منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب كفر الجمال

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Animal11
حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  09910
حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  1611
حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Tحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Eحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Nحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Emptyحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Lحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Aحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Mحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Eحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Gحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Lحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Eحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Emptyحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Wحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Wحادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  W
حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  1611 الآن  وبعون الله تعالى   المنتدى على سيرفر جديد www.elgemal.net

 

 حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
essam rezk
مشرف
مشرف
essam rezk


ذكر عدد الرسائل : 492
العمر : 51
الموقع : italia
نقاط : 889
تاريخ التسجيل : 08/12/2011

حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Empty
مُساهمةموضوع: حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي    حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Emptyالسبت 16 مارس - 8:54:00

الاخوة الاحباب

السلام عليكم رحمة الله وبركاته

ورد في مسند الامام احمد عن حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن رسسول الله صل الله عليه وسلم انه قال

يبايع لرجل بين الركن و المقام ولايستحل البيت الا اهله فان استحلوه فلا تسال عن هلكة العرب

صدق رسول الله صل الله عليه وسلم

وفي هذا الحديث اشارة الي المهدي المنتظر وان المسلمين يبايعونه داخل الحرم المكي

وكما اشر صل الله عليه وسلم في حجة الوداع اتحريم الدم و المال والعرض كحرمة البيت و الشهر و اليوم

وان من يستحل هذه الحرمات فقد اقترف اثما عظيما


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



في اول محرم من عام 1400 للهجره حدث انه احد العرب المسلمين اسمه جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي،

الموظف في الحرس الوطني السعودي لمدة ثمانية عشر عاماً. والذي درس الفلسفة الدينية في جامعة مكة المكرمة الإسلامية،

وإنتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. وهناك إلتقى جهيمان بـ محمد بن عبدالله القحطاني

أحد تلامذة الشيخ المرحوم عبدالعزيز بن باز.

تزوج محمد القحطاني بأخت جهيمان العتيبي لتبدأ بعدها حادثة الحرم المكي الشهيرة في شهر محرم من العام 1400 من الهجرة

ومعه مجموعة من المتطرفين المسلحين ادخلوا الاسلحة الي الحرم الشريف داخل صناديق خشبيه وكانها موتي سيصلي عليهم بعد صلاة الفرض

وعند دخولهم جميعا ومعهم اسلحتهم اخرجوا اسلحتهم واشهروها داخل الحرم و ارهبوا المصلييين و المتطوفين و احتجزوهم كرهائن


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وقام قائدهم جهيمان واعلن عن ظهور المهدي المنتظر وكان بجواره ما بين الركن والمقام

وهذا المهدي المنتظر كان صهر جهيمان واسمه محمد بن عبد الله القحطاني واجبر الناس علي مبايعته

في هذا الحين وقفت السلطات السعوديه مكتوفة الايدي فالمسجد محاصر لا تقام فيه شعائر

والمتطرفين السلحين داخل ساحة المسجد مسلحين ومنهم من اعتلي مئاذن البيت الحرام كقناصه تقتنص من يقترب

مما دفع السلطات السعوديه بلجؤ الي علماء الامه حينئذا واجمعوا علي ان تقوم السلطات السعوديه بمواجهة هذه الجماعه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


فقامت القوات السعوديه بمحاصرة الجماعه وتم تبادل اطلاق النار خارج وداخل المسجد الحرام

وسالت دماء علي ارض البيت الحرام وقتلي من الطرفين في اول ايام شهر محرم وهو احد الاشهر الحرم داخل المسجد الحرام --------------

وللحديث بقية وارجوامن الاخوة الذين لديهم معلومات عن هذا الحادث بالمشاركة حتي بلغ الاجيال التي لا تعلم عن هذه الاحداث شيئا

وجزاكم الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناجي احمد محمد السيد عطيه
نائب المديرالعام
نائب المديرالعام
ناجي احمد محمد السيد عطيه


ذكر عدد الرسائل : 6618
العمر : 74
الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب
نقاط : 10324
تاريخ التسجيل : 05/05/2010

حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي    حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Emptyالأحد 17 مارس - 1:38:39

[color=red]








تطهير الحرم المكي من الفئة الضالة سنة 1400 هـ


الاستاذ :essam rezk

لا شك ان الموضوع خطير .... ومثير .... وغزير

ويحتاج الى مصداقية فى الرأى.....

وشفافية فى النفوس .......

وبعد فى النظر .......

ولذلك ... ساحاول اولا

ان اعرض موقف الاعلام من الحدث

سواء اعلام مكتوب ..... او مرئى .. او مسموع

وبعد ذلك ننتقل الى مرحلة النقاش

واسمح لى بهذه المداخلة .....

ان انقل لكم ولكل الاعضاء

ماحدث بالفعل من واقع السجلات العمومية فى السعودية :


لا شك أن تعظيم المؤمن لشعائر الله؛ علامة على تقوى قلبه، وخشيته من ربه؛ يقول الله تعالى:  ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ

يدخل في تعظيم تلك الشعائر: المحافظة عليها من عبث العابثين، وتدنيسهم لها، وإفسادهم فيها، وهتكهم لحرمتها.

وقد تجلى هذا التعظيم بوضوح، في الموقف العظيم للملك خالد -رحمه الله-، في تطهيره الحرم المكي الشريف من الزمرة الضالة، الخارجة على أولى الأمر، وأهل

العلم، فيما يُعرَف بـ(حادثة جهيمان)؛ حيث كانت -والحق يقال- امتحاناً صعباً على الملك خالد –رحمه الله- في فترة حكمه، فقد أثّرت عليه كثيراً، كما أثّرت

عليه أحداث مذابح اليهود في (صبرا وشاتيلا)، قبيل وفاته بفترة قصيرة، لكنه تجاوز تلك المحنة-محنة احتلال الحرم- وذلك الابتلاء؛ بسلامٍ، والحمد لله؛ فالمرءُ

يُبتلى على قدر دينه، وأشد الناس بلاءً الأنبياء؛ فالأمثل؛ فالأمثل.

ونود أن نعطي القارئ شيئاً من مجريات تلك الأحداث الأليمة، التي واجهها الملك خالد بكل رباطة جأش، وقوة شكيمة، وعزيمة لا تعرف الخور، وبسالة نادرة،

وهو يعالج ويتصدّى لذلك الحدث الجلل، الذي استنكره ليس المسلمون وحدهم، بل غير المسلمين، وهو بحساب من قاموا بهذا الإجرام في بلد الله الحرام، طاعة،

وقربة، مع أنهم يزعمون أنهم على هدي الرسول، وخُطى الصحابة الكرام!


تفاصيل دخول الفئة الباغية الحرم:

فجر يوم الثلاثاء الأول من العام والقرن الهجري الجديد 1400 للهجرة، العشرين من نوفمبر 1979م، في المسجد الحرام بمكة، تم إدخال الأسلحة بالحيلة للحرم

المكي؛ فقبل الفجر تم إدخال شاحنتين ( وايت )، الأولى تحوي تمراً و ماء، والأخرى ذخيرة، وذلك عن طريق منافذ لدخول الشاحنات ( الوايات )، إلى مكان

مخصص في الحرم؛ لتعبئة المياه.

أما بقية الأسلحة الخفيفة، فقد تم وضعها في نعوش على أنها جثامين سيتم الصلاة عليها بعد الصلاة، وتم إدخال هذه النعوش الوهمية، من أبواب متعددة؛ بهدف

توزيع الأسلحة.

كان المنظر طبيعياً؛ فالمصلون اعتادوا رؤية النعوش كل صباح للصلاة على الموتى بعد الفراغ من صلاة الفجر، وسائر الصلوات المكتوبة.

ساعد المصلون في حمل النعوش ابتغاء في الثواب، وهم لا يعرفون أنهم يحملون أسلحه في داخل النعوش، أُعدّتْ لاحتلال الحرم المكي الشريف.

وكان قد شارك في تلك الحادثة الإجرامية، أكثر من200 فرد من الزمرة الضالة من جماعة جهيمان الزائغة عن الحق.

رفع المؤذن الشيخ عبد الحفيظ خوج، أذان الفجر في المسجد الحرام كعادته كل صباح، وسط تجمع كبير من المسلمين الذين كان البعض منهم يؤدي مناسك

العمرة، متنقلاً ما بين الكعبة المشرفة، وفي المواقع المخصصة للسعي ما بين الصفا والمروة، وكان آخرون يروُون ظمأهم من ماء زمزم؛ إما لغرض الصيام أو

غيره, فيما كان الطابق الأول من المسجد الحرام ممتلئاً بالمصلين، الذين كان عددهم يزيد على 60 ألف شخص، غالبيتهم من الحجاج الذين قضوا مناسكهم،

وبقوا بجوار بيت الله الحرام، قبل أسبوعين من الحدث.

وبعد أقل من ثلث الساعة من الأذان أعلن الشيخ خوج، وبصوت جهوري إقامة الصلاة، حيث تقدم الشيخ محمد بن عبد الله السبيل، ليؤم المصلين الذين وحدوا

صفوفهم باتجاه الكعبة؛ استعداداً للصلاة، لكن بعد أن فرغ الشيخ السبيل من الصلاة- التي قرأ في ركعتيها الأولى والثانية ما تيسر من سورة “التوبة”- حدث ما

لم يكن في الحسبان، فقد ارتفعت الأصوات بعد تدافع أعداد كبيرة من الناس في كافة أنحاء المسجد الحرام، حتى تمكن أحدهم من الاستيلاء على “المايكروفون”

المخصص للإمام ، ثم أخذوا بعضَ المصلين رهائن، وتحصَّن بعضُ قناصةٍ منهم في مآذن الحرم لتتم السيطرة الكاملة على الحرم.


شهادة إمام الحرم المكي على أحداث الزمرة الباغية الضالة:


يقول إمام المسجد الحرام الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل: إن مشادة حصلت بينه وبين أحد أفراد الزمرة الباغية، بعد سحب المايكروفون من أمامه بطريقة

مفاجئة، واكبها قيام الشخص نفسه بسحب خنجره مهدداً، إلا أن الشيخ السبيل طلب منه الهدوء؛ لأنه يريد الصلاة على جنازة حاضرة أمامه.

وبعد أن فرغ الشيخ السبيل من الصلاة، استولى المهاجمون على “المايكروفون” وبدأ أحدُهم في توجيه نداءٍ للمصلين؛ يدعوهم فيه للجلوس والاستماع لبيان هام

وسط وجوم وهرج عمّ أرجاء المسجد الحرام، فيما تدافع بعض المصلين فضولاً نحو صحن الطواف لاستجلاء ما يحدث، في الوقت الذي شهدتْ فيه أبواب

المسجد الحرام تجمعاً من المصلين الذين لم يستطيعوا مغادرة المسجد؛ بسبب تكتل المسلحين أمام الأبواب، ورفضهم خروج أيٍّ من المصلين إلا بعد الاستماع

للخطبة، في محاولة للسيطرة على الأبواب وإحكام إغلاقها.


الرصاصةُ الأولى:


عندما حاول أحد أفراد جماعة (جهيمان)، من الجهة الجنوبية إغلاق أحد أبواب الحرم؛ حاول أحد حراس الحرم منعه وهو أعزل من السلاح .. فضُربت

الرصاصةُ على حلقة معدنية في الباب؛ فارتدتْ عليه و أردته قتيلاً ..

ما إن أطلقت أول رصاصة داخل المسجد الحرام، حتى دبَّ الرعبُ في نفوس المصلين الذين أدركوا أن الأمر ليس عادياً، و أن ثمة أمر خطير يدور داخل أروقة

المسجد الحرام، إلا أن أعداد الطلقات كانت في تزايد، وفي أنحاء متفرقة من المسجد، فيما كان خطيبٌ مجهولٌ يتحدث عن “المهدي” وعلاماته، ومميزاته،

وأهدافه، وكيفية مبايعته، ويسرد بعض الأحاديث التي تصف المهدي؛ في محاولة منه لإقناع الناس بمهديهم المزعوم.


ومما ذكر في خطبته :

أولاً: أن المهدي اسمه: محمد بن عبد الله.

ثانيا: نسبه من قريش، من أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم، من ولد فاطمة رضي الله تعالى عنها.

ثالثاً: أن الله تعالى يخُـْـرِجُهُ في ليلةٍ.

رابعاً: أنه أجلى الجبهة، أقنى الأنف.

خامسـاً: أنه يظهـر إلى من ملأ الأرض ظلماً وجـوراً، فيملـؤها هو قسـطاً وعدلاً.

سادسا: أنه يُبايَع بين الركن والمقام.

ومما كان ينادي به خطيبُ القوم: "...فاعلمـوا أيها المسلمون.. أنه انطبقت هذه الصفات كلـها..-انطبقت هذه الصفات كلها- على هذا المهدي الذي سوف

تبايعون بعد لحظات بين الركن والمقام، وهو موجود معنا الآن، وكذلك أخوكم جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي، وهو موجود أيضـاً معنا الآن".

هذه الكلمات السابقة، مقتبسة من الخطبة الشهيرة التي أُلقيت على مسامع المصلين والمعتمرين، الخطبة أُلقيت على لسان فيصل العجمي، خطيب الجماعة.

بعدها بدأ أتباعه بإجبار الناس بالتقدّم نحو الكعبة بين الركن والمقام؛ لمبايعة المهدي المزعوم، فيما بدأ الهرج والمرج، وتم إطلاق النار لتهديد الناس، وإغلاق

أبواب الحرم المكي


كانت جماعة جهيمان يتوقعون أن من بداخل الحرم من مصلين ومعتمرين سيُقبِلون على مبايعة المهدي المزعوم باقتناع، ولكن المفاجأة هي محاولة المصلين

والمعتمرين الخروج من المسجد الحرام ؛ أي تبدد الوهم الكبير الذي زرعه جهيمان.

يروى أن “محمد بن عبد الله” بدأ يوضح لمن معه أنه لا يجد في نفسه أنه المهدي المنتظر.. أو أن ما تم إقناعه به غير صحيح، ولا يمكن أن يحدث عند

مبايعة المهدي مثل هذا الهرج والمرج والشغب.

وتمكن إمام الحرم الشيخ السبيّل بعد أن ألقى) المشلح)، من الخروج من الحرم والإبلاغ عما يحدث، فتمت بعد ذلك محاصرة الحرم المكي بعد أن تم قفل أبوابه

من قِبَل جماعة جهيمان، واستولى 200 مسلح - مصادر أخرى تقول كان عددهم 500 مسلح -على الحرم المكي الشريف.

لقد كان هؤلاء الضُّلاّل يتوقعون أن يأتي الناس إليهم من خارج الحرم مؤيدين مبايعين، ولكن الحرم حوصر من قبل الجيش السعودي الباسل، وقوى الأمن اليَقِظَة،

فاعتقد أتباع جهيمان أن الجيش يحول بين دخول الناس لمبايعة المهدي؛ فانطلقت الشرارة الأولى من مآذن الحرم لتبدأ مواجهة عسكرية، فيما انطلق جهيمان

مصطحباً معه”محمد بن عبدالله” إلى أقبية الحرم؛ لإدارة العمليات

.ظلت جماعة (جهيمان العتيبي) الضالة، الخارجة، مسيطرة على المسجد الحرام، مدة نصف شهر تقريباً، إلى أن تيسّر للحكومة السعودية حسم هذا الوضع

الخطير، بعد خططٍ أحكمتها.

قضاء الملك خالد-رحمه الله- على الفتنة التي قامت بالمسجد الحرام:

بعد أن أقدم أولئك المجرمون على فعلتهم النكراء الشنعاء، في فجر الثلاثاء غرة المحرم 1400هـ / 1980م، واعتدوا على الحرم المكي الشريف، وروعوا الآمنين،

وسفكوا الدم الحرام؛ ما هي إلا ساعات حتى استطاعت قوات الأمن السعودية والحرس الوطني، من تطويق الحرم ومحاولة السيطرة على الوضع القائم، وصدر

أول بيان من وزارة الداخلية صرح به الأمير نايف بن عبد العزيز-حفظه الله-، لوكالة الأنباء السعودية (واس) جاء فيه: (اغتنمتْ زمرةٌ من الخارجين عن الدين

الإسلامي صلاة فجر الثلاثاء 1 / 1 / 1400هـ، الموافق 20 / 11 / 1979م، وتسللت إلى المسجد الحرام ومعهم بعض الأسلحة والذخيرة، وقدَّموا أحدهم إلى

جموع المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام بمكة المكرمة؛ لأداء صلاة الفجر مدَّعين لهم بأنه المهدي المنتظر، ونادوا المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام

للاعتراف به بهذه الصفة، وتحت وطأة السلاح منهم، وقد قامت السلطات المختصة باتخاذ كافة التدابير للسيطرة على الموقف، وبناءً على فتوى من العلماء

جميعاً؛ اتخذت الإجراءات لحماية أرواح المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام.. ) .

وبالفعل استطاعت القوات السعودية أن تبسط سيطرتها التامة على الموقف داخل الحرم، وعالجت الموضوع بحكمة بالغة؛ حسب توجيهات الملك خالد؛ الذي شدد

على ثلاثة أمور:

الحرص على حياة الرهائن الأبرياء الذين تم احتجازهم من قبل الطغاة، وعدم إراقة الدماء في الحرم المكي الشريف.

الحرص على إلقاء القبض على أكبر عدد من المارقين أحياء؛ للتعرّف على مخططاتهم، والقوى الكامنة وراءهم، وعدم الدخول في معارك؛ حفاظاً على أرواح

القوات السعودية.

واستطاعت القوات السعودية القبض على معظم أفراد المجموعة المارقة الضالة، ،وإحكام السيطرة على جميع أرجاء المسجد الحرام، بتوجيهات من الملك خالد،

ومتابعة من ولي العهد صاحب السمو الأمير فهد، ومعاونة أصحاب السمو الأمراء الأمير سلطان وزير الدفاع، والأمير نايف وزير الداخلية، والأمير فواز أمير

مكة. وقد سارع الملوك والرؤساء في العالمين العربي والإسلامي، إلى إدانة هذا الحادث الأثيم، وأبدوا تأييدهم التام لحكومة الملك خالد –رحمه الله-.

كما استنكرت "رابطة العالم الإسلامي" هذا التصرف المشين ودعت الله أن يحفظ الأمة الإسلامية من كيد أعدائها. كما صدرت الفتوى الشرعية من أصحاب

الفضيلة العلماء بالمملكة، والتي تحدد طبيعة التعامل الشرعي مع الشرذمة الباغية، التي انتهكت حرمة البيت العتيق؛ وذلك بناء على دعوة من الملك خالد،

ونصت الفتوى على دعوتهم إلى الاستسلام، ووضع السلاح؛ فإن فعلوا قُبِل منهم وسُجنوا حتى يُنظر في أمرهم شرعاً، وإن امتنعوا: وجب اتخاذ كافة الوسائل

للقبض عليهم، ولو أدى ذلك إلى قتلهم.

وباشرت الدولة مسؤولياتها تجاه انتهاك حرمة المسجد الحرام، والعبث بأمنه، وطمأنينته منطلقة في ذلك من تأييد أصحاب الفضيلة العلماء، وأصحاب الرأي في

المملكة. وقد تم تطهير المسجد الحرام في خلال أيام من هذه الفئة، ونقل التليفزيون السعودي صورة حية للحرم، وعدد من المواطنين يطوفون حول الكعبة، ونقلت

الصورة عبر الأقمار الصناعية إلى عدد من شبكات التلفاز العالمية، ولم يتبق من الفتنة الباغية غير عدد قليل مختبئ في سراديب الحرم .

وترأس الملك خالد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لبحث موضوع الاعتداء على الحرم، وأكد في الجلسة على أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها، كانت بناء على

الفتوى الشرعية الصادرة من أصحاب الفضيلة العلماء، وأوضح أن الحرص على المحافظة على بيت الله الحرام وأرواح المصلين الأبرياء، كانا الهدف الأساسي

الذي وضعته الحكومة نصب عينيها طيلة الوقت.

وبيّن الملك أنه قد تم تطويق الفتنة، وتطهير المسجد الحرام، ولم تبق إلا مجموعة تختبئ في بعض أقبية الجزء السفلي من المسجد الحرام، وأن القوات المختصة

تحُكم الحصارَ حولهم؛ تمهيدا للقبض عليهم أحياءً؛ حتى ينالوا جزاء جرائمهم الشنعاء، وأن يتسنى للمصلين أن يمارسوا شعائرهم في أمان وطمأنينة، في رحاب

البيت العتيق. وقد أوضح الملك: أن ما قامت به هذه الفئة كان نتيجة التطرف والغلو، الذي وصل إلى الانحراف عن جادة الدين الحنيف .

وفي 15 / 1 / 1400هـ، الموافق 4 / 12 / 1979م، صدر البيان الثاني لصاحب السمو الأمير نايف وزير الداخلية، بانتهاء الفتنة، وورد البيان كما يلي: (إنه

قد تم بعون الله وتوفيقه، في الساعة الواحدة والنصف من صباح هذا اليوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر محرم، عام 1400هـ، تطهير قبو المسجد الحرام من

جميع أفراد الطغمة الفاسدة الخارجة عن الدين الإسلامي؛ ممن كانوا في قبو المسجد الحرام؛ حيث أُسر بعضهم، وقُتل البعض الآخر. وسوف يصدر بيانٌ إلحاقي

بالتفاصيل الكاملة، في وقت لاحقٍ إن شاء الله).

وعقد صاحب السمو الأمير نايف في اليوم التالي مؤتمراً صحفياً، روى فيه قصة أحداث الحرم بالتفصيل.

وأعرب الملك وولي العهد عن تقديرهما لقادة وزعماء العالم والمسئولين من الأمراء والعسكريين وأبناء الشعب عامة، لتضامنهم مع القيادة، وقد أدى الملك خالد

صلاة المغرب يوم الخميس 17 / 1 / 1400هـ، الموافق 6 / 12 / 1979م، وهي أول صلاة جماعة تؤدى بعد أن فتحت أبواب الحرم، وطاف حول الكعبة

شكراً لله، وغصَّ المسجد الحرام بجموع المصلين في أول جمعة تؤدى بعد تطهيره .

ولعمق إحساس القيادة الحكيمة بالتضامن مع الشعب في كل وقت، قام صاحب السمو الملكي الأمير فهد، ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، نيابةً عن

الملك خالد في يوم الاثنين 20 / 1 / 1400هـ ، الموافق 9 / 12 / 1979م، بزيارة الجرحى والمصابين من الجيش، والحرس الوطني، والأمن العام، وقوة الأمن

الخاصة، في المستشفى العسكري بجدة، وأعرب عن اعتزازه لما بذلوه في سبيل الدين والوطن .

وتوجه الملك خالد وولي عهده الأمير فهد لزيارة المصابين في المستشفى العسكري بالرياض يوم الثلاثاء 21 / 1 / 1400هـ ، الموافق 10 / 12 / 1979م، وقد

سالت دموع الملك خالد أمام عدسات المصورين، ونسي آلامه ومرضه، وهرع إلى مصافحة المصابين وتقبيلهم، وقلبه الرءوف يسبقه إليهم. وتابع صاحب السمو

الملكي الأمير عبد الله النائب الثاني لمجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، تفقد الجرحى في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وتابع خروج عدد كبير منهم

وأعطى تعليماته بتسفير من يحتاج إلى تكملة العلاج بالخارج .

وهكذا شملت القوات محبة القادة ومتابعتهم وحرصهم على سلامتهم وتقديرهم لبسالة القوات السعودية .

وبعد هذا اللقاء الذي تجلت فيه المعاني الإنسانية على كل المظاهر، والتي تؤكد قوة التلاحم في هذه البلاد، وبسالة أفراد قواتنا، أعقبه بيان من الديوان الملكي

بمكرمة ملكية سخية لأبطال تطهير الحرم، ومن تضرر من المواطنين والمقيمين بمكة المكرمة.

وصدر البيان من الديوان الملكي بتنظيم تتكفل بموجبه الدولة بأُسَر الشهداء مدى الحياة، وأما المصابون فيمنحون مكافآت مالية وترقية وظيفية، وأوسمة ومضاعفة

التعويض النقدي لهم، والبحث لهم عن وظائف مناسبة، كما يمنح الشهداء والمصابون وكل من شارك في الفتنة أراضي في المناطق التي يرغبون فيها، وكذا

تعويض المواطنين عن التلفيات في أملاكهم، وصرف تعويضات لمن قتل أو أصيب من الحجاج، وتم تنظيم حملة للتبرعات، بلغت 17 مليون ريال .

واستكمالاً لأعمال الخير والبر من قبل الملك خالد، أصدر تعليماته بالبت فوراً في إصلاح وصيانة أضرار المسجد الحرام، واعتماد المبالغ اللازمة لها، كما تبرع

الأمير عبد الله بتغيير أرضيات الحرم واختيار أفضل أنواع المرمر على نفقته الخاصة، رحمهم الله، وجزاهم خير الجزاء عنا وعن المسلمين كافة .

ومرت الفتنة وتركت أثراً واضحاً وكشفت عن أمور وثوابت سارت عليها البلاد؛ قادةً وشعبا، فقد أظهرت:

قوة التلاحم والتكاتف بين أفراد الأسرة في البلاد؛ قادةً وقوات وشعباً.

سياسة الهدوء والحكمة والتروي التي تنتهجها الحكومة، تأتي دوما بنتائج إيجابية، فقد كان بإمكان القوات إخراجهم خلال ساعات، ولكنهم آثروا الحوار حفاظاً على

أمور ثلاثة (الحجاج - الحرم - الجنود)، وهي توجيهات الملك خالد، واستطاعوا في النهاية التغلب عليهم بأقل الخسائر الممكنة في الأرواح والأماكن.

اعتماد الحكومة دوماً وأبداً على الشريعة الإسلامية واتخاذها دستوراً حتى فيما يخص التعامل السياسي وأمن الدولة، فالملك خالد لم يأمر بالمداهمة إلا بعد فتوى

أصحاب الفضيلة العلماء.

مبدأ الثواب والعقاب تشريع إسلامي ويترك كل منهما أثراً لا يمحى؛ فالقوات التي شاركت لم تنتظر ثواباً؛ لأنه واجبها وعملها الأساسي، ولكن مكافأة المحسن تثبته

وتشد من أزره، كما أن معاقبة المسيء تردعه.

قدرة المملكة العربية السعودية على الحفاظ على أمن ممتلكاتها الدينية، ومكانة المملكة في قلوب المسلمين في العالم العربي والإسلامي؛ حيث بادروا الاستنكار

من بشاعة هذا العمل والتهنئة بعد انقضائه.

السياسة الإعلامية الهادفة التي توضح القصد بأدق العبارات وأشملها، بدون الإساءة أو التجريح، ويتضح ذلك جلياً في بيانيْ وزارة الداخلية الأول والثاني الذي

صرح بهما صاحب السمو الأمير نايف بن عبد العزيز، ومن ثم وزير الإعلام السعودي د. محمد عبده يماني، وسارت عليها وسائل الإعلام في المملكة العربية

السعودية .

وفي صبيحة يوم الأربعاء 21 / 2 / 1400هـ الموافق 9 / 1 / 1980م، تم تنفيذ حكم الإعدام حداً بالسيف على رءوس تلك الفئة المفسدة في حرم الله، حسب

أحكام القضاء الشرعي، كما أعلن صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الأرقام النهائية لعدد أفراد هذه الفئة وهم 117 قتيلاً؛ 63

أعدموا؛ 19 سجنوا، وفي نفس الوقت أعلن سمو الأمير نايف عدد الشهداء من ضابط وضباط صف وجنود القوات المسلحة والحرس الوطني والأمن العام، فبلغ

عدد المصابين 451 مصاباً، وعدد الشهداء 12 ضابطاً، 115 من رتب صف ضابط وجندي.

وفي يوم الجمعة 11/1/1400هـ، وجّه الملك خالد كلمة لكافة المسلمين في أنحاء العالم بيّن حرص المملكة على إعلاء كلمة الله، وتحكيم الشريعة الإسلامية،

وضرورة تكاتف الصف، وشكر النعم، والاعتراف بها، وصرفها في رضا الله، والعطف على المساكين والفقراء، وتفقّد أحولهم، وسد حاجاتهم.

مقتطفات من المقابلة التليفزيونية التي أجريت مع الأمير نايف بن عبد العزيز:

ومن المؤتمر الصحفي الذي عقده سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز مساء يوم الثلاثاء الموافق 15 / 1 / 1400هـ بمكة المكرمة.

استهل سموه المقابلة بحمد الله والثناء عليه بما منّ به من إتمام تطهير المسجد الحرام، والقبض على أكثرية المجرمين أحياء، وفيهم زعيم الفتنة جهيمان بن سيف

العتيبي .
وأعاد سموه إلى الأذهان التزام القوات السعودية بجميع فئاتها بالمبادئ الأربعة التي أمر جلالة الملك وولي العهد بضرورة تحقيقها، وهي:

1 - سلامة الكعبة المشرفة والمسجد الحرام.

2 - الحفاظ على أرواح الأبرياء من الحجاج والمواطنين.

3 - المحافظة قدر الإمكان على أرواح قواتنا المسلحة.

4 - محاولة القبض على أصحاب هذه الفتنة أحياء.

وقد تحققت جميع هذه الأهداف بحمد الله وكان هذا هو السبب في تأخر إنجاز مهمة القضاء على أولئك الأشرار بعض الوقت. وقال سموه: إنه منذ وقع الحادث

في فجر يوم الثلاثاء 1 / 1 / 1400هـ، حضر إلى هنا بمكة كل من سمو وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز، ووزير الداخلية، وسمو أمير

مكة؛ لقيادة العمليات والإشراف على تطهير الحرم الشريف.

وأعلن سموه أن الكعبة لم تصب بأذى، وإنه تم بحمد الله القضاء على الفتنة تماماً، وقُبض على زعيمها جهيمان العتيبي حياً، وأن زعيم الفتنة مهديهم المزعوم قد

قُتل.

وعن جنسيات العصابة قال سموه: إن غالبيتهم من السعوديين، ومعهم جنسيات أخرى من بلاد إسلامية متعددة. وقد استشهد من قوات الأمن 60 شخصاً.

