بعد أن نجح موقع يوتيوب للقطات الفيديو في جذب الملايين إليه حول العالم. بدأت مواقع كثيرة تحاول محاكته.
أحدث هذه المواقع، موقع يدعى "أقصى تيوب"، مختص في لقطات الفيديو الخاصة بالمجموعات الفلسطينية المسلحة.
العديد من تسجيلات الفيديو أنتجت من قبل حركة حماس، والتي تسيطر على قطاع
غزة منذ يونيو 2007. كما أن لقطات أخرى أنتجت من قبل مجموعات مثل كتائب
القدس التابعة للجهاد الإسلامي.
ويظهر في هذه اللقطات رجال مقنعون يطلقون صواريخ وفي الخلفية
أصوات أناشيد حماسية.
ومن ضمن اللقطات الفيديوهات المعروضة على الموقع لقطات سجلت من قبل
مفجرين انتحاريين قبل أن ينفذوا اعتداءاتهم، ومن بينهم ميرفت مسعود والتي
أصابت جنديا اسرائيليا وقتلت نفسها خلال هجوم في بيت حانون في نوفمبر
2006.
واهتم الرأي العام في إسرائيل بالموقع بعد أن نشر مركز الاستخبارات وجمع معلومات حول الإرهاب تقريرا عنه مؤخرا.
وقال التقرير الصادر عن المركز الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع
الاجهزة الأمنية الإسرائيلية إن حركة حماس هي التي اطلقت موقع أقصى تيوب.
وتنفي حماس أن تكون هي التي تقف وراء الموقع.
وتدير حماس محطة تلفزيون فضائية تحمل اسم الاقصى.
ويقول رئيس قسم الإنتاج في محطة تلفزيون الاقصى، سمير أبو محاسن، إنه رأى موقع أقصى تيوب ذات مرة ولكنه لا يتبع محطة الاقصى.
ويحتوي الموقع على لقطات فيديو أنتجتها مجموعات تختلف مع حماس
ايدلوجيا مثل القاعدة والتي تتولى شركة السحاب إنتاج الدعاية الخاصة بها.
إذن لو لم تكن حماس هي التي تقف وراء الموقع، فمن يكون؟
بعد بحث على موقع whois.net، والمختص في معرفة هويات أصحاب
المواقع، توجهنا إلى موقع godaddy.com والذي أفاد بأن موقع أقصى تيوب مسجل
على سيرفرات Domains by Proxy, Inc.، وهي شركة أمريكية تحمي أسماء أصحاب
المواقع.
ولكن لدى Godaddy.com معلومات عن أقصى تيوب ومن بينها صندوق بريد في دبي ورقم هاتف جوال.
وعند الاتصال على الهاتف المسجل في الإمارات العربية المتحدة يجيب
رجل يقول إنه عامل هندي. ويبدو على الرجل إنه لا يعرف الكثير عن الانترنت
ولا يعرف شيئا عن المجموعات المسلحة الفلسطينية.
ويدعي تقرير مركز الاستخبارات وجمع المعلومات حول الإرهاب إن
الموقع مسجل تحت اسم شخص يدعى أبو ناصر اسكندر، يعيش في دبي، وإن السيرفر
الذي يحمل محتويات الموقع يعود لشركة فرنسية تدعى OVH.
ونفت OVH أن تكون هي الجهة التي تستضيف موقع أقصى تيوب، ولكنها في
وقت لاحق أكدت أن الموقع موجود على سيرفر تابع لها وأنها قد قامت برفعه من
الانترنت.
وبالرغم من أن معظم محتويات الموقع متعاطفة مع المجموعات المسلحة الفلسطينية إلا أن الموقع حمل أيضا دعاية لبعض الشركات الإسرائيلية.
وعند الدخول للموقع من المملكة المتحدة تظهر بعض الدعايات التي
تتناقض مع الأخلاق الإسلامية مثل دعايات لمواقع قمار وعمليات تكبير صدر.
ومن المدهش أن لقطات الفيديو التي يظهر فيها مسلحون، ليست الأكثر مشاهدة على أقصى تيوب.
فوفقا للموقع فإن اللقطات الأكثر مشاهدة هي تلك التي تعود لحلقات
مسلسل باب الحارة، وهو مسلسل سوري ذا شهرة عريضة في العالم العربي، والذي
كان يذاع خلال شهر رمضان الماضي.