هل تتصور - أو تتصورين – دخول الجنة دون أحبابك المقرّبين؟! فلنغرس لذلك غرساً إن كنا صادقين؟!
جميل وأجمل..!
كم هو جميل أن تجد لأهل البيت الواحد سمتاً متشابهاً في أوقات العبادة، فالأولاد وقت الصلاة مع والدهم في المسجد، في الوقت نفسه الذي تؤدي فيه البنات الفريضة مع الأم في البيت.
والأجمل من ذلك أن يتعدى الأمر الفرائض إلى النوافل؛ فتجد أفراد الأسرة جميعاً حريصين على سنن معينة لفضلها وجزيل ثوابها.
ويربو على ذلك ويفوقه إلى مراتب أعلى أن يتعدى هذا السمت نطاق العبادات الفردية إلى ما يتعدى أثره إلى الغير؛ من صدقة وصلة وإحسان إلى الخلق.
وما يكون ذلك الاجتماع على الفضائل في بيت إلا بتربية دؤوبة وتعاهد كريم وغرس مبارك؛ وهمم عالية من أناس تمثلوا قوله تعالى: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا..} (التحريم/6).
خطوات إلى الجنة!
يحتاج رعاة البيوت إلى خطوات ذكية مع أهل البيت، ما بين ترغيب وترهيب، وتحذير وتحبيب.. سعياً إلى جنة عرضها السموات والأرض!
والنوافل بعد الفرائض ميدان عظيم للحث على التسابق في حب العبادة والمسارعة إليها.
ولنضرب مثلاً بالسنن الرواتب، والأربع بعد الظهر، وفضلها العظيم:
فعندما نحثهم على فعلها.. نذكر ما جاء في فضلها العظيم (بيت في الجنة).. وأننا كما نفرح ببيتنا في الدنيا الذي يضمنا جميعاً في سرور وهناء.. فنحن أحوج إلى بيت في الجنة حيث السعادة الأبدية والحياة الكاملة الحقيقية.
وعلى المنوال نفسه.. وبذكاء تربوي مماثل في العرض والتشويق.. نحثهم في خطوة لاحقة على إضافة ركعتين لراتبة بعد الظهر لتكون أربع ركعات قبل الظهر وأربع ركعات بعده؛ لورود فضل عظيم آخر لمن حافظ على هذه الأربع بتحريمه على النار.
وهكذا تكون مادة التشويق والترغيب والترهيب هي أن أننا نريد أن ننجو جميعاً من النار وندخل بيتنا في الجنة بسلام بإذن الكريم المنّان!
وهلّم جراً من النوافل والفضائل، وتجنب المكروهات والمنكرات!
كما في الحث على صدقة السر – مثلاً - بالتشويق إلى أن يظلنا الله بظله "يوم لا ظل إلا ظله"، وفي صلة الرحم برغبتنا في أن يصلنا الله ويرحمنا.