمد يده الى جيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم, وذو الجيب لا يشعر" وكرامة الرقص مع الأجنبيات وكرامة مباشرة الاجنبيات والاطلاع على العورات, وكرامة التعري امام الناس ويذكر الشعراني في ترجمة شيخ اسمه ابراهيم العريان لأنه كان يطلع المنبر ويخطب عريانا! وكرامة اعلان الكفر على المنابر!
ولولا انه يوجد في الأمة الاسلامية الى اليوم جماهير تدافع عن الفكر الصوفي وتدعو اليه بحماس لما عرضنا مثل هذه السخافات, ولعل الذي يقف على هذا يدرك قيمة هذا الفكر الذي حقه ان يدفن ولا ينشر!
ان التصوف عبر تاريخه الطويل هو انحراف عن منهج الله, انه خليط من الفلسفات والافكار البائدة, ولعل تغليب جانب العبادة عندهم ادى في كثير من الاوقات الى عدم الاهتمام بالعلم كما وصفهم به كبار النقاد كابن الجوزي, وهذا البعد عن العلم مع الحرص على العبادة ادى بهم الى ابتداع شعائر وطقوس هي عمدة من جاء بعدهم من اهل التصوف, وقد ادرك اعداء الاسلام ذلك فحاولوا أن يشوهوا الاسلام ويقضوا على صفاء عقيدة التوحيد, ويجعلوا المسلمين يركنون الى السلبية حتى لا تقوم لهم قائمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 15:14:06

للحديث بقية ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 15:40:27

الحمد لله حمدا يستغرق جميع ذنوبنا فيمحيها والصلاة والسلام الاتمان الاكملان علي سيدنا محمد سيد الخلق والبشر
أما بعد الاخ الفاضل : ابو عبد الرحمن
شكر الله لك
اما بعد
فلا ادري اتريد حوارا بناء ام انه قص ولصق؟؟؟

فقد ذكرت في مقدمة كلامك

و الان اقدم حلقة اخري عن الصوفية


لا يعرف على وجه التحديد من بدأ التصوف في الاسلام

ما هذا الهراء ؟؟ لو اتعبت نفسك للحظة وقرأت ما كتبته لك قبلها مباشرة لعرفت الاجابه .....سبحان الله
وكانها حلقات كما تود ان تكتب تريد ان تفرغها للقارئ

لولم يكن لديك الا هذا فانا لايشرفني ان اتحدث بهذا الاسلوب الغير لائق
والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 15:55:13

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اولا انا لا اريد حوارا
ثانيا لقد قرات ما كتبت( انت)
ثالثا كنت قد عزمت علي تقديم الصوفية علي حلقات خشية ملل من يقرا
لكن لما رايت انك تاخذ الموضوع بطريقة شخصية فضلت ان اعرض معظم ما عندي ( وانا قراته جيد و عندي غيره الكثير) حتي يتسنى لمن يقرا ان يتعرف علي الصوفية وله القرار وايضا لانى ليس عندك رغية فى جدال حول الصوفية فلامر واضح لمن اراد الحق وتكلف عناء البحث عنه

وفقنا الله لما يحب و يرضي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 16:11:27

رساله الي صوفي
شعر ابي تميم

يا راقصـاً أو زاحفـاً لتَعَبُّـدٍ ... ما كان هذا من صَنيـعِ محمـدٍ

ما كان يرقصُ بالدفوف عبـادةً ...أو كان يزحفُ للقبورِ بمسجـدِ

أنظر إلى فعل الغُـلاةِ وحالهـم...شذُّوا عن النُسُكِ القَويمِ الأوحدِ

هذا على جمرٍ ونارٍ قـد مشـى ... يرجو من الله الثوابَ ليهتدي!!

وأخوه يسعى بالحُلُولِ مُصَـدِّقٌ ... وتناسخُ الأرواح فعلُ الجاحـدِ

تركوا كتاب الله ثـم تنافسـوا... في فنِّ تقبيلٍ لأيـدي السيِّـدِ

يا من زعمت تصوفـاً وتعبـداً ...الزمْ هدى السَلَف المُقَوَّمِ وأقتدي

إن الدعاءَ لغَيـرِ رَبِّـكَ ذِلَّـةٌ...والذُّلُّ لا ترضاهُ نَفْسُ الماجـدِ

أمَّنْ يُجيب المُستغيثَ إذادعـا ... ويزيدُ مـن خَيراتِـهِ للحامـدِ

اللهُ فـي القـرآن أخبرنـا بـهِ ...أنِّي قريبٌ أستجيـبُ لعابـدي

كـتبها اخوكـمღ أبو تمـيم ღ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالخميس 26 نوفمبر - 16:14:44

قال الألباني رحمه الله: طالب الحق يكفيه دليل، و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل، الجاهل يتعلم و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
أبومعاذ
مشرف عام
مشرف عام
أبومعاذ


ذكر عدد الرسائل : 1194
نقاط : 1652
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالجمعة 27 نوفمبر - 21:24:32

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخى الحبيب الفاضل أبى عبدالرحمن

جزاك الله خيرا ونفع بك وجعله الله فى ميزان حسناتك

وحقا ما نقلت من أبيات شعرية لخصت الكثير من هذه الطريقة


يا راقصـاً أو زاحفـاً لتَعَبُّـدٍ ... ما كان هذا من صَنيـعِ محمـدٍ

ما كان يرقصُ بالدفوف عبـادةً ...أو كان يزحفُ للقبورِ بمسجـدِ

أنظر إلى فعل الغُـلاةِ وحالهـم...شذُّوا عن النُسُكِ القَويمِ الأوحدِ

هذا على جمرٍ ونارٍ قـد مشـى ... يرجو من الله الثوابَ ليهتدي!!

وأخوه يسعى بالحُلُولِ مُصَـدِّقٌ ... وتناسخُ الأرواح فعلُ الجاحـدِ

تركوا كتاب الله ثـم تنافسـوا... في فنِّ تقبيلٍ لأيـدي السيِّـدِ

يا من زعمت تصوفـاً وتعبـداً ...الزمْ هدى السَلَف المُقَوَّمِ وأقتدي

إن الدعاءَ لغَيـرِ رَبِّـكَ ذِلَّـةٌ...والذُّلُّ لا ترضاهُ نَفْسُ الماجـدِ

أمَّنْ يُجيب المُستغيثَ إذادعـا ... ويزيدُ مـن خَيراتِـهِ للحامـدِ

اللهُ فـي القـرآن أخبرنـا بـهِ ...أنِّي قريبٌ أستجيـبُ لعابـدي

وحقا ما قاله الألبانى
طالب الحق يكفيه دليل، و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل، الجاهل يتعلم و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zico2020
المدير العام
المدير العام
zico2020


ذكر عدد الرسائل : 8788
العمر : 62
1 : www.elgemal.com
نقاط : 15644
تاريخ التسجيل : 18/10/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالسبت 28 نوفمبر - 5:06:49



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

طبعا هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة جدا

و أنتظر المشاركة من جميع الأعضاء

و السبب الرئيسي للتفاوت في الآراء هو أن هناك بونا واسعا بين النظرية و التطبيق

و العبد لله كانت له تجربة شخصية رأيتها بأم عيني كما رآها جميع أبناء كفر الجمال معي
أحكي لكم جزءا منها كما عايشتها بنفسي و أترك لكم الحكم

في يوم 27 يونيو 1977 أقيم حفل زواج الأستاذ
عبداللطيف محمود عبدالباقي عمران على كريمة الشيخ أحمد شمس الدين
أتعلمون من هو الشيخ أحمد شمس الدين رحمه الله ؟؟؟
هو شيخ مشايخ الطرق الصوفية
يعني هو كبير الصوفية في مصر و العالم الإسلامي
و بمعنى أدق هو القدوة و المثل الذي يحتذى في كل أفعاله و أقواله

أقيم الحفل الغنائي الساهر و الراقص في وسط كفر الجمال
حضره جمع كبير من مطربي الإذاعة و التليفزيون
و حضره مجموعة كبيرة من أشهر راقصات مصر في ذلك الوقت

و شاهد فلاحي كفر الجمال راقصات مصر على المسرح يأتين بحركات خليعة و هن شبه عرايا
و كل واحدة منهن تؤكد أنها جاءت للحفل تحية للشيخ أحمد شمس الدين

و ظل هؤلاء جميعا يرقصن و يطربن حتى أشرقت الشمس

من هنا عرفت الصوفية قبل أن أقرأ عنها
و مهما قال الأستاذ الفاضل أبو علي ...وهو أستاذ فاضل أقدر له رأيه

و مع احترامي الشديد لأعلام الصوفية العظام
و رغم علمي بأن البعض منهم من الصادقين في أقوالهم و أفعالهم
إلا أنني أتعامل معهم كمسلمين و ليسوا كصوفيين
لأن الصوفية الحالية لا و لن اثق بمشايخها بعدما رأيت بأم عيني
و بحكم ما رأيت و رغم كل ما قرأت فإنني لا أثق إلا بما رأته عيني

و أعتقد أن هذه الواقعة رأها كل من تجاوز عمره الأربعين عاما من أبناء كفر الجمال

و أؤكد هنا أن لي أصدقاء كثيرين من الصوفيين إلا أنني أتعامل معهم بمنتهى الأدب و الاحترام
لأنني أعلم أن منهم القريب جدا من الله ...وليسوا كلهم مثل الشيخ شمس الدين

و لي عودة للموضوع
وفقكم الله والسلام عليكم


عدل سابقا من قبل Abo Habib في السبت 28 نوفمبر - 11:48:18 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgemal.com
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالسبت 28 نوفمبر - 11:24:13


الاخ الفاضل ابو حبيب
بعد التحية كل عام وانت بخير
اسال الله لك تمام التوفيق لما يحبه ويرضاه
اما بعد فان موضوع التصوف كما ذكرت من القضايا الشائكه
التي ليس الكلام فيها وليد العصر واللحظه
ولكن كما ذكرت فضيلتك** احترامي الشديد لأعلام الصوفية العظام
و رغم علمي بأن البعض منهم من الصادقين في أقوالهم و أفعالهم**
ان مما يحزن الصدر ان الاخ الفاضل ابا عبدالرحمن اكرمه الله واياكم
يحكي عن صوفية معينين –انحرف بعضهم
ثم يعمم هذا الانحراف علي الجميع
فهذا ليس منطقا!!!! لان هذا منطق بعض الغرب في حكمهم علي الاسلام
من خلال افراد معينين اساؤو فيعممون بان الاسلام عبارة عن ارهاب
وتطرف وهذا الحكم ليس صحيحا بالمرة عن المسلمين
وان الصوفية الذين يذكرهم السيد ابا عبدالرحمن بهذا الوصف ليسو هم كل الصوفيه
فهل ثناء العلماء الذي ذكرته فيما كتبته في مقالي علي اناس هذا حالهم ؟؟؟كلا والله
ارجو مراجعة هذا الرابط لمعرفة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ارجو ان يقرا الكلام جيدا وان كان هناك ثم خطأ يوضح
اما ان يكون الامر بأسلوب التعصب لرأي أو فكر معين دون احترام آراء الآخرين
فما امرنا بهذا ديننا ولا اسلامنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: الفرق بين الزهد و التصوف   الصوفية Emptyالسبت 28 نوفمبر - 19:55:26

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله الذي فضل العالم علي العابد و جعل فضل العالم علي العابد فضل النبي صلي الله عليه واله وسلم علي ادنى الامة

اولا اريد ان اشير الي اننى لا اريد ان افرض رأي علي احد علي اما ارنو اليه هو ان اضع صورة كامله امام طالب الحق عسى الله ان ينفع بما اكتبه و انقله.............و الله الموفق

والان

انقل لكم الان بعض اقوال اهل العلم فى التصوف

ونبدأ بالفرق بين الزهد و التصوف


ما الفرق بين التصوف والزهد؟

هل التصوف كلمة مرادفة للزهد ؟

يقول الامام أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه تلبيس ابليس:

"الصوفية من جملة الزهاد وقد ذكرنا تلبيس ابليس على الزهاد الا أن الصوفية انفردوا عن الزهاد بصفات وأحوال وتوسموا بسمات فاحتجنا الى افرادهم بالذكر، والتصوف كان ابتداؤها الزهد الكلي ثم ترخص المنتسبون اليها بالسماع والرقص فمال اليهم طلاب الآخرة من العوام لما يظهرونه من التزهد، وما اليهم طلاب الدنيا لما يرون عندهم من الراحة واللعب.."

فالتصوف اذا أخص من الزهد !

فالزهاد هم الذين تعلقوا بالزهد والتعبد وتخلوا عن الدنيا وانقطعوا الى العبادة ،،، واما الصوفية فقد زادوا على ذلك أمورا محدثة تفردوا بها مثل المكاشفات والذوق والوجد والسماع والمحاضرة والشطح، فابتدعوا بذلك أمورا جديدة في دين الله، ضلوا بسببها وأضلوا، فذمهم الأئمة الأعلام وسنذكر شيئا من أقوالهم فيهم.

ويقول ابن الجوزي في كتابه تلبس ابليس:

"فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف على ما سيأتي ذكره وصنف لهم عبد الكريم بن هوازن القشيري كتاب الرسالة فذكر فيها العجائب من الكلام في الفناء والبقاء والقبض والبسط والوقت والحال والوجد والتجلي والمحاضرة والمكاشفة واللوائح والطوالع ... الى غير ذلك من التخليط الذي ليس بشيء وتفسيره أعجب منه.."

بعد أن عرفنا الفرق بين الزهد والتصوف سنذكر شيئا من أقوال الأئمة الأعلام:

الامام الشافعي

يقول الامام الشافعي - رحمه الله - :

"لو أن رجلاً تصوف أول النهار، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق،وما لزم الصوفية أربعين يوماً فعاد إليه عقله" تلبيس ابليس لابن الجوزي.

ويقول الامام الشافعي - رحمه الله - في موضع آخر:

"تركت بالعراق شيئاً يقال له (التغبير) ،أحدثه الزنادقة،ويصدُّون الناس عن القرآن" روى ذلك الخلال في الأمر بالمرعوف والنهي عن المنكر 36،وأبو نعيم في الحلية 9/146،وابن الجوزي 244-249) وقال الألباني إسناده صحيح،وكذلك ابن القيم في الإغاثة (1/229).
والتغبير هو ما يقوم به الوفية من شعر يزهد في الدنيا يغني به مغن فيضرب الحاضرين على نطع أو مخده على توقيع غنائه،كما قال ابن القيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد هذه الكلمة:
"وما ذكره الشافعي رضي الله عنه من أنه من إحداث الزنادقة كلام إمام خبير بأصول الإسلام،فإن هذا السماع لم يرغب فيه ودعو إليه في الأصل إلا من اتهم بالزندقة....إلى آخر كلامه رحمه الله" 11/570 ..

الامام أبو زرعة الرازي

نكتفي بما قاله في الامام الحارث بن أسد المحاسبي وهو من أئمة أهل السنة الا أنه حذر منه لما يتكلم فيه من أمور خيالية عن الجنة والنار من غير استناد للأدلة لأجل وعظ الناس.

قال الامام أبو زرعة:

قال البرذعى : سئل أبو زرعة عن المحاسبى و كتبه ، فقال للسائل : إياك و هذه الكتب بدع و ضلالات ، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب . قيل له : فى هذه الكتب عبرة ، فقال : من لم يكن له فى كتاب الله عبرة فليس له فى هذه عبرة ، بلغكم أن مالكا أو الثورى أو الأوزاعى أو الأئمة صنفوا كتبا فى الخطرات و الوساوس و هذه الأشياء ، هؤلاء قوم قد خالفوا أهل العلم يأتونا مرة بالمحاسبى و مرة بعبد الرحيم الديبلى و مرة بحاتم الأصم . ثم قال : ما أسرع الناس إلى البدع .
"تهذيب التهذيب" 2/135

هذا قوله في الامام الحارث فماذا عن هؤلاء الصوفية الذين ابتدعوا امورا لا اصل لها في الدين !!

قال الذهبي مُعلقاً على كلام أبي زرعة في ميزان الاعتدال 1/431:
" وأين مثل الحارث؟فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب،وأين مثل القوت!كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم،وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبُّه.
كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!! (يعني كتاب أبو حامد الغزالي الطوسي الإحياء)
كيف لو رأى الغنية للشيخ عبدالقادر!كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!
بلى لما كان لسان الحارث لسان القوم في ذلك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث،فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه،ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميس،وابن حانه كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان.نسأل الله العفو والمسامحة آمين."

ابن عقيل الحنبلي

قال:
"ما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفيين،فهؤلاء المتكلمون يفسدون عقائد الناس بتوهمات شبهات العقول،وهؤلاء المتصوفة يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان.فالذي يقول:حدثني قلبي عن ربي فقد استغنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد خبرت طريقة الفريقين فغاية هؤلاء المتكلمين الشك،وغاية هؤلاء المتصوفة الشطح" تلبيس إبليس لابن الجوزي

العباس بن المنصور الحنبلي

قال في كتابه البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان:

"ولم يشذ أحد منهم -أي أهل السنة والجماعة- سوى فرقة واحدة تسمت بالصوفية يتقربون لأهل السنة وليسوا منهم وقد خالفوهم في الإعتقاد والأفعال".

الامام الطرطوشي المالكي

‏وفي كتاب المستطرف في مادة عجل : نقل القرطبي عن سيدي أبي بكر الطرطوشي رحمها الله تعالى أنه سئل عن قوم يجتمعون في مكان فيقرءون من القرآن ثم ينشد لهم الشعر فيرقصون ويطربون ثم يضرب لهم بعد ذلك بالدف والشبابة هل الحضور معهم حلال أم حرام ؟ فقال : مذهب الصوفية أن هذه بطالة وجهالة وضلالة وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله , وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذوا العجل , فهذه الحالة هي عبادة العجل , وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في جلوسهم كأنما على رءوسهم الطير مع الوقار والسكينة , فينبغي لولاة الأمر وفقهاء الإسلام أن يمنعوهم من الحضور في المساجد وغيرها ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا يعينهم على باطلهم . هذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى انتهى . ‏

عون المعبود شرح سنن أبي داود.

الامام المفسر القرطبي

قال : "وأما ما ابتدعه الصوفية في ذلك - في الرقص والغناء - فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه , لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير , حتى لقد ظهرت من كثير منهم فعلات المجانين والصبيان , حتى رقصوا بحركات متطابقة وتقطيعات متلاحقة , وانتهى التواقح بقوم منهم إلى أن جعلوها من باب القرب وصالح الأعمال , وأن ذلك يثمر سني الأحوال وهذا - على التحقيق - من آثار الزندقة , وقول أهل المخرفة والله المستعان ا ه . "

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

الامام ابن حجر العسقلاني

قال تعليقا على قول القرطبي:

"وينبغي أن يعكس مرادهم ويقرأ " سيئ " عوض النون الخفيفة المكسورة بغير همز بمثناة تحتانية ثقيلة مهموزا ."

الامام أبو الفرج ابن الجوزي

قال - رحمه الله - في كتابه تلبيس ابليس، بعد أن ذكر تلبيس ابليس على الصوفية في السماع والرقص والوجد:

"قال الفقهاء من أصحابنا لا تقبل شهادة المغني والرقاص والله الموفق".

وقال الامام ابن الجوزي في كتاب احياء علوم الدين للمتصوف ابي حامد الغزالي:

"قلت سبحان الله من أخرج أبا حامد من دائرة الفقه بتصنيفه كتاب الاحياء فليته لم يقل فيه مثل هذا الذي لا يحل، والعجب منه أنه يحكيه ويستحسنه ويسمي أصحابه أرباب أحوال !!"

وقال أيضا معلقا على قصة ينقلها الغزالي في كتابه الاحياء:

"..فما أرخص ما باع أبو حامد الغزالي الفقه بالتصوف.."

العز بن عبد السلام
في المعيار المعرب (11/29) :
سُئل الشيخ عزالدين بن عبدالسلام عن جماعة من أهل الخير والصلاح والورع يجتمعون في وقت فينشدُ لهم مُنشد:

فأجاب:
الرقص بدعة لا يتعاطاه إلا ناقص عقل،ولا يصلح إلا للنساء ..
وهي كذلك في فتاويه ص163 كما نقل ذلك الشيخ عبدالله الصالح البراك وقد نقلها وأثبتها الحافظ التونسي الزبيدي رحمه الله في المرآة.

الكرماني

قال:
"‏قال الكرماني : معنى كذب عليه نسب الكلام كاذبا إليه سواء كان عليه أو له انتهى قال القاري : وبهذا يندفع زعم من جوز وضع الأحاديث للتحريض على العبادة كما وقع لبعض الصوفية الجهلة في وضع أحاديث في فضائل السور وفي الصلاة الليلية والنهارية وغيرهما(1) , والأظهر أن تعديته بعلى لتضمين معنى الافتراء " تحفة الأحوذي

(1) هذا هو السبب في انتشار البدع بينهم، فقد اخترعوا صلوات ودعوات لا اصل لها مثل الأحزاب الصوفية والعبادات المستحدثة كصلاة ليلة الأحد ودعاء يوم الاثنين وصلاة ليلة عاشوراء...فالله المستعان !!

هذا غيض من فيض ،،، فما أرخص ما باعوا الفقه والعلم بالتصوف والخرافات

**اقتبست بعض النصوص من موضوع أخي أبو عمر المنهجي (ومضات من كلام الأئمة الأعلام والدعاة الكرام في الصوفية)

الفرق بين التصوف والزهد
عمر الدبوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالسبت 28 نوفمبر - 19:59:20

بسم الله الرحمن الرحيم

فى الحلقة القادمة اقدم 4 فروق بين الزهد و التصوف
ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالسبت 28 نوفمبر - 20:34:35

الاخ الفاضل ابو عبد الرحمن
اسمح ان ان ارد عليك بعض كلامك وارجو ان يتسع صدرك لذلك وتتمثل ما قاله الامام الشافعي **رايي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب **
وأحذرك أخي في الله من إعجاب المرء بنفسه
فقد قال –صلي الله عليه وسلم – أنه من المهلكات
فبداية لقد ذكرت قولا للامام الشافعي فهلا أكملت كل ما ورد عنه ؟ وهل فهمته ؟؟
واني مكمل لك بعد إذنك

موقف الإمام الشافعي من التصوف والصوفية

قال الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى فيما نقله عنه أكابر العلماء الشافعية
: (حبب إِليَّ من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعِشرُة الخلق بالتلطُّف، والاقتداء بطريق أهل التصوف)
["كشف الخفاء ومزيل الإِلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" للإِمام
العجلوني المتوفى سنة ١١٦٢ ه. ج ١. ص ٣٤١ ]
ـــــــــــــ
وقال أيضاً:- (صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين، وفي رواية سوى ثلاث كلمات:
قولهم: الوقت سيف إِن لم تقطعه قطعك.
وقولهم: نفسك إِن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
وقولهم: العدم عصمة)
(ابن قيم الجوزية يقول في مدارج السالكين ( 3 / 129 دار الكتاب العربي - بيروت الطبعةالثانية ، 1393- 1973 ، بتحقيق
محمد حامد الفقي)
ابن القيم في الجواب الكافي ( ص 109 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت )
[تأييد الحقيقة العلية للإِمام جلال الدين السيوطي ص ١٥]

وقد يستشكل هذا الكلام على البعض !
فيقول : هل فقط استفاد الشافعي من الصوفية حرفين ؟؟..
ولكشف الستار عن هذا الاشكال نترك الامام ابن القيم يرد عليه ..
قال ابن قيم الجوزية يقول في مدارج السالكين ( 3 / 129 دار الكتاب العربي - بيروت الطبعةالثانية ، 1393- 1973 ، بتحقيق
محمد حامد الفقي ) مانصه :
( قال الشافعي رضي الله عنه: صحبت الصوفية ، فما انتفعت منهم إلا بكلمتين، سمعتهم يقولون : الوقت كالسيف فإن قطعته والا قطعك ، ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلاشغلتك بالباطل .
قلت ( ابن القيم ) : يالها من كلمتين ، ما أنفعهما وأجمعهما ، وأدلهما على علو همة قائلها، ويقظته ، ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفةٍ هذا قدر كلامهم ) أهـ
وقالابن القيم في الجواب الكافي ( ص 109 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت )
ثم اخي في الله لو انك قرأت المقال الذي كتبته علي الرابط أدناه
ما كتبته من أقوال العلماء في التصوف
ورددت علي بعضه كان اقرب للحق


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالسبت 28 نوفمبر - 21:08:18

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخي الكريم ابي علي
اعلم علمنى الله واياك انني لا اريد جدلا و سجالا
ولا حتي مناظرة معك

كل ما اقوم به- وهو من وجهة نظري هو الصواب - هو حث الناس علي معرفة فرقة ضلت عن الحق و اتبعوا الهوي وخرافات وابتعدوا عن سنة نبينا محمد صلي الله عليه واله وسلم

وسنة اصاحابه الكرام

وانى ههنا لا اتكلم عن فكر التصوف فقط و لا يشغلني بل اني اتكلم عن حالة موجود و فرقة تعيث فى الارض الفساد 

ولي بعض الاسئلة لك

ما هو قولك فى عقيدة الحلول و الاتحاد؟

ما اعتقادك فى الاولياء و التبرك بهم و سؤالهم؟

ما هي عقيدتك فى الذكر الصوفي المبتدع؟

ما هو قولك فى فرق الصوفية الكثيرة و اختلافهم ؟

ما قولك فى اقامه الموالد وما بها من فجور و اختلاط؟
ما قولك فى استخدام الغناء و الموسيقى فى الذكر الصوفي؟
ما قولك تقديس الاموات و دعائهم؟

وعندي اسئلة اخري كثيرة

ولقد قرات كل ما اشرت علي به لكنى اخي الكريم احمد ربي ان عصمنى منه

واخيرا اسالك سؤال عظيم من تظنها الفرقة الناجية من النار التي اشار اليها النبي صلي الله عليه واله وسلم حين قال
"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة , وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة , وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل : من هي يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي"

هل تظن ان الصوفية بكل ماعندهم من بدع وشركيات ستكون هى الفرقة الناجية؟
وارجو ان تنظر الي واقع الصوفية

لك منى كل حب و تقدير

وفقنا الله لما يحبه و يرضاه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالأحد 29 نوفمبر - 11:06:09


السلام عليكم ورحمة الله


الاخ الفاضل : ابا عبدالرحمن


أشكر لك سعة صدرك وأرحب بكل الاسئلة التي طرحتها أوستطرحها وسأحاول الاجابة عنها سائلا الله التوفيق والسداد


أما عن سؤالك الأول وهو : ( ما هو قولك فى عقيدة الحلول و الاتحاد؟)


فإِن من أهم ما يتحامل به المغرضون على السادة الصوفية اتهامهم جهلاً وزوراً بأنهم يقولون بالحلول والاتحاد،
بمعنى أن الله سبحانه وتعالى قد حلَّ في جميع أجزاء الكون؛ في البحار والجبال
والصخور والأشجار والإِنسان والحيوان.. إِلخ، أو بمعنى أن المخلوق عين الخالق، فكل
الموجودات المحسوسة والمشاهدة في هذا الكون هي ذات الله تعالى وعينه. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.



ولاشك أن هذا القول كفر صريح يخالف عقائد الأمة. وما كان للصوفية وهم المتحققون بالإِسلام والإِيمان والإِحسان أن ينزلقوا
إِلى هذا الدرك من الضلال والكفر، وما ينبغي لمؤمن منصف أن يرميهم بهذا الكفر
جزافاً دون تمحيص أو تثبت، ومن غير أن يفهم مرادهم، ويطلع على عقائدهم الحقة التي
ذكروها صريحة واضحة في أُمهات كتبهم، كالفتوحات المكية، وإِحياء علوم الدين،
والرسالة القشيرية وغيرها..



ولعل بعض المغرضين المتحاملين على الصوفية يقولون: إِن هذا القول بتبرئة السادة الصوفية من فكرة الحلول والاتحاد،
إِنما هو تهرب من الواقع أو دفاع مغرض عن الصوفية بدافع التعصب والهوى، فهلاَّ تأتون بدليل من كلامهم يبرىء ساحتهم من هذه التهم؟!.



فلبيان الحقيقة الناصعة نورد نبذاً من كلام السادة الصوفية تثبت براءتَهم مما
اتُّهموا به من القول بالحلول والاتحاد، وتحذيرَهم الناسَ من الوقوع في هذه
العقيدة الزائغة، وتُظهِر بوضوح أن ما نسب إِليهم من أقوال تفيد الحلول أو الاتحاد
إِما مدسوسة عليهم، أو مؤولة
[انظر موضوعي الدس ص 398 والتأويل ص 415 في كتاب حقائق عن التصوف ] بما يلائم هذه
النصوص الصريحة التالية الموافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة.



يقول الشعراني رحمه الله تعالى: (ولعمري إِذا كان عُبَّاد الأوثان لم يتجرؤوا على أن
يجعلوا آلهتهم عين الله؛ بل قالوا: ما نعبدهم إِلا ليقربونا إِلى الله زلفى، فكيف يُظَن بأولياء الله تعالى أنهم يدَّعون الاتحاد بالحق على حدٌّ ما تتعقله العقول
الضعيفة؟! هذا كالمحال في حقهم رضي الله تعالى عنهم، إِذ ما مِن وليٌّ إِلا وهو يعلم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، وأنها خارجة عن جميع معلومات الخلائق،
لأن الله بكل شيء محيط)
[اليواقيت والجواهر ج1 ص83].


والحلول والاتحاد لا يكون إِلا بالأجناس، والله تعالى ليس بجنس حتى يحلَّ بالأجناس، وكيف يحل القديم في الحادث،
والخالق في المخلوق!؟ إِن كان حلولَ عَرَض في جوهر فالله تعالى ليس عرضاً، وإِن كان حلولَ جوهر في جوهر فليس الله تعالى جوهراً، وبما أن الحلول والاتحاد بين
المخلوقات محال؛ إِذ لا يمكن أن يصير رجلان رجلاً واحداً لتباينهما في الذات؛ فالتباين بين الخالق والمخلوق، وبين الصانع والصنعة، وبين الواجب الوجود والممكن
الحادث أعظم وأولى لتباين الحقيقتين.



وما زال العلماء، ومحققو الصوفية يبينون بطلان القول بالحلول والاتحاد، وينبهون على فساده،
ويحذرون من ضلاله. قال الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى في عقيدته الصغرى:
(تعالى الحق أن تحله الحوادث أو يحلها)[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].


وقال في عقيدته الوسطى: (اعلم أن الله تعالى واحد بالإِجماع، ومقام الواحد يتعالى أن يحل فيه شيء، أو يحل هو في شيء، أو يتحد في شيء)
[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].


وقال في باب الأسرار: (لا يجوز لعارف أن يقول: أنا الله ، ولو بلغ أقصى درجات القرب،
وحاشا العارف من هذا القول حاشاه، إِنما يقول: أنا العبد الذليل في المسير والمقيل) [الفتوحات المكية للشيخ
الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].



وقال في الباب التاسع والستين ومائة: (القديم لا يكون قط محلاً للحوادث، ولا
يكون حالاً في المحدَث)
[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].


وقال في باب الأسرار: (من قال بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول،
وما قال بالاتحاد إِلا أهل الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول)

[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].


وقال في باب الأسرار أيضاً: (الحادث لا يخلو عن الحوادث، ولو حل بالحادثِ القديمُ لصح
قول أهل التجسيم، فالقديم لا يحل ولا يكون محلاً)
[الفتوحات المكية للشيخ
الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].



وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة بعد كلام طويل: (وهذا يدلك على أن العالم
ما هو عين الحق، ولا حل فيه الحق، إِذ لو كان عينَ الحق، أو حلَّ فيه لما كان
تعالى قديماً ولا بديعاً)
[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].


وقال في الباب الرابع عشر
وثلاثمائة: (لو صحَّ أن يرقى الإِنسان عن
إِنسانيته، والمَلكُ عن ملكيته، ويتحد بخالقه تعالى، لصحَّ انقلاب الحقائق، وخرج
الإِله عن كونه إِلهاً، وصار الحق خلقاً، والخلق حقاً، وما وثق أحد بعلم، وصار
المحال واجباً، فلا سبيل إِلى قلب الحقائق أبداً)
[الفتوحات المكية للشيخ
الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81].



وكذلك جاء في شعره ما ينفي الحلول والاتحاد كقوله:
ودع مقالةَ قوم قال عالمُهم بأنَّه بالإِله الواحد اتحَدا
الاتحادُ مُحُالٌ لا يقول به إِلا جهولٌ به عن عقلهِ شَرَدَا


وعن حقيقتِه وعن شريعتِه فاعبدْ إِلهَك لا تشركْ به أَحَدا





وقال أيضاً في الباب الثاني والتسعين ومائتين: (من
أعظم دليل على نفي الحلول والاتحاد الذي يتوهمه بعضهم، أن تعلم عقلاً أن القمر ليس
فيه من نور الشمس شيء، وأن الشمس ما انتقلت إِليه بذاتها، وإِنما كان القمر محلاً
لها، فكذلك العبد ليس فيه من خالقه شيء ولا حل فيه)
[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر
ج1. ص80-81].



قال صاحب كتاب نهج الرشاد في الرد
على أهل الوحدة والحلول والاتحاد: (حدثني الشيخ
كمال الدين المراغي قال: اجتمعتُ، بالشيخ أبي العباس المرسي - تلميذ الشيخ الكبير
أبي الحسن الشاذلي - وفاوضْته في هؤلاء الاتحادية، فوجدته شديد الإِنكار عليهم،
والنهي عن طريقهم، وقال: أتكون الصنعة هي عين الصانع؟!)
[الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير للعلامة جلال الدين السيوطي ج2.
ص134].



وأما ما ورد من كلام السادة
الصوفية في كتبهم مما يفيد ظاهره الحلول والاتحاد، فهو إِما مدسوس عليهم، بدليل ما
سبق من صريح كلامهم في نفي هذه العقيدة الضالة. وإِما أنهم لم يقصدوا به القول
بهذه الفكرة الخبيثة والنحلة الدخيلة، ولكن المغرضين حملوا المتشابه من كلامهم على
هذا الفهم الخاطىء، ورموهم بالزندقة والكفر.



أما الراسخون في العلم والمدققون
المنصفون من العلماء فقد فهموا كلامهم على معناه الصحيح الموافق لعقيدة أهل السنة
والجماعة، وأدركوا تأويله بما يناسب ما عرف عن الصوفية من إِيمان وتقوى.



قال العلامة جلال الدين السيوطي
رحمه الله تعالى في كتابه الحاوي للفتاوي: (واعلم
أنه وقع في عبارة بعض المحققين لفظ الاتحاد، إِشارة منهم إِلى حقيقة التوحيد، فإِن
الاتحاد عندهم هو المبالغة في التوحيد. والتوحيد معرفة الواحد والأحد، فاشتبه ذلك
على من لا يفهم إِشاراتهِم، فحملوه على غير محمله؛ فغلطوا وهلكوا بذلك.. إِلى أن
قال: فإِذن أصل الاتحاد باطل محال، مردود شرعاً وعقلاً وعرفاً بإِجماع الأنبياء
ومشايخ الصوفية وسائر العلماء والمسلمين، وليس هذا مذهب الصوفية، وإِنما قاله
طائفة غلاة لقلة علمهم وسوء حظهم من الله تعالى، فشابهوا بهذا القولِ النصارى
الذين قالوا في عيسى عليه السلام: اتَّحَد ناسوتُهُ بلاهوتِهِ. وأما مَنْ حفظه
الله تعالى بالعناية، فإِنهم لم يعتقدوا اتحاداً ولا حلولاً، وإِن وقع منهم لفظ
الاتحاد فإِنما يريدون به محو أنفسهم، وإِثبات الحق سبحانه.



قال: وقد يُذْكَر الاتحاد بمعنى
فناء المخالفات ، وبقاء الموافقات، وفناء حظوظ النفس من الدنيا، وبقاء الرغبة في
الآخرة، وفناء الأوصاف الذميمة، وبقاء الأوصاف الحميدة، وفناء الشك، وبقاء اليقين،
وفناء الغفلة وبقاء الذكر.



قال: وأما قول أبي يزيد البسطامي
رحمه الله تعالى: [سبحاني، ما أعظم شأني] فهو في معرض الحكاية عن الله، وكذلك قول من قال: [أنا الحق]
محمول على الحكاية، ولا يُظَنُّ بهؤلاء العارفين الحلول والاتحاد،لأن ذلك غير
مظنون بعاقل، فضلاً عن المتميزين بخصوص المكاشفات واليقين والمشاهدات. ولا يُظَنُّ
بالعقلاء المتميزين على أهل زمانهم بالعلم الراجح والعمل الصالح والمجاهدة وحفظ
حدود الشرع الغلطُ بالحلول والاتحاد، كما غلط النصارى في ظنهم ذلك في حق عيسى عليه
السلام. وإِنما حدث ذلك في الإِسلام من واقعاتِ
جهلةِ المتصوفة
، وأما العلماء العارفون
المحققون فحاشاهم من ذلك..
إِلى أن قال:



والحاصل أن لفظ الاتحاد مشترك،
فيطلق على المعنى المذموم الذي هو أخو الحلول، وهو كفر. ويطلق على مقام الفناء
اصطلاحاً اصطلح عليه الصوفية، ولا مشاحة في الاصطلاح، إِذ لا يمنع أحد من استعمال
لفظ في معنى صحيح، لا محذور فيه شرعاً، ولو كان ذلك ممنوعاً لم يجز لأحد أن يتفوه
بلفظ الاتحاد، وأنت تقول: بيني وبين صاحبي زيد اتحاد.



وكم استعمل المحدِّثون والفقهاء
والنحاة وغيرهم لفظ الاتحاد في معان حديثية وفقهية ونحوية.



كقول المحدِّثين: اتحد مخرج
الحديث.



وقول الفقهاء: اتحد نوع الماشية.


وقول النحاة: اتحد العامل لفظاً
أو معنى.



وحيث وقع لفظ الاتحاد من محققي
الصوفية، فإِنما يريدون به معنى الفناء الذي هو محو النفس، وإِثبات الأمر كله لله
سبحانه، لا ذلك المعنى المذموم الذي يقشعر له الجلد. وقد أشار إِلى ذلك سيدي علي
بن وفا، فقال من قصيدة له:



يظنُّوا بي
حلولاً واتحاداً وقلبي مِنْ سوى التوحيد
خالي



فتبرأ من الاتحاد بمعنى الحلول، وقال في أبيات أُخَرَ:


وعلمُك أنَّ
كلَّ الأمرِ أمْري هو المعنى المسمى
باتحاد



فذكر أن المعنى الذي يريدونه بالاتحاد إِذا أطلقوه، هو تسليم الأمر كله
لله، وترك الإِرادة معه والاختيار، والجريُ على مواقع أقداره من غير اعتراض، وترك
نسبة شيءٍ ما إِلى غيره)
[الحاوي للفتاوي في
الفقه وعلوم التفسير والحديث والأصول والنحو والإِعراب وسائر الفنون للعلامة جلال
الدين السيوطي صاحب التآليف الكثيرة المتوفى سنة 911هـ. ج2. ص134].



ونقل الشعراني عن سيدي علي بن وفا
رحمهما الله تعالى قوله: (المراد بالاتحاد حيث جاء
في كلام القوم فناء العبد في مراد الحق تعالى، كما يقال: بين فلان وفلان اتحاد،
إِذا عمل كل منهما بمراد صاحبه، ثم أنشد:



وعلمُك أنَّ
كلَّ الأمرِ أمري هو المعنى المسمَّى
باتحاد



[اليواقيت والجواهر
للشعراني ج1. ص83].






وقال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين شرح منازل السائرين: (الدرجة الثالثة من درجات الفناء: فناء خواص الأولياء
وأئمة المقربين، وهو الفناء عن إِرادة السوى، شائماً برق الفناءِ عن إِرادة ما
سواه، سالكاً سبيل الجمع على ما يحبه ويرضاه، فانياً بمراد محبوبه منه، عن مراده
هو من محبوبه، فضلاً عن إِرادة غيره، قد اتحد مراده بمراد محبوبه، أعني المراد
الديني الأمري، لا المراد الكوني القدري، فصار المرادان واحداً.. ثم قال: وليس في
العقل اتحاد صحيح إِلا هذا، والاتحاد في العلم والخبر. فيكون المرادان والمعلومان
والمذكوران واحداً مع تباين الإِرادتين والعلمين والخبرين، فغاية المحبة اتحاد
مراد المحب بمراد المحبوب، وفناء إِرادة المحب في مراد المحبوب. فهذا الاتحاد
والفناء هو اتحاد خواص المحبين وفناؤهم؛ قد فَنَوْا بعبادة محبوبهم، عن عبادة ما
سواه، وبحبه وخوفه ورجائه والتوكل عليه والاستعانة به والطلب منه عن حب ما سواه.
ومَنْ تحقق بهذا الفناء لا يحب إِلا في الله، ولا يبغض إِلا فيه، ولا يوالي إِلا
فيه، ولا يعادي إِلا فيه، ولا يعطي إِلا لله، ولا يمنع إِلا لله، ولا يرجو إِلا
إِياه، ولا يستعين إِلا به، فيكون دينه كله ظاهراً وباطناً لله، ويكون الله
ورسولهُ أحبَّ إِليه مما سواهما، فلا يوادُّ من حادَّ الله ورسوله ولو كان أقرب
الخلق إِليه،



بل ُعادي
الذي عادى مِن الناسِ كلِّهم جميعاً
ولو كانَ الحبيبَ المصافيا



وحقيقة ذلك فناؤه عن هوى نفسه، وحظوظها بمراضي ربه تعالى وحقوقه، والجامع
لهذا كله تحقيق شهادة أن لا إِله إِلا الله علماً ومعرفة وعملاً وحالاً وقصداً،
وحقيقة هذا النفي والإِثبات الذي تضمنتْهُ هذه الشهادة هو الفناء والبقاء، فيفنى
عن تأله ما سواه علماً وإِقراراً وتعبداً، ويبقى بتألهه وحده، فهذا الفناء وهذا البقاء
هو حقيقة التوحيد، الذي اتفقت عليه المرسلون صلوات الله عليهم، وأُنزلت به الكتب،
وخلقت لأجله الخليقة، وشرعت له الشرائع، وقامت عليه سوق الجنة، وأسس عليه الخَلْق
والأمر.. إِلى أن قال: وهذا الموضع مما غلط فيه كثير من أصحاب الإِرادة. والمعصوم
من عصمه الله، وبالله المستعان والتوفيق والعصمة)
[مدارج السالكين شرح
منازل السائرين ج1. ص90 و91 للعلامة الشهير ابن قيم الجوزية المتوفى 751هـ].



وقال في موضع آخر: (وإِن كان مشمراً للفناء العالي، وهو الفناء عن إِرادة
السوى، لم يبق في قلبه مرادٌ، يزاحم مراده الديني الشرعي النبوي القرآني، بل يتحد
المرادان؛ فيصير عين مراد الرب تعالى هو عين مراد العبد، وهذا حقيقة المحبة
الخالصة، وفيها يكون الاتحاد الصحيح، وهو الاتحاد في المراد، لا في المريد ولا في
الإِرادة)
[مدارج السالكين شرح
منازل السائرين ج1. ص90 و91 للعلامة الشهير ابن قيم الجوزية المتوفى 751هـ].



ورغم
أن ابن تيمية مخاصم للسادة الصوفية، وشديد العداوة لهم، فإِنه يبرِّىءُ ساحتهم من
تهمة القول بالاتحاد، ويؤول كلامهم تأويلاً صحيحاً سليماً
. أما تبرئته لساحتهم، فقد قال في فتاويه: (ليس
أحد من أهل المعرفة بالله، يعتقد حلول الرب تعالى به أو بغيره من المخلوقات، ولا
اتحاده به، وإِن سُمع شيء من ذلك منقول عن بعض أكابر الشيوخ فكثير منه مكذوب،
اختلقه الأفاكون من الاتحادية المباحية، الذين أضلهم الشيطان وألحقهم بالطائفة
النصرانية)
[مجموع فتاوى ابن تيمية
قسم التصوف ج11. ص74 -75].



وقال أيضاً: (كل المشايخ الذين يُقتدَى بهم في الدين متفقون على ما
اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها من أن الخالق سبحانه مباين للمخلوقات. وليس في
مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وأنه يجب إِفراد القديم عن
الحادث، وتمييز الخالق عن المخلوق، وهذا في كلامهم أكثر من أن يمكن ذكره هنا)
[مجموع فتاوى ابن تيمية قسم علم السلوك ج10. ص223].


وأما تأويله لكلامهم فقد قال في
مجموعة رسائله: (وأما قول الشاعر في شعره:



أنا مَنْ
أهوى ومَنْ أهوى أنا



فهذا إِنما أراد به الشاعر الاتحاد المعنوي، كاتحاد أحد المحبّين بالآخر،
الذي يحب أحدهما ما يحب الآخر، ويبغض ما يبغضه، ويقول مثل ما يقول، ويفعل مثل ما
يفعل؛ وهذا تشابه وتماثل، لا اتحاد العين بالعين، إِذا كان قد استغرق في محبوبه،
حتى فني به عن رؤية نفسه، كقول الآخر:



غبتُ بكَ
عنِّي فظننْتُ أنَّك أنِّي



فهذه الموافقة هي الاتحاد السائغ) [مجموع رسائل ابن تيمية
ص52]
.


من هذه النصوص المتعددة تبين لنا
أن كل ما ورد في كلام السادة الصوفية من كلمة [اتحاد] إِنما يراد بها هذا الفهم السليم الذي يوافق عقيدة
أهل السنة والجماعة، ولا يصح أن نحمل كلامهم على معان تخالف ما صرحوا به من
تبنِّيهم لعقيدة أهل السنة والجماعة. وما على المنصف إِلا أن يحسن الظن بالمؤمنين،
ويؤول كلامهم على معنى شرعي مستقيم
[انظر بحث تأويل كلام
السادة الصوفية ص 415].






وختاماً نقول: إِن تلك النقول عن العلماء الأعلام، وعن الصوفية أنفسهم،
تكشف للقارىء الكريم أن الصوفية مُبَرؤَّوُن مما نُسب إِليهم من القول بالحلول
والاتحاد، ، وأن كلامهم مؤوَّل على وجه شرعي، وموافق لما عليه أهل السنة والجماعة،
من العقيدة الصحيحة السليمة، وأنهم ما نالوا هذه المواهب العرفانية إِلا بالتمسك
بالكتاب والسنة، وأنهم حقيقة رجال السلف الصالح - رضي الله عنهم - الذين تمسكوا
بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأفلحوا وتحققوا بالاتباع الكامل له عليه
الصلاة والسلام، فنالوا الرضى من الله تعالى، وفازوا بسعادة الدارين. {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ والرسولَ فأولئِكَ معَ
الصِّدِّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً}
[النساء: 69].


هذه بعض الإجابة علي السؤال الأولويتم الإجابة علي الباقي تباعا ان شاء
الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zico2020
المدير العام
المدير العام
zico2020


ذكر عدد الرسائل : 8788
العمر : 62
1 : www.elgemal.com
نقاط : 15644
تاريخ التسجيل : 18/10/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالإثنين 30 نوفمبر - 16:23:56



الأخ الفاضل أبي معاذ
السلام عليكم

كانت هذه مساهمة منك عن الصوفية
و هو الحوار الدائر حاليا في منتدى الفكر الإسلامي

هدفنا من هذا الحوار أن يتبين الناس الأمور التى التبس فيها الحق بالباطل

و موضوع الصوفية من الأمور التي التبس فيها الحق بالباطل
خصوصا عندما نتكلم أن الاختلاف في تعريف الصوفية هل هل هي نسبة إلى الصوف
و الذي هو دليل على الزهد و التقشف ...لنجد الواقع المر و الأليم
و هو أن بعض من ينتسبون إلى الصوفية الذين من المفترض أنهم أزهد الناس حسب التعريف
لكننا نجدهم أشد الناس بزخا و إسرافا...و بالتالي تناقضت أفعالهم مع مناهجهم

أتابع معكم الحوار طالما يلتزم الجميع بأدب الحوار و بآداب الاختلاف
كما أشار إلى ذلك فضيلة الشيخ سعيد في هديته الرائعة عن أدب الاختلاف

لذا فإنني أرى إضافة هذه المساهمة للموضع الآخر
الذي تحدث فيه الأخوين الفاضلين أبا عبد الرحمن و أبا على

فهل ترغب أن اضيف هذه المساهمة لذلك الموضوع ؟؟؟
وفقكم الله والسلام عليكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgemal.com
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالإثنين 30 نوفمبر - 16:47:18


الحمد
لله رب العامين والصلاة والسلام علي اشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلي آله
وصحبه وسلم أما بعد فسؤالك الثاني وهو( ما اعتقادك في الأولياء و التبرك
بهم و سؤالهم؟)



يتضمن عدة مسائل أولا: الأولياء وما أعتقد فيهم ؟؟


فأقول


إن معنى الولي كما ذكره الله تعالي في كتابه حيث قال : {ألا إن
أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذّين آمنوا وكانوا يتقّون * لهم
البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} [ يونس: 62-64 ]
قال الزمخشري في "الكشاف":
الولي: من تولى الله بالطاعة فتولاه الله بالكرامة.
وقال السعد التفتازاني في "شرح العقائد النسفية"، والجلال المحلى في
"شرح جمع الجوامع":
الولي: العارف بالله حسبما يمكن، المواظب على الطاعات، المجتنب
للمعاصي، المعرض عن
الانهماك في اللذات والشهوات.
وقيل :
الولي من يحب أخاه المؤمن لا يحبه إلا لله، وقيل : غير ذلك.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : إن اللهّ
تعالى قال » من عادى لي ول يا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحبّ
إليّ مماّ افترضت
عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنّوافل حتىّ أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي
يسمع به،
وبصره الذّي يبصر به، ويده التّي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها، وإن سألني
لأعطينّه، ولئن
استعاذني لأعيذنّه... « الحديث.
وفي سنن أبي داود عن عمر رضي الله عن
? قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: » إن من عباد اللهّ

لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشّهداء يوم القيامة بمكانهم
من اللهّ تعالى،
قالوا: يا رسول اللهّ تخبرنا من هم؟ قال :هم قوم تٌحابوّا بروح اللهّ على غير
أرحامٍ بينهم، ولا
أموالٍ يتعاطونها، فواللهّ إن وجوههم لنورٌ، وإنهم لعلى نورٍ، لا يخافون إذا خاف
النّاس، ولا
يحزنون إذا حزن النّاس، وقرأ هذه الآية : ألا إن أولياء اللهّ لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون «[يونس: 62
[


وروى النسائي عن أبي هريرة نحوه . ،


هذا ما أعتقده في الأولياء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالإثنين 30 نوفمبر - 17:02:13


ثانيا قضية التبرك


معنى التبرك: طلب البركة، والبركة هي: النماء والزيادة.


والتبريك: الدعاء للإنسان بالبركة. وبارك الله الشيء وبارك فيه
وعليه: وضع فيه البركة.



وفي التنزيل: ]وَهَذَا كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ مُبَارَكٌ[([1] )
الأنعام: من الآية155


وتبركت به تيمنت به.


والمعنى الاصطلاحي للتبرك هو: طلب ثبوت الخير الإلهي في الشيء.






التبرك بالصالحين


النصوص في إثبات التبرك كثيرة جداً وفهم منها السادة الفقهاء الحفاظ
الأعلام جواز التبرك بالسادة الصالحين



وقد ذهب قوم لا تقوم بمذهبهم الحجة إلى أن التبرك خاص برسول الله r وخاص بحياته !.


وهذا التخصيص بنوعيه: باطل بدعة، لم يقل به أحد من السلف، ولا
المعتبرون من الخلف، وذلك لأن نصوص التبرك بالنبي
r عامة ولا
يجوز تخصيصها إلا بدليل من الكتاب أو السنة، ومن زعم أنها مخصوصة ولم يأت بدليل
مخصص فقد أخطأ.



وإلى هؤلاء وغيرهم نهدي هذا الحديث الذي رواه البيهقي في (شعب
الإيمان) والطبراني في (الأوسط) من حديث ابن عمر رضي الله عنه بإسناد حسن قال:
«قلت يا رسول الله أتوضأ من جرّ حديد مخمر أحب إليك أم من المطاهر؟ قال: لا بل من
المطاهر، إن دين الله يسر الحنيفية السمحة».



قال: « وكان رسول الله r يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو
بركة أيدي المسلمين».



قال
الهيثمي: رجاله موثقون
([1]) شعب الإيمان (20) باب في الطهارات ح (2791) ج3 ص30 ط. العلمية،
مجمع الزوائد ج1 ص14.






فمن منع التبرك بالصالحين بعد أن تبرك بهم رسول الله r فقد تنكب
عن
r وخالف هديه.


أما من منع التبرك به r بعد وفاته فقد خالف ما أجمعت عليه الأمة من
صحابته والتابعين من التبرك بآثاره المختلفة ومرّ نماذج لذلك.



وإليك بعض ما جاء عن العلماء في هذه المسألة:


قال الإمام الحافظ ضياء الدين المقدسي الدمشقي الحنبلي:
سمعت الحافظ أبا موسى ابن الحافظ عبدالغني يحدث عن رجل بدمياط قال: كنت يوما عند
الحافظ (عبدالغني المقدسي) فقلت في نفسي: كنت أشتهي لو أن الحافظ يعطيني الثوب
الذي يلي جسده حتى أكفن فيه فلما أردت القيام قال: لا تبرح. فلما انصرف الجماعة
خلع ثوبه الذي يلي جسده وأعطانيه.



قال: فبقي الثوب عندنا، وكل من مرض أو وجع رأسه تركوه عليه حتى يبرأ
بإذن الله تعالى. انتهى.






وقال الحافظ أبوبكر الخطيب في
تاريخ بغداد وابن أبي يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة وابن مفلح الحنبلي في المقصد
الأرشد وابن الجوزي في المنتظم والعليمي الحنبلي في المنهج الأحمد في ترجمة علي بن
محمد بن بشار الزاهد العارف الولي الصالح شيخ الحنابلة المتوفى سنة 313هـ: دفن
بالعقبة وقبره إلى الآن ظاهر معروف يتبرك الناس بزيارته.
([1]
) الخطيب
في تاريخ بغداد (13/534)دار الغرب، بشار وابن أبي يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة
(2/63) وابن مفلح الحنبلي في المقصد الأرشد (2/254) وابن الجوزي في المنتظم
(13/252) والعليمي الحنبلي في المنهج الأحمد (2/213)
انتهى.





وقال ابن أبي يعلى في الطبقات (2/255) أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد العلثي أحد المشهورين بالصلاح
والزهد، صحب الوالد السعيد سنين يسمع درسه والحديث منه، فعادت بركته عليه فصار
عالما زاهدا عابدا فظهر له في الناس القبول والمحبة وإجابة الدعاء. انتهى.



وقال ابن
أبي يعلى في طبقات الحنابلة
: أبو الحسن
علي بن محمد بن عبدالرحمن البغدادي، أحد الفقهاء العقلاء والمناظرين والأذكياء،
مات بآمد سنة سبع أو ثمان وستين وأربع مائة، وقبره هناك يقصد ويتبرك به.
([1]
)
طبقات الحنابلة
(2/234)


انتهى.





وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي في المقصد الأرشد والعلامة العليمي الحنبلي في المنهج الأحمد في
ترجمة علي بن محمد المذكور: وقبره هناك مقصود بالزيارة.
([1]
) المقصد
الأرشد (2/253) المنهج الأحمد (2/382)



انتهى.





وقال الإمام النووي في التبرك بآثار الصالحين: ومنها التبرك بالصالحين
وآثارهم والصلاة في المواضع التي صلوا بها وطلب التبريك منهم
([1]) شرح
النووي على صحيح مسلم 5/ 161.



وفي الفروع
للعلامة ابن مفلح
: ونقل ابن القاسم وشندي أن أحمد سئل عن الرجل
يأتي المشاهد ويذهب إليها ترى ذلك؟ قال: أما على حديث ابن أم مكتوم أنه سأل النبي
r أن يصلي في بيته حتى يتخذ ذلك مصلى وعلى نحو ما كان يفعل ابن عمر
يتبع مواضع النبي
r وأثره فليس بذلك بأس، إلا أن الناس أفرطوا في
هذا جدا وأكثروا. قال ابن القاسم: فذكر قبر الحسين وما يفعل الناس عنده.
([1])
الفروع 3/ 125، ط. دار الكتب العلمية- بيروت.






قلت: فلم ينه إمام أهل السنة إلا عن الإفراط، ومثل بما يصنع عند قبر
الحسين رضي الله عنه ولا يخفى ما تصنعه الشيعة عند قبر الحسين من الفظائع من ضرب
أنفسهم ونحو ذلك.







كلام السادة الحنابلة حول
التبرك



جاء في دليل الطالب: وسن أن
يحمد الله إذا فرغ، ويقول الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول
مني ولا قوة، ويدعو لصاحب الطعام، ويفضل منه شيئا لا سيما إن كان ممن يتبرك بفضلته
([1]) دليل
الطالب-ط. المكتب الإسلامي-بيروت 1
/248.


وفي الإنصاف: قال ابن الزاغوني وغيره: وليأت المنبر فيتبرك به تبركا بمن كان
يرتقي عليه
([1])
الإنصاف للمرداوي 4/ 54، ط. دار إحياء التراث العربي.






وفيه أيضا:ويستحب للضيف أن يفضل شيئا لا سيما إن كان ممن يتبرك بفضلته أو كان
ثم حاجة
([1])
الإنصاف للمرداوي 8/ 333.






وفي منار
السبيل
: ويفضل منه –أي الضيف- شيئا ولاسيما
إن كان ممن يتبرك بفضلته، أو كان ثم حاجة. قال أبو أيوب كان رسول الله
r إذا أتى
بطعام أكل وبعث بفضله إلي فيسأل أبو أيوب عن موضع أصابعه فيتبع موضع أصابعه
([1]) منار
السبيل 2/ 192، ط. مكتبة المعارف- الرياض.






وفي كشاف
القناع
: ويستحب للضيف أن يفضل شيئا من الطعام
لا سيما إن كان ممن يتبرك بفضلته أو كان ثم حاجة إلى إبقاء شيء منه
([1]) كشاف
القناع 5/ 181، ط. اار الفكر- بيروت.






وفي المغني: ويستحب الدفن في المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء لتناله
بركتهم، وكذلك في البقاع الشريفة، وقد روى البخاري ومسلم بإسنادهما أن موسى عليه
السلام لما حضره الموت سأل الله تعالى أن يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية بحجر، قال
النبي
r: «لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر»([1])
المغني 2/ 193، ط. دار الفكر- بيروت. والحديث رواه البخاري في الجنائز، باب من أحب
الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها، رقم (1274)، وفي أحاديث الأنبياء، باب وفاة موسى
وذكره بعد، رقم (3226)، مسلم في الفضائل، باب من فضائل موسى، رقم (2372).






وفي الفروع: ويجوز لمس
القبر باليد، وعنه
([1]) أي عن
الإمام أحمد.



يكره؛ لأن القرب متلقى من
التوقيف ولم يرد به سنة؛ ولأنه عادة أهل الكتاب، وعن الشافعية كهذا، وعن الحنفية
مثله والذي قبله، وعنه: يستحب، صححها أبو الحسين في التمام، لأنه يشبه مصافحة
الحي، لا سيما ممن ترجى بركته
([1])
الفروع 2/ 233-234.






وفي الإنصاف: يجوز لمس القبر من غير كراهة... وعنه: يكره. وأطلقهما في الحاويين،
والفائق، وابن تميم. وعنه: يستحب. قال أبو
الحسين في تمامه: وهي أصح
([1])
الإنصاف 2/ 562-563.






وفي غاية
المنتهى:
ولا بأس بلمس قبر بيد لا سيما
من ترجى بركته
([1]) غاية
المنتهى مع مطالب أولي النهى 1/ 934، ط. المكتب الإسلامي.






وفي المغني: مسألة: قال وإذا غدا من طريق رجع من غيره وجملته أن الرجوع في غير
الطريق التي غدا منها سنة، وبهذا قال مالك والشافعي، والأصل فيه أن رسول الله
r كان
يفعله قال أبو هريرة: «كان رسول الله
r إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره»([1]) الترمذي: كتاب الجمعة عن رسول
الله، باب ما جاء في خروج النبي إلى العيد في طريق ورجوعه من طريق آخر، رقم (541).






قال
الترمذي: هذا حديث حسن. وقال بعض أهل العلم: كان يحب المساواة بين أهل الطريقين في
التبرك بمروره بهم وسرورهم برؤيته وينتفعون بمسألته، وقيل: لتبرك الطريقين بوطئه
عليهما.

([1]) المغني 2/
124.






والشاهد قوله: وقيل لتبرك الطريقين بوطئه عليهما.


أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا
اجتنابه.



وصلى
الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
.




هذا بالنسبة للصالحين حسب ما أوردت في سؤالك وتركت
جواز التبرك بالنبي – صلي الله عليه وسلم – اعتمادا علي انه لا شك فيه اما إن طلب
فالعبد الفقير مستعد سائلا الله التوفيق والسداد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zico2020
المدير العام
المدير العام
zico2020


ذكر عدد الرسائل : 8788
العمر : 62
1 : www.elgemal.com
نقاط : 15644
تاريخ التسجيل : 18/10/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالإثنين 30 نوفمبر - 17:06:08


الأخوين الفاضلين أبا عبدالرحمن و أبا علي

السلام عليكما و رحمة الله و بركاته

أقدر لكما مجهودكما اللذان تبذلانه
و كل منكما يسعى لإحضار معلومات قد يفتقدها البعض

و قد لا يتسنى للبعض من رواد المنتدى الحصول على هذه المعلومات

لذا فأرجوكما تحري الدقة فيما تكتبان

كما أرجوكما أن تتحليا بسعة الصدر
و الرجوع دائما إلى موضوع أدب الاختلاف الذي أهدانا إياه
شيخنا الفاضل الشيخ سعيد

أتابع باهتمام كل ما تكتبان
و المعذرة لعدم التعليق أحياتا

وفقكما الله والسلام عليكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgemal.com
أبومعاذ
مشرف عام
مشرف عام
أبومعاذ


ذكر عدد الرسائل : 1194
نقاط : 1652
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر - 10:32:58



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


جزاك الله خيرا أخى الفاضل أبوحبيب

بكل تأكيد موافق على اقتراحك


روي عن المروذي قال : قلت لأحمد ( بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة ) كيف أصبحت ؟

قال كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرائض ، ونبيه يطالبه بأداء السنة والملكان يطلبانه بتصحيح العمل ونفسه تطالبه بهواها
وإبليس يطالبه بالفحشاء ، وملك الموت يراقب قبض روحه ، وعياله يطالبونه بالنفقة ؟!
من السير ( 11/227 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:21:47

الجانب
الثالث من السؤال الثاني وهو سؤال الاولياء



فاعلم
أخي وفقني الله واياك لما فيه الخير والرشاد أن هذا السؤال يتطرق بنا الي قضية
هامة وهي قضية التوسل والاستغاثة والاستعانة



فما هو التوسل؟؟


التوسل: هو طريقة من طرق التضرع إلى الله عز وجل ،
وأحد أبواب دعاءه والتوجه اليه سبحانه وتعالى،



فالوسيلة هي كل ما جعله الله سببا للتقرب اليه
وبابا لقضاء الحوائج منه، قال تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه
الوسيلة﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][1]).


وأما الاستغاثة : فهي طلب الإغاثة ممن يمملكها على وجه الحقيقة
وهو الله عز وجل، أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه
وأولياؤه.



وأما الاستعانة: فهي طلب العون ممن يملكه على وجه الحقيقة وهو
الله تبارك وتعالى أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها، وهم أنبياءه
وأولياؤه .



فيظهر لنا أن التوسل والاستغاثة والاستعانة شيء
واحد ، لأن المتوسل أو المستغاث أو المستعان به على الحقيقة هو الله وأما المتوسل
به من العبيد فواسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى،
هذا ولم يختلف أحد من
المسلمين في مشروعية التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة
من صلاة وصيام وقراءة قرآن
وغير ذلك والدليل على هذا حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فتوسل أحدهم إلى
الله ببر والديه، وتوسل الثاني بابتعاده عن الفاحشة بعد تمكنه من أسبابها، وتوسل
الثالث بأمانته وحفظه لمال غيره وأدائه له كاملا ، ففرج الله عنهم ما هم فيه(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][2]).


وأما التوسل بغير العمل الصالح كالذوات والأشخاص فما هو في
الحقيقة إلا توسل بعمله الصالح فمن توسل بشخص ما في ذلك إلا لأنه يحبه إذ يقدر
صلاحه وولايته وفضله تحسينا للظن به، أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه
وتعالى، فيكون الله تعالى محبا له أيضا قال جل جلاله ﴿يبحهم ويحبونه﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][3]) ولو تدبرنا الأمر لوجدنا أن
هذه المحبة وذلك الاعتقاد هما من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه
فهو منسوب إليه ومسئول عنه ومثاب عليه ، فمن قال: اللهم إني أتوسل إليك بمحبتي
لنبيك أو قال بنبيك سواء لأنه ما أقدم على هذا إلا لمحبته وإيمانه بنبيه، ولولا
المحب له والإيمان به ما توسل به فهو إذا توسل بعمله الصالح.



ثم إن المسلم عندما يتوسل أو يستغيث بالنبي صلى
الله عليه وآله وسلم أو بالرجل الصالح إنما يتوسل به لما يعلم من كرامته وجاهه عند
الله عز وجل ولاعتقاده بانه يمكن أن يكون قد أعطى القدرة على الإمداد والإعانة
ونعني بالجاه المنزلة التي يختص الله بها من يشاء من عباده فالله سبحانه وتعالى
متصف بصفة تسمى صفة الاختصاص قال عز وجل﴿يختص برحمته من يشاء﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][4]).


والنبوة والرسالة والولاية الخاصة ليست مكتسبة
بل هي محض فضل الهي واجتباء واختصاص رباني يكون بسببها لذلك العبد منزلة عند الله
تسمى الجاه ، قال تعالى ﴿الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][5]) وقال سبحانه في إثبات
الوجاهة والمكانة لبعض أنبيائه وملائكته عليه السلام كسيدنا موسى عليه الصلاة
والسلام ﴿وكان عند الله وجيها﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][6]) أي ذا وجاهة.


وقال في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام
﴿وجيها في الدنيا والاخرة ومنا المقربين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][7]) وقال عن سيدنا جبريل عليه
السلام ﴿ذي قوة عند ذي العرش مكين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][8]) أي صاحب مكانة.


فالإنسان عندما يتوسل إلى الله تعالى بجاه نبي
أو ولي فإن ذلك يعني أنه توسل إلى الله تعالى بفعل من أفعاله خلقه لذلك النبي
وسماه جاها، وبصفة من صفاته سماها اختصاصا ، وهذا من التوسل إلى الله بصفاته
وأفعاله وهو مجمع على جوازه عند أهل الحق(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][9]).


ونحن إذ نظرنا إلى كل فرد من أفراد المتوسلين
والمستغيثين بالأنبياء والصالحين لا نجد في نفس أحد منهم إلا التقرب إلى الله تعالى
لقضاء حاجاتهم الدنيوية والأخروية مع علمهم بأنهم كلهم عبيد لله تعالى فقلوبهم
موقنة أنه جل جلاله الفعال المطلق المستحق للتعظيم بالأصالة لا شريك له ولا رب ولا
موجد سواه، ولا نافع ولا ضار إلا هو ، وأما تعظيمهم لغيره من خواص عبيده فإنما
يكون بقدر منزلة ذلك العبد عند الله تعالى بحسب ما علموه فها هم يعظمون النبي صلى
الله عليه وآله وسلم أكثر من سائر الخلق لعلمهم أنه أحب عبيده تعالى إليه وأقربهم
لديه ثم يعظمون بعده الأنبياء والمرسلين أكثر من غيرهم لأن درجتهم تلي درجته صلى
الله عليه وآله وسلم وهكذا سائر عباد الله من صحابته صلى الله عليه وآله وسلم وآل
بيته وبقية الأولياء والصالحين على اختلاف درجاتهم وما يمتاوزن به عن غيرهم من علم
وتقوى وما خدموا به هذه الشريعة المحمدية ونفعا به الأمة الإسلامية من العلوم
والمعارف والفتوحات والذب عن المسلمين والإسلام بعضهم بحد القلم وبعضهم بحد الحسام
وما فضلهم الله به من الكرامات وخوارق العادات فهم يعتقدون الاعتقاد الجازم الذي
لا يعتريه خلل ولا يشوبه خطأ ولا زلل أنهم كلهم عبيده وأن كل ما هم عليه من مقامات
ودرجات إنما هو من فضل الله عليهم فقد أثنى عليهم الله تعالى في كتابه وأثنى عليهم
نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديثه مبينا أوصافهم الجليلة وهي كلها ترجع إلى
صدق عبوديتهم لله تعالى وحسن خدمتهم له عز وجل فعظموهم لذلك واتخذوهم وسائط لقضاء
حوائجهم عنده لكونهم وإن شاركوهم في أصل العبودية له تعالى إلا أنهم امتازوا عنهم
بما تفضل الله عليهم به م الرسالة والنبوة والولاية وكثرة العلم والعمل والمعرفة والطاعات وسائر
الخدمات التي تليق به تعالى.



فيفهم مما مر أن غاية الأمر أن بعض المتوسلين
والمستغيثين يتسامحون في التصريح بهذا الأمر وهو الطلب من الله دون واسطة عملا
بالحقيقة والأصل ويكتفون بعلم من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم
خائنة الأعين وما تخفي الصدور فينادون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد
الأولياء الصالحين ويطلبون منهم العون والإغاثة وهم في قريرة أنفسهم يعلمون حق
العلم أنه وحده سبحانه وتعالى هو النافع والضغار ولا يقع في ملكه إلا ما يريد وذلك
طمعا في الإجابة لما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من منزلة عند الله وهذا ضرب من
أضراب المجاز ولا يستطيع أحد ممن له أدنى علاقة بعلم الشريعة واللغة العربية أن
ينكر وجود المجاز في القرآن الكريم والسنة الشريفة:



1- فقد أسند الله
تعالى إلى سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص
مجازا فقال جل جلاله حكاية عنه ﴿وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][10]) فما دام قد وجه الإذن الإلهي
لعبد محبوب عنده فلا حرمة إذا في قول الإنسان يا عيسى أحي ميتي واشف مريضي لأن
الله تعالى أجاز ذلك بإلهام سيدنا عيسى هذا الكلام وإثباته قرآنا يتلى إلى يوم
القيامة مع العلم أن إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى أمور لا يقدر عليها حقيقة
إلا الله وحده ورغم هذا رضي من عبده عيسى عليه السلام قوله وأقره عليه.



2- ومثل هذا قول
سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لخادمه ربيعة بن كعب الأسلمي سلني فقال أسألك
مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك فقال هو ذاك قال أعني على نفسك بكثرة السجود(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][11]) وسؤال الجنة من رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم استغاثة وطلب لما لا يقدر عليه إلا الله ولم ينكر عليه
الصلاة والسلام سؤاله ولم يقل له لا تسأل غير الله .



3- ومن المجاز قوله
تعالى حكاية عن جبريل عليه السلام ﴿لأهب لك غلاما زكيا﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][12]) فإسناد الوهب اليه مجاز
والواهب حقيقة هو الله تعالى وحده.



4- ومن ذلك أيضا قول
الله جل جلاله ﴿يوما يجعل الولدان شيبا﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][13]) فإسناد جعل الولدان شيبا إلى
اليوم مجاز والجاعل الحقيقي هو الله تعالى وتبارك .



5- وقوله تعالى ﴿إن
الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا
وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][14]) فقد جعل الحق تعالى في هذا النص
ملائكته أولياء للذين آمنوا واستقاموا وقال في نصنص أخرى ينوه أن المؤمنين بعضهم
أولياء بعض أيضا ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][15]) وقال أيضا: ﴿ومن يتول الله
ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][16]) .


وقال : ﴿وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه
وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][17])، ومولاه أي ناصره فأسند الله
النصرة للمؤمنين والملائكة كما أسندها إلى نفسه فلا مانع إذا أن يقول قائل: اللهم
انصرني بجبريل أو يا جبريل انصرني أو اللهم انصرني وأيدني بصالحي المؤمنين
وبملائكتك أو يا أيها الصالحون ويا أيها الملائكة انصروني وما هو بذلك إلا مقتد
بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: يا عباد الله احبسوا(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][18]) كما سيأتي إن شاء الله تعالى
.



فالنصوص كلها عامة التعليق دون تخصيص حياة أو
موت لأن المؤمنين لم يسلب عنه وصف الإيمان بانتقالهم إلى البرزخ فيكون بين
المؤمنين من أهل البرزخ ولاية للمؤمنين في الدنيا ويكون للملائكة ولاية لجميعهم
وولاية الملائكة مظهرولاية الله تعالى لعباده المؤمنين .



6- ومنها أيضا قوله تعالى : ﴿وإذا تليت عليهم آيته زادتهم
إيمانا﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][19]) مسندا الزيادة إلى الآيات
لأنها سبب في الزيادة والذي يزيد حقيقة هو الله تعالى وحده.



7- ومنها قوله تعالى
﴿وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][20]) والنصر حقيقة على الله تعالى
وحده.



8- ومنها قوله
﴿فالمدبرات أمرا﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][21]) مسندا التدبير إلى الملائكة
مجازا لأنهم قائمين بإبراز مقادير الله تعالى في السماء والأرض بأمره ومشيئته
وبحوله وقوته والمدبر الحقيقي هو الله تعالى.



9- ومنها قوله تعالى
﴿سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][22]) مسندا الإنبات إلى الأرض
والمنبت الحقيق هو الله تعالى.



10- ومنها ﴿فأعينوني
بقوة﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][23]) والمعين الحقيقي هو الله.


11- ومنها قوله جل
وعلا ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][24]) مسندا التثبيت إلى الملائكة
مجازا.



12- ومنها ﴿واستعينوا
بالصبر والصلاة﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][25]).


13- ومنها ﴿فاسألوا
أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][26]).


14- وها هو صلى الله
عليه وآله وسلم يسمي المطر مغيثا فيقول : اللهم اسقنا غيثا مغيثا(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][27]).


15- وقالت أم سيدنا
إسماعيل مخاطبة سيدنا جبريل: (أغث إن كان عند غوث)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][28]).


16- وقال صلى الله
عليه وآله وسلم في دعائه لحسان بن ثابت رضي الله عنه عندما كان يقول الشعر في
المسجد النبوي ويهجو به المشركين في إحدى روايات الحديث قل وروح القدس يؤيدك(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][29]) وفي رواية قل وروح القدس معك([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][30]) فنسب التأييد والمعية التي
فيها الغوث والعون إلى سيدنا جبريل عليه السلام.



ويقول الشيخ ابن تيمية في فتاويه في الجزء الأول منها بعد تعريفه
الاستغاثة وكلامه عنها (إن جعل الله ذلك أي الغوث على يدي غيره فالحقيقة له سبحانه
وتعالى ولغيره مجاز.



وها هو الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى أيضا يتكلم عن الطلب من غير
الله منوها أنه في الحقيقة طلب من الله وأنه من العبد مجاز وشرح بذلك حديث »وإذا
سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][31]).


فيقول : إنما قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
إذا سأتل فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله فيفهم منه الاستعانة المطلقة أما
الاستعانة بالأسباب فيقصد بها الاستعانة بالله بواسطة السبب.



وقال الشيخ محمد علوي المالكي عن هذا الحديث:
هذا الحديث يخطئ كثير من الناس في فهمه إذ يستدل به على أنه لا سؤال ولا استعانة
مطلقا من أي وجه وبأي طريق إلا بالله ويجعل السؤال والاستعانة بغير الله من الشرك
المخرج عن الملة وهو بهذا ينفي الأخذ بالأسباب والاستعانة بها ويهدم كثيرا من
النصوص الواردة في هذا الباب.



والحق:


إن هذا الحديث الشريف ليس المقصود به النهي عن
السؤال والاستعانة بما سوى الله كما يفيد ظاهر لفظه وإنما المقصود به النهي عن
الغفلة عن كون ما جرى من الخير على يد الأسباب فهو من الله والأمر بالانتباه إلى
أن ما كان من نعمة على يد المخلوقات فهي من الله وبالله فالمعنى: وإذا أردت
الاستعانة بأحد من المخلوقين ولا بد لك من ذلك – فاجعل كل اعتمادك على الله وحده
ولا تحجبنك الأسباب عن رؤية المسبب جل جلاله ولا تكن ممن يعلمون ظاهر من هذه الارتباطات
والعلاقات بين الأشياء المترتب بعضها على بعض وهم عن الذي ربط بينها غافلون.



وقد أومأ هذا الحديث نفسه إلى هذا المعنى وذلك
في قوله عليه الصلاة والسلام في تتمة الحديث نفسه عقيب هذه الجملة الشريفة: (واعلم
أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن
اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعت على أن
يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)
فأثبت لهم كما ترى نفعا وضرا بما كتبه الله للعبد أو عليه. فهذا منه صلى
الله عليه وآله وسلم توضيح لمراده.



والحديث ليس فيه أصلا لا تسأل غير الله ولا
تستعن بغير الله وإنما هو كقوله: صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تصاحب إلا مؤمنا
ولا يأكل طعامك إلا تقي»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][32]) فهل في هذا الحديث أن مصاحبة
غير المسلم حرام؟! وهل يفهم منه أن إطعام غير التقي حرام؟! وقد رخص الله في كتابه
بإطعام الأسير الكافر بل مدح ذلك بقوله: ﴿ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
وأسيرا﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][33]) .







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([1][1])
سورة المائدة الآية (35).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([2][2])
أخرجه البخاري (215) ومسلم (6884) وأحمد (2/307/308).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([3][3])
سورة المائدة آية 54.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([4][4])
سورة آل عمران الآية 74.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([5][5])
سورة الشورى الآية 13.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([6][6])
سورة الأحزاب الآية 13.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([7][7])
سورة آل عمران آية 45.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([8][8])
سورة التكوير الآية 20.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([9][9])
من كتاب الإسعاد.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([10][10]) سورة آل عمران الآية 49.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([11][11]) أخرجه مسلم (1094) وأبو داود (1320) والترمذي (3416) النسائي
(1137) وابن ماجه (3879).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([12][12]) سورة مريم الآية19.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([13][13]) سورة المزمل الآية 17.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([14][14]) سورة فصلت الآية 30- 31.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([15][15]) سورة المائدة الآية 55.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([16][16]) سورة المائدة الآية 56.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([17][17]) سورة المائدة الآية 56.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([18][18]) أخرجه الطبراني في اكبير (10518) وأبو يعلى (5269) وذكره البيهقي في مجمع
الزوائد (17105).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([19][19]) سورة الأنفال الآية 2.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([20][20]) سورة الأنفال الآية 72.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([21][21]) سورة النازعات الآ]ة5.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([22][22]) سورة يس الآية 36.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([23][23]) سورة الكهف الآية 95.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([24][24]) سورة الأنفال الآية 12.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([25][25]) سورة البقرة الآية 45.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([26][26]) سورة النحل الآية 43.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([27][27]) أخرجه البخاري اللهخ أغثنا (968) اللهم اسقنا (967).)






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([28][28]) أخرجه البخاري 3365.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([29][29]) أخرجه مسلم (6345).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([30][30]) أخرجه البخاري (6153) ومسلم (6337) وأحمد (4/286) والنسائي في
الكبرى تحفة الأشراف (1794).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([31][31]) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (2516) وأحمد (1/293).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([32][32]) أخرجه أبو داود (4832) والترمذي وقال حديث حسن (2395) وأحمد
(3/38) والدارمي (1985) والبغوي (3484) والحاكم (4/128) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه
ابن حبان (554) والطيالسي (2213) وأخرجه أيضا أبو يعلى (1315).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([33][33]) سورة الإنسان الآية (Cool.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:24:26

الأدلة من القرآن الكريم


1-
قال تعالى : ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا
اليه الوسيلة﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][34]): لفظ الوسيلة عام في الآية
كما نرى فهو شامل للتوسل للذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد
الممات لأنه لا فرق بينهما كما سيمر معنا وهو شامل أيضا للتوسل بالأعمال الصالحة.



2- وقال تعالى:
﴿أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][35]) وقال سيدنا ابن عباس ومجاهد:
هم عيسى عليه السلام وأمه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم، يبتغون أي
يطالبون إلى ربهم الوسيلة أي القربة، وقيل الدرجة: أي يتضرعون إلى الله في طلب
الدرجة العليا وقيل: الوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى وقوله: ﴿أيهم أقرب﴾ معناه
ينظرون أيهم أقرب إلى الله تعالى فيتوسلون به.



وقال الزجاج أيهم أقرب يبتغي الوسيلة إلى الله تعالى ويتقرب إليه بالعمل
الصالح ونحوه في تفسير الخازن.



3- وقال تعالى:
﴿فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه﴾: يقص الله جل وعلا علينا في هذه الآية
قصة الرجل القبطي الذي استغاث بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وهو من شيعته
فأغاثه ن ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام كلهم جاؤوا بالتوحيد الخالص لله تعالى
وعدم الإشراك به، فلو كانت الاستغاثة الرجل به نوعا من الشرك لم يجز لسيدنا موسى
أن يغيثه وحاشا الأنبياء أن يقروا الناس على ما فيه مخالفة المولى عز وجل.



4- وقال تعالى:
﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][36]) قال ابن عباس هي: ﴿ربنا
ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][37]) وذكر الألوسي في تفسيره عن
ابن مسعود رضي الله عنه أنها (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله
إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).



وقيل : رأى مكتوبا على ساق العرش محمد رسول الله فتشفع به .


5- وقال تعالى:
﴿وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك
آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][38]) قال الحافظ ابن كثير في
التاريخ: قال ابن جرير عن هذا التابوت: وكانوا إذا قاتلوا أحدا من الأعداء يكون
معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله
فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل
غزة وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم.



قال ابن كثير: وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه، وكان فيه طمست من ذهب
كانت يغسل فيه صدور الأنبياء(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][39]).


وقال ابن كثير في التفسير: كان فيه عصا موسى وعصا هارون ولوحان من التوراة
وثياب هارون ومنهم من قال: العصا والنعلان.



وقال القرطبي: والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه أنزله الله على آدم عليه
السلام فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني إسرائيل يغلبون به
من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقة وسلبوا التابوت منهم(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][40]).


وهذا في الحقيقة ليس إلا توسلا بآثار أولئك الأنبياء إذ لا معنى لتقديمهم
التابوت بين أيديهم في حروبهم غير ذلك والله سبحانه وتعالى راض عن ذلك بدليل أنه
رده إليهم وجعله علامة وآية على صحة ملك طالوت ولم ينكر عليهم ذلك الفعل.



6- وقال تعالى:
﴿ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين
كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][41]) روى أبو نعيم في دلائل
النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة
والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون على
الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما
جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا
الأثر طرق كثيرة.



وفي تفسير النيسابوري ما نصه: قوله يستفتحون على الذين كفروا وذلك أن اليهود
قبل مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونزول القرآن يسألون به الفتح والنصرة على
المشركين إذا قاتلوهم يقولون: اللهم انصرنا بالني المبعوث في آخر الزمان الذي نجد
نعته وصفته في التوراة وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين : قد أظل زمان نبي يخرج
بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.



وقال في تفسير الكشاف وفي تفسير الخازن ما نصه: وكانوا يعني اليهود من قبل
أي من قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون أي يستنصرون به على الذين
كفروا يعني مشركي العرب وذلك أنهم كانوا إذا حزبهم أمر ودهمهم عدو يقولون: اللهم
انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة فكانوا ينصرون
وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين قد أظل زمان بني يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم
معه قتل عاد وإرم فلما جاءهم ما عرفوا أي الذي عرفوه يعني محمدا صلى الله عليه
وآله وسلم عرفوا نعته وصفته وأنه من غير بني إسرائيل كفروا به أي جحدوا وأنكروا
بغيا وحسدا ونحوه في تفسير البغوي والنسفي.



وفي روح المعاني للآلوسي: وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في
بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم
به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين
أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وقالوا:اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا
اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما
عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله
سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود
بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .



7- وقال الله تعالى
﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][42]):


في هذا النص بيان أن الصحابة رضوان الله عليهم استغاثوا بالله سبحانه
فاستجاب لهم فأغاثهم وأمدهم بألف من الملائكة عليهم السلام والملائكة من جنود الله
تعالى يغيث بهم من يشاء من عباده والذي يغيث بالملائكة هو الله تعالى وقدرته قابلة
أن يغيث بها من شاء من عباده وأن يغيث عباده بعضهم ببعض لأن الخلق جميعا سواء من
حيث الإمكان والحدوث وجواز تعلق صفات الله تعالى بهم.



ومن الذي أوجب على الله تعالى أن يمد الملائكة ويمد بهم فقط ولا يمد
بالأنبياء والأولياء الصالحين والجميع حولهم وقوتهم بالله سبحانه وتعالى والتفريق
بين الملائكة والأنبياء والأولياء من قبيل التفريق بين المتماثلين وهو مخالف لما
عليه المحققون.



8- وقال تعالى ﴿ولو
أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا
رحيما﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][43]) .


قال الزمخشري في الكشاف: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بالتحاكم إلى الطاغوت
جاؤوك تائبين من النفاق مستنصلين عما ارتكبوا فاستغفروا الله من ذلك بالإخلاص
وبالغوا في الاعتذار اليك من إيذائك برد قضائك حتى انتصبت شفيعا لهم إلى الله
ومستغفرا لوجدوا الله توابا أي لتاب عليهم ولم يقل واستغفرت لهم وعد عنه إلى طريقة
الالتفات تفخيما لشأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما لاستغفاره
وتنبيها على أن شفاعة من اسمه الرسول من الله بمكان.



فهذه الآية وإن نزلت بسبب المنافقين المتحاكمين إلى الطاغوت فهي عامة تشمل
كل عاص ومقصر، لأن ظلم النفس المذكور فيها يشمل كل معصية ثم إنها أي الآية تدل على
الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حالتي حياته ووفات9ه لأن كلا من
المجيء والاستغفار وقع في سياق الشرط فيدل على العموم ، الاستشفاع في حال الحياة
ظاهر ليس فيه خلاف.



وورد في تفسير ابن كثير: عند قوله تعالى: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ..﴾([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][44]) ذكر جماعة منهم الشيخ أبو
منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت
الله يقول: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول
لوجدوا الله توابا رحيما﴾ وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم انشد
يقول:




يا خير من دفنت
بالقاع أعظمه


فطاب من طيبهن
القاع والأكم


نفسي الفداء
لقبر أنت ساكنه


فيه العفاف
وفيه الجود والكرم





ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في
النوم فقال: «الحق بالأعربي فبشره أن الله قد غفر له»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][45]).


وقد جاء في تفسير القرطبي ما نصه: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك روى أبو
صالح عن علي قال: قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحثا على رأسه
من ترابه فقال: قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا منك وكان فيما
أنزل الله عليك ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم
الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾ وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر
أنه قد غفر لك(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][46]).


فالآية دليل على جواز التوسل والاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في
سائر الأحوال لأنه في قبره الشريف حي يرزق تعرض عليه أعمال أمته فيدعو لهم ويستغفر
ويلحق به في جواز التوسل كل ما تثبت له هذه المزية كالشهداء والعلماء العاملين
والأولياء المتقين ونحوهم والله أعلم.



هذا وقد روى هذه القصة غير من مضى من الأئمة:


1- الإمام النووي في
كتابه الإيضاح(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][47]).


2- وابن قدامة في
كتابه المغني(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][48]).


3- وأبو الفرج بن
قدامة في كتابه الشرح الكبير(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][49]).


4- والشيخ منصور
البهوتي في كتابه المعروف بكشفا القناع من أشهر كتب المذهب الحنبلي(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][50]) ولم يذكر واحد منهم أن هذا
الفعل إشراك بالله تعالى فيكون إقرارا منهم بالتوسل.



الأدلة


من
الأحاديث الشريفة وآثار الصحابة



ونبدأ بذكر
الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأحياء:



1- عن عثمان بن حنيف
رضي الله عنه: أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله لي
أن يعافيني فقال: إن شئت صبرت وهو خير لك قال فادعه وفي رواية : ليس لي قائد وقد
شق علي فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه
إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي
في قضاء حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه في وزاد البيهقي فقام وقد أبصر وفي رواية اللهم
شفعه في وشفعني في نفسي(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][51])، فقوله: اللهم إني أسألك
وأتوجه إليك.. توسل وقوله : يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي.. استغاثة
فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يرض ان يدعو له هو بنفسه بل أمره أن
يتوسل إلى الله به بل ويناديه حال غيابه عنه قائلا: يا محمد وحاشا لرسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أن يأمر بما فيه طعن في العقيدة أو يرضى به أصلا وهذا توسل
ظاهر واستغاثة صريحة بذاته وجاهه صلى الله عليه وآله وسلم عليه وقد اعتمدها علماء
المحدثون والحفاظ في كتب السنة في صلاة الحاجة حاثين الأمة عليها.



2- وعن أبي سعيد
الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من خرج
من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا
فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك
فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل
الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][52]).


وهذا حث ظاهر منه للصحابة على التوسل إلى الله تعالى بجاه ومنزلة السائلين
عنده والسائلين جمع يشمل الأموات والأحياء ومن كان حاضرا ومن كان غائبا وفي الحديث
دليل التوسل بالعمل الصالح وهو ممشى الرجل إلى المسجد لوجه الله فالشرع لم يفرق
بين التوسل بالذوات الفاضلة وبين التوسل بالعمل الصالح بل لقائل أن يقول: كيف لا
يجوز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أشرف خلق الله ويجوز
التوسل بصلاة العبد وصيامه وصدقته وكلا الأمرين خلق الله.



3- وعن سيدنا علي
كرم الله وجهه: ان سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دفن فاطمة بنت أسد أم
سيدنا علي رضي الله عنهما قال: اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي بعد أمي(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][53]).


4- وعن أنس بن مالك
رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن
عبدالمطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم
نبينا فاسقنا . قال: فيسقون وفي الحديث إثبات التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم
وبيان جواز التوسل بغيره كالصالحين من آل البيت وغيرهم كما قال الحافظ ابن حجر في
فتح الباري(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][54]).


ومن الشبه التي قد ترد على هذا الحديث أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
توسل بالعباس لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان قد توفي والجواب أن يقال: هل
قال لكم عمر أو العباس إن هذا التوسل لأن الرسول كان قد توفي كلا لا قال عمر ذلك
ولا أشار إليه ولا قال العباس ذلك ولا أشار إليه، وهنا مسائل لابد من ذكرها:



1- ترك الشيء لا يدل
على منعه كما تقرر في الأصول فترك عمر للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا
دلالة فيه أصلا على منع التوسل وقد ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا من
المباحات فهل دل تركه لها على حرمتها؟ لم يقل ذلك أحد من العلماء ثم إن صاحب
الوسيلة لا يتصرف بنفسه في قضاء حاجة المتوسل حتى يحول موته دون ذلك وإنما هو يسعى
بالشافعة عند الله تعالى في قضاء حاجة المتوسل فهل ورد نص بتجرد الأنبياء
والصالحين بموتهم مما لهم عند الله من المنزلة والجاه على أنه سيمر معنا إن شاء
الله تعالى الكلام عن الروح وقوة تصرفها بعد مفارقة البدن.



2- أراد عمر ان يبين
التوسل بالمفضول مع وجود الأفضل لوجود علي وعثمان رضي الله عنهما.



3- توسل عمر بالعباس
في الحقيقة توسل بالنبي لأن عمر توسل به لمكانته من النبي وكونه عمه فها هو يقول
عم نبينا ولم يقل بالعباس بن عبدالمطلب.



4- أراد عمر بفعله
أن يبين جواز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الصلاح ممن ترجى
بركته.



5- وعن شريح بن عبيد
قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا: العنهم
يا أمير المؤمنين قال: لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأبدال
بالشام هم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر
بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][55]).


وفي رواية: أربعون رجلا مثل خليل الرحمن([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][56]).


ومعنى المثلية في قوله مثل خليل الرحمن أنهم على طريقة إبراهيم عليه الصلاة
والسلام في سلامة الصدر والرحمة لجميع المسلمين .



6- وقال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم إذا كنت لابد سائلا فأسأل الصالحين(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][57]) فهذا حث ظاهر منه صلى الله
عليه وآله وسلم على سؤال الصالحين.



7- وقال عليه الصلاة
والسلام (إن الله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع إليهم في حوائجهم أولئك هم الآمنون
من عذاب الله)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][58]).


8- وعن سيدنا
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا
انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله ابسوا علي ، يا عباد الله
احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][59]).


وفي رواية: »إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد أحدم غوثا وهو بأرض ليس بها أنيس
فليقل: يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن لله عبادا لا نراهم.



وفي رواية: »إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظ يكتبون ما يسقط من ورق الشجر،
فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني، وفي رواية أعينوا(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][60]).


وذكر الإمام الطبراني في الكبير، والإمام النووي في الأذكار بعد روايتهما
للحديث بأنهما جربا ذلك بأنفسهما ، وهو ظاهر جلي لا يحتمل التأويل ولا التبديل ففي
هذا الموقف الذي ينادي فيه الإنسان (ياالله) بفطرته ، حيث لا يرى حوله من يآنسه أو
يقاسمه همه رغم هذا أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول «يا عباد الله حثا
على الأخذ بالأسباب فهل بعد الحق إلا الضلال المبين».



9- عن الحارث بن
حسان البكري رضي الله عنه قال: خرجت أنا والعلاء ابن الحضرمي إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم .. الحديث وفيه فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد،
فقال: أي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وما وافد عاد؟.....الخ(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][61])
.


فها هو رضي
الله عنه الله عنه يستعيذ بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورغم هذا اقره رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل من المعقول أن يقره على الإشراك بالله.



10- وعن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش
من جيوشهم فيقال: هل فيكم من صحب محمدا فيستنصرون به فينصرون ثم يقال: هل فيكم من
صحب محمدا فيقال: لا فيقال: فمن صحب أصحابه؟ فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][62]).


وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][63]).


وهذا دليل على الاستغاثة بالحصابة والتوسل بهم إلى الله طلبا للنصر.


11- وعن عبدالله بن دينار رضي الله عنه قال:
سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يتمثل بشعر أي طالب:




وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل




وفي لفظ قال: ربما ذكرت قول الشاعر وانا أنظر
إلى وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب.




وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][64])




فتمثله رضي الله عنه بهذا البيت من قول أبي طالب
دون غيره دليل على توسله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو نص لا يحتمل غير هذا
الفهم، ومثل سيدنا ابن عمر لا يصدر عنه ما يشك في قبوله شرعا.



12-
وعن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في حديث
الشفاعة: «إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نفصف الأذن فبينما هم كذلك
استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فيشفع ليقضي بين الخلق،
فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][65]).


وهذا الحديث ظاهر في أن الناس يتوسلون بسيد
الأنام عند اشتداد الأمر عليهم ويستغيثون به، ولو كان التوسل والاستغاثة كفرا لما
جاز لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع لهم عند الله ، ومعلوم أن
الشفاعة يوم القيامة لا تنال الكافرين بل لو كان فيهما شيء من الإشراك بالله لبينه
لأصحابه عندما أخبرهم بهذا الحديث فلما لم يكن كفرا كان أمره مستحبا ومندوبا إليه
في الدنيا والآخرة.



13- وعن سيدنا ابن
عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقص على أصحابه حادثة
السيدة هاجر هي وابنها بعد أن تركها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مكة
أنها كلما سمعت صوتا عند الطفل قالت: (إن كنت ذا غوث فأغث)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][66]) والمخاطب هو جبريل عليه
السلام فغمز الأرض بعقبه فنبعت زمزم التي ما زالت وستبقى إلى يوم القيامة مفضلة
على جميع أنواع المياه لبركتها وفائدتها فهل من المعقول أن يكرم الله السيدة هاجر
بماء زمزم إن كان في كلمتها شيء من الكفر ثم إن كان فيها كفر فلماذا لم ينبه النبي
صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عليها وهو يحدثهم أيسكت صلى الله عليه وآله وسلم
عن أمر فيه إخراج أصحابه عن عقيدتهم؟!



14- وعن سيدنا أبي
هريرة رضي الله عنه أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النسيان لما يسمعه
من حديثه الشريف وهو يريد أن يزول عنه ذلك فقال رضي الله عنه : يا رسول الله : إني
أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فأحب أن لا أنسى فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ابسط
ردائك فبسطه فغرف يديه فيه ثم قال: ضمه فضمه قال ابو هريرة فما نسيت حديثا بعد وفي
رواية فما نسيت شيئا قط»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][67]).


وعدم النسيان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا
الله وحده ورغم هذا لم ينكر عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأجابه إلى
مطلبه فهذا توسل منه رضي الله عنه بذات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومكانته عند الله لا بدعائه فحسب لأنه لم يرد أنه دعا
له وإنما اغترف له من الهواء وألقاه في ثوبه وأمره بضمه إلى صدره وهذا دليل منه
رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله من غير
الله تعالى، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له لا تسألني وسل من
هو أقرب إليك مني بل أجابه إلى مطلبه وقضيت حاجته باللحظة التي ضم فيها الرداء إلى
صدره.



15- ذكر ابن كثير في
البداية والنهاية أن عمر عس(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][68]) ذات ليلة عام الرمادة فلم
يجد أحجدا يضحك ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة ولم ير سائلا يسأل فسأل عن
سبب ذلك فقيل له: يا أمير المؤمنين إن الناس سألو فلم يعطوا فقطعوا السؤال والناس
في هم وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة أن يا غوثاه
لأمة محمد وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر أن ياغوثاه لأمة محمد فبعث إليه كل واحد
منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمة(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][69]).


وهذا ظاهر في جواز إطلاق لفظ التوسل والاستغاثة.


16- وعن قتادة رضي
الله عنه أنه أصيبت عينه فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فقال: لا حتى
استأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستأمره فقال: لا ثم وضع راحته على حدقته
ثم غمزها فعادت كما كانت فكانت أصح عينيه(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][70])، فهذا توسل منه بسيدنا محمد
صلى الله عليه وآله وسلم حتى يبرأ من مرضه.



ومثل هذا الفعل مما يختص به الله عز وجل إلا أن
يكرم به أحد عباده ويأذن له بفعله .



17-
وقال صلى الله عليه وآله وسلم «والله في عون العبد ما
كان العبد في عون أخيه»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][71]) فهذا دليل جواز استعانة
العباد بعضهم ببعض بل والحث على ذلك وإكرام المعين لغيره بمعونة الله الكبرى.








[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([1][34]) سورة المائدة الآية: 35.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([2][35]) سورة الإسراء الآية 56.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([3][36]) سورة البقرة الآية 37.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([4][37]) سورة الأعراف الآية23.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([5][38]) سورة البقرة الآية 248.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([6][39]) البداية والنهاية (ج2/ صCool.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([7][40]) تفسير القرطبي (ج3/ص247).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([8][41]) سورة البقرة الآية 89.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([9][42]) سورة الأنفال الآية9.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([10][43]) سورة النساء الآية 64.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([11][44]) سورة النساء الآية 64.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([12][45]) تفسير ابن كثير (ج1/ص643).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([13][46]) تفسير القرطبي (ج5/ص265).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([14][47]) الباب السادس (ص498).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([15][48]) (ج3/556).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([16][49]) (ج3/495).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([17][50]) (ج5/30).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([18][51]) أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/138) والنسائي في عمل اليوم
والليلة (658) والترمذي (3578) وابن ماجه (1385) وقال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح
وعبد بن حميد (379) وابن خزيمة (1219) والحاكم (1/313) وصححه ووافقه الذهبي وفي
رواية (فرجع وقد كشف له عن بصره) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (660).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([19][52]) أخرجه ابن ماجه (778) وأحمد (3/21) والطبراني في الدعاء (2/990)
وابن السني في عمل اليوم والليلة ص(40) والبيهقي في الدعوات الكبير ص(47) وأخرجه
ابن أبي شيبة (10/211 -212) وقد حسنه جمع من الحفاظ منهم الحافظ ابن حجر كما في
أمالي الأذكار (1/72) والحافظ العراقي كما في تخريج أحاديث الإحياء (1/291) والحافظ
أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في الترغيب والترهيب (3/273) والحافظ
الدمياطي كما في المتجر الرابع ص (471 -472) وقال الحافظ البوصيري في مصباح
الزجاجة (1/99) رواه ابن خزيمة في صحيحه في طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([20][53]) رواه الطبراني في الأوسط (1/152) وأبو نعيم في الحلية (3/121)
والهيثمي في مجمع الزوائد (9/257).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([21][54]) أخرجه البخاري (1010).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([22][55]) أخرجه أحمد (1/112) وفي (مجمع الزوائد 10/1667).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([23][56]) ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/63) وقال إسناده حسن.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([24][57]) أخرجه أحمد (4/324) في المسند وأبو داود (1646) والنسائي (2586).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([25][58])
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:26:03

الأدلة من القرآن الكريم


1-
قال تعالى : ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا
اليه الوسيلة﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][34]): لفظ الوسيلة عام في الآية
كما نرى فهو شامل للتوسل للذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد
الممات لأنه لا فرق بينهما كما سيمر معنا وهو شامل أيضا للتوسل بالأعمال الصالحة.



2- وقال تعالى:
﴿أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][35]) وقال سيدنا ابن عباس ومجاهد:
هم عيسى عليه السلام وأمه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم، يبتغون أي
يطالبون إلى ربهم الوسيلة أي القربة، وقيل الدرجة: أي يتضرعون إلى الله في طلب
الدرجة العليا وقيل: الوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى وقوله: ﴿أيهم أقرب﴾ معناه
ينظرون أيهم أقرب إلى الله تعالى فيتوسلون به.



وقال الزجاج أيهم أقرب يبتغي الوسيلة إلى الله تعالى ويتقرب إليه بالعمل
الصالح ونحوه في تفسير الخازن.



3- وقال تعالى:
﴿فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه﴾: يقص الله جل وعلا علينا في هذه الآية
قصة الرجل القبطي الذي استغاث بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وهو من شيعته
فأغاثه ن ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام كلهم جاؤوا بالتوحيد الخالص لله تعالى
وعدم الإشراك به، فلو كانت الاستغاثة الرجل به نوعا من الشرك لم يجز لسيدنا موسى
أن يغيثه وحاشا الأنبياء أن يقروا الناس على ما فيه مخالفة المولى عز وجل.



4- وقال تعالى:
﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][36]) قال ابن عباس هي: ﴿ربنا
ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][37]) وذكر الألوسي في تفسيره عن
ابن مسعود رضي الله عنه أنها (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله
إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).



وقيل : رأى مكتوبا على ساق العرش محمد رسول الله فتشفع به .


5- وقال تعالى:
﴿وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك
آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][38]) قال الحافظ ابن كثير في
التاريخ: قال ابن جرير عن هذا التابوت: وكانوا إذا قاتلوا أحدا من الأعداء يكون
معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله
فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل
غزة وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم.



قال ابن كثير: وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه، وكان فيه طمست من ذهب
كانت يغسل فيه صدور الأنبياء(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][39]).


وقال ابن كثير في التفسير: كان فيه عصا موسى وعصا هارون ولوحان من التوراة
وثياب هارون ومنهم من قال: العصا والنعلان.



وقال القرطبي: والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه أنزله الله على آدم عليه
السلام فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني إسرائيل يغلبون به
من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقة وسلبوا التابوت منهم(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][40]).


وهذا في الحقيقة ليس إلا توسلا بآثار أولئك الأنبياء إذ لا معنى لتقديمهم
التابوت بين أيديهم في حروبهم غير ذلك والله سبحانه وتعالى راض عن ذلك بدليل أنه
رده إليهم وجعله علامة وآية على صحة ملك طالوت ولم ينكر عليهم ذلك الفعل.



6- وقال تعالى:
﴿ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين
كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][41]) روى أبو نعيم في دلائل
النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة
والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون على
الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما
جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا
الأثر طرق كثيرة.



وفي تفسير النيسابوري ما نصه: قوله يستفتحون على الذين كفروا وذلك أن اليهود
قبل مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونزول القرآن يسألون به الفتح والنصرة على
المشركين إذا قاتلوهم يقولون: اللهم انصرنا بالني المبعوث في آخر الزمان الذي نجد
نعته وصفته في التوراة وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين : قد أظل زمان نبي يخرج
بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.



وقال في تفسير الكشاف وفي تفسير الخازن ما نصه: وكانوا يعني اليهود من قبل
أي من قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون أي يستنصرون به على الذين
كفروا يعني مشركي العرب وذلك أنهم كانوا إذا حزبهم أمر ودهمهم عدو يقولون: اللهم
انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة فكانوا ينصرون
وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين قد أظل زمان بني يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم
معه قتل عاد وإرم فلما جاءهم ما عرفوا أي الذي عرفوه يعني محمدا صلى الله عليه
وآله وسلم عرفوا نعته وصفته وأنه من غير بني إسرائيل كفروا به أي جحدوا وأنكروا
بغيا وحسدا ونحوه في تفسير البغوي والنسفي.



وفي روح المعاني للآلوسي: وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في
بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم
به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين
أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وقالوا:اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا
اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما
عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله
سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود
بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .



7- وقال الله تعالى
﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][42]):


في هذا النص بيان أن الصحابة رضوان الله عليهم استغاثوا بالله سبحانه
فاستجاب لهم فأغاثهم وأمدهم بألف من الملائكة عليهم السلام والملائكة من جنود الله
تعالى يغيث بهم من يشاء من عباده والذي يغيث بالملائكة هو الله تعالى وقدرته قابلة
أن يغيث بها من شاء من عباده وأن يغيث عباده بعضهم ببعض لأن الخلق جميعا سواء من
حيث الإمكان والحدوث وجواز تعلق صفات الله تعالى بهم.



ومن الذي أوجب على الله تعالى أن يمد الملائكة ويمد بهم فقط ولا يمد
بالأنبياء والأولياء الصالحين والجميع حولهم وقوتهم بالله سبحانه وتعالى والتفريق
بين الملائكة والأنبياء والأولياء من قبيل التفريق بين المتماثلين وهو مخالف لما
عليه المحققون.



8- وقال تعالى ﴿ولو
أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا
رحيما﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][43]) .


قال الزمخشري في الكشاف: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بالتحاكم إلى الطاغوت
جاؤوك تائبين من النفاق مستنصلين عما ارتكبوا فاستغفروا الله من ذلك بالإخلاص
وبالغوا في الاعتذار اليك من إيذائك برد قضائك حتى انتصبت شفيعا لهم إلى الله
ومستغفرا لوجدوا الله توابا أي لتاب عليهم ولم يقل واستغفرت لهم وعد عنه إلى طريقة
الالتفات تفخيما لشأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما لاستغفاره
وتنبيها على أن شفاعة من اسمه الرسول من الله بمكان.



فهذه الآية وإن نزلت بسبب المنافقين المتحاكمين إلى الطاغوت فهي عامة تشمل
كل عاص ومقصر، لأن ظلم النفس المذكور فيها يشمل كل معصية ثم إنها أي الآية تدل على
الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حالتي حياته ووفات9ه لأن كلا من
المجيء والاستغفار وقع في سياق الشرط فيدل على العموم ، الاستشفاع في حال الحياة
ظاهر ليس فيه خلاف.



وورد في تفسير ابن كثير: عند قوله تعالى: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ..﴾([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][44]) ذكر جماعة منهم الشيخ أبو
منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت
الله يقول: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول
لوجدوا الله توابا رحيما﴾ وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم انشد
يقول:





يا خير من دفنت
بالقاع أعظمه


فطاب من طيبهن
القاع والأكم


نفسي الفداء
لقبر أنت ساكنه


فيه العفاف
وفيه الجود والكرم






ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في
النوم فقال: «الحق بالأعربي فبشره أن الله قد غفر له»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][45]).


وقد جاء في تفسير القرطبي ما نصه: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك روى أبو
صالح عن علي قال: قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحثا على رأسه
من ترابه فقال: قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا منك وكان فيما
أنزل الله عليك ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم
الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾ وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر
أنه قد غفر لك(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][46]).


فالآية دليل على جواز التوسل والاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في
سائر الأحوال لأنه في قبره الشريف حي يرزق تعرض عليه أعمال أمته فيدعو لهم ويستغفر
ويلحق به في جواز التوسل كل ما تثبت له هذه المزية كالشهداء والعلماء العاملين
والأولياء المتقين ونحوهم والله أعلم.



هذا وقد روى هذه القصة غير من مضى من الأئمة:


1- الإمام النووي في
كتابه الإيضاح(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][47]).


2- وابن قدامة في
كتابه المغني(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][48]).


3- وأبو الفرج بن
قدامة في كتابه الشرح الكبير(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][49]).


4- والشيخ منصور
البهوتي في كتابه المعروف بكشفا القناع من أشهر كتب المذهب الحنبلي(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][50]) ولم يذكر واحد منهم أن هذا
الفعل إشراك بالله تعالى فيكون إقرارا منهم بالتوسل.









[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([1][34]) سورة المائدة الآية: 35.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([2][35]) سورة الإسراء الآية 56.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([3][36]) سورة البقرة الآية 37.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([4][37]) سورة الأعراف الآية23.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([5][38]) سورة البقرة الآية 248.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([6][39]) البداية والنهاية (ج2/ صCool.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([7][40]) تفسير القرطبي (ج3/ص247).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([8][41]) سورة البقرة الآية 89.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([9][42]) سورة الأنفال الآية9.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([10][43]) سورة النساء الآية 64.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([11][44]) سورة النساء الآية 64.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([12][45]) تفسير ابن كثير (ج1/ص643).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([13][46]) تفسير القرطبي (ج5/ص265).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([14][47]) الباب السادس (ص498).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([15][48]) (ج3/556).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([16][49]) (ج3/495).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([17][50]) (ج5/30).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:26:55

الأدلة


من
الأحاديث الشريفة وآثار الصحابة



ونبدأ بذكر
الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأحياء:



1- عن عثمان بن حنيف
رضي الله عنه: أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله لي
أن يعافيني فقال: إن شئت صبرت وهو خير لك قال فادعه وفي رواية : ليس لي قائد وقد
شق علي فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه
إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي
في قضاء حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه في وزاد البيهقي فقام وقد أبصر وفي رواية اللهم
شفعه في وشفعني في نفسي(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][51])، فقوله: اللهم إني أسألك
وأتوجه إليك.. توسل وقوله : يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي.. استغاثة
فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يرض ان يدعو له هو بنفسه بل أمره أن
يتوسل إلى الله به بل ويناديه حال غيابه عنه قائلا: يا محمد وحاشا لرسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أن يأمر بما فيه طعن في العقيدة أو يرضى به أصلا وهذا توسل
ظاهر واستغاثة صريحة بذاته وجاهه صلى الله عليه وآله وسلم عليه وقد اعتمدها علماء
المحدثون والحفاظ في كتب السنة في صلاة الحاجة حاثين الأمة عليها.



2- وعن أبي سعيد
الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من خرج
من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا
فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك
فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل
الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][52]).


وهذا حث ظاهر منه للصحابة على التوسل إلى الله تعالى بجاه ومنزلة السائلين
عنده والسائلين جمع يشمل الأموات والأحياء ومن كان حاضرا ومن كان غائبا وفي الحديث
دليل التوسل بالعمل الصالح وهو ممشى الرجل إلى المسجد لوجه الله فالشرع لم يفرق
بين التوسل بالذوات الفاضلة وبين التوسل بالعمل الصالح بل لقائل أن يقول: كيف لا
يجوز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أشرف خلق الله ويجوز
التوسل بصلاة العبد وصيامه وصدقته وكلا الأمرين خلق الله.



3- وعن سيدنا علي
كرم الله وجهه: ان سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دفن فاطمة بنت أسد أم
سيدنا علي رضي الله عنهما قال: اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي بعد أمي(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][53]).


4- وعن أنس بن مالك
رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن
عبدالمطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم
نبينا فاسقنا . قال: فيسقون وفي الحديث إثبات التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم
وبيان جواز التوسل بغيره كالصالحين من آل البيت وغيرهم كما قال الحافظ ابن حجر في
فتح الباري(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][54]).


ومن الشبه التي قد ترد على هذا الحديث أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
توسل بالعباس لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان قد توفي والجواب أن يقال: هل
قال لكم عمر أو العباس إن هذا التوسل لأن الرسول كان قد توفي كلا لا قال عمر ذلك
ولا أشار إليه ولا قال العباس ذلك ولا أشار إليه، وهنا مسائل لابد من ذكرها:



1- ترك الشيء لا يدل
على منعه كما تقرر في الأصول فترك عمر للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا
دلالة فيه أصلا على منع التوسل وقد ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا من
المباحات فهل دل تركه لها على حرمتها؟ لم يقل ذلك أحد من العلماء ثم إن صاحب
الوسيلة لا يتصرف بنفسه في قضاء حاجة المتوسل حتى يحول موته دون ذلك وإنما هو يسعى
بالشافعة عند الله تعالى في قضاء حاجة المتوسل فهل ورد نص بتجرد الأنبياء
والصالحين بموتهم مما لهم عند الله من المنزلة والجاه على أنه سيمر معنا إن شاء
الله تعالى الكلام عن الروح وقوة تصرفها بعد مفارقة البدن.



2- أراد عمر ان يبين
التوسل بالمفضول مع وجود الأفضل لوجود علي وعثمان رضي الله عنهما.



3- توسل عمر بالعباس
في الحقيقة توسل بالنبي لأن عمر توسل به لمكانته من النبي وكونه عمه فها هو يقول
عم نبينا ولم يقل بالعباس بن عبدالمطلب.



4- أراد عمر بفعله
أن يبين جواز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الصلاح ممن ترجى
بركته.



5- وعن شريح بن عبيد
قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا: العنهم
يا أمير المؤمنين قال: لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأبدال
بالشام هم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر
بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][55]).


وفي رواية: أربعون رجلا مثل خليل الرحمن([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][56]).


ومعنى المثلية في قوله مثل خليل الرحمن أنهم على طريقة إبراهيم عليه الصلاة
والسلام في سلامة الصدر والرحمة لجميع المسلمين .



6- وقال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم إذا كنت لابد سائلا فأسأل الصالحين(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][57]) فهذا حث ظاهر منه صلى الله
عليه وآله وسلم على سؤال الصالحين.



7- وقال عليه الصلاة
والسلام (إن الله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع إليهم في حوائجهم أولئك هم الآمنون
من عذاب الله)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][58]).


8- وعن سيدنا
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا
انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله ابسوا علي ، يا عباد الله
احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][59]).


وفي رواية: »إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد أحدم غوثا وهو بأرض ليس بها أنيس
فليقل: يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن لله عبادا لا نراهم.



وفي رواية: »إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظ يكتبون ما يسقط من ورق الشجر،
فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني، وفي رواية أعينوا(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][60]).


وذكر الإمام الطبراني في الكبير، والإمام النووي في الأذكار بعد روايتهما
للحديث بأنهما جربا ذلك بأنفسهما ، وهو ظاهر جلي لا يحتمل التأويل ولا التبديل ففي
هذا الموقف الذي ينادي فيه الإنسان (ياالله) بفطرته ، حيث لا يرى حوله من يآنسه أو
يقاسمه همه رغم هذا أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول «يا عباد الله حثا
على الأخذ بالأسباب فهل بعد الحق إلا الضلال المبين».



9- عن الحارث بن
حسان البكري رضي الله عنه قال: خرجت أنا والعلاء ابن الحضرمي إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم .. الحديث وفيه فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد،
فقال: أي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وما وافد عاد؟.....الخ(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][61])
.


فها هو رضي
الله عنه الله عنه يستعيذ بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورغم هذا اقره رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل من المعقول أن يقره على الإشراك بالله.



10- وعن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش
من جيوشهم فيقال: هل فيكم من صحب محمدا فيستنصرون به فينصرون ثم يقال: هل فيكم من
صحب محمدا فيقال: لا فيقال: فمن صحب أصحابه؟ فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][62]).


وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][63]).


وهذا دليل على الاستغاثة بالحصابة والتوسل بهم إلى الله طلبا للنصر.


11- وعن عبدالله بن دينار رضي الله عنه قال:
سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يتمثل بشعر أي طالب:




وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل




وفي لفظ قال: ربما ذكرت قول الشاعر وانا أنظر
إلى وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب.




وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][64])




فتمثله رضي الله عنه بهذا البيت من قول أبي طالب
دون غيره دليل على توسله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو نص لا يحتمل غير هذا
الفهم، ومثل سيدنا ابن عمر لا يصدر عنه ما يشك في قبوله شرعا.



12-
وعن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في حديث
الشفاعة: «إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نفصف الأذن فبينما هم كذلك
استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فيشفع ليقضي بين الخلق،
فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][65]).


وهذا الحديث ظاهر في أن الناس يتوسلون بسيد
الأنام عند اشتداد الأمر عليهم ويستغيثون به، ولو كان التوسل والاستغاثة كفرا لما
جاز لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع لهم عند الله ، ومعلوم أن
الشفاعة يوم القيامة لا تنال الكافرين بل لو كان فيهما شيء من الإشراك بالله لبينه
لأصحابه عندما أخبرهم بهذا الحديث فلما لم يكن كفرا كان أمره مستحبا ومندوبا إليه
في الدنيا والآخرة.



13- وعن سيدنا ابن
عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقص على أصحابه حادثة
السيدة هاجر هي وابنها بعد أن تركها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مكة
أنها كلما سمعت صوتا عند الطفل قالت: (إن كنت ذا غوث فأغث)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][66]) والمخاطب هو جبريل عليه
السلام فغمز الأرض بعقبه فنبعت زمزم التي ما زالت وستبقى إلى يوم القيامة مفضلة
على جميع أنواع المياه لبركتها وفائدتها فهل من المعقول أن يكرم الله السيدة هاجر
بماء زمزم إن كان في كلمتها شيء من الكفر ثم إن كان فيها كفر فلماذا لم ينبه النبي
صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عليها وهو يحدثهم أيسكت صلى الله عليه وآله وسلم
عن أمر فيه إخراج أصحابه عن عقيدتهم؟!



14- وعن سيدنا أبي
هريرة رضي الله عنه أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النسيان لما يسمعه
من حديثه الشريف وهو يريد أن يزول عنه ذلك فقال رضي الله عنه : يا رسول الله : إني
أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فأحب أن لا أنسى فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ابسط
ردائك فبسطه فغرف يديه فيه ثم قال: ضمه فضمه قال ابو هريرة فما نسيت حديثا بعد وفي
رواية فما نسيت شيئا قط»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][67]).


وعدم النسيان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا
الله وحده ورغم هذا لم ينكر عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأجابه إلى
مطلبه فهذا توسل منه رضي الله عنه بذات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومكانته عند الله لا بدعائه فحسب لأنه لم يرد أنه دعا
له وإنما اغترف له من الهواء وألقاه في ثوبه وأمره بضمه إلى صدره وهذا دليل منه
رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله من غير
الله تعالى، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له لا تسألني وسل من
هو أقرب إليك مني بل أجابه إلى مطلبه وقضيت حاجته باللحظة التي ضم فيها الرداء إلى
صدره.



15- ذكر ابن كثير في
البداية والنهاية أن عمر عس(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][68]) ذات ليلة عام الرمادة فلم
يجد أحجدا يضحك ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة ولم ير سائلا يسأل فسأل عن
سبب ذلك فقيل له: يا أمير المؤمنين إن الناس سألو فلم يعطوا فقطعوا السؤال والناس
في هم وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة أن يا غوثاه
لأمة محمد وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر أن ياغوثاه لأمة محمد فبعث إليه كل واحد
منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمة(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][69]).


وهذا ظاهر في جواز إطلاق لفظ التوسل والاستغاثة.


16- وعن قتادة رضي
الله عنه أنه أصيبت عينه فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فقال: لا حتى
استأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستأمره فقال: لا ثم وضع راحته على حدقته
ثم غمزها فعادت كما كانت فكانت أصح عينيه(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][70])، فهذا توسل منه بسيدنا محمد
صلى الله عليه وآله وسلم حتى يبرأ من مرضه.



ومثل هذا الفعل مما يختص به الله عز وجل إلا أن
يكرم به أحد عباده ويأذن له بفعله .



17-
وقال صلى الله عليه وآله وسلم «والله في عون العبد ما
كان العبد في عون أخيه»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][71]) فهذا دليل جواز استعانة
العباد بعضهم ببعض بل والحث على ذلك وإكرام المعين لغيره بمعونة الله الكبرى.








[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([1][51]) أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/138) والنسائي في عمل اليوم
والليلة (658) والترمذي (3578) وابن ماجه (1385) وقال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح
وعبد بن حميد (379) وابن خزيمة (1219) والحاكم (1/313) وصححه ووافقه الذهبي وفي
رواية (فرجع وقد كشف له عن بصره) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (660).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([2][52]) أخرجه ابن ماجه (778) وأحمد (3/21) والطبراني في الدعاء (2/990)
وابن السني في عمل اليوم والليلة ص(40) والبيهقي في الدعوات الكبير ص(47) وأخرجه
ابن أبي شيبة (10/211 -212) وقد حسنه جمع من الحفاظ منهم الحافظ ابن حجر كما في
أمالي الأذكار (1/72) والحافظ العراقي كما في تخريج أحاديث الإحياء (1/291) والحافظ
أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في الترغيب والترهيب (3/273) والحافظ
الدمياطي كما في المتجر الرابع ص (471 -472) وقال الحافظ البوصيري في مصباح
الزجاجة (1/99) رواه ابن خزيمة في صحيحه في طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([3][53]) رواه الطبراني في الأوسط (1/152) وأبو نعيم في الحلية (3/121)
والهيثمي في مجمع الزوائد (9/257).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([4][54]) أخرجه البخاري (1010).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([5][55]) أخرجه أحمد (1/112) وفي (مجمع الزوائد 10/1667).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([6][56]) ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (10/63) وقال إسناده حسن.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([7][57]) أخرجه أحمد (4/324) في المسند وأبو داود (1646) والنسائي (2586).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([8][58]) رواه الطبراني في الكبير (3234) وذكره السيوطي في الجامع الصغير
(2350 ورمز لحسنه.)







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([9][59]) أخرجه الطبراني في الكبير (10518) وأبو يعلى (5269) والهيثمي في
مجمع الزوائد (17105).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([10][60]) أخرجه الطبراني في الكبير 17.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([11][61]) ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال الإسناد حسن الفتح
(8/579).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([12][62]) أخرجه أبو يعلى (2182).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([13][63]) أخرجه البخاري (2739).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([14][64]) أخرجه البخاري (1008).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([15][65]) هذا الحديث متواتر ، وممن رواه البخاري ومسلم (194).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([16][66]) اخرجه البخاري (3365).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([17][67]) أخرجه البخاري (3648) والترمذي (3835).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([18][68]) تجول في البلد ليلا لينظر في احوالها.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([19][69])البداية والنهاية (7/97) وقال عنه : أثر جيد الإسناد






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([20][70]) أخرجه أبو يعلى (1549) وأبو نعيم في دلائل النبوة (416) وابن حجر
في أسد الغابة (4/390) والإصابة (8/138) وابن هشام في اللسيرة (2/82) مرسلا
والطبراني في الكبير (19 رقم 12) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (/297 -298)
(6/113) وابن كثير في الشمائل ص (568) والحاكم (3/295) وابن كثير في السيرة (3/66
-67).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([21][71]) أخرجه مسلم (6793) وأبو داود (4946).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:30:24

الأدلة على التوسل والاستغاثة


بالأموات


لابد لنا قبل الخوض في ذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأموات من
الإجابة على أسئلة ثلاثة قد تتبادر إلى أذهان كثير من الناس وهي:



1-
هل الموتى أحياء في قبورهم فنتوسل بهم؟


2- وهل يسمعون
توسلنا وهم في القبور؟



3- وهل يستطيعون إغاثتنا
ونفعنا وهم قد انتقلوا إلى الحياة البرزخية؟



الجواب عن الأسئلة الثلاثة (نعم) إنهم أحياء في
قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة:



1- منها قوله تعالى
﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عن ربهم يرزقون﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][72]).


2- وقوله تعالى ﴿ولا
تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][73]).


فدلت الآيتان على حياة الذين يقتلون في سبيل
الله والقتل في سبيل الله عام يشمل الشهادة في الحروب وفي غيرها كما دلت الأحاديث
والآثار على ذلك ثم إذا كان هذا حال الشهداء فماذا يكون حال الأنبياء عامة وحال
نبينا خاصة وقد جمع الله له بين الشهادة والنبوة؟ لا شك انهم أدنى بهذه المزية
منه.



3- ومنها قوله تعالى
﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][74]) فقد قال الحافظ ابن كثير رضي
الله عنه عن تفسير هذه الآية:



(... وقد ورد أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات
من الأقرباء والعشائر في البرزخ).



4- ومنها حديث أنس
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «الأنبياء أحياء في
قبورهم يصلون»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][75]).


5- ومنها حديث أوس
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «أفضل أيامكم الجمعة فيه
خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم
معروضة علي قالوا كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يقولون بليت فقال: إن الله حرم
على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][76]).


6- ومنها حديث
الإسراء المتواتر الذي ورد من طريق بضع وأربعين صحابيا(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][77]) وفيه أنه صلى الله عليه وآله
وسلم بهم جماعة وأن سيدنا آدم وغيره من الأنبياء دعوا لسيدنا محمد صلى الله عليه
وآله وسلم وأن سيدنا موسى عليه السلام طلب منه العودة إلى ربه ليطلب منه تخفيف
الصلاة عنا حتى خففها الله من خمسين صلاة إلى خمس صلوات في اليوم والليلة فهذا كله
دليل حياتهم في دار البرزخ أي القبر بل وحريتهم في الانتقال من مكان إلى آخر ودعاء
سيدنا آدم وإرشاد سيدنا موسى لأمر تخفيف عدد الصلوات دليل نفعهم لنا وهم في الحياة
البرزخية .



7- ومنها حديث سيدنا
أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: »إن العبد إذا وضع في
قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][78]).


8- ومنها حديث سيدنا
أبي طلحة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قام على القليب قليب بدر وفيه
قتلى المشركين فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان ابن فلان قال: إنا
وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟! فقال سيدنا عمر يا رسول
الله: ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟! فقال رسول الله صل والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما اقول
منهم(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][79]) وهذا قسم منه صلى الله عليه
وآله وسلم بأنهم يسمعون كلامه.



9- ومنها حديث سيدنا
عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن لله ملائكة سياحين في
الأرض يبلغوني عن امتي السلام»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][80]).


10- ومنها حديث سيدنا
أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال «ما من أحد يسلم علي إلا
رد الله علي روحي حتى أرد السلام»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][81]).


والسلام هو الأمان فهو يدعو للمسلم بالأمان إذا
يلحق به النفع وهو في قبره صلى الله عليه وآله وسلم ويرد على الحديث إشكال وهو أن
ظاهره أن عود الروح إلى الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت وقد أجاب العلماء عن
ذلك بأجوبة:



1- المراد بقوله (رد
الله علي روحي) أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد.



2- سلمنا لكن ليس هو
نزع موت بل لا مشقة فيه.



3- المراد بالروح
الملك الموكل بذلك.



4- المراد بالروح
النطق فتجز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه.



5- أنه يستغرق في
أمور الملأ الأعلى فإذا سلم عليه رجع اليه فهمه ليجيب من سلم عليه. وقد استشكل ذلك
من جهة أخرى ، وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام
عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصى كثرة وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل
وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الأخرة والله أعلم انتهى كلام الحافظ بحروفه(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][82]).


11- ومنها حديث سيدنا
ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حياتي خير لكم
تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه
وما رأيت من شر استغفرت الله لكم»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][83]) فهذا صريح في أنه صلى الله
عليه وآله وسلم يستغفر لأمته وهو في الحياة البرزخية والاستغفار دعاء تنتفع منه
الأمة الإسلامية جمعاء.



12- ومنها حديث سيدنا
أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم
وعشائركم فإن كان خيرا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لاتمتهم حتى تهديهم
كما هديتنا».



وفي رواية عن جابر رضي الله عنه : «إن أعمالكم
تعرض على أقاربكم وعشائركم في قبورهم فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك
قالوا: اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][84]) وهذا دليل نفع الأموات من
غير الأنبياء.



13- ومنها حديث سيدنا
أبي هريرة رضي الله عنه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: »والذي
نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن
الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد حتى لئن
قام على قبري فقال: يا محمد لأجبته(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][85]): وفي قوله لأجبته دلالة
ظاهرة على سماعه إياه.



14- ومنها حديث ابن
عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «ما من أحد يمر
بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][86]).


15- ومنها أحاديث
السلام على الموتى عند المرور بهم: كحديث بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم أنه كان إذا ذهب إلى المقابر يقول: السلام عليكم أهل الديار من
المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][87]).


فلولا حياة الموتى في قبورهم وصحة سماعهم لم يكن
لهذه الخطابات أي معنى ولكانت بمثابة مخاطبة الجمادات.



16- ومنها حديث سيدنا
جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
«إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه فإنهم يتزاورون في
قبورهم»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][88]).


17- ومنها حديث سيدنا أبي أمامة عندما مر به
سعيد الأودي أو الأزدي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فقال له : يا سعيد إذا مت فاصنعوا
بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال «إذا مات أحدكم فسويتم عليه
التراب فليقم أحدكم على رأس القبر ثم ليقل : يا فلان بن فلانة فلإإنه يسمع ولا
يجيب – أي لا يستطيع الجواب- ثم ليقل: يا فلان بن فلانة المرة الثانية فإنه يستوي
قاعدا ثم ليقل يافلان ابن فلانة المرة الثالثة فإنه يقول: أرشدنا يرحمك الله ولكن
لا تشعرون... الخ»(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][89]).


وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ما نصه : قوله: ويستحب أن يلقن
الميت بعد الدفن وحديث التلقين إسناده صالح وقد قواه الضياء في أحكامه(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][90]).


18- ومنها حديث الرجل الذي ضرب خباءه ليلا على
قبر فسمع من القبر قراءة ﴿تبارك الذي بيده الملك﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][91]) إلى آخرها فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
(هي المانعة هي المنجية)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][92]).


19- ومنها ما قاله سعيد بن عبدالعزيز: (لما كان
أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا ولم يقم ، ولم
يخرج سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][93]).


20- ومنها ما رواه نافع أن ابن عمر رضي الله
عنهما كان إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (السلام
عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][94]).


21- ومنها ما ثبت أن أم المؤمنين سيدتنا عائشة
رضي الله عنها قالت: كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وأضع ثيابي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهما فو الله ما دخلت إلا وأنا
مشدودة حياء من عمر(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][95]).


22- ومنها قول سيدنا أبي بكر رضي الله عنه للنبي
صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته : (بأبي أنت وأمي يا نبي الله لا يجمع الله عليك
موتتين)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][96]).


23- ومنها ما ثبت عن
سيدنا شيبان بن جسر عن أبيه أنه قال: (أنا والله الذي لا إله إلا هو أدخلت ثابتا
البناني في لحده ومعي حميد الطويل فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به
يصلي في قبره)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][97]).


24- ومنها قول ابن
القيم رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن الروح ومدى قوة تصرفها وانتقالها بعد انفصالها
عن الجسد فقد ذكر رضي الله عنه في كتابه الروح ما نصه: فللروح المطلقة من أسر
البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفاذ وسرعة الصعود إلى الله تعالى
والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه فإذا كان هذا
وهي محبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقته واجتمعت فيها قواتها وكانت في أصل
شأنها روحا علية زكية كبيرة ذات همة عالية فهذه لها بعد مفارقة البدن شأن آخر وفعل
آخر.



وقد تواترت الرؤيا في أصناف بني آدم على فعل
الأرواح بعد موتها ما لا يقدر على مثله حال اتصالها بالدبن من هزيمة الجيوش
الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد الققليل ونحو ذلك وكم قد رؤي النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا
بجيوشهم مقلوبة مكسورة مع كثير عددهم وعددهم وضعف المؤمنين وقتلهم(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][98]).


ويقول أيضا: فهي أي الرؤى على كثرتها وانها لا
يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
: أرى رؤياكم قد تواطأت(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][99]) على أنها في العشر الأواخر
يعني ليلة القدر فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كانت كتواطؤ روايتهم له
وكتواطؤ رأيهم على استحسانه أو استقباحه ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن
وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][100]) ويقول صح عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه صلى الله عليه وآله وسلم
اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء خصوصا بموسى وقد أخبر بانه
(ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله روحه حتى يرد عليه السلام إلى غير ذلك مما يحصل
من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم
وغن كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة فإنهم احياء موجودون لا نراهم(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][101]) .


ويقول: السلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار
عنهم.



25- وقد سئل الشيخ
ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذه المسالة فأفتى بما يؤيد ذلك(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][102]).


26- ومنها: قول
الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في مرقاة الصعود: تواترت بحياة الأنبياء في قبورهم
الأخبار.



وقال في إنباء الأذكياء بحياة الأنبياء ما نصه(
حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا قطعيا
لما قام عندنا من الأدلة في ذلك وتواترت بها الأخبار الدالة على ذلك).



27- ومنها قول الإمام
السخاوي
رضي الله عنه
يحكي الإجماع على ذلك فقد قال بعد سرده الأدلة على عرض الأعمال عليه صلى الله عليه
وآله وسلم من صلاة وغيرها ما نصه:



السادسة: يؤخذ من هذه الأحاديث أنه صلى الله
عليه وآله وسلم حي على الدوام وذلك أنه محال عادة أن يخلو الوجود كله من واحد يسلم
عليه في ليل ونهار ونحن نؤمن ونصدق بانه صلى الله عليه وآله وسلم حي يرزق في قبره
وإن جسده الشريف لا تأكله الأرض والإجماع على هذا وزاد بعض العلماء الشهداء
والمؤذنين وقد صح أنه كشف عن غير واحد من العلماء والشهداء فوجدوا لم تتغير
أجسامهم والأنبياء أفضل من الشهداء جزما.



28- ومنها قول الإمام
السبكي في شفاء السقام
: وأقول إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم جائز في كل حال: قبل خلقه
وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات
القيامة والجنة .



29- ومنها ذكر ابن
حزم للإجماع أيضا في كتابه المحلى.



30- وتأليف البيهقي
لجزء خاص يثبت فيه حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم وغيرها من
الأقوال التي سنتطرق اليها إن شاء الله عند ذكر أقوال العلماء في التوسل والاستعانة
.



ومما قد يرد على حياة الأموات في قبورهم وسماعهم
للأحياء قول الله عز وجل ﴿وما أنت بمسمع من في القبور﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][103]) لكن هذه الآية دليل على أن
الكفار المصرين على الباطل لن ينتفعوا بالتذكير والموعظة فهم غارقون في قبور كفرهم
وعنادهم محجوبون عن نور الهداية والإيمان كما هو حال الموتى الذين في القبور وأنهم
لن ينتفعوا بما يسمعونه من التذكير والموعظة فهذا مؤول لا يحمل على الظاهر والدليل
عليه قول الله عز وجل ﴿إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين﴾(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][104])، والأموات لا يولون مدبرين
بعد العظة والتذكير وإنما المراد بذلك الكفار.



يقول الإمام الطبري في تفسيره:


إنك يا محمد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله
على قلبه فأماته، لأن الله قد ختم عليه أن لا يفهمه.



﴿ولا تسمع الصم الدعاء﴾ يقول: ولا تقدر أن تسمع
ذلك من أصم الله عن سماعه سمعه.



﴿إذا ولوا مدبرين﴾ يقول: إذا هم أدبروا معرضين
عنه لا يسمعون له لغلبة دين الكفر على قلوبهم ولا يسغون للحق ولا يتدبرون ولا
ينصتون لقائله لكنهم يعرضون عنه وينكرون القول به والاستماع له(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][105]).


ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
(مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره مثل الحي والميت)(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][106]).


وإن قيل قد ثبت في الحديث أن الميت إذا مات
انقطع عمله إلا من ثلاث... فكيف نثبت للميت النفع والتأثير ولو كان المقصود أنه
مجرد واسطة؟



فالجواب : أن المعنى المقصود هنا هو أنه انقطع
الثواب والنفع الذي كان يحصل عليه الميت مما كان يعمله هو بنفسه من صلاة وصيام
وغير ذلك من الأعمال لأن هذه الأعمال قد توقف عنها بعد الموت إلا ما يصله من صدقة
جارية كان عملها أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ولا يعني بانقطاع عمله أنه
لم تعد له قدرة على فعل شيء بعد الموت لما مر من الأدلة والحجج.



ثم من اعتقد أن لأحد من الخلق تأثيرا في الحياة ينقطع عنه
بانتقاله إلى البرزخ ففي عقيدته شيء من إشراك العبد لله في الأفعال والتأثير فليس
لأحد من الخلق تأثير ذاتي ولا قيام له بنفسه وحولهم وقوتهم بالله تعالى هو يجري
على أيد خلقه ما يشاء من المقادير في حال حياتهم الدنيوية وكذ1لك الأمر في حال
الحياة البرزخية والأخروية فلو كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ليغره تأثير
في حياته كما توهم بعض القاصرين لصح نفيه عنه بعد انتقاله ولجاز حينئذ سؤاله
ونداؤه في حياته فقط أما ما دام لا تأثير له في حياته الدنيوية كذلك لا تأثير له
بعد انتقاله إلى الحياة البرزخية والله تعالى أجرى بحوله وقوته على يديه الخير في
حال حياته الدنيوية هو الذي يجري على يديه بعد انتقاله ومن الذي يقيد الله تعالى
ويوجب عليه أن يفتح على أيدي خلقه في حال حياتهم الدنيوية ولا يفتح على أيديهم في
حال انتقالهم إلى حياة أخرى برزخية أو أخروية؟!



فالتوسل حكم مقرر جوازه من احكام الشريعة
المطهرة ومعمول به في عصره لا يتغير بانتقاله عليه الصلاة والسلام كما لا تتغير
بقية أحكام التشريع فلا يحق لإنسان ان يقول: هل الوضوء جائز بعد موت النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ؟ وهل الصلاة جائزة بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟
وهكذا ومثل ذلك قولهم: هل التوسل جائز بعد موته عليه الصلاة والسلام؟!



لأنها جميعا أحكام شرعية مقررة بأدلتها ومعمول
بها في حياته وبعد انتقاله(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][107])، فلو أجزنا التوسل بالحي دون
الميت لجعلنا للحي نوع تأثير دون أن نشعر وهذا خلاف عقيدة الإسلام.



