الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله أحمده حمدًا كما ينبغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه و أستغفره لما أزلفت و أخرت استغفار من يقر بعبوديته ويعلم أنه لا يغفر الذنوب و لا ينجيه منه الا هو وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه وسلم
مما لا شك فيه أن فوائد العلم عظيمة وكثيرة أهمها وأعظمها معرفة الخالق يقول الله عز و جل" فاعلم أنه لا اله الا الله و استغفر لذنبك" ومعرفة أن الطاعة والعبادة هى متابعة الشرع فى الأوامر والنواهى بالقول والفعل يعنى كل ما تقول وتفعل وتترك يكون بشرع الله ومتابعة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان العلم والعمل بلا اقتداء لشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو ضلالة و ينبغى لك أيها المسلم الكريم أن لا تغتر بالشطح و طامات الصوفية ويجب على كل مسلم أن يدرس ويحصل من علم الشريعة قدر ما يؤدى به أوامر الله تعالى فمثلا عندما نصلى يجب أن نصلى كما صلى الرسول صلى الله عليه و سلم لأنه أمرنا بذلك حيث قال" صلوا كما رأيتمونى أصلى " رواه البخارى فيجب علينا جميعا أن نقرأ عن صفة صلاة النبى صلى الله عليه وسلم من التكبير الى التسليم وقد تحدث حاتم الأصم عن بعض فوائد ا لعلم فقال: 1ـ انى نظرت الى الخلق فرأيت لكل منهم محبوبا يحبه وبعض ذلك المحبوب يصاحبه الى مرض الموت و بعضه يصاحبه الى شفير القبر ثم يرجع كله ويتركه فريدا وحيدا ولا يدخل معه فى قبره منهم أحد فتفكرت و قلت أفضل محبوب للمرء ما يدخل معه فى القبر و يؤانسه فيه فما وجدت غير الأعمال الصالحة فأخذتها محبوبا لى لتكون لى سراجا فى قبرى و تؤانسنى فيه ولا تتركنى فريدا
أما الفائدة الثانية انى رأيت الخلق يميلون الى أهوائهم فتأملت قوله تعالى" وأمامن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هى المأوى"سورة النازعات فبادرت الى خلاف نفسىوتشمرت بمجاهدتها وما متعتها بهواهاحتى انقادت و رضيت بطاعة الله سبحانه وتعالى أما الفائدة الثالثة انى رأيت كل واحد من الناس يسعى فى جمع حطام الدنيا ثم يمسكه قابضا يده عليه فتأملت فى
قوله تعالى" ما عندكم ينفد وما عند الله باق" سورة النحل فبذلت محصولى من الدنيا لوجه الله تعالى ليكون ذخرا لى عند الله
أسأل الله أن يثبتنا على الصراط المستقيم وأن يختم لنا بالشهادة و أن يرزقنا عيشة الأبرار و أن يعتق رقابنا ورقاب آبائنا من النار وصلى الله على سيدنا محمد وآله و صحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين