ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: شهر الله المحرم .... اول الاشهر الحرم .... السبت 25 أكتوبر - 1:46:02 | |
|
شهر الله المحرم .... هو اول الاشهر الحرم
الحمد لله رب العالمين
نستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فالصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وبعد:
إن من نعم الله _تعالى_ على عباده،
أن يوالي مواسم الخيرات عليهم
ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله،
فما أن انقضى موسم الحج المبارك،
إلا وتبعه شهر كريم
هو شهر الله المحرم،
فلعلنا نشير إلى شيء من فضائله وأحكامه.
أولاً: حرمة شهر الله المحرم:
قال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ،
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ،
وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
صدق الله العظيم
(التوبة:36)،
وعن أبي بكرة _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_
خطب في حَجِّتِه،
فقال:
" ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم،
ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب مضر بين جمادى وشعبان"،
الحديث متفق عليه.
قال القرطبي:
"خص الله _تعالى_ الأشهر الحرم بالذكر
ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها،
وإن كان منهياً عنه في كل الزمان،
كما قال _تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
: " فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَج ِّ"
صدق الله العظيم
(البقرة: من الآية197).
وعلى هذا أكثر أهل التأويل،
أي: لا تظلموا في الأربعة أشهر الحرم أنفسكم،
وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال:
" فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم ْ" في الاثني عشر"
قال ابن كثير:
"وقد اختلف العلماء في تحريم ابتداء القتال في الشهر الحرام،
هل هو منسوخ أو محكم على قولين:
الأول وهو الأشهر :
أنه منسوخ؛
لأنه _تعالى_ قال هاهنا
: "فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"
وأمر بقتال المشركين،
وظاهر السياق مشعر بأنه أمر بذلك أمراً عاماً،
ولو كان محرماً في الشهر الحرام لأوشك أن يقيده بانسلاخها،
ولأن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حاصر أهل الطائف في شهر حرام
وهو ذو القعدة
كما ثبت في الصحيحين،
والقول الثاني :
إن ابتداء القتال في الشهر الحرام حرام،
وأنه لم ينسخ تحريم الشهر الحرام؛
لقوله _تعالى_
:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ "
(المائدة: من الآية2)
ويحتمل أنه أذن للمؤمنين بقتال المشركين في الشهر الحرام
إذا كانت البداءة منهم"
ثانياً:
فضل الإكثار من صيام التطوع في شهر المحرم:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ.
وَأَفْضَلُ الصََّلاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صََلاةُ اللَّيْلِ.
( صحيح مسلم، 1163(202)) .
فمما يسن صيامه شهر المحرم،
وهو الذي يلي شهر ذي الحجة،
وهو الذي جعله الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
أول شهور السنة،
وصومه أفضل الصيام بعد رمضان.
( الشرح الممتع على زاد المستقنع: (6/468-469) ).
والظاهر أن المراد جميع شهر المحرم.
( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (4/467)) .
ولكن حيث ورد أنه صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا إلا رمضان،
للحديث التالي:
(2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا كُلَّهُ؟
قَالَتْ:
مَا عَلِمْتُهُ صَامَ شَهْرًا كُلَّهُ إَِلا رَمَضَانَ،
وََلا أَفْطَرَهُ كُلَّهُ حَتَّى يَصُومَ مِنْهُ،
حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ صلى الله عليه وسلم
. ( صحيح مسلم، 1156(173)) .
فيُحمل الحديث (1) على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر المحرم.
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم
) تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم.
وأضاف الشهر إلى الله تعظيما.
( تحفة الأحوذي: (3/164)) .
فإن قلت
: قد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان,
وهذا الحديث يدل على أن أفضل الصيام بعد صيام رمضان هو صيام المحرم.
فكيف أكثر النبي صلى الله عليه وسلم منه في شعبان دون المحرم؟
ففيه جوابان:
أحدهما
: لعله إنما علم فضله في آخر حياته,
والثاني:
لعله كان يعرض فيه أعذار,
من سفر أو مرض أو غيرهما.
( شرح صحيح مسلم: (4/312) ).
وقد ورد في الحض على صيام التطوع مطلقا
ثالثا:
نجاة موسى _عليه السلام_ وقومه،
وأغراق فرعون وقومه
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث ،
عظيم ونصر مبين،
أظهر الله فيه الحق على الباطل؛
حيث أنجى فيه موسى _عليه السلام_ وقومه،
وأغرق فرعون وقومه،
فهو يوم له فضيلة عظيمة،
ومنزلة قديمة.
عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
قدم المدينة
فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء،
فقال لهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:
"ما هذا اليوم الذي تصومونه؟"
فقالوا:
هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه،
و أغرق فرعون وقومه،
فصامه موسى شكراً،
فنحن نصومه،
فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:
"فنحن أحق وأولى بموسى منكم"
فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأمر بصيامه"،
متفق عليه،
ولأحمد عن أبي هريرة نحوه وزاد فيه:
" وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا ً" .
وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال:
" ما رأيت النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره
إلا هذا اليوم يوم عاشوراء،
وهذا الشهر يعني شهر رمضان"،
متفق عليه.
قال ابن حجر: "
هذا يقتضي أن يوم عاشوراء أفضل الأيام للصائم بعد رمضان،
لكن ابن عباس أسند ذلك إلى علمه،
فليس فيه ما يرد علم غيره،
وقد روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً أن صوم عاشوراء يكفر سنة،
وأن صيام يوم عرفة يكفر سنتين،
وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام عاشوراء،
وقد قيل في الحكمة في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى _عليه السلام_،
ويوم عرفة منسوب إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_
فلذلك كان أفضل"
وعن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:
" أرسل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ غداة عاشوراء
إلى قرى الأنصار التي حول المدينة
"من كان أصبح صائماً فليتم صومه،
ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه"
فكنا بعد ذلك نصومه ونصوِّم صبياننا الصغار،
ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن،
فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه
حتى يكون عند الإفطار" ،
متفق عليه
ححعحعحعحعحعحعحهحهححهحهحه
الهجرة النبوية الشريفة
يمر عام بعد عام بعد عام
وتتجدد ذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة،
ويتذكر المسلمون تاريخ الآباء والأجداد بهذه المناسبة،
ويتدارسون سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير الصحابة الكرام رضي الله عنهم،
فسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تحد آثارها بحدود الزمان والمكان،
وخاصة أنها سيرة القدوة الحسنة والقيادة الراشدة
قيادة محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين.
ويعتبر حادث الهجرة فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية،
هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية،
ولقد كان لهذه الحادث آثار جليلة على المسلمين،
ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن آثاره الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر،
كما أن آثاره شملت الإنسانية أيضاً، لأن الحضارة الإسلامية
التي قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية،
قدمت، ولا زالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة،
التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع،
والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان .
وكان الهدف من الهجرة هدفاً عظيماً،
وهو الانتقال بالرسالة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة،
وإيجاد موطئ قدم للدعوة لكي تنعم بالأمن والاستقرار
حتى تستطيع أن تبني نفسها من الداخل وتنطلق لتحقيق أهدافها في الخارج.
فالهجرة لم تكن انتقالاً مادياً من بلد إلى آخر فحسب،
ولكنها كانت انتقالاً معنوياً من حال إلى حال،
إذ نقلت الدعوة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة ومن حالة القلة إلى الكثرة،
ومن حالة التفرقة إلى الوحدة، ومن حالة الجمود إلى الحركة،
فأنجبت دولة حضارية في زمن قياسي في تاريخ الأمم.
إن الحديث عن الهجرة يجب ألا نقف فيه عند مظاهر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم،
ونسرد التفاصيل التي وردت عنها،
بل نحن مطالبون بالغوص في عميق جذرها،
وتحليل فلسفتها
كي نعي وندرك منها بعضًا من سبل الخلاص لأنفسنا وأمتنا الكريمة.
ونحن نعيش هذه الأيام في ظلال رأس السنة الهجرية،
ولا شك أن السيرة النبوية مليئة بالدروس والعبر، في العقيدة،
وفي المشاعر، وفي السلوك،
قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
صدق الله العظيم
وإنه ليحضرني في هذه المناسبة العظيمة
أفكار ودلالات كثيرة
أحببت أن أصوغها على شكل رسائل قصيرة:
1. الاحتفال بالهجرة ليس بدعة ولا ضلالة،
وإنما هو تنفيذ لأمر الله تعالى حيث قال
{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه}
ولعل الهجرة أعظم أيام الله على الإطلاق،
ولذلك اختاروها للتأريخ بها دون غيرها من وقائع السيرة.
2. الإسلام دين شامل لكل جوانب الحياة،
ولما لم يستطع المسلمون تحقيق ذلك في مكة كانت الهجرة،
ووضع الدستور من خلال (الوثيقة) وبها قام المجتمع الإسلامي،
وتحققت الدولة الإسلامية، التي طبقت التشريعات الإسلامية،
ودافعت عن المسلمين، ونشرت الإسلام، وحققت لهم السعادة والعزة.
ولما جاء الاستعمار ألغى الشريعة ومزق الدولة الإسلامية.
فهل نفهم الإسلام دينا شاملا لكل مجالات الحياة؟
وهل نعيشه بعقولنا وقلوبنا وجوارحنا؟
3. لا يجوز للمسلم أن يكون سلبيا تُجاه قضايا دينه وأمته،
بل يجب عليه أن يكون إيجابيا،
فقد مدح الله تعالى العاملين،
وذم المتخاذلين،
فقال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا
أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ،
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا}.
صدق الله العظيم
فهل نحن إيجابيون تُجاه قضايا ديننا وأمتنا؟
4. التخطيط لا الارتجال،
فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم الهدف،
ثم وضع له خطة مفصلة لإنجاح الهجرة،
فاختار الزمان،
واختار المكان،
واختار الأشخاص ودور كل منهم إلخ.
فهل نضع أهدافنا بعناية،
وهل نخطط لها بطريقة سليمة على كافة المستويات.
5. الأخلاق والقيم،
فقد أبقى النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه
لرد الأمانات لمشركي قريش،
وهم الذين يحاولون قتله.
فمتى نصبح المثل الأخلاقي الأعلى على مستوى العالم؟
6. {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}
نعم من كان مع الله كان الله معه
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}
وفي الحديث (تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).
فمتى تكون أمتنا مع الله ليكون الله معنا؟
7. لا نجاح دون تضحيات،
وكلما عظم الهدف عظمت التضحيات
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ
مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ
أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}
وعلى رأس المقدمين للتضحيات رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وعمر، وعلي، وابن عمر، وصهيب، وأبو سلمة.
فهل نحن مستعدون لتقديم التضحيات من أوقاتنا وجهودنا وأموالنا بل وأنفسنا للفوز بالجنة؟
8. الأفعال أهم من الأقوال،
والدعوة العملية إلى الإسلام أعظم أثرا من الدعوة باللسان،
فكان يكفي غير المسلم أن يزور المدينة المنورة
فيرى فيها الإسلام مطبقا ليدخل في الإسلام،
ولذلك بعد الهجرة دخل الناس في دين الله أفواجا.
فهل قدمنا للعالم في ظل أزماته نموذجا إسلاميا معاصرا
يحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها؟
9. الوطنية دون إقليمية،
فقد هاجر المسلون من مكة وهي أحب بقاع الأرض إليهم،
ولكنهم ما كانوا يوما إقليميين،
بل آخى الإسلام بينهم وبين الأنصار في المدينة،
والمقياس هو التقوى،
وليس مكان الولادة
{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
فهل تسامينا في أعماقنا وفي مجالسنا الخاصة فوق الإقليميات الضيقة؟
وهل جعلنا التقوى بمعناه الشامل مقياسا لنا؟.
10. دعوها فإنها منتنة،
لقد لعب اليهود طويلا على حبل القبلية والعشائرية الضيقة بين الأوس والخزرج،
وقامت معارك متعددة،
وسالت دماء،
فلما كانت الهجرة انتهت العصبية القبلية،
وبقي الانتماء الإيجابي للعشيرة، في صورة صلة الرحم،
والتكافل، والتعاون على البر والتقوى،
لا على الإثم والعدوان،
وارتقى المسلمون إلى أفق أعلى،
إلى أفق الانتماء إلى الدين، وشغلتهم قضايا الإسلام والدعوة والأمة.
فهلا تركنا التعصب العشائري السلبي المنتن الذي يعكر أحيانا حتى الجامعات؟
وهلا ارتقينا إلى مستوى ديننا؟
وهلا شغلتنا قضايا أمتنا عن سفاسف الأمور؟
11. ربط المؤسسات التربوية بالدين،
وقد كان ذلك من خلال المسجد الذي بادر النبي صلى الله عليه والمسلمون إلى بنائه بعد الهجرة مباشرة،
فهو أول مؤسسة تربوية إسلامية تخرجت فيها أجيال لم يعرف لها التاريخ مثيلا.
فهل ربينا أجيالنا على الدين وقيمه ومفاهيمة؟
ومتى نعيد للمساجد دورها الحقيقي؟
12. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه،
هاجروا من أوطانهم ليحافظوا على دينهم،
فحفظ الله لهم دينهم وردهم إلى أوطانهم فاتحين أعزة.
فهل اعتبرنا؟
ومتى نقدم أمر الله على كل أمر،
ورضوان الله على كل رضوان؟
13. ما أجمل الوفاء،
فتحت مكة،
وظن الأنصار أن النبي صلى الله عليه وسلم سينساهم وسيعود إلى الأهل والعشيرة في مكة،
ولكنه لم ينس من نصروه بالمال والنفس،
فقال لهم
(قُلْتُمْ أَمَّا الرَّجُلُ فَقَدْ أَخَذَتْهُ رَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ وَرَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ ...
هَاجَرْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ).
فهلا تعلمنا الوفاء من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم،
ومن صحابته رضوان الله عليهم؟.
14. التميز وعدم التقليد،
حتى في التأريخ،
فاختاروا الهجرة للتأريخ بها،
ولم يأخذوا بتواريخ الأمم الأخرى،
فالأمة المقلدة تبقى ذنبا لغيرها،
ولذلك نهى الإسلام عن التشبه بغير المسلمين،
ولقد أخذ المسلمون الأوائل من اليونان العلوم ولم يأخذوا الثقافة،
وهكذا تعامل الغربيون مع حضارتنا.
فمتى نتحرر من التقليد في العقائد، والقوانين، والعادات، واللباس، واللغة.
15. هاجر إلى الحق، وأهل الحق،
فقد مضت الهجرة لأصحابها،
وانتهت الهجرة من مكة إلى المدينة بفتح مكة
(لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية)
فلم يبق إلا الهجرة إلى الحق وأهل الحق
(فالمهاجر من هجر ما نهى الله عنه).
فهل نصرنا الحق وأهل الحق،
ولم نخف في الله لومة لائم؟.
16. (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم)
انتهت سنة وبدأت سنة،
ونجد التجار يعملون جرد حساب سنوي،
والطالب في كل فصل يراقب أداءه،
هل ارتفع معدله التراكمي أم لا؟.
فهل نحاسب أنفسنا كل يوم، أو كل أسبوع، أو كل شهر،
أو كل سنة على الأقل؟
حععععععععحعحععحععحعععحعح
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم،
وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده،
فصامه موسى شكراً لله تعالى،
وصامه نبينا صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وقال:
(نحن أحقّ بموسى منكم).
فرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون
هم أولى الناس وأحق الناس بموسى عليه السلام وبسائر الأنبياء والمرسلين،
لأنهم آمنوا بما جاءت به الرسل ولا يفرقون بين أحد منهم،
يؤمنون بهم جميعاً، ويحبونهم ويعظمونهم ويحترمونهم،
وينصرون دينهم الذي هو الإسلام لله رب العالمين.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء، يوم العاشر"
رواه الترمذي.
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده،
وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)
رواه مسلم. قال الإمام النووي رحمه الله:
""اتفق العلماء على أن صوم يوم عاشوراء اليوم سنّة ليس بواجب،
والعلماء مجمعون على استحبابه وتعيينه".
ويستحب للمرء أن يصوم اليوم التاسع (تاسوعاء) مع العاشر (عاشوراء)
لما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال:
"لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه
قالوا:
يا رسول، إنّه يوم تعظّمه اليهود والنّصارى،
فقال:
إذا كان عام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع،
قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم"
رواه مسلم.
ولا يسقط استحباب صيام يوم (عاشوراء)
إذا صادف يوم سبت؛
لأنه صوم له سبب،
وإنما يُكره إفراد يوم السبت بصيام إذا كان نفلاً مطلقًا.
كل عام وانتم بخير .......
اعاده الله علينا وعليكم وعلى كل المسلمين باليمن والخير والبركات
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
. | |
|
zico2020 المدير العام
عدد الرسائل : 8788 العمر : 62 1 : www.elgemal.com نقاط : 15644 تاريخ التسجيل : 18/10/2007
| موضوع: رد: شهر الله المحرم .... اول الاشهر الحرم .... الجمعة 7 نوفمبر - 19:28:37 | |
| | |
|