بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم -وعلي آله وصحبه ومن والاه
اما بعد فقد ادليت بدلوك في قضية هامه وهي قضية التصوف الاسلامي- والصوفيه
وشكر الله لك وان خالفتني في رايي
فذكرت اولا
اولا ما هي الصوفية
الصوفية هي حركة علي غير اعتقاد أهل السنة و الجماعة
وهذه الكلمه عندما قراتها ادهشتني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فكما ادليت بدلوك دعني ادلي بدلوي
فما هو التصوف؟؟؟
التصوف الذي أعنيه هنا هو الطريق
الحق الذي انتشرت أخباره في المشارق والمغارب
التصوف المقصود منه كما قال أهل العلم هو بلوغ مرتبة
الإحسان ، لأننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى لما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأمة { الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو
عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة } [آل عمران/75]
فإذا المهمة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست مهمة مخاطبة العقول
أو التلاوة أو الإرسال إليهم فقط ، إنما كان مبعوثًا بالتعليم والتزكية والتربية ، فإذاً شأن
التزكية للنفس الذي
يبلغ صاحبها إلى مرتبة المعاملة مع الله تعالى التي سأل عنها رسول الله في الحديث الصحيح لما جاءه جبريل
فقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فأخبره ثم قال أخبرني عن الإيمان فأخبره ثم قال أخبرني عن الإحسان وقال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم
تكن تراه فإنه يراك ، إذًا نحن علمنا أن الإسلام هو الأركان الخمسة الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج ، وعلمنا أن شرائع الإسلام ألُّفت
فيها المؤلفات الكبيرة ، وأن أهل الإسلام أخذوا فيها بالمذاهب التي اشتهرت فهناك المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي ، كل هذه المذاهب جاءت
في تفريعات أمور الشريعة الظاهرة وهي الإسلامية في أركان الإسلام وما يتعلق بها من معاملات بعد ذلك ، ثم جاءنا في الإيمان كلام أهل التوحيد
والذين تكلموا وسموا بعد ذلك برجال العقيدة وسمي هذا العلم بعلم العقيدة ، وبقي شأن التزكية وشان التربية وتصفية القلوب لتحقيق هذه العبودية لله
سبحانه وتعالى فسميت بما تعارف عليه أهل الإسلام من أهل القرون الأولى أنه التصوف.
التصوف عرفه أهله
وأصحابه وأئمته ، نحن نعلم أن كل علم يرجع فيه إلى من
أسسه وإلى رجاله وإلى أئمته ، فعلم التصوف علم عظيم تعلق بالتربية على وفق الكتاب
والسنة ، وأئمته
الذين اشتهروا به وهم مراجعٌ فيه ممن استخلص معاني التربية من الكتاب والسنة عرفوا هذا المنهج بتعريفات
هي الأصل والمرجع فلا يأتي أحد فيعرف التصوف ثم يهاجم التصوف من حيث تعريفٍ عرفه هو أو غيره ، وينسى التعريفات التي عرفه بها أهله رضوان الله
تعالى ، فمثلاً :
[تعريف علماء التصوف للتصوف]قال
الشيخ عبد القادر الجيلاني -وهو من كبار أهل التصوف ومن أشهرهم على الإطلاق- يقول:
((
التصوف ليس ما أخذ عن القيل
والقال ولكن أخذ من الجوع وقطع المؤلوفات والمستحسنات))
ويقول
الإمام الغزالي - الحجة الذي سمي بـحجة الإسلام وهو الذي أحسن البيان في مجال التصوف
وكتبه أجرى الله بها النفع في جميع بلاد المسلمين- يقول :
((
التصوف هو تجريد القلب لله
تعالى واحتقار ما سواه)) أي تخليص القلب لله تعالى
واعتقاد ما سواه اعتقادًا أنه لا يضر ولا ينفع
فلا يؤول إلى على الله فالمراد باحتقار ما سواه اعتقاد
أنه لا يضر ولا ينفع وليس المراد الازدراء والتنقيص
ويقول
الشيخ ابن عطاء السكندري - صاحب الحكم - :
((
التصوف هو الإسترسال مع الحق ))
ويقول
الشيخ معروف الكرخي :
((
التصوف الأخذ بالحقائق واليأس
مما في أيدي الخلائق ))
ويقول
الإمام أبو الحسن الشاذلي -الذي يتبعه في ميدان التصوف الملايين اليوم من البشر-:
((
التصوف تدريب النفس على
العبودية وردها إلى أحكام الربوبية))
ويقول
الإمام الجنيد -والإمام الجنيد يسمى سيد الطائفة الصوفية- يقول الإمام الجنيد:
((
التصوف ذكر مع اجتماع ووجد مع
استماع وعمل مع اتباع)) يعني
اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم
ويقول أيضًا :
((
علمنا هذا -أي التصوف-
مقيد بالكتاب والسنة ومن لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا
يقتدى به في هذا الأمر والطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على
من اقتفى أثر الرسول صلىالله عليه وسلم ))
ويقول :
((
علمنا هذا -يعني التصوف-
مقيد بالكتاب والسنة فمن لم يسمع الحديث ويجلس ويأخذ أدبه
من المتأدبين أفسد من اتبعه ))
ويقول :
((
التصوف أن يختصك الله بالصفاء
فمن صفا من كل ما سوى الله فهو الصوفي ))
إلى غير ذلك من التعريفات ويقول أيضًا :
((
التصوف تصفية القلب عن
موافقة البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية وإخماد الصفات البشرية ومجانبة
الدعاوي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بالعلوم الحقيقية
واستعمال من هو أولى على الأبدية والنصح لجميع الأمة والوفاء الله على
الحقيقة واتباع الرسول في الشريعة ))
هكذا يعرف هذا الإمام التصوف بأنه كله كتاب وسنة
ويقول
الإمام السري -من تلامذة الإمام الجنيد- يقول :
((
سمعت الجنيد يقول التصوف أن
يميتك الحق عنك ويحييك به ))
ويقول
السيد الشريف الجرجاني :
((
التصوف هو وقوف مع الآداب
الشرعية ظاهرًا فيسري حكمها من الظاهر إلى الباطن وباطنًا فيسري
حكمها من الباطن إلى الظاهر فيحصل للمتأدب بالحكمة كمال ))
ويقول
شيخ الإسلام زكريا الأنصاري -مجمع القراءات الإسلامية قراءات القرآن- يقول :
((
التصوف علم تعرف به أحوال تزكية
النفوس وتصفية الأخلاق وتأمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية ))
ويقول مِن مَن عرف التصوف من المتأخرين
شيخ محمد سعيد البوطي :
((
التصوف اسم حادث لمسمى
قديم إذ إن مسماه لا يعدو كونه سعيًا إلى تزكية النفس مع الأغبار العالقة
بها عادةً كالحسد والتكبر وحب الدنيا وحب الجاه وكذلك ابتغاءه توجيهها
إلى حب الله عز وجل والرضا عنه والتوكل عليه والإخلاص له سبحانه وتعالى))
ويقول
الإمام الحداد -من أكابر رجال التصوف باليمن- يقول :
((
طريقنا هو العلم والعمل به
والإخلاص لله والورع والخوف من الله جل جلاله وتعالى في عظمته ))
-ويقول في بعض أبياتًا له:-
وإن الذي لا يتبع الشرع مطلقًا * على
كل حال عبد نفس وشهوةفبـيع هوى يبكـى علـيه لأنـه * هو
الميت ليس الميت ميت الطبيعةوما في طريق القوم -يعني الصوفية-
بدأً ولا انتهاء * مخالفة للشرع فاسمع وانصتوخل مقالات الذين تخبطوا * ولا تك
إلا مع كتابٍ وسنة ))
ويقول بعضهم في وصف أهل التصوف:
((
قوم همومهم بالله قد علقت * فمالهم
همم تسمو إلى أحدفمطلب القوم مولاهم وسيدهم * يا
حسن مطلبهم للواحد الصمدما إن تنازعهم دنيا ولا شرف * من
المطاعم واللذات والولدولا للباس ثياب فائق أنق * ولا
لروح سرور حل في بلدي ))
أحببت أن أنقل هذه التعريفات لأولئك الكرام السادات أوائل
أهل التصوف وأكابرهم
حتى يعلم السامع أن مراجع أهل التصوف يقولون أن التصوف أنه كله كتاب وسنة وكله تزكية للنفس وكله تربية
للأخلاق للوصول إلى مرتبة الصديقية والقرب من الله والإحسان مع الله .
[لفظ التصوف]ثم نأتي إلى لفظ التصوف نفسه
كثيرٌ يشكل عليه لفظ التصوف ويقول (لماذا تسمون هذا
بالتصوف؟) و (لماذا لا نكتفي بذكر التزكية ؟) و (لماذا هذه الطائفة سميت بالصوفية؟) فنقول:
أولاً : التصوف اختلف العلماء في أصله من أين أتى هذا
الاسم ، فقال بعضهم (أتى
هذا الاسم من الصوف) لأن كثير من أوائل هذا المنهج من الزهّاد والعبّاد اشتهروا بلبس الصوف ;
والضعفاء وأهل التصوف كانوا يميلون إلى الفقر وإلى الزهد في هذه الدنيا كما حثّت على ذلك الشريعة وجاءت سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها زهد في
هذه الفانية المنتهية النافذة الدنيا وما فيها .
وقال بعضهم (إن التصوف أصله جاء من الصفاء)
وبعضهم قال (هو مشتق من الاصطفاء)
فالصوفي هو الذي صوفي من الحق أي صافاه الحق فهو الصوفي
وقال بعضهم (هو من الصِفة) لأن أهل الصِفةالذين
كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة -وكان منهم أبو هريرة وغيره- هم فقراء
الصحابة الذين
جاؤوا إلى المدينة وليس لهم بيتٌ يأويهم وليس لهم زوج ولا ولد هؤلاء أهل الصِفَّا كانوا يلبسون الصوف ويجلسون
في الصُفَّة يعبدون الله تعالى ويذكرون الله فإذا جاء الجهاد خرجوا وإن لم يكن الجهاد بقوا في مسجد
رسول الله يعتكفون
يأكلون مع رسول الله ويشربون مع رسول الله ولذلك يقول أبو
هريرة عليه رضوان الله : (إني حفظت هذا الحديث لأني كنت
أمشي مع رسول الله على ملأ بطني) يعني أنه لم يكن هناك شيء يشغلني كمثل بقية الناس فأنا
كنت ملازم رسول الله
أأكل معه وأشرب معه وليس عندي شيءٌ يشغلني
فقال بعضهم (أن أهل التصوف هم أمثال أهل الصُفَّا الذين
كانوا مع النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) .
وعلى العموم .. كثرت الأقوال وليس هناك مشاحة في الاصطلاح كذلك قال أهل العلم :
((
لا مشاحة في الاصطلاح )) قل ما شئت .. وسمي ما شئت .. ما دام
أن ذلك ليس بخارج عن الحق وعن طريق الحق فليس هناك إشكال ، فنحن نعلم أن مسميات كثيرة قد حدثت في الإسلام
، مثلاً :
لماذا جاء اسم (أهل السنة والجماعة) ؟ هل كان الصحابة
يسمون بأهل السنة والجماعة ؟ هل كان من التابعين من يسمى بهذا الاسم ؟
ثم جاءت بعد ذلك المذاهب : فيقال عن الذين تبعوا في فروع
الفقه أباحنيفة يقال لهؤلاء (الأحناف) ، ولأولئك (المالكية) ، ولأولئك (الشافعية) ،
ولهؤلاء (الحنبلية) لماذا ؟ واشتهرت هذه الأسماء ولم
يعترض عليها أحد في الإسلام !
ثم جاءنا في علم العقيدة مثلاً أن العقيدة لم يأتي هذا اللفظ لا في عهد رسول الله ولا في عهد
الصحابة ولا في عهد التابعين ولا تابع التابعين ولا في القرن الثالث ولا في الرابع بل ولا في الخامس
فمتى اشتهر علم العقيدة
بهذا الاسم إلا مؤخرًا ، فلماذا لم نقل أن علم العقيدة
هذا علم باطل وعلم مبتدع لماذا ؟!
نقول (لا مشاحة في الاصلاح) الألفاظ
لا مشاحة فيها ، أمور اشتهرت بين المسلمين واستحسنت بين
المسلمين ، فلماذا تنكر هذه الأسماء ونحن نرى إلى هذا اليوم يسمى هؤلاء بالسلفية وهؤلاء يسمون بكذا والذين يتخرجون من جامعة إسلامية
معينة يسمون باسم تلك الجامعة فلا بأس من نسبة الناس في فئاتهم إلى شيء من هذه التصنيفات فلا بأس في
ذلك ، وهو أمر مشتهر بين أهل
الإسلام من قديم وجاء بعد ذلك علم المصطلح وجاءنا
بعد ذلك علم الأصول وعلم التخريج والرجال كلها أمور حدثت
بعد القرون الأولى
فلا بأس بها وأهل الإسلام كلهم متفقون على ذلك فلماذا التصوف
بالخصوص يأتي بعضهم فيقول (لماذا هؤلاء جعلوا لأنفسهم
لماذا التزكية مهمة المسلمين أجمعين) . نعم نحن نعلم أن أهل التصوف لم يقولوا نحن مثلاً (لا نأخذ الفقه) لكن كما أن هناك أناس
اشتهروا مثلاً بالعقيدة فهل يعني أن أولئك يسمون بعلماء العقيدة ، أو الذين اشتهروا بعلم الفقه يسمون
بالفقهاء ، والذين
اشتهروا بعلم التفسير سموا المفسرين رجال التفسير ، رجال المصطلح ، رجال الأصول ، هل يعني
أننا إذا أطلقنا على أحد هذه الأصناف من الناس
الذي اشتهروا بنوع من العلم ، أننا نقول أنهم لا يعلمون
شيئًا من تلك العلوم
أبدًا ؟! لا لا نقول ذلك إنما هذا الشخص قد اشتهر بهذا الصنف من العلم بزيادة وهو يعلم تلك العلوم الأخرى
، كذلك الصوفية هم تخصصوا في أمر التزكية والتربية والمتابعة لدقائق النفوس لتفسيرها بما جاء به كتاب
الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم وألفُّوا في ذلك المؤلفات وعملوا لذلك
المجالس والمجامع والوعظ والتذكير وهم كذلك أهل تفسير وهم
فقهاء وهم أهل حديث
-وإذا رجعنا وسيأتي معنا إن شاء الله تعالى -فيما يأتي- أن الصوفية هم رجال التفسير أن الصوفية هم رجال
الحديث أن الصوفية هم رجال المصطلح أن الصوفية هم رجال الفقه فكلها الكتب الموجودة في العالم الإسلامي اليوم طافحة بمؤلفات أهل التصوف الذين ألَّفوا
في أنواع العلوم وأصنافها ، هذا المعنى وإن كنت لا أحب الإطالة فيه إلا لأن البعض يشكل عليه أمر اللفظ
ولا مشاحة في الاصطلاح
أبدًا .