السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الحياة الزوجيه ما أجملها حين تتجمل بالموده والرحمه ... وليس الحب فقط ..!
بالرغم من قيمة مشاعر الحب عندي و عندكم
و بالرغم من أن الحب يكاد يكون صنم هذا العصر الذي
يُحرق له البخور ، و يُقدم له الشباب القرابين من دمائهم ،
و يُقدم له الشيوخ القرابين من سمعتهم ، و تُرتل له
الأناشيد ، و يُزمر له الزامر ، و يُطبل الطبال ،
و ترقص الراقصة له , ليكون المعبود الأول و المقصود
الأول ، و الشاغل الأوحد و الهدف الأوحد و الغاية
المثلى للحياة التي بدونها لا تكون الحياة حياة .
و بالرغم من أننا جميعا جناة أو ضحايا لهذا الحب ،
و ليس فينا إلا من أصابه جرح أو سهم أو حرق ،
أو أصاب غيره بجرح أو سهم أو حرق .
و أسأل نفسي أولا و أسألكم :
هل تعلمون لماذا يرتبط الحب دائما بالألم ، و لماذا
ينتهي بالدموع و خيبة الآمال ؟!
لأن الحب و الرغبة قرينان .. و إنه لا يمكن أن تحب امرأة
دون أن ترغبها ، و لهذا ما تلبث نسمات الحب الرفافة
الحنون أن تمازج الدم و اللحم ، و الجبلة البشرية
فتتحول إلى ريح و إعصار و زوبعة ، حيث ينصهر اللحم
و العظم في أتون من الشهوة العارمة ، و اللذة الوقتية
التي ما تكاد تشتعل حتى تنطفئ .
هل أقول إن الحب يتضمن قسوة خفية ، و عدوانا مستترا ؟.
نعم هو كذلك إذا اصطبغ بالشهوة ، و هو لابد أن يتلون
بالشهوة بحكم البشرية .
و المرأة التي تشعر أن الرجل استولى على روحها ،
تحاول هي الأخرى أن تنزع روحه و تستولي عليها ..
و في ذلك عدوان خفي متبادل، و إن كان يأخذ شكل الحب.
إن الحب لا يظل حبا صافيا رفافا شفافا، و إنما ما يلبث
بحكم الجبلة البشرية أن يصبح جزءا من ثالوث هو:
الحب و الجنس و القسوة، و هو ثالوث متلاحم يقترن
بعضه ببعض على الدوام.
و لأن قصة الحب التي خالطتها الشهوة ما تلبث أن
تنتهي إلى الإشباع في دقائق، ثم بعد ذلك يأتي
التعب و الملل و الرغبة عند الإثنين في تغيير الطبق،
و تجديد الصنف لإشعال الشهوة و الفضول من جديد..
لهذا ما يلبث أن يتداعى الحب إلى شك في كل طرف
من غدر الطرف الآخر.. و هذا بدوره يؤدي إلى مزيد من
الارتياب و التربص و القسوة و الغيرة، و هكذا يتحول
الحب إلى تعاسة و آلام و دموع و تجريح.
و لهذا لا يصلح هذا الثالوث أن يكون أساسا لزواج..
و لا يصلح لبناء البيوت، و لا يصلح لإقامة الوشائج
الثابتة بين الجنسين.