وقد مر معنا
في بداية باب التوسل أن المتوسل لا يعتقد أن للمتوسل به أي تأثير من خير أو
نفع إلا ما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجازا عندما قال: .. واعلم
أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإنهم
لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كبته الله عليك(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][108]). فأثبت لهم النفع والإضرار
وحصره ضمن إرادة الله ومشيئته فالمتوسل به إذا لا يتصرف بنفسه في قضاء حاجة
المتوسل حتى يحول موته دون ذلك وإنما هو يسعى بالشفاعة عند الله تعالى في قضاء تلك
الحاجة.



وإنه لم يرد نص واحد يثبت أن الله ينزع من
أنبيائه وأوليائه المكانة والجاه بعد انتقالهم إلى عالم البرزخ.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([1][72]) سورة آل عمران الآية (169).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([2][73]) سورة البقرة الآية (154).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([3][74]) سورة التوبة الآية (105).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([4][75]) أخرجه أبو يعلى (3425) رمز السيوطي لحسنه، وأخرجه أيضا البيهقي
في حياة الأنبياء (ص)3 وصححه والبزار في مسنده (233) (256) وابن عساكر في تاريخ
دمشق (4/285) وابن عدي في الكامل (9/2) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/38) وذكره
الهيثمي في مجمع الزوائد (8 برقم 13812) وذكره الحافظ في المطالب العالية (3452)
وصححه المناوي إسناده صحيح ويشهد له حديث سيدنا أنس رضي الله عنه قال رسلو الله
صلى الله عليه وآله وسلم مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره عند
الكثيب الأحمر أخرجه مسلم (6107) والنسائي (631) وأحمد (3/148) وأبو نعيم في
الحلية (6/253) وأبو يعلى (3325) وابن حبان (50) وابن أبي شيبة (14/307 ، 308)
والسيوطي في الدر المنثور (4/150) .







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([5][76]) أخرجه أبو داود (1047) والنسائي (1373) وابن ماجه (1085) وأحمد
(4/ والدارمي (1535) وابن خزيمة (1733) وابن أبي شيبة (2/516) والبيهقي (3/248)
والحاكم (1/278) وصححه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير (589).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([6][77]) أخرجه البخاري (349) ومسلم (413) والدارمي في الرد على الجهمية
وابن منده في افيمان (714) وأبو عوانة (1/133 - 135) والآجري في الشريعة ص (481 -
482).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([7][78]) أخرجه البخاي (1338) ومسلم (7145) وأبو داود (7145) وأبو داود
(3231) والنسائي (2048) وأحمد (3/126) وعبد بن حميد (1180) والبيهقي في إثبات عذاب
البقبر (13) والآجري في الشريعة ص (365) وأحمد في السنة (1355) والبيهقي في السنن
(4/80 والبغوي (1522) وابن حبان (3120) .)







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([8][79]) أخرجه البخاري (3757) ومسلم (2875) .






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([9][80]) أخرجه النسائي (1281) في عمل اليوم والليلة (66) وأحمد (1/387)
وأبو يعلى (5413) وعبدالرزاق في مصنفه (3116) وابن أبي شيبة (2/517) والدارمي
(2627) والبزار (1/295) والطبراني في الكبير (1028) وأبو نعيم في أخبار أصبهان
(2/205) والبغوي (687) والخطيب في تاريخ بغداد (10415) وابن القيم في جلاء الأفهام
ص (24) والحاكم (2/421) وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان (914) وفي الحديث الحث على
الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم وفيه تعظيمه وإجلال منزلته حيث سخر
الله تعالى الملائكة الكرام لهذا الشان العظيم.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([10][81]) أخرجه أبو داود (2041) وأحمد (2/527).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([11][82]) المقالات السنية ص (115).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([12][83]) أخرجه البزار (845) ورجاله رجال الصحيح كذا في مجمع الزوائد
(14250) وقال الحافظ العراقي في طرقح التثريب (3/297) إسناده جيد وصححه الحافظ
السيوطي كما في الخصائص (2/281) وكذلك الحافظ الغماري في نهاية الآمال في شرح
وتصحيح حديث عرض الأعمال.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([13][84]) أخرجه الطبراني في الكبير (4/154) وفي إتحاف السادة المتقين
للزبيدي (10/385) وفي تفسير ابن كثير (4/147) وفي كنز العمال (34029) وفي الحاوي
للسيوطي (2/303 - 304) .







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([14][85]) ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (13813) ورواه أبو يعلى
(6584) ورجاله رجال الصحيح .







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([15][86]) أورده الحافظ السيوطي في الحاوي(2/170) وقال : صححه الحافظ ابن
عبدالحق وهو إمام في العلل كما قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([16][87]) أخرجه مسلم (2254) والنسائي (2036) وأحمد (6/22) وابن أبي شيبة
(3/340) وابن السني في عمل اليوم والليلة (594) والبيهقي (4/79) والبغوي (1555)
وابن حبان (3173).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([17][88]) أخرجه الترمذي (994) وابن ماجه (1474) بشطره الأول.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([18][89]) أخرجه الطبراني في الكبير (7979) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد
(4248).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([19][90]) التلخيص الحبير (2/135) وذكره افمام النووي في المجموع (ج5/
ص243).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([20][91]) سورة الملك الآية1.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([21][92]) أخرجه الترمذي (2890) وحسنه السيوطي.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([22][93]) أخرجه الدارمي (93).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([23][94]) رواه الإمام عبدالرزاق في مصنفه بسند صحيح (3/576) حديث (6724).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([24][95]) أخرجه الإمام أحمد (6/202) والحافظ الهيثمي وقال رجاله رجال
الصحيح مجمع الزوائد (12704) وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط
الشيخين (4/7) ووافقه الذهبيس.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([25][96]) أخرجه البخاري (1241) والنسائي (1840) وأحمد (1/117).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([26][97]) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/319).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([27][98]) كتاب الروح ص (191).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([28][99]) أخرجه البخاري (22015) ومسلم (2753) وأحمد (2/5) وابن خزيمة
(2182) والنسائي (تحفة الأشراف (8315) والبيهقي (4/310 - 361) والبغوي (1823)
وعبدالرزاق (7688) وابن حبان (3675).







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([29][100]) ص (25).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([30][101]) ص (53 - 54).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([31][102]) انظر الفتاوى (24/331 ، 362).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([32][103]) سورة فاطر الآية (22).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([33][104]) سورة النمل الآية (80).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([34][105]) المجلد (11) (ج20 /ص 12).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([35][106]) أخرجه البخاري رقم (6044) ومسلم (1820) وابن حبان (854).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([36][107]) من كتاب الإسعاد ص (22 - 23).






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([37][108]) اخرجه الترمذي (2516) وقال: حديث حسن صحيح وأحمد (1/293).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:33:32


أما الآن وبعد أن تبين لنا يقينا مما مر من
الأدلة أن الأنبياء والأولياء أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا بهم ويستطيعون بقدرة
الله التي أعطاهم إياها أن يغيثونا ويكونوا سبب نفع لنا رغم انتقالهم إلى الحياة
البرزخية إجابة عن الأسئلة الثلاثة الماضية فننتقل إلى
ذكر الأدلة
على التوسل والاستغاثة بالأموات:



1- عن سيدنا ابن
عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسلو الله صلى الله عليه وآله وسلم لما دفن
فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله عنهما : (اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي
اغفر لأمي بعد أمي)(
[sup][1][/sup][109]).


2- وعن سيدنا أبي الجوزاء
أوس بن عبدالله رضي الله عنه قال(قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة
فقالت: انظروا قبر النبيلى فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين
السماء سقف قال: ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم
فسمي عام الفتق)(
[sup][2][/sup][110]).


3- وعن مالك الدار
وكان خازن عمر قال أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله (وفي رواية يا محمداه استسق لأمتك فإنهم قد
هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره بأنكم مستقيون
وقل له : عليك الكيس فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت
عنه)(
[sup][3][/sup][111]).


4- وعن سيدناعثمان
بن حنيف رضي الله عنه : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضثي في حاجة له وكان
عثمان رضي الله عنه لا يلتفت اليه ولا ينظر في حاجته فلقيه الرجل فشكا ذلك اليه
فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل: اللهم
إني أسألك وأتوجه اليك بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمد
إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى
باب عثمان فجاء البواب حتى أخذه بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة(
[sup][4][/sup][112]) وقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته
فقضاها له ثم قال ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ثم قال ما كانت لك حاجة
فائتنا ثم إن الرجل لما خرج من عنده لقي عثمان بن حنيف وقال له جزاك الله خيرا ما
كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت الي حتى كلمته في فقال عثمان ابن حنيف والله ما كلمته
ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا اليه ذهاب بصره
فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أو تصبر؟ قال: يا رسول الله ليس لي قائد
وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ائت الميضاة فتوضأ ثم ركعتين ثم
ادع بهذه الدعوات فقال عثمان بن حنيف فو الله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى
دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط(
[sup][5][/sup][113]).


5- ومن الأدلة على
جواز التوسل بانبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته : القياس على جواز التبرك
بآثاره المنفصلة في حال حياته وبعد مماته فلقد ثبت في أحاديث صحيحة وردت في
الصحيحين أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يتبركون بشرعه وأم سليم تأخذ من
عرق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتضعه في زجاجة وكلما نقص زادته ماء وغيره من
الأدلة التي ستمر معنا إن شاء الله في باب التبرك فبقيت إذا آثار النبي صلى الله
عليه وآله وسلم بعد وفاته كدواء يتشفى به بإذن الله عز وجل.



وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الذي انفصل
من أثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حال حياته ثم بقي إلى ما بعد وفاته يأخذ
الحكم وهو جعله سببا للشفاء أو التبرك والمسبب هو الله وحده يأخذ هذا الحكم ذاته
بعد وفاته أيضا.



فمن باب أولى ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وجاهه الكريم عند الله عز وجل فإنه لم يتبدل ولم يتغير ولم يبل ولم يخلق فالأنبياء
أحياء في قبورهم يصلون والأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وهذا ما قاله المصطفى صلى
الله عليه وآله وسلم وعليه الإجماع كما مر معنا.



6- وعن الهيثم بن
خنيس قال: كنا عند عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل: اذ1كر
أحب الناس اليك فقال: يا محمد فكأنما نشط من عقال.



وعن عبدالرحمن بن سعد قال( خدرت رجل ابن عمر
فقال له رجل اذكر أحب الناس اليك فقال محمد )(
[sup][6][/sup][114]).


7- وذكر الحافظ ابن
كثير خلال كلامه عن وقعة اليمامة ما نصه : (وحمل خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى
جاوزهم وسار لجبال مسيلمة وجعل يترقب أن يصل اليه فيقتله ثم رجع ثم وقف بين الصفين
ودعا البزار وقال: أنا ابن الوليد العود أنا ابن عامر وزيد ثم نادى بشعار المسلمين
وكان شعارهم يومئذ (يا محمد)(
[sup][7][/sup][115]) .


8- وها هو سيدنا آدم
عليه الصلاة والسلام يتوسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى سيدنا
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لما
اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فقال الله تعالى يا آدم
كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم
العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب
الخلق اليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق الي وإذ سألتني بحقه فقد
غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك)(
[sup][8][/sup][116]).


9- وها هو سيدنا
معاذ رضي الله عنه يتذكرقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أرسله إلى اليمن :
«فعلك تمر بقبري ومسجدي»(
[sup][9][/sup][117]) فيأتي إلى قبره صلى الله عليه وآله وسلم ويبكي
أمامه وإذا بسيدنا عمر يراه فيقول له : ما يبكيك ؟ فيقول سيدنا معاذ حديث سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «اليسير من الرياء شرك»(
[sup][10][/sup][118]).


10- وروى الخطيب في
تاريخه عن علي بن ميمون رضي الله عنه أنه قال : سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول:
إني لأتبرك بأبي حنيفة أجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائرا فإذا عرضت لي حاجة صليت
ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما يبعد عني حتى تقضى وقد صح
وبسند صحيح توسل الإمام الشافعي بالإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما.



11- وروى أيضا عن
احمد بن جعفر القطيعي قال : سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال وهو شيخ
الحنابلة في وقته يقول (ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر يعني الكاظم فتوسلت به
إلا سهل الله لي ما أحب)(
[sup][11][/sup][119]).


12- وقال الحافظ
عبدالغني المقدسي: (خرج في عضدي شيء يشبه الدمل وكان يبرأ ثم يعود ودام بذلك زمانا
طويلا فسافرت إلى أصبهان وعدت إلى بغداد وهو بهذه الصفة فمضيت إلى قبر الإمام أحمد
بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه ومسحت به القبر فبرأ ولم يعد(
[sup][12][/sup][120]).


13- وقد قال الإمام
أحمد نفسه عندما ذكر أمامه صفوان بن سليم: (هذا رجل ينزل القطر من السماء بذكره)(
[sup][13][/sup][121]).


14- وأخرج الخطيب
البغدادي في تاريخه أن الإمام إبراهيم الحربي أحد أئمة الحديث قال(قبر معروف يعني
الكرخي الترياق المجرب).



وأن أبا عبدالله المحاملي أحد أئمة الحديث أيضا
قال: اعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة وما قصده مهموم إلا فرج الله همه.



وأخرج أن الإمام عبيد الله بن عبدالرحمن بن محمد
الزهري قالك سمعت أي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج ويقال: إن من قرأ
عنده مائة مرة ﴿قل هو الله أحد﴾(
[sup][14][/sup][122]) وسأل الله تعالى ما يريد قضى
الله له حاجته.



15- وأخرج أيضا أن
أحمد بن العباس الشامي قال: ( خرجت من بغداد أريد الحج فاستقبلني رجل عليه أثر
العبادة فقال لي: من أين خرجت قلت من بغداد خرجت منها لما رأيت فيها من ا لفساد
فخفت أن يخسف بأهلها قال: ارجع ولا تخف فإن فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن
لم من جميع البلايا قلت : من هم؟ قال: أحمد بن حنبل ومعروف الكرخي وبشر الحافي ومنصور
بن عمار فرجعت وزرت القبور)(
[sup][15][/sup][123]) .


ومن لطائف القول أن بعض الحجاج كان يقبل حديدة
حجر سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وآله وسلم فرآه بعض المسلمين هناك فقال
لأحد العلماء حوله : (انظر إلى هذا المشرك يقبل حديدة الحجرة وهو حديد صنعناه
بأيدينا لا ينفع ولا يضر فنظر اليه العالم فرأى على رأسه قلنسوة فقبله منها ثم قال
له: ألم نصنع هذه القلنسوة بأيدينا؟



قال: نعم .


قال لماذا قبلتها أنا ؟


قال إكراما لي لأنها على رأسي.


فقال
له: وهؤلاء يقصدون ذلك).








([1][109]) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/152) وأبو نعيم في الحلية (3/121)
والهيثمي في مجمع الزوائد (9/275) .







([2][110]) أخرجه الدارمي في سننه برقم (92).






([3][111]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/31 ، 32) والبخاري في تاريخه
(7/304) والحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد ص (63) والبيهقي في دلائل النبوة
(7/47) وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/495) إسناده صحيح وقال الحافظ ابن
كثير في البداية والنهاية (7/105) وفي التفسير (1/91) إسناده صحيح.







([4][112]) الطنفسة: مثلثة الطاء والفاء أيضا وقد تفتح الطاء وتكسر الفاء :
اسم اللبساط وتطلق على حصير من سعف يكون عرضه ذراعا.







([5][113]) أخرجه الطبراني في الكبير (83110) وقال بعد ذكر طرقه (والحديث
صحيح) وابن السني في عمل اليوم والليلة (628) وصححه الحاكم (1/526) ووافقه الذهبي
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3668) والمنذري في الترغيب والترهيب (1/476) ونقلا
تصحيح الطبراني له والشيخ ابن تيمية في كتابه التوسل والوسيلة ص (101).







([6][114]) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (964) وذكره الشيخ ابن تيمية في
الكلم الطيب في الفصل السابع والأربعين ص 165.







([7][115]) البداية والنهاية (6/324).






([8][116]) أخرجه البيهقي في كتابه دلائل النبوة (5/489) والحاكم
(2/615) وصححه والطبراني في الأوسط (6498)
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (13917) وقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه:
شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن.







([9][117]) أخرجه أحمد (5/235) وذكره الهيثمي في المجمع (10/55).






([10][118]) أخرجه ابن ماجه (3989) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/55)
والحاكم (1/4) وقال صحيح لا علة له ووافقه الذهبي والطبراني في الأوسط (7108).







([11][119]) من كتاب إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء للشيخ
عبدالله صديق الغماري.







([12][120]) ذكرها الحافظ ضياء الدين المقدسي المتوفى سنة (643) في كتابه
الحكايات المنثورة بخطه برقم (3834) الورقة (112) الوجه (أ) السطر (10).







([13][121]) تذكرة الحفاظ ص (61).






([14][122]) سورة الإخلاص الآية 1.






([15][123]) من كتاب إتحاف الأذكياء للشيخ عبدالله صديق الغماري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلى
عضو محترف
عضو محترف
ابوعلى


ذكر عدد الرسائل : 374
نقاط : 425
تاريخ التسجيل : 19/05/2009

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:35:45


أقوال العلماء والصالحين في التوسل والاستغاثة


1-
الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى:


قال في رسالته الموجهة لأهل القصيم مستنكرا بشدة
على من نسب اليه تكفير المتوسل بالصالحين: (إن سليمان بن سحيم افترى علي أمورا لم
أقلها ولم يأت أكثرها على بالي فمنها: أني أكفر من توسل بالصالحين وأني أكفر
البوصيري لقوله يا أكرم الخلق وأني أحرق دلائل الخيرات وجوابي عن هذه المسائل ان
أقول: ﴿سبحانك هذا بهتان عظيم﴾(
[sup][1][/sup][124]))([sup][2][/sup][125]).


وسئل الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن قولهم في
الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين فأجاب بكلام كثير منه:



(... ولكن يقول في دعائه : أسألك بنبيك أو
بالمرسلين أو بعبادك الصالحين أو يقصد
قبرا معروفا أو غيره يدعو عنده)(
[sup][3][/sup][126]) وهذا يدل على جواز التوسل
عنده.



2- الشيخ ابن تيمية
رحمه الله تعالى :



سئل رضي الله عنه : هل يجوز التوسل بالنبي صلى
الله عليه وآله وسلم أم لا ؟ فأجاب :



(الحمد
لله التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحو
ذلك مما هو من أفعاله وأفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع باتفاق المسلمين)(
[sup][4][/sup][127]).


وقال في موضع آخر : (وكذلك مما يشرع التوسل به
صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء كما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم علم شخصا أن يقول: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه
وآله وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي حاجتي ليقضيها فشفعه في)(
[sup][5][/sup][128]).


وقال في موضع آخر: وأما التوسل بالنبي صلى الله
عليه وآله وسلم ففيه حديث في السننن: (أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فقال: يا رسول الله ! إني أصبت في بصري فادع الله لي، فقال له النبي صلى الله
عليه وآله وسلم : (توضأ وصل ركعتين ثم قل: اللهم أسألك وأتوجه اليك نبيك محمد يا
محمد إني أتشفع بك في رد بصري اللهم شفع نبيك في وقال فإن كانت لك حاجة فمثل ذلك
فرد الله بصره(
[sup][6][/sup][129]))([sup][7][/sup][130]).


3- الشيخ محمد ناصر
الألباني:



ذكر الشيخ الألباني أنه يجوز التوسل بأسماء الله
وصفاته وبعمل الداعي ودعاء رجل صالح آخر فيما نقله عنه عيد العباسي في كتابه
التوسل أنواعه وأحكامه ذلك الذي قال عنه مؤلفه : إنه مقالات كتبها وألقاها الشيخ
ناصر الألباني فقال:



(فمما
سبق تعلم أن التوسل هو مشروع دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وجرى عليه عمل السلف
الصالح وأجمع عليه المسلمون وهو:



1-
التوسل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى أو صفة من
صفاته.



2- التوسل بعمل صالح
قام به الداعي.



3- التوسل بدعاء رجل
صالح.



ثم ينقل أقوال الأئمة المعتمدين في مسألة التوسل
فيقول:



(فأجاز
الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحده وأجاز غيره كالإمام
الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين)(
[sup][8][/sup][131]).


4- الإمام أحمد بن
حنبل رحمه الله تعالى:



قال الإمام أحمد للمروزي رحمهما الله تعالى :
(ويتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره).



وقد مر معنا قوله عندما ذكر أماه صفوان بن سليم
: (هذا رجل ينزل القطر من السماء بذكره).



5- الإمام مالك بن
أنس رحمه الله تعالى :



قال رضي الله عنه للخليفة المنصور لما حج وزار
قبر النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام وسأل مالكا قائلا: يا أبا عبدالله أأستقبل
القبلة وأدعو أم استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأدعو؟ فقال الإمام
مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى ؟ بل استقبل
واستشفع به فيشفعه الله فيك.



قال الله تعالى ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك
فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما(
[sup][9][/sup][132])([sup][10][/sup][133]).


6- الإمام النووي
رحمه الله تعالى:



قال رضي الله عنه : (.. واعلم أن زيارة قبر
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي .. إلى أن قال: ثم
يأتي القبر الكريم فيستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر ويقف في مقام الهيبة
والإجلال فيقول: السلام عليك يا رسول الله ... إلى ان قال: ويتوسل به في حق نفسه
ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى)(
[sup][11][/sup][134]).


7- الإمام تقي الدين
أبو الحسن السبكي رحمه الله تعالى:



قال رضي الله عنه (اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل
والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى وجواز
ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروف من فعل الأنبياء والمرسلين وسيرة
السلف الصالحين والعلماء المسلمين).



وقال: (وأقول: إن التوسل بالنبي صلى الله عليه
وآله وسلم جائز في كل حال: قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته
في مدة البرزخ وبعد المبعث في عرصات القيامة والجنة)(
[sup][12][/sup][135]).


8- الإمام الشوكاني
رحمه الله تعالى:



قال رضي الله عنه (التوسل به صلى الله عليه وآله
وسلم يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ولا يخفاك أنه قد ثبت التوسل به صلى الله
عليه وآله وسلم في حياته وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا
لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه والتوسل
إلى الله بأهل الفضل والعلم هو في التحقق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة
إذ لا يكون فاضلا إلا بأعماله).



وقال: (ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين)
أقول: ومن التوسل بالأنبياء: وذكر قصة الأعمى(
[sup][13][/sup][136])، وأما التوسل بالصالحين حديث
استسقاء سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله عنهما(
[sup][14][/sup][137])،([sup][15][/sup][138]).


وينقل رضي الله عنه إجماع الصحابة على جواز
التوسل ثم يقول: (وأما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلبه
من ربه فقد قال عز الدين بن عبدالسلام: إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا
بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعندي (أي عند الشوكاني) أنه لا وجه لتخصيص جواز
التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمرين: الأول: ما عرفناك به من إجماع
الصحابة رضي الله عنهم والثاني: أن التوسل إلى الله تعالى بأهل الفضل والعلم هو في
التحقيق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة، إذ لا يكون الفاضل فاضلا إلا
بأعماله.



9- العلامة الشهاب
الرملي الشافعي رحمه الله تعالى :



سئل رضي الله عنه فأجاب: (إن الاستغاثة
بالأنبياء والمرسلين عيهم الصلاة والسلام والأولياء والعلماء الصالحين جائزة
وللرسل والأنبياء والأولياء إغاثة بعد موتهم لأن معجزة الأنبياء وكرامة الأولياء
لا تنقطع بعد موتهم وأما الأنبياء فإنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به
الأخبار فتكون الإغاثة منهم معجزة لهم ، والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا
يقاتلون الكفار وأما الأولياء فهي كرامة لهم.



10- الإمام السامري
وصاحب التلخيص رحمهما الله تعالى:



قال السامري وصاحب التلخيص: لا بأس بالتوسل
للاستسقاء بالشيوخ والعلماء المتقين ، وقال في المذهب: يجوز أن يستشفع إلى الله
برجل صالح ، وقيل يستحب(
[sup][16][/sup][139]).


11- العلامة ابن مفلح
الحنبلي رحمه الله تعالى:



ذكر انه يجوز التوسل بصالح وقيل يستحب.


12- الشيخ علاء الدين
علي المرداوي الحنبلي من كبار علماء الحنابلة رحمه الله تعالى:



قال: (ومنها يجوز التوسل بالرجل الصالح على
الصحيح من المذهب وقيل يستحب) وقال : (والتوسل بالإيمان به صلى الله عليه وآله
وسلم وطاعته ومحبته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحوه مما هو من فعله أو
أفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع إجماعا)(
[sup][17][/sup][140]).


13- الشيخ يوسف
النبهاني رحمه الله تعالى:



قال: ( ولا يخفى على أحد من المسلمين بل وغير
المسلمين ممن عنده أدنى إلمام بمعرفة هذا الدين المبين وأحوال من اتبعه من
المؤمنين أن جمهور الأمة المحمدية من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والصوفية
وغيرهم من الخواص والعوام من جميع مذاهب الإسلام متفقون بالقول والفعل على استحسان
الاستغاثة والتوسل والتشفع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله تعالى لقضاء
الحوائج الدنيوية والأخروية واستحباب شد الرحال والسفر لزيارته صلى الله عليه وآله
وسلم من الأقطار البعيدة والقريبة حتى صار ذلك عندهم بمنزلة الأمور المعلومة من
الدين بالضرورة بحيث لا يجهله ولا يتصور خلافه أحد بل لا يتوهم خلافه ولا يتخيله
كثير من طلبة أهل العلم فضلا عن جمهور العامة الذين لا يخطر شيء من ذلك في بال أحد
منهم بل ولا يجوز أنه يوجد مخالف من المسلمين في استحسان ذلك وما زالت الأمة
المحمدية بحمد الله تعالى كذلك يتلقاه المتأخرون عن المتقدمين ويعتقدون كما هو
الواقع أن ذلك من أفضل الطاعات وأكمل القربات).



14- الشيخ محمد
الحامد رضي الله عنه :



يقول رضي الله عنه في باب نداء الصالحين : (يجوز
التوسل بهم إلى الله تعالى والدعاء يكون لله سبحانه والأدلة على هذا كثيرة ومن
ناداهم بقصد التوسل بهم لا يلام(
[sup][18][/sup][141]).


وقال أيضا في باب جواز التوسل: (يجوز التوسل إلى
الله سبحانه وتعالى برسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام وعلى آلهم وبأوليائه
رضوان الله عليهم وأما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى برسله وأنبيائه عليهم الصلاة
والسلام وعلى آلهم وبأوليائه رضوان الله عليهم فإنه جائز وسائغ عند أهل الحق بل
إنه مستحب إذ هو من أسباب إجابة الدعاء وليس فيه أدنى شبه بشرك لأن الله تعالى هو
المدعو وحده ولا شريك له في الخلق والتأثير والاستشفاع غير الدعاء فما من وضر يلحق
الداعي ولا من لوث يمس عقيدة التوحيد فيه والناس في الآخرة يستشفعون إلى الله
برسله وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم(
[sup][19][/sup][142]).


وقال أيضا في باب التوسل: ( لو كان التوسل شركا
أو فيه شائبة الشرك ما علمه نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم للأعمى حين سأله أن
يدعو الله له ، فقد علمه التوسل به وإجازة التوسل في حياة المتوسل به لا بعد مماته
لا يعتمد شرعا وفعل عمر رضي الله عنه ليس فيه إلا التوسل بالحي وفعل الشيء لا ينفي
ما عداه كما هو مقرر(
[sup][20][/sup][143]).


ونذكر هنا أسماء أشهر من قال بالتوسل أو نقل
أدلته من كبار الأمة وحفاظ السنة وبعض المعاصرين:



1-
فمنهم الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه .


2- ومنهم الإمام
أحمد بن حنبل رضي الله عنه .



3- ومنهم الإمام
مالك بن أنس رضي الله عنه .



4- ومنهم الإمام
الحافظ ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه .



5- ومنهم الإمام أبو
زكريا النووي رضي الله عنه .



6- ومنهم الإمام
جلال الدين السيوطي رضي الله عنه .



7- ومنهم الإمام أبو
بكر البيهقي رضي الله عنه .



8- ومنهم الإمام أبو
عبدالله الحاكم رضي الله عنه .



9- ومنهم الشيخ
الإمام نور الدين القاري المعروف بملا علي قاري رضي الله عنه.



10- ومنهم الإمام
الحافظ القسطلاني رضي الله عنه.



11- ومنهم الإمام أبو
الفرج ابن الجوزي رضي الله عنه .



12- ومنهم الإمام ابن
القيم الجوزية رضي الله عنه .



13- ومنهم الإمام
القاضي عياض رضي الله عنه .



14- ومنهم الإمام
العلامة أحمد شهاب الدين الخفاجي رحمه الله تعالى .



15- ومنهم الإمام
المحدث علي بن عبدالكافي السبكي رحمه الله تعالى



16- ومنهم العلامة
محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى .



17- ومنهم العلامة
الحافظ المفسر ابن كثير رضي الله عنه .



18- ومنهم العلامة
المفسر أبو عبدالله القرطبي رحمه الله تعالى .



19- ومنهم الشيخ محمد
بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى .



20- ومنهم الشيخ ابن
تيمية رحمه الله تعالى.



21- ومنهم الشيخ محمد
ناصر الألباني.



22- ومنهم الشيخ
العلامة ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى .



23- ومنهم الإمام
العلامة ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى.



24- ومنهم الإمام
العلامة الشيخ محمد عبدالباقي الزرقاني رحمه الله تعالى.



25- ومنهم العلامة
الشهاب الرملي الشافعي رحمه الله تعالى.



26- ومنهم العلامة
الشيخ علاء الدين علي المرداوي الحنبلي رحمه الله تعالى.



27- ومنهم الشيخ
العلامة أحمد المردوي.



28- ومنهم العلامة
الشيخ السامري.



29- ومنهم الشيخ يوسف
النبهاني.



30- ومنهم الشيخ محمد
الحامد.


فها
هي يا أخي أدلة التوسل والاستغاثة قد سردت أمامك ظاهرة جليلة فانظر اليها بعين
الإنصاف والبحث عن الحقيقة انظر اليها نظرة الباحث عن الطريقة التي تجمع ذلك الجسد
المتشتت الأعضاء الذي أخبر عه نبي المسلمين كلهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله
وسلم بقوله «المسلمون كالجسد الواحد...»(
[sup][21][/sup][144]) سائلين الله أن يهدينا سواء السبيل والحمد لله
رب العالمين .








([1][124]) سورة النور الآية (16).






([2][125]) الرسالة الأولى والحادية عشرة من رسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب
القسم الخامس ص (12) ص (64).







([3][126]) فتاوى الشيخ محمد بن عبدالوهاب في مجموعة المؤلفات القسم الثالث
ص(68) التي نشرتها جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية في أسبوع الشيخ محمد بن
عبدالوهاب والغريب من الذين يقرون أسبوع محمد ابن عبدالوهاب وينكرون مولد النبي
محمد بن عبدالله السنوي...).







([4][127]) التفاوى الكبرى (1/140).






([5][128]) أخرجه الترمذي وصححه في كتاب الدعوات (3578).






([6][129]) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات (3578) وقال حسن صحيح وأخرجه ابن
ماجه في صلاة الحاجة (1385).







([7][130])افتاوى الكبرى (1/105).






([8][131]) شرح العقيدة الطحاوية للشيخ محمد ناصر الألباني ص (46).






([9][132]) سورة النساء الآية (64).






([10][133]) ذكره العلامة ابن حجر في الجوهر المنظم والقسطلاني في المواهب
اللدنية والسمهودي في خلاصة الوفاء والقاضي عياض في الشفا بسند صحيح وغيرهم.







([11][134]) كتاب المجموع (8/272).






([12][135]) كتاب شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام الباب الثامن وص 161.






([13][136]) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات (3578) وابن ماجه في صلاة الحاجة
(1385).







([14][137]) أخرجه البخاري (2/34) و (5/25) وابن خزيمة (1421).






([15][138]) كتاب تحفة الذاكرين ص (37).






([16][139]) كشف القناع (2/29).






([17][140]) كتاب الإنصاف (2/456).






([18][141]) ردود على أباطيل ص (25) القسم الثاني.






([19][142]) ردود على أباطيل ص (26) القسم الثاني.






([20][143]) ردود على أباطيل ص (25) القسم الثاني.






([21][144]) أخرجه البخاري (5665) ومسلم (3586) والحاكم (4/270).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعبدالرحمن
مشرف
مشرف
ابوعبدالرحمن


ذكر عدد الرسائل : 763
العمر : 49
نقاط : 400
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوفية   الصوفية Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر - 20:12:42

بسم الله و الصلاة و السلام علي رسول الله

الاخ ابي علي

نقلت كلام عن التوسل بالنبي و الصالحين

و الان اقوم بالرد عليك و اقول فليتق الله من ينقل ويتحري فإنك فى نقلك و طبعا انت لست الكاتب كما اني لست كاتب اغلب ما انقل

و ادعوك و ادعو نفسي الي تح
ري الصدق و الدقة قيما ننقل و ليتق كل منا ربه


اولا ما هو التوسل

توسل لغة : هو التقرب ، ومنه قوله تعالى : ( يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) أي : ما يقربهم إليه ، وينقسم إلى قسمين توسل مشروع وتوسل ممنوع :

فالتوسل المشروع :

هو التقرب إلى الله تعالى بما يحبه ويرضاه من العبادات الواجبة أو المستحبة سواء كانت أقوالاً أو أفعالاً أو اعتقادات وهذا أنواع :

الأول : التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته ، قال تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) فيقدّم العبد بين يدي دعاء الله تعالى الاسم المناسب لمطلوبه كتقدم اسم الرحمن حال طلب الرحمة ، والغفور حال طلب المغفرة ، ونحو ذلك .

الثاني : التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والتوحيد ، قال تعالى : ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) .

الثالث : التوسل بالأعمال الصالحة بأن يسأل العبد ربه بأزكى أعماله عنده وأرجاها لديه كالصلاة والصيام وقراءة القرآن ، والعفّة عن المحرّم ونحو ذلك ، ومن ذلك الحديث المتفق عليه في الصحيحين في قصة الثلاثة نفر الذين دخلوا الغار ، وانطبقت عليهم الصخرة ، فسألوا الله بأرجى أعمالهم ، ومن ذلك أن يتوسّل العبد بفقره إلى الله كما قال الله تعالى عن نبيه أيوب عليه السلام : ( أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) أو بظلم العبد نفسه ، وحاجته إلى الله كما قال تعالى عن نبيه يونس عليه السلام : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .

وهذا التوسل المشروع يختلف حكمه من نوع إلى آخر ، فمنه ما هو واجب كالتوسل بالأسماء والصفات والتوحيد ، ومنه ما هو مستحب كالتوسل بسائر الأعمال الصالحة .

أما التوسل البدعي الممنوع :

فهو التقرب إلى الله تعالى بما لا يحبه ولا يرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات ، ومن ذلك : التوسل إلى الله بدعاء الموتى أو الغائبين والاستغاثة بهم ونحو ذلك ، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة مناف للتوحيد ، فدعاء الله تعالى سواء كان دعاء مسألة كطلب النفع أو دفع الضر ، أو دعاء عبادة كالذل والانكسار بين يديه سبحانه لا يجوز أن يُتوجه به لغير الله ، وصرفه لغيره شرك في الدعاء ، قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ، فبيّن الله تعالى في هذه الآية جزاء من يستكبر عن دعاء الله إما بأن يدعوا غيره أو بأن يترك دعائه جملة وتفصيلاً ، كبْراً وعُجْباً وإن لم يدع غيره ، وقال تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ( فأمر الله العباد بدعائه دون غيره ، والله يقول عن أهل النار : ( تالله إن كنا في ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) فكل ما اقتضى تسوية غير الله بالله في العبادة والطاعة فهو شرك به سبحانه ، وقال تعالى : ( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) . وقال سبحانه : ( ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) فجعل الله تعالى من دعا غيره معه متخذاً إلها من دونه ، وقال سبحانه : ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرن بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ) فبين الله تعالى في هذه الآية أنه هو المستحق للدعاء لأنه المالك المتصرف لا غيره ، وأن تلك المعبودات لا تسمع الدعاء ، فضلاً عن إجابتها للداعي ، ولو قُدِّر أنها سمعت لما استجابت ، لأنها لا تملك نفعا ولا ضرا ، ولا تقدر على شيء من ذلك .


ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالي عن التوسل

لا شك أن كثيرا من الناس لا يفرقون بين التوسل المشروع والتوسل الممنوع بسبب الجهل وقلة من ينبههم ويرشدهم إلى الحقk ومعلوم أن بينهما فرقا عظيما. فالتوسل المشروع هو الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وخلق من أجله الثقلين، وهو عبادته سبحانه ومحبته ومحبة رسوله عليه الصلاة والسلام، ومحبة جميع الرسل والمؤمنين، والإيمان به وبكل ما أخبر الله به ورسوله من البعث والنشور والجنة والنار وسائر ما أخبر الله به ورسوله. فهذا كله من الوسيلة الشرعية لدخول الجنة والنجاة من النار، والسعادة في الدنيا والآخرة ومن ذلك دعاؤه سبحانه والتوسل إليه بأسمائه وصفاته ومحبته، والإيمان به وبجميع الأعمال الصالحة التي شرعها لعباده، وجعلها وسيلة إلى مرضاته والفوز بجنته وكرامته والفوز أيضا بتفريج الكروب وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة كما قال الله عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[1]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا[2]، وقال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا[3] وقال عز وجل: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ[4]، وقال سبحانه: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ[5]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ[6] الآية، وهو العلم والهدى والفرقان، والآيات في هذا المعنى كثيرة. ومن التوسل المشروع التوسل إلى الله سبحانه بمحبة نبيه صلى الله عليه وسلم والإيمان به واتباع شريعته؛ لأن هذه الأمور من أعظم الأعمال الصالحات ومن أفضل القربات. أما التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم أو بذاته أو بحقه أو بجاه غيره من الأنبياء والصالحين أو ذواتهم أو حقهم فمن البدع التي لا أصل لها، بل من وسائل الشرك؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم وهم أعلم الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم وبحقه لم يفعلوا ذلك ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ولما أجدبوا في عهد عمر رضي الله عنه لم يذهبوا إلى قبره صلى الله عليه وسلم ولم يتوسلوا به ولم يدعوا عنده بل استسقى عمر رضي الله عنه بعمه صلى الله عليه وسلم: العباس بن عبد المطلب أي بدعائه فقال رضي الله عنه وهو على المنبر: (اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون) رواه البخاري في صحيحه. ثم أمر رضي الله عنه العباس أن يدعو فدعا وأمن المسلمون على دعائه فسقاهم الله عز وجل، وقصة أهل الغار مشهورة وهي ثابتة في الصحيحين، وخلاصتها أن ثلاثة ممن كان قبلنا آواهم المبيت والمطر إلى غار، فدخلوا فيه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ولم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوه سبحانه واستغاثوا به، وتوسل أحدهم ببر والديه، والثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة، والثالث بأدائه الأمانة فأزاح الله عنهم الصخرة وخرجوا، وهذه القصة من الدلائل العظيمة على أن الأعمال الصالحة من أعظم الأسباب في تفريج الكروب والخروج من المضائق والعافية من شدائد الدنيا والآخرة. أما التوسل بجاه فلان أو بحق فلان أو ذاته، فهذا من البدع المنكرة، ومن وسائل الشرك. وأما دعاء الميت والاستغاثة به فذلك من الشرك الأكبر. والصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم، وأن يستغيث لهم إذا أجدبوا، ويشفع في كل ما ينفعهم حين كان حيا بينهم، فلما توفي صلى الله عليه وسلم لم يسألوه شيئا بعد وفاته ولم يأتوا إلى قبره يسألونه الشفاعة أو غيرها؛ لأنهم يعلمون أن ذلك لا يجوز بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وإنما يجوز ذلك في حياته صلى الله عليه وسلم قبل موته، ويوم القيامة حين يتوجه إليه المؤمنون ليشفع لهم ليقضي الله بينهم ولدخولهم الجنة، بعد ما يأتون آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام فيعتذرون عن الشفاعة، كل واحد يقول نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري فإذا أتوا عيسى عليه الصلاة والسلام اعتذر إليهم وأرشدهم إلى أن يأتوا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم، فيأتونه فيقول: أنا لها أنا لها؛ لأن الله سبحانه قد وعده ذلك فيذهب ويخر ساجدا بين يدي الله عز وجل ويحمده بمحامد كثيرة ولا يزال ساجدا حتى يقال له: ((ارفع رأسك وقل تُسمع، وسل تُعط، واشفع تُشَفَّع)). وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وهو حديث الشفاعة المشهور، وهذا هو المقام المحمود الذي ذكره الله سبحانه في قوله تعالى في سورة الإسراء: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا[7]. صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان، وجعلنا الله من أهل شفاعته إنه سميع قريب.




وسئل الشيخ بن باز عن حكم من التوسل بجاه النبي صلي الله و اله وسلم فقال


المسلم الذي يوحد الله ويدعوه وحده سبحانه وتعالى ويؤمن بأنه الإله الحق، ويعتقد معنى: لا إله إلا الله وأن معناها لا معبود حق إلا الله، ويؤمن بمحمد أنه رسول الله حقا أرسله الله إلى الجن والإنس، هذا يقال له مسلم لكونه أتى بالشهادتين ووحد الله وحده، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يكون مسلما بذلك، فإذا أتى شيئا من المعاصي فإنه يكون بذلك ناقص الإيمان كالزنا والسرقة والربا إذا لم يعتقد حل ذلك ولكنه أطاع الهوى والشيطان، فعل هذه المعاصي أو بعضها فهذا يكون نقصا في إيمانه وضعفا في إيمانه، أما إذا توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم إني أسألك بجاه محمد أو بحق محمد فهذا بدعة عند جمهور أهل العلم نقص في الإيمان ولا يكون مشركا ولا يكون كافرا بل هو مسلم، ولكن يكون هذا نقصا في الإيمان وضعفا بالإيمان، مثل بقية المعاصي التي لا تخرج عن الدين؛ لأن الدعاء ووسائل الدعاء توقيفية ولم يرد في الشرع ما يدل على التوسل بجاه محمد صلى الله عليه وسلم بل هذا مما أحدثه الناس، فالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه الأنبياء أو بحق النبي أو بحق الأنبياء أو بجاه فلان أو بجاه علي أو بجاه أهل البيت كل هذا من البدع، والواجب ترك ذلك لكن ليس بشرك، وإنما هو من وسائل الشرك، فلا يكون صاحبه مشركا ولكن أتى بدعة تنقص الإيمان وتضعف الإيمان عند جمهور أهل العلم؛ لأن الوسائل في الدعاء توقيفية، فالمسلم يتوسل بأسماء الله وصفاته كما قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[1]، ويتوسل بالتوحيد والإيمان كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد))، فهذا توسل بتوحيد الله. وهكذا التوسل بالأعمال الصالحات في حديث أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم صخرة لما دخلوا الغار من أجل المطر أو المبيت، فانطبقت عليهم صخرة عظيمة، فلم يستطيعوا دفعها، فقال بعضهم لبعض: إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوا الله بصالح أعمالهم، فتوسل أحدهم ببره لوالديه فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ثم توسل الآخر بعفته عن الزنا وأنه كان له بنت عم يحبها كثيرا فأرادها لنفسه فأبت عليه ثم أنها ألمت بها سنة وحاجة، فجاءت إليه تطلبه العون فقال: إلا أن تمكنيني من نفسك فوافقت على أن يعطيها مائة وعشرين دينارا من الذهب فلما جلس بين رجليها قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخاف من الله سبحانه وقام عنها ولم يأت الفاحشة وترك لها الذهب وقال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ولكن لا يستطيعون الخروج. ثم توسل الثالث بأدائه الأمانة وقال: إنه كانت عنده أمانة لبعض العمال تركها عنده فَنَمَّاها وعمل فيها حتى صارت مالا كثيرا من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فلما جاء صاحبها أداها إليه كلها كاملة فقال: يا ربي إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا. وهذا يدل على أن التوسل بالأعمال الصالحات من أسباب الإجابة، أما التوسل بجاه محمد صلى الله عليه وسلم، أو بجاه فلان، أو بجاه الصديق، أو بجاه عمر، أو بجاه علي، أو بجاه أهل البيت، أو ما أشبه ذلك فهذا ليس له أصل بل هو بدعة، وإنما التوسل الشرعي أن يتوسل المسلم بأسماء الله وصفاته أو بإيمانه بالله، فيقول: اللهم إني أتوسل إليك بإيماني بك أو بإيماني بنبيك، أو بمحبتي لك، أو بمحبتي لنبيك عليه الصلاة والسلام فهذا طيب، وهذه وسيلة شرعية طيبة، أو يتوسل بالتوحيد بأن يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد، كل هذا طيب، أو يتوسل إلى الله ببره لوالديه، أو بمحافظته على الصلوات، أو بعفته عن الفواحش كل هذه وسائل طيبة بأعمال صالحة، هذا هو الذي قرره أهل العلم وأهل التحقيق من أهل البصيرة، أما التوسل بجاه النبي، أو بجاه فلان، أو بحق فلان فهذا بدعة؟ تقدم بيان ذلك والذي عليه جمهور أهل العلم أنه غير مشروع. والله ولي التوفيق.


___________________________________________________________________________

أخيرا اقول لك

ان ما نقلت انت عن التوسل لا يخرج عن امرين

الاول التوسل الشرعى و هو ما قصده مثلا الالباني فيما نقلت انت عنه و لكنك نقلت كلامه في غير معناه

و التوسل الشرعى كتبته انا فى اول الرد

و الامر الثانى الذي نقلته هو اكاذيب منسوبه الي اصحابها و انا طبعا لا اتهمك و لكن اتهم صاحب الكلام فما انت و لا انا لا قص و لزق قما قلت سابقا


والان احيلك الي كتاب الشيخ الالباني فى التوسل وهو موضوع منفصل ارجوا ان تقرأ و يقرأه الاخوة

و اعود الي ارد مرة اخري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ourhome12.jeran.www
 
الصوفية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طاعة الشيخ عند الصوفية ( أفكار حول الصوفية)
» كتب الصوفية فى الميزان
» احاديث ضعيفة وموضوعة عند الصوفية
» بعض كبار الصوفية الذين هداهم الله للعقيدة السنية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب كفر الجمال :: منتدى الفكر الاسلامي :: منتدى الفكر و التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: