ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين الأربعاء 20 مارس - 22:02:41 | |
|
عدل سابقا من قبل ناجي احمد محمد السيد عطيه في الإثنين 1 أبريل - 19:48:56 عدل 3 مرات | |
|
essam rezk مشرف
عدد الرسائل : 492 العمر : 51 الموقع : italia نقاط : 889 تاريخ التسجيل : 08/12/2011
| موضوع: رد: اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين الأربعاء 20 مارس - 22:52:23 | |
| :شكرا جزيلا يا استاذ ناجي بارك الله فيك | |
|
ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: رد: اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين الجمعة 22 مارس - 22:03:55 | |
|
الاستاذ | essam rezk
شكرا لمرورك الكريم
واليوم ......
نعاود الحديث عن نفس السياق :
من الجوانب المضيئة في حضارتنا الإسلامية
ومن الصفحات المشرقة في سجل تاريخنا الإسلامي الزاخر بالمآثر والمفاخر والتي نعتز بها :
جانب التسامح مع غير المسلمين والإحسان إليهم :
هذا الجانب الذي يشهد بأن الإسلام دين الرحمة والإحسان والعدالة والإنصاف .
هذه المبادئ السامية والشمائل الكريمة التي كانت عاملا من عوامل انتصار الإسلام .
• ومن أعظم صور هذا التسامح دعوته إلى الإيمان بجميع الأنبياء دون تفريق بين نبي ونبي
فكلهم جاءوا بدعوة واحدة ورسالة واحدة وهدف واحد .
قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِل إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.
صدق الله العظيم
{285} البقرة
وحول هذا المعنى يقول صلى الله عليه وسلم
(أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي).1 .
• ودعا الإسلام إلى التعاون بين الناس جميعا ،
فوجه الدعوة إلى المسلمين الخاصة وإلى سائر الناس عامة
قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.}
صدق الله العظيم
{2} المائدة
• كما أرشد الإسلام إلى أن الاختلاف بين أهل الأديان لا يمنع من حسن التعامل معهم
وتبادل المنافع المادية بينهم
قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ
إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ
وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ .}
صدق الله العظيم
{5} المائدة
• وهذا نبينا يتعامل مع أهل الكتاب :
فعَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَىَ مِنْ يَهُودِيّ طَعاماً إِلىَ أَجلٍ،
وَرَهَنَهُ درْعاً لَهُ مِنْ حَدِيدٍ.2
• وشرع الإسلام الجهاد لنشر الحرية وترسيخ العدالة وتحرير الناس من قيود الطغيان ، ،
وانتشالهم من ظلمات الجهل وغياهب الضلال ؛ فشرع الجهاد
قال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. }
صدق الله العظيم
{193} البقرة
• شرع الجهاد رحمة بالضعفاء ونصرة للمظلومين وعدالة للمغلوبين وهداية للحائرين
وإذا كنا قد سمعنا أوشاهدنا جرائم أعداء الإسلام في حق الشعوب المسلمة قديما وحديثا
فإننا نجد في المقابل صورا رائعة من سماحة المسلمين حين ملكوا وقادوا :
ملكنا فكان العفو منا شجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح
فلا عجبا هذا التفاوت بيننا فكل إناء بما فيه ينضح
----------------------------------- 1- صحيح البخاري 64 - كتاب الأنبياء.
2 - رواه البخاري في صحيحه "الرهن" 1/ 341،
وعند مسلم في "البيوع – فيه 2/31
________________________________________
صور من سماحة الإسلام وإحسانه في حالة الحرب :
• نهى الإسلام عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة وأهل الصوامع والبيع
الذين لا اعتداء من ناحيتهم ولا خطر من بقائهم
فكان رسولنا إذا أرسل جيشا أو سرية يوصيهم بالإحسان والتسامح والرحمة بالنساء والضعفاء .
ففي الصحيح عن بريدة رضي الله عنه قال
كان رسول اللّه إذا أمّرَ أميراً على جيشٍ أو سريةٍ،
أوصاه في خاصّتِه بتقوى اللّه تعالى ومَنْ معه من المسلمين خيراً،
ثم قال:
"اغزوا باسْمِ اللّه في سَبِيلِ اللَّهِ، قاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللّه،
اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا ولا تَغْدِرُوا وَلا تُمَثِّلوا وَلا تَقْتُلُوا وَلِيداً .. "
الحديث
وهكذا كان الخلفاء الراشدون :رضي الله عنهم من بعده
فهذا أبو بكررضي الله عنه وقد وبعث أوصى جيش أسامة فقال:
(يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:
لا تخونوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة،
ولا تعقروا نحلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة،
وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.
وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام
فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم اللّه عليها)
الخ ما ذكره رضي الله عنه .
• أمر الإسلام بالوفاء بالعهود التي أخذها المؤمنون على أنفسهم أو على غيرهم
وعدم الإخلال بها
قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا
وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ .}
صدق الله العظيم
{91}سورة النحل
وقال سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً .}
صدق الله العظيم
{34}سورة الإسراء.
فالوفاء بالعهود من سمات المؤمنين الصادقين
قال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ
أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.}
صدق الله العظيم
{177} البقرة
من هنا فيحرم قتل الذمي بغير حق
دعا الإسلام إلى الجنوح للسلام إذا طلبه الكفار
قال الله تعالى في سورة الأنفال :
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.}
صدق الله العظيم
{61}الانفال
والمقصود بالسلم هنا السلام العادل المنصف الذي يحفظ للمسلمين عزتهم وكرامتهم
ويضمن لهم حقوقهم ،
فهو سلام من منطق القوة سلام العزة والكرامة ،
وليس سلام الضعفاء الأذلاء المقهورين
فالإسلام لايرضى لأتباعه إلا القوة والعزة والأمن والكرامة ؛
لذلك فلا عبرة بالسلام المزعوم المبني على ضعف واستسلام وأكاذيب وأوهام
وقبول للمساومات وتقديم للتنازلات
قال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ .}
صدق الله العظيم
{139}ال عمران
وقال الله جل وعلا :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ .}
صدق الله العظيم
{35}
صور من تسامح الرسول
• لما قدم الرسول المدينة
غرس فيها بذور التسامح بين المسلمين وغيرهم
فأقام معاهدة مع اليهود تنص على السماحة والعفو والتعاون على الخير والمصلحة المشتركة
وحافظ الرسول على هذا الميثاق – ميثاق التعايش السلمي – لكن اليهود سران ما نقضوه .
• ولما جاء وفد نصارى نجران
أنزلهم الرسول في المسجد ولما حان وقت صلاتهم
تركهم يصلون في المسجد
فكانوا يصلون في جانب منه ،
ولما حاوروا الرسول حاورهم بسعة صدر ورحابة فكر وجادلهم بالتي هي أحسن
ومع أنه أقام الحجة عليهم إلا انه لم يكرههم على الدخول في الإسلام
بل ترك لهم الحرية في الاختيار ،
وقد أسلم بعضهم بعدما رجعوا إلى نجران .
• ولقد كان صلى الله عليه وسلم يوصي كثيرا بأهل الذمة والمستأمنين وسائر المعاهدين
ويدعو إلى مراعاة حقوقهم وإنصافهم والإحسان إليهم وينهى عن إيذائهم :
• وروى أبو داود في السنن عن صفوان بن سليم
عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم،
عن آبائهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
"ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسٍ
فأنا حجيجه (أي أنا الذي أخاصمه وأحاجه) يوم القيامة".
• عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما).
وإذا أجار أحد من المسلمين مشركا في دار الإسلام فيجب معاونته على ذلك
ويحرم خفر ذمته
ففي الصحيحين عن أبي مرة مولى أم هانىء بنت أبي طالب
أنه سمع أم هانىء بنت أبي طالب تقول:
ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح،
فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره،
قالت: فسلمت عليه،
فقال: (من هذه).
فقلت: أنا أم هانىء بنت أبي طالب،
فقال: (مرحبا بأم هانىء).
فلما فرغ من غسله. قام فصلى ثماني ركعات، ملتحفا في ثوب واحد،
فلما انصرف،
قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي، أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان بن هبيرة،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء).
قالت أم هانىء: وذاك ضحى.
• وروى أبو داود في السنن عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ عن أبِيهِ عن جَدّهِ
قال قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمّتِهِمْ أدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أقْصَاهُمْ،
وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدّ مُشِدّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ،
وَمُتَسَرّيهمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلاَ ذُو عَهْدٍ في عَهْدِهِ " .
• ومن المواقف الدالة على سماحته صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
هذا الموقف مع يهودي يدعى زيد بن سعنة أراد أن يختبر حلمه صلى الله عليه وسلم :
قال زيد لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم
حين نظرت إليه
إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما
قال فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه وجهله
فذكر قصة إسلافه للنبي صلى الله عليه وسلم مالا في ثمرة
قال فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه
وهو في جنازة مع أصحابه ونظرت إليه بوجه غليظ
وقلت يا محمد ألا تقضيني حقي
فوالله ما علمتكم بني عبدالمطلب لمطل
قال فنظر إلى عمر وعيناه يدوران في وجهه كالفلك المستدير
ثم قال يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتفعل ما أرى
فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر لومه لصربت بسيفي رأسك
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم
ثم قال أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر
أن تأمرني بحسن الأداء
وتأمره بحسن التباعة
اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزد عشرين صاعا من تمر
فأسلم زيد بن سعية رضي الله عنه وشهد بقية المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتوفي عام تبوك رحمه الله
• ومن مواقف السماحة والعفو في حياته صلى الله عليه وسلم
حينما هم أعرابي بقتله حين رآه نائما تحت ظل شجرة وقد علق سيفه عليه
فعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه غزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل نجد
فلما قفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه،
فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر،
ونزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تحت سمرة فعلق بها سيفه،
ونمنا نومة فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعونا
وإذا عنده أعرابي فقال:
إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا
قال: من يمنعك مني؟
قلت: اللَّه ثلاثا ،
ولم يعاقبه وجلس.
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية قال جابر:
كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بذات الرقاع
فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،
فجاء رجل من المشركين وسيف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم معلق بالشجرة فاخترطه
فقال: تخافني؟
قال : لا
فقال: فمن يمنعك مني؟
قال اللَّه ،
فسقط السيف من يده فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم السيف فقال:
من يمنعك مني؟
فقال: كن خير آخذ.
فقال: تشهد أن لا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه؟
قال: لا ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك.
فخلى سبيله،
فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس.
• ومن النماذج الدالة على سماحة الصحابة رضي الله عنهم : • ما رواه الإمام الترمذي في السنن عن مُجاهدٍ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرو
ذُبحتْ لهُ شاةٌ في أهلهِ فلمَّا جاءَ قال
أهديتُمْ لجارنَا اليهوديِّ؟
أهديتُمْ لجارنا اليهوديِّ؟
سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يقول:
(ما زالَ جبريلُ يُوصِيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ) .
• وحين مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيخ من أهل الذمة
يقف على الأبواب يسأل الناس قال :
ما أنصفناك أن كنا أخذنا المال في شبيبتك وضيعناك في شيبك
ثم أجرى عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه
• وحين اشتكت إليه امرأة قبطية من عمرو بن العاص الذي ضم بيتها إلى المسجد
أرسل إليه عمرو وسأله عن ذلك فقال إن المسجد ضاق بالمسلمين
ولم أجد بدا من ضم البيوت المحيطة بالمسجد
وعرضت على هذه المرأة ثمنا باهظا فأبت أن تأخذه
فادخرته لها في بيت المال وانتزعت ملكيتها مراعاة للمصلحة العامة
لكن الفاروق عمر أمره بأن يهدم هذا الجزء الذي للمسجد ويعيد بناءه كما كان لصاحبته .
• وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه يصالح أهل الحيرة
ويكتب في كتاب الصالح
" وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر
وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين " .
• ومن الصفحات المضيئة في تاريخنا الإسلامي
ما ورد أن الصحابة رضوان الله عليهم لما دخلوا حمص وفرضوا على أهلها الجزية
فجاءهم أمر من أبي عبيدة بن الجراح بمغادرة حمص للانضمام إلى جيش المسلمين
حيث مواجهة الروم في اليرموك أعادوا إلى أهل حمص ما أخذوه ؛
وقالوا إنا أخذناه في مقابل الدفاع عنكم أم وقد خرجنا فقد أصبحنا غير قادرين على حمايتكم
فلزم رد ما أخذناه منكم فعجب لذلك أهل حمص أشد العجب وتمنوا لهم النصر على عدوهم .
• وإن المقارن بين سماحة المسلمين حين يكتب لهم النصر والتمكين
وبين ما سجله التاريخ من وحشية في الحروب الصليبية
وخلال فترات الكشوف الجغرافية والاستعمار الذي حل بكثير من بلاد الإسلام
حقبة من الزمن
يتجلى له الفارق بين دين الحق دين التسامح والعفو
وبين أتباع الأديان المحرفة .
والى هنا ينتهى بنا المطاف
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
.
| |
|