الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الخلق و خاتم النبيين
سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أما بعد
سؤال دائما يخطر ببال كل مسلم عندما يحل علينا شهر رجب و هو
هل كان الإسراء و المعراج بروحه وجسده صلى الله عليه وسلم يقظة
لا مناما أم بروحه فقط ؟
أستعين بالله و أنقل لكم بعض ما توصل إليه علماء أهل السنة:
ظاهر القرآن الكريم والسنة النبوية يدل على أن الإسراء
والمعراج كان بروحه وجسده صلى الله عليه وسلم يقظةً لا مناماً،
وذلك للأدلة التالية:
1- لأنه قال: {بِعَبْدِهِ} والعبد عبارة عن مجموع الروح والجسد.
2- ولأنه قال: {سُبْحَانَ} والتَّسبيح إنما يكون عند الأمور العظام
فلو كان مناماً لم يكن له كبير شأن حتى يتعجب منه.
3- ويؤيده قوله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}؛ لأن البصر
من آلات الذات لا الروح، وقوله هنا: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا }.
4- ومن أوضح الأدلة القرآنية على ذلك قوله جل وعلا:
{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاس وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} (الإسراء/60)
فإنها رؤيا عين يقظة، ولا رؤيا منام، كما صحَّ عن ابن عباس وغيره.
5- ومن الأدلة الواضحة على ذلك: أنها لو كانت رؤيا منام لما كانت فتنة، ولا
سبباً لتكذيب قريش، لأن رؤيا المنام ليست محل إنكار، لأن المنام قد يرى فيه
ما لا يصح، فالذي جعله الله فتنة هو ما رآه بعينه من الغرائب والعجائب.
6- ويؤيد ما ذكرنا من كونها رؤيا عين يقظة قوله تعالى هنا:{لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}(الإسراء
،
وقوله {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} (النجم:18،17) ، وما
زعمه بعض أهل العلم من أن الرؤيا لا تطلق بهذا اللفظ لغة إلا على رؤيا المنام
مردود. بل التحقيق: أن لفظ الرؤيا يطلق في لغة العرب على رؤية العين يقظة أيضاً.
إن الإسراء كان بروحه وجسده مرة واحدة بعد الوحي يقظة لا مناما
وهذا أرجح الأقوال وأصحها، وهذا هو الصواب أن الإسراء والمعراج وقعا
في ليلة واحدة في اليقظة ـ لا في النوم ـ بروحه و جسده
فالإسراء كانت بروحه وجسده يقظة لا مناما مرة واحدة في ليلة واحدة بعد
البعثة وقبل الهجرة وإلى هذا ذهب جمهور العلماء والمحدثين والفقهاء والمتكلمين
وتواردت على هذا القول ظاهر الأخبار الصحيحة و للعلم لم يثبت أنها تمت فى شهر
رجب و إنما تعددت أقوال العلماء نناقشها فى مشاركة أخرى إن شاء الله عز و جل
و الله أعلى و أعلم