ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: اكتساب العفة ّّّّّّّّّّّّّ!!!!!!!!!!!!!! الإثنين 6 أكتوبر - 21:56:40 | |
|
«من يستعفف يعفه الله،
ومن يستغن يغنه الله،
ومن يتصبر يصبره الله،
وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر»
(البخاري ومسلم).
«الجزاء من جنس العمل»
هذا هو الدرس الأول من الحديث الشريف.
فالله سبحانه وتعالى يكافئ العبد بما يتناسب مع عمله؛
خيرا،
أو شرا.
فمن سلك طريق العلم النافع طلبا للهدى؛
هداه الله إلى الحق.
ومن أعرض عن الحق بعد أن تبين له؛
كوفئ بزيغ القلب،
وطمس البصيرة!.
وهكذا في كل أمر؛
فمن تعفف عن المسألة رزقه الله القناعة.
ومن استغنى بالله؛
ملأ الله قلبه غنى،
وفتح له من الرزق ما يغنيه عن كل من سوى الله.
وقوله " صلى الله عليه وسلم":
: «يستعفف، يستغن، يتصبر»؛
يفيد أن الفضائل تكتسب بالمجاهدة.
فإذا أصيب العبد ببلاء؛
فصبر وكتم الألم،
ولم يبثه،
لم يلبث أن يصير ذلك سجية،
وعادة له بالرياضة،
والمكافحة.
وللحديث قصة طريفة،
وهي:
أن أبا سعيد الخدري أصابه جوع حتى شد على بطنه حجرا.
فقالت له امرأته:
لو أتيت رسول الله " صلى الله عليه وسلم" فسألته؟!.
فقال:
لا أسأله حتى لا أجد شيئا، فالتمس فلم يجد شيئا،
فانطلق إليه فوافقه يخطب،
فأدرك من قوله:
«من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ...»
الحديث.
فرجع،
فقال:
فما سألت أحدا بعده شيئا،
فجاءت الدنيا،
فما أهل بيت من الأنصار أكثر أموالا منا.
راجع مسند أبي داود الطيالسي (3/662).
ومن الطريف أن النبي " صلى الله عليه وسلم" قال ذلك
من غير أن يعلم ما جاء بأبي سعيد الخدري؛
فإذا ذهب الرجل إلى خطبة،
وسمع الخطيب يتكلم في موضوع يخصه في بيته،
لا يظن سوءا أن أحدا اشتكاه إلى الخطيب فعرض به في الخطبة،
ولكن يعمل كما فعل أبوسعيد،
إذ التزم بالموعظة،
فنال بركة العمل بالعلم،
ففتح الله عليه وبسط له الرزق.
فالحقيقة أن العبد يتكلم،
ولكن الموعظة من الله.
ومن أشهر الذين تعففوا فأعفهم الله:
عبدالرحمن بن عوف،
إذ قدم المدينة
فآخى النبي " صلى الله عليه وسلم" بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري،
وكان سعد ذا غنى.
فقال لعبدالرحمن:
أقاسمك مالي نصفين،
وأزوجك.
فقال عبدالرحمن:
بارك الله لك في أهلك ومالك!.
دلوني على السوق،
فما رجع حتى استفضل أقطا
(لبن مطبوخ بالتمر والدقيق) وسمنا،
فأتى به أهل منزله،
فمكث يسيرا،
ثم تزوج من ثمرة عمله،
وأولم منه.
راجع البخاري (2049)، ومسلم (1427).
فرحم الله الصحابيين؛
إذ أرانا سعد قمة الإيثار،
بينما أرانا عبدالرحمن قمة التعفف، والاستغناء بالله؛
فأعفه الله،
وأغناه من فضله.
اللهم اجعلنا من الذين يتعففون فتعفهم بفضلك.
اللهم امين .......
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
.........
| |
|