ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: دروس وعبر .....من حادث الاسراء والمعراج الإثنين 25 أبريل - 21:55:06 | |
|
.
دروس وعبر ........من حادث الإسراء و المعراج : ============================== عناصر الموضوع : ============ 1-العنصر الأول : ان في المحن منح ....و أن الفرج مع الكرب 2- العنصر الثاني : العبودية أعلى مقام للبشر 3- العنصر الثالث : الثبات على الحق والتزام المبدأ : 4- العنصر الرابع :انتقال خلافة الأرض من الأمة المغضوب عليها 5- العنصر الخامس: ارث الأمة الإسلامية للمسجد الأقصى 6- العنصر السادس إن صلاة النبي - صل الله عليه وسلم - بالأنبياء إماما لهم في بيت المقدس، دليل على وحدة الأديان السماوية 7- العنصر السابع الأعلام المضلل و اثره في قصة الإسراء و المعراج 8- العنصر الثامن الثبات على المبدأ
******* ***** *** 1-العنصر الأول :أن في المحن منح ..... و أن الفرج مع الكرب : ========================================
اخى فى الله: اعلم علمني الله و إياك : أنه توالت على رسول الله قبيل حادثة الإسراء والمعراج الحوادث والأزمات الكثيرة، فإلى جانب ما كان يلاقيه من عنتٍ وعذاب الكفار له وتصديهم لدعوته وإنزال الأذى والضرر به وبمن تبعوه، فَقَد نصيرًا وظهيرًا له هو عمه أبو طالب، كذلك فَقَد شريكة حياته وحامية ظهره السيدة خديجة التي كانت له السند والعون على تحمُّل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية، كلاهما مات قبيل حادثة الإسراء والمعراج؛ ولذا سمي هذا العام "عام الحزن " . ومن هنا كان إنعام الله على عبده ورسوله محمد بهذه المعجزةالعظيمة؛ تطييبًا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه... ثم ليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد. واسمع معى لدعائه الشريف ....عقب عودته من الطائف ماذا قال في الطائف ؟ وصدقوا ............. أنه ما من دعاء ينطبق على المسلمين اليوم كهذا الدعاء ، (( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا رب المستضعفين ، )) والله الأمة الإسلامية بأكملها ، المليار وخمسمئة مليون مسلم ، بدءاًً من قاعدتها إلى قممها ، لا وزن لها في الأرض ، بأي شيء لا يعبأ بها ، ولا باحتجاجها ، ولا بغضبها ، ولا بتنديدها ، كأنها غير موجودة ، مع أن الثروات عندها ، والموقع الاستراتيجي عندها ، وبيدها خيارات لا تعد ولا تحصى ، لكن فتتوها ، جزئوها ، جعلوها مشرذمة ، هذا الذي حصل . (( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، يا رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى صديق يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ؟ اللهم إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولك العتبى حتى ترضى ، لكن عافيتك أوسع لي )) [ السيرة النبوية ] .،،،. فكافأه الله تعالى بما يلي: ================= 1.-استجابة عبد يسمى عداس إلى الإسلام بعد رفض الكثير له، وهداية واحد خير من الدنيا وما عليها. 2.-ساق الله إليه نفرًا من الجن يستمعون القرآن وأحسنوا الاستماع والإنصات ثم فهموا واجبهم فولوا إلى قومه منذرين. 3.-استجابة ستة من أهل يثرب هم طلائع الدعوة في المدينة المنورة والتمكين للإسلام في الأرض، ومنهم أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، هذا بعد أن رفضت كل القبائل الأخرى منهم بنو كلب وبنو حنيفة، وبنو عامر بن صعصعة وفزارة وغسان دمرة وسليم وعيس وبنو نضر وكندة وعذرة والحضارمة. وهؤلاء كانوا نواة الدعوة التي نشرت الإسلام في يثرب وتحولت بهم الجماعة الإسلامية المطاردة في مكة إلى دولة ذات عز وتمكين في المدينة المنورة . 4.-عدد من أشراف قبائلهم وقومهم منهم : سويد بن الصامت الشاعر وإياس بن معاذ وأبو ذر الغفاري والطفيل بن عمرو الدوسي سيد قبيلة دوس. 5.-الإسراء إلى بيت المقدس والمعراج إلى الملأ الأعلى فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى. 2- العنصر الثاني : العبودية ......أعلى مقام للبشر : =============================== اعلم زادك الله علما : أن من علو قدر النبي- صل الله عليه وسلم - عند ربه أنّ الله تعالى لا يخاطبه باسمه وإنما يخاطبه بوصف النبوة والرسالة بقوله: ﴿يا أيها النبيُّ﴾، و ﴿يا أيها الرسولُ﴾ وإنما ذكر أسمه الشريف في خمسة مواضع من القرآن الكريم جاءت بصيغة الإخبار لا الإنشاء، قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} . صدق الله العظيم وقال سبحانه وتعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾. صدق الله العظيم لكن في آية الإسراء وصفه بوصف آخر، ألا وهو: وصف العبودية. وحكمة ذلك والله اعلم أنَّ الإنسان الذي أسري به هو بشرٌ مثلُكم وهو محمد بن عبد الله- صل الله عليه وسلم - وليخبرنا الله تعالى لو أن نبيكم رفع إلى السماء أو مشى على الماء أو طار في الهواء فهو عبد يتشرف بنسبته إليّ، ولا ينبغي لأحد أن يتعالى ويدّعي مقاما فوق الخلق فلا تضل به أمته فتجعله إلها يُعْبد حاشاه عن ذلك، كما ضلت أمة المسيح حيث ادّعته إلهاً. وليثبت لنا أن العبوديةَ له هي أسمى المراتب التي يصلُ إليها الإنسان.. فالعبوديةُ لله عزّةٌ ما بعدها عزّة.. وعطاء ما بعده عطاء إذن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتَ أنظارَنا إلى (أنّ العبودية له هي أعلى وسام ينعم الله به على الفرد) قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً﴾ ، صدق الله العظيم وقال عن أيوب عليه الصلاة والسلام: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾، صدق الله العظيم . ألا ترى أنه لما ذكر موسى عليه السلام عند المناجاة باسمه فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾ صدق الله العظيم قال أبو حيان: (لو كان لرسول الله - صل الله عليه وسلم - اسمٌ أشرف منه لسماه به في تلك الحالة) قال ابن عجيبة: (العبودية أشرف الحالات وأرفع المقامات، بها شَرَفُ من شَرُفَ، وارتفعَ من ارتفعَ، عند الله، وما خاطب الله أحبَّاءه إلا بالعبودية، فقال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً﴾ صدق الله العظيم [الإسراء:1]، وقال: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَاذْكُرْ عَبدَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾ صدق الله العظيم [صَ: 45]، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ﴾ صدق الله العظيم. [صَ: 17]، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيْوُّبَ﴾ صدق الله العظيم [صَ: 41]، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ صدق الله العظيم [صَ: 30]... إلى غير ذلك) . *** 3- العنصر الثالث : الثبات على الحق ...والتزام المبدأ : ================================== ويتضح ذلك من المشهد الذي رآه النبي صل الله عليه وسلم لماشطة ابنة فرعون , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم: لمَّا كَانَ اللَّيْلَةُ الَّتِى أُسْرِىَ بِى فِيهَا أَتَتْ عَلَىَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ فَقَالَ : هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلاَدِهَا. قَالَ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهَا قَالَ بَيْنَا هِىَ تَمْشُطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ سَقَطَتِ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا فَقَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ أَبِى قَالَتْ لاَ وَلَكِنْ رَبِّى وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ. قَالَتْ أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ قَالَتْ نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ فدَعَاهَا فَقَالَ يَا فُلاَنَةُ وَإِنَّ لَكَ رَبًّا غَيْرِى قَالَتْ نَعَمْ رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ. فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِىَ وَأَوْلاَدُهَا فِيهَا قَالَتْ لَهُ إِنَّ لِى إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ وَمَا حَاجَتُكِ قَالَتْ أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِى وَعِظَامَ وَلَدِى فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَتَدْفِنَنَا. قَالَ ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ. قَالَ فَأَمَرَ بِأَوْلاَدِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِىٍّ لَهَا مُرْضَعٍ وكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ قَالَ يَا أُمَّهْ اقْتَحِمِى فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ فَاقْتَحَمَتْ. أخرجه أحمد *** 4- العنصر الرابع :انتقال خلافة الأرض : ========================== من الأمة المغضوب عليها و الأمة الضالة ....إلى الأمة الراشدة :
و هذه من حكم الإسراء إلى بيت المقدس مقر حكم النصارى و اليهود حيث قد افسدوا الحياة الدنية و الدنيوية و حادوا عن الصراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم و الضالين فكان ذهاب النبي إلى هناك بمثالة حفل كبير جمع الأنبياء و المرسلين لنقل القيادة من بني إسرائيل إلى الأمة المحمدية • أنَّ القيادة الرُّوحيَّة للأمم قد ذهبتْ إلى غير رجعة مِن أيدي بني إسرائيل بعدَ أن كانتْ لهم زمانًا طويلاً. • أنَّ الله - تعالى - نَزَع الملك من بني إسرائيل على البيت المقدَّس والمدينة المقدسة، لَمَّا زاد طغيانُهم وبُعدُهم عن شرْع الله - تعالى - الذي ارتضاه لهم، وأنَّ الأيَّام السود النَّحِسات قد كشَّرت عن أنيابها أيضًا للمسلمين القاطنين حولَه، ولا أظنُّ إلاَّ أنَّ الذين حولَه هم كلُّ المسلمين بديارهم، وكل أوطانهم، بسبب بُعْدِهم عن الله أيضًا؛ قال الله – تعالى -: بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} صدق الله العظيم [طه: 124]. وليس هناك في الضنكِ من معنًى أسوأ منه في جانب العِزَّة الضائعة، والأوطان المستباحة، والكرامة المُهْدَرة، فهي إذًا سُنَّةٌ من الله ماضية بأنَّ مَن أعرض عن الهُدَى أُورِثَ الضلالَ والضنك. * و تأمل بعض جرائم هؤلاء التي لا تأهلهم لقيادة البشيرة لقد سجل القرآن طرفا من وقاحتهم قال جل ذكره: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ صدق الله العظيم [آل عمران: 181] وقال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ صدق الله العظيم [المائدة: 64]. *طعنهم في الأنبياء ونسبة القبائح إليهم: فمن ذلك أن نبي الله هارون صنع عجلا وعبده مع بني إسرائيل (سفر الخروج إصحاح 32 عدد1) وأن إبراهيم عليه السلام قدم امرأته سارة إلى فرعون حتى ينال الخير بسببها (تكوين 12:14) وأن لوطا عليه السلام شرب خمرا حتى سكر ثم قام على ابنتيه فزنى بهما (تكوين 19:30) وأن داود عليه السلام زنى بزوجة رجل من قواد جيشه ثم دبر حيلة لقتل الرجل ولما قتل أخذ داود الزوجة وضمها إلى نسائه فولدت له سليمان (سفر صموئيل الثاني إصحاح 11 عدد1) وأن سليمان ارتد في آخر عمره وعبد الأصنام وبنى لها المعابد (سفر الملوك الأول 11:5). بل كان قتل الأنبياء عادة شيطانية متأصلة فيهم، فقال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴾ صدق الله العظيم [المائدة: 70]، فقتلوا من الأنبياء : حزقيال وأشعيا وأرميا ويحيى وزكريا بل انهم حاولوا قتل عيسى عيه السلام فنجاه الله تعالى منهم ورفعه إلى السماء، ومخاليق تقتل الأنبياء وتذبحهم وتنشرهم بالمناشير لا ينتظر منها إلا استباحة دماء البشر واستباحة كل وسيلة قذرة تنفس عن أحقادهم وفسقهم. *** 5- العنصر الخامس: ارث الأمة الإسلامية للمسجد الأقصى : ====================================== ومِن ذِكْرى الإسراء والمعراج يجب ألاَّ ننسى أنَّ القدس وديعةُ سيِّدنا رسول الله - صلَّ الله عليه وسلَّم - لكلِّ المسلمين، ففي درج البيان الذي يَشرحُ التاريخَ رسالةٌ هامَّةٌ لكلِّ مسلم: أنَّ عليه واجبًا نحوَ البيت المقدس أيًّا كان موقعُه وموضعُه، وفحواها: • أنَّ التاريخَ قد سجَّل منذُ أزمان أنَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب قد فَتَحها، وأنَّ صلاح الدِّين الأيوبيَّ قد حرَّرها، فسجِّلوا أنفسكم في ديوان النصر، فإنَّه قادم لا محالة، وقد يُبطئ زمنًا؛ لكن له موعدٌ قدَّره ربُّنا الرحمن – سبحانه. فالقدس قدسية إسلامية، وهي تمثل في حس المسلمين ووعيهم الإسلامي: 1-القدس: القبلة الأولى: أول ما تمثله القدس في حس المسلمين وفي وعيهم وفكرهم الديني أنها القبلة الأولى التي ظل رسول الله - صل الله عليه وسلم - وأصحابه يتوجهون إليها في صلاتهم منذ فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج وظلوا يصلون إليها في مكة، وبعد هجرتهم إلى المدينة، حتى نزل القرآن يأمرهم بالتوجه إلى الكعبة، كما قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ صدق الله العظيم 2- القدس ثالث المدن المعظمة: القدس ثالث المدن المعظمة في الإسلام فالمدينة الأولى هي مكة المكرمة، التي شرفها الله بالمسجد الحرام، والمدينة الثانية هي طيبة (أي المدينة المنورة)، التي شرفها الله بالمسجد النبوي، والتي ضمت قبره - صل الله عليه وسلم -، والثالثة مدينة القدس، التي شرفها الله بالمسجد الأقصى. وقد أعلن القرآن عن أهمية المسجد الأقصى وبركته، قبل بناء المسجد النبوي، وقبل الهجرة بسنوات، والإسلام حين جعل المسجد الأقصى ثالث المسجدين العظيمين في الإسلام، وبالتالي أضاف القدس إلى المدينتين الإسلاميتين المعظمتين (مكة والمدينة) ليقرر مبدأً هاماً من مبادئه، وهو أنه جاء ليبني لا ليهدم، وليتمم لا ليحطم، فالقدس كانت أرض النبوات، ضوالمسلمون أولى الناس بأنبياء الله ورسله كما قال الرسول - صل الله عليه وسلم - ليهود المدينة: ((نحن أولى بموسى منكم)). 3- القدس أرض النبوات والبركات: القدس هي جزء من أرض فلسطين، ولقد وصف الله هذه الأرض بالبركة في خمسة مواضع في كتابه العزيز:- أ- بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه ﴾ صدق الله العظيم في سورة الإسراء حين وصف المسجد الأقصى بهذا. ب- بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } صدق الله العظيم حين تحدث في قصة خليله إبراهيم. ت- بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ صدق الله العظيم في قصة موسى حيث قال هذا عن بني إسرائيل بعد إغراق فرعون وجنوده. ث- بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ صدق الله العظيم وهذا في قصة سليمان وما سخر الله له من ملك لا ينبغي لأحد بعده ومنه تسخير الريح. ج - بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ صدق الله العظيم في قصة سبأ وكيف من الله عليهم بالأمن، فهذه القرى التي بارك الله فيها هي قرى الشام وفلسطين. *** 6- العنصر السادس إن صلاة النبي - صل الله عليه وسلم - بالأنبياء إماما لهم في بيت المقدس، =========================================================== دليل على وحدة الأديان السماوية : ======================== أنها كلها من مشكاة واحدة، وأن الدين الخاتم، الذى نسخ الأديان قبله، وأصبح على كل من عرفه أن يؤمن به هو الإسلام. قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ صدق الله العظيم [آل عمران]. ويقول النبي - صل الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، لو كان موسى حيا، ما وسعه إلا أن يتبعني" حسنه في الإرواء. ويحسم هذه المسألة قول النبي - صل الله عليه وسلم - الصريح: "وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ: يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِي، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" مسلم. فهل هو دين واحد، نسعى لإقناع غيرنا به بالتي هي أحسن ؟؟؟؟؟؟؟ ام هو التعايش بين الإسلام وأديان أخرى تناقض التوحيد، وتشرك برب العالمين؟. *** 7- العنصر السابع : ......الأعلام المضلل . و اثره في قصة الإسراء و المعراج : ================================================== فقد روى ابن عبَّاسٍ قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: "لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ فَظِعْتُ بِأَمْرِي، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ". فَقَعَدَ مُعْتَزِلاً حَزِينًا، قَالَ: فَمَرَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "نَعَمْ". قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: "إِنَّهُ أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ". قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَال: "إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ". ه قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَلَمْ يَرَ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِذَا دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ تُحَدِّثهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "نَعَمْ". فَقَالَ: هَيَا يَا مَعْشَرَ بني كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. حَتَّى قَالَ: فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا. قَالَ: حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ". قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قُلْتُ: "إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ". قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعَجِّبًا لِلْكَذِبِ زَعَمَ قَالُوا: وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ - قَالَ - : فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ، حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عِقَالٍ أَوْ عَقِيلٍ، فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ". قَالَ: وَكَانَ مَعَ هَذَا نَعْتٌ لَمْ أَحْفَظْهُ. قَالَ: فَقَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَصَاب. *** 8- العنصر الثامن .... الثبات على المبدأ : =========================== قد كان حادث الإسراء مُستغربًا عند البشر، إلا أن رجلاً كأبي بكر الصديق لم يُخالجْ هذا الاستغراب داخله، ولم يتردَّد في تصديقه؛ قال له الكفار: إن صاحبك يزعم أنه أُسري به الليلة إلى بيت المقدس ثم عاد، ونحن نقطع أكباد الإبل شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا، وكان أبو بكر فطنًا فلم يقل لهم مباشرة: لقد صدق؛ لاحتمال أنهم افتعلوا هذا الأمر ونسبَوه إلى المصطفى - صل الله عليه وسلم - إنما قال: إن كان قال فقد صدق؛ إني أصدِّقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدِّقه في خبر السماء، فاستحق بهذا التصديق أن يكون صدِّيقًا، بل مِن حينها كان جديرًا أن يكون ثاني اثنين، واستحقَّ أن يكون إيمانه أثقل من إيمان الأمة جميعها. وقصة الإسراء والمعراج هي قضية الثبات على المبدأ المتمثِّل في موقف سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - وقضية القدرة الإلهية التي تُضمِّد جراح المُخلِصين لها وتمدُّهم بالعون والمدَد، والقصَّة العظيمة يجب ألا تقاس بمقياس العقول البشرية، ضوهي تدعو الدعاة إلى الصبر على الطريق غير المحفوف بالورود، ووتوجِّه رسالةً إلى المسلمين أن يستيقظوا من رقدتِهم الطويلة، وأن يهبُّوا هبَّة رجل واحد لتطهير بيت المقدس من أعداء الله الذين قالوا: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ﴾ صدق الله العظيم [المائدة]، الذين ذهبوا إلى قبر صلاح الدين ونادَوا عليه وقالوا: ها نحن هنا يا صلاح الدين !!!!!!!!!!!!! ******* ***** *** تلك بعض الدروس المستخلصة من حادث الاسراء والمعراج لعل الله يجعلها فى موازين اعمالنا يوم نلقاه والله من وراء القصد .... وهو الهادى الى سواء الصراط .
والى لقاء اخر ...ان شاء الله تعالى . وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
.
| |
|