الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه أجمعين
قيل لوهب بن منبه رحمه الله أليس ( لا إله إلا الله ) مفتاح الجنة ؟ قال بلى لكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك و إلا لم يفتح لك
و جاء عن نبينا صلى الله عليه و سلم أحاديث كثيرة تبين بمجموعها أسنان هذا المفتاح كقوله صلى الله عليه و سلم : من
قال " لا إله إلا الله مخلصا" " مستيقنا بها قلبه " " يقولها حقا من قلبه " و غيرها حيث علقت هذه الأحاديث و غيرها دخول الجنة على العلم بمعناها و الثبات عليها حتى الممات و الخضوع لمدلولها و غير ذلك
و من مجموع الأدلة استنبط العلماء شروطا سبعة لمفتاح الجنة يجب على كل مسلم أن يعلمها و يعمل بها حتى تنفعه يوم القيامة
أولا العلم : يجب أن تعلم معنى لا إله إلا الله فهى تنفى الألوهية عن غير الله و تثبتها له عز و جل أى لا معبود بحق إلا الله
قال الله عز و جل :" إلا من شهد بالحق و هم يعلمون "و قال صلى الله عليه و سلم " من مات و هو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة "مسلم
ثانيا اليقين : و هو أن تستيقن جازما بمدلولها لأنها لا تقبل شكا و لا ظنا و لا ترددا و لا ارتيابا بل يجب أن تقوم على اليقين القاطع الجازم فقد قال عز و جل يصف المؤمنين "إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله و ر سوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم فى سبيل الله أولئك هم الصادقون " فلا يكفى التلفظ بها بل لا بد من تيقن القلب فإن لم يحصل فهو النفاق المحض
قال صلى الله عليه و سلم" أشهد أن لا إله إلا الله و أنى رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة" مسلم
ثالثا القبول : فإذا علمت و تيقنت فينبغى أن يكون لهذا العلم اليقينى أثره و ذلك بقبول ما اقتضته هذه الكلمة بالقلب و اللسان فمن رد دعوة التوحيد و لم يقبلها كان كافرا و قد قال الله عز و جل عن الكفار الذين ردوها استكبارا " إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون
رابعا الانقياد: و يتحقق هذا بالعمل بما شرعه الله عز و جل و ترك ما نهى عنه كما قال عز و جل" و من يسلم وجهه إلى الله و هو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى " وهذا هو تمام الانقياد
خامسا الصدق أ:ن تقولها صادقا بها فمن قالها بلسانه فقط و قلبه مكذب لها فهو منافق و قد ذم الله المنافقين فقال عز و جل يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم
سادسا المحبة : يجب على كل مؤمن أن يحب هذه الكلمة و يحب العمل بمقتضاها و يحب أهلها العاملين بها وعلامة حب العبد ربه هو تقديم محاب الله و إن خالفت هواه و موالاة من والى الله و رسوله و معاداة من عاداه و اتباع سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و اقتفاء أثره و قبول هداه
سابعا الاخلاص : بأن تريد بقولها وجه الله قال الله عز و جل "و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء" قال صلى الله عليه و سلم:" فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله " ومع هذه الشروط مجتمعة لا بد من الثبات على قول لا إله إلا الله حتى الموت
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بما علمنا و أن نعمل به و أن يثبتنا على القول الثابت إلى أن نلقاه
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته