تشير الإحصائيات الصادرة عن " الجمعية الملكية لمنع الحوادث" ( في بريطانيا) إلى أن البيت يمكن أن يكون مصدراً لخطر لا يقل عن خطر السفر في سيارة مسرعة على طريق موحل!
إذ تشير تلك الإحصائيات إلى أن خمسة آلاف (5000) شخص يلقون حتفهم سنوياً من جراء حوادث في البيوت، بينما يصاب ضعف هذا العدد بإصابات خطيرة تستلزم العلاج في مستشفى لعدة شهور! كما تذكر الإحصائيات أرقاماً مذهلة عن الحوادث بين الأطفال، فبينما يصاب ثمانون ألف (80000) طفل ( في بريطانيا) سنوياً في الحدائق العامة وملاعب الأطفال بإصابات خطيرة بعضها يسبب إعاقة طوال العمر؛ فإن ضعف هذا العدد من الأطفال يصاب بحوادث في المنازل لا تقل خطراً عن إصابات الأماكن العامة!
المستحضرات الكيميائية
توجد في كل بيت عشرات المستحضرات الكيميائية ما بين المستحضرات العلاجية ( الأدوية أو العقاقير) إلى المبيدات الحشرية إلى مزيلات بقع الملابس، إلى غير ذلك مما لا يمكن حصره، ويمكن القول بكل ثقة ودون خطأ الوقوع في تعميم، إن جميع تلك المستحضرات سامة للإنسان بدرجات متفاوتة، وتختلف درجة التسمم تبعاً لنوع المستحضر، والمقدار الذي يتعاطاه الإنسان، وطريقة التعاطي، وعمر الضحية.
فإذا عدنا إلى الإحصائيات وجدنا أن حوادث التسمم العَرَضي ( أي العارض أو غير المعتمد) " accidental poi soning " هي أكثر الحوادث الواقعة للأطفال في المنازل.
إن سبب معظم حالات التسمم العرضي عند الأطفال هو وضع تلك المستحضرات في أماكن في البيت يسهل على الأطفال الوصول إليها. إلا أننا يجب أن نلفت النظر إلى سببين آخرين، أحدهما أن كثيراً من أقراص الأدوية المتداولة اليوم يشبه أقراص الحلوى التي يغرم بها الأطفال ، من حيث الشكل واللون وحتى الطعم، إذ تضاف مادة " سواغة" لبعض الأقراص لجعلها مقبولة الطعم.
وهذا يفسر إقبال الأطفال على تلك الأقراص عندما تقع في أيديهم، السبب الثاني أن كثيراً من المستحضرات الكيميائية يحتفظ به في البيوت دون تدوين اسم المستحضر على وعاء الحفظ ( زجاجة كانت أو علبة أو غير ذلك) بخط كبير واضح سهل القراءة، وقد حدث ذات مرة أن استيقظ والد في الثانية صباحاً على صوت سعال ( كحة ) ابنته المصابة بالربو الشعبي، وقد سارع الرجل لإعطاء ابنته الدواء المسكن للسعال، وبعد دقيقتين تذكر أنه أعطاها سائلاً قاتلاً بدلاً من الدواء المسكن للسعال، والسبب أن الزجاجتين كانتا متشابهتين في الشكل ولم يكن موضحاً على كل منهما اسم المستحضر الموجود، ومما يَسّر وقوع الخطأ أن الزجاجتين كانتا متجاورتين على رف في المطبخ! ومن حسن طالع الفتاة أن والدها تذكر الخطأ بسرعة فأحضرها إلى المستشفى حيث جرى إسعافها، فهل تترك مثل هذه الأمور لحسن الطالع؟!
عزيزي المربي اصرف بعض الوقت في تصنيف وتبويب كافة المستحضرات الكيميائية الموجودة في بيتك واحفظها في أماكن مناسبة بعيدة عن متناول الأطفال.
الحرائق
الإهمال في المطابخ خاصة قد يؤدي لحرائق صغيرة سرعان ما تغدو كبيرة فوجود الغاز على مقربة من استخدام ولعب الأطفال وكذلك القداحات فكثير من الحرائق تشتعل من ورقة أشعلها طفل وقبل فترة نشرت الجرائد الكويتية حادثة وقعت لـ طفلة معاقة احترقت في شقتها بعد أن خرج والدها وترك المكواة الكهربائية دون فصلها ولم يكن هناك من ينجدها فاحترقت الشقة!
العوائق والحواجز
كثير من الناس لا يعبأ بالنظام والترتيب في البيت، فيضع ( أو بالدقة يلقي) أي شيء في أي مكان، فتجد الدرج ( السلالم) وقد تحول إلى أرفف لإلقاء الأشياء.. وتجد المقاعد وقد تحولت إلى مستودع للأشياء الملقاة وفي مثل هذه البيوت يندر أن توجد مساحة شاغرة إلا وقد ألقى فيها شيء، وبغض النظر عن انطباع الفوضى الذي يتكون عند الناظر إلى جنبات تلك المنازل فإن بعثرة الأشياء في البيوت يحولها من واحة للراحة إلى ميدان للعوائق والحواجز.
مثل هذه المنازل تعتبر مصدراً دائماً للحوادث والخطر، خصوصاً بالنسبة للأطفال الذي يحولهم استكشاف البيئة المحيطة بهم فيدفعهم الفضول إلى كل ركن في البيت ويكون احتمال وقوع حادثة للطفل كبيراً عندما يكون البيت مكتظاً بالحواجز والعوائق، وعندما يكون كل شيء في البيت منثوراً.
عزيزي المربي كثير من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال تكون ناتجة عن قصور في وسائل التأمين داخل المنزل... وبإمكانك تجنبها إذا بدأت الآن بترتيب منزلك وإلقاء نظرة جديدة على مكامن الخطر والتخلص منها فوراً. اسامة سلامة italia