ونحن وغيرنا يقول: لقد سطّر الملك خالد على جبين التاريخ مأثرةً عظيمةً، يحفظها له، وتتناقلها الأجيالُ بكل فخر واعتزاز؛ إذ قدّم لبيت الله الحرام خدمة من

أعظم الخدمات؛ ومن أجل الأعمال، بتطهيره من زمرة الضلال والغي؛ المرجفين؛ الفتّانين، الذين لا نزال نعاني من غلوهم وإفسادهم؛ فالحمد لله الذي سخّر ملوك

آل سعود للقيام بخدمة حرمه، وصيانته، والذّب عنه، ورحم الله ميّتهم، وأبقى خادم الحرميْن ذخراً للإسلام وأهله.

* * * *

قراءة الرواية الرسمية والمحلية عبر بيانات وكالة الأنباء السعودية (واس) ووزاة الداخلية وبعض ما نشرته الصحف السعودية وقتها عن هذا الحدث المحوري في

تاريخ المملكة وربما تاريخ العالمين العربي والإسلامي

في استعادة حادثة الاعتداء على الحرم المكي من جماعة جهيمان العتيبي بعد ثلاثين عاماً على وقوعها، أردت أن أركز على الرواية الرسمية والمحلية لأسباب

عدة منها: إتاحة الفرصة للباحثين لقراءة الخطابين الرسمي والإعلامي والمقارنة مع المصادر الأخرى، وإعادة القارئ إلى الأجواء العاطفية والسياسية لتلك المرحلة

ومحاولة تعريفه بما جرى، لأن كثيراً من القراء لم يعايشوا تلك الأحداث.

وأود بداية أن أعطي بعض الملاحظات على هذه الرواية، كصحافي لا كؤرخ، قبل أن أتركها تنساب للقراء دون أي تدخل مني أو تعليق سوى في أضيق الحدود.

أولى الملاحظات، أنه رغم ضخامة الحدث وأهميته، فإن تغطيته لم تتوازَ أبداً مع هذه الضخامة والأهمية، وسنلاحظ قلة المواد التي حاولت تفصيل ما جرى داخل

الحرم وركز جلها على تناول الحدث من خارجه، هذا إذا تغاضينا، من الأصل، عن قلة البيانات التي صدرت عن وزارتي الداخلية والإعلام والتي بررها وزير

الإعلام وقتها د. محمد عبده يماني بعدم اعتماد منهج الإثارة والتهويل! كما أننا سنلاحظ ركاكة لغوية ومهنية في بعض البيانات الرسمية والتغطيات الصحافية

وتسابق بعض التصريحات والتغطيات على إعلان انتهاء الحادثة مبكراً، إضافة إلى بعض التضارب في تصريحات المسؤولين لعلي أحيله إلى أسباب تنسيقية

بالدرجة الأولى.

هذه الملاحظات أضفت غموضاً طبيعياً ومفهوماً، بالنسبة لذلك الوقت، على الرواية السعودية للحادثة. ولكن في المقابل، يتضح تماماً، مقدار الصرامة الإعلامية

التي جرى التعامل بها مع الحدث تمثلت في التأكيد والتكرار والتذكير إلى درجة المبالغة والملل والدعائية بخروج هذه الفئة الباغية والفاسدة، لا الضالة كما نسمع

اليوم، عن الإسلام. ومن وجهة نظري، فإن هذه الصرامة، وهذه المبالغة، ملمح إيجابي يستحق الثناء لأنها تعكس منهج الحزم في التصدي للحادثة والفكر الذي

أفرزها، ولعلنا في أمسّ الحاجة هذه الأيام لاستعادة هذا المنهج الصارم في الحرب على الإرهاب داخل المملكة من الناحية الفكرية والإعلامية والثقافية توازياً

وتكاملاً مع الصرامة الأمنية والعسكرية التي تنتهج بنجاح.

من جهة أخرى، نلاحظ حرص الرواية الرسمية على التأكيد أن الملك خالد لم يعط توجيهاته ببدء تحرير الحرم أو تطهيره إلا بعد فتوى شرعية من العلماء جميعاً.

وسنلاحظ أن الملك ربط بين تطهير الحرم وتحرير القدس تحت تأثير فورة القضية الفلسطينية أو نهايات تلك الفورة... كما أن الملك أدغم فتوى أخرى للعلماء

داخل خطابه الذي اعتمد تنفيذ أحكام الإعدام، ومن اللافت أيضاً نفي الأمير نايف أي صلة خارجية بـ(جهيمان) ورفاقه، وفي المقابل رفض مسؤولون آخرون أي

بعد اجتماعي أو سياسي داخلي لها! وبالتالي انعكس هذا على التغطية الإعلامية التي عزلت الحادثة عن سياقاتها الدولية والمحلية.

والآن، نبدأ بالبيان الأول الذي أصدرته وزارة الداخلية في 1/1/1400هـ: اغتنمت زمرة خارجة على الدين الإسلامي صلاة فجر يوم الثلاثاء 1/1/1400 هـ

وتسللت إلى المسجد الحرام ومعهم بعض الأسلحة والذخيرة وقدموا أحدهم إلى جموع المسلمين الموجودين بالمسجد الحرام بمكة المكرمة لأداء صلاة الفجر، مدعين

له بأنه المهدي المنتظر، ونادوا المسلمين الموجودين بالمسجد الحرام للاعتراف به بهذه الصفة وتحت وطأة السلاح منهم، وقد قامت السلطات المختصة باتخاذ

كل التدابير للسيطرة على الموقف. وبناءً على فتوى من العلماء جميعاً اتخذت الإجراءات لحماية أرواح المسلمين الموجودين بالمسجد الحرام (لم يستقر الخطاب

الإعلامي أو الرسمي على وصف جماعة (جهيمان) فهم إما «زمرة» أو «فئة باغية» أو «خوارج» أو «مسلحون» وفي المقابل كان الحديث عن الجنود

مطعماً بالنكهة الدينية فهم «مجاهدون» ويسعون لـ«الشهادة»، وأعتقد أن هذا مفهوم لسحب المشروعية الدينية من جماعة جهيمان).

الرواية الرسمية على التأكيد أن الملك خالد لم يعط توجيهاته ببدء تحرير الحرم إلا بعد فتوى شرعية من العلماء جميعاً

بيان من وكالة الأنباء السعودية (واس) مساء 1/1/1400 هـ تحت عنوان (فتوى أصحاب الفضيلة العلماء) أنقل موجزه الذي نشرته الوكالة في بداية بيانها: في

يوم الثلاثاء الأول من الشهر المحرم 1400هـ دعانا نحن الموقعين أدناه جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود فاجتمعنا لدى جلالته في مكتبه في المعذر

وأخبرنا أن جماعة في فجر هذا اليوم بعد صلاة الفجر مباشرة دخلوا في المسجد الحرام مسلحين وأغلقوا أبواب الحرم وجعلوا عليهم حراساً مسلحين منهم وأعلنوا

طلب البيعة لمن سموه المهدي وبدأوا مبايعته ومنعوا الناس من الخروج من الحرم وقاتلوا من مانعهم وأطلقوا النار على أناس داخل الحرم وخارجه وقتلوا بعض

رجال الدولة وأصابوا غيرهم وأنهم لا يزالون يطلقون النار على الناس خارج المسجد، واستفتانا في شأنهم وما يعمل معهم فأفتيناه بأن الواجب دعوتهم إلى

الاستسلام ووضع السلاح، فإن فعلوا قبل منهم وسجنوا حتى ينظر في أمرهم شرعاً، فإن امتنعوا وجب اتخاذ كل الوسائل للقبض عليهم ولو أدى إلى قتالهم وقتل

من لم يحصل القبض عليه منهم. (وقع على هذا البيان قرابة الثلاثين عالماً من أبرزهم: الشيخ عبد الله بن حميد، الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ راشد بن

صالح بن خنين، الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير، الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري، الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع، الشيخ صالح بن محمد اللحيدان،

الشيخ محمد البشر، الشيخ محمد إبراهيم العيسى، والشيخ محمد علوي مالكي، ووفق رواية شخصية قالها لي أمير بارز بأن بعض المؤرخين يتهمون الملك خالد

ظلماً بضعف الشخصية ولكنهم لو حضروا هذا الاجتماع لتأكد لهم بطلان زعمهم، وانتقد الأمير ــــ وهو على حق ــــ تجاهل المؤرخين قرار الملك خالد التاريخي

بتطهير الحرم وتحريره من عصابة جهيمان الذي يعد قراراً محورياً وشجاعاً وفاصلاً لمصلحة الوطن العربي السعودي، على صعيد آخر يروي بعض وجهاء مكة

بأن الشيخ محمد علوي مالكي ــــ رحمه الله ــــ اتخذ يومها موقفاً حازماً إزاء بعض المترددين من الحضور سبب له محنة طويلة في ما بعد وصلت إلى درجة تكفيره!

ولم تنته هذه المحنة حتى دعوة المالكي لمؤتمر الحوار الوطني سنة 2003 في مكة.

وينفي الأمير نايف (وزير الداخلية) لـ(واس) بتاريخ 3/1/1400 هـ أي علاقة بين الحادثة والولايات المتحدة ويوضح، أيضاً، أنه لم يثبت انتماء هذه المجموعة

إلى إيران أو إلى جنسية أخرى، ويعلن أن قوات الأمن أحكمت سيطرتها التامة على الموقف داخل المسجد الحرام، وأنه بات في حكم المؤكد أن تنتهي الحادثة

المشؤومة صباح اليوم .. وقال إن قوات الأمن استطاعت أن تعالج الموضوع بحكمة بالغة مكنتها من السيطرة على جميع أجزاء المسجد الحرام دون وجود

مضاعفات (اتهام الولايات المتحدة سببه أن وسائل الإعلام الأميركية كانت أول من أعلن عن حادثة الحرم، أما إيران فقد أثنى وزير الداخلية على شجبها المبكر

للحادثة في مؤتمره الصحافي الأخير).

ويصرح د. محمد عبده يماني وزير الإعلام في 3/1/1400 هـ لـ(واس) أن الدولة ستستمر في معالجة موضوع المسجد الحرام بالحكمة للانتهاء منه خلال

ساعات، وأن الموضوع في سبيله للانتهاء، وأنه قد قُبض على معظم أفراد المجموعة الخارجة ونفى شائعة مقتل الأمير مشعل بن عبد العزيز (الاستعجال في

إعلان معالجة الحادثة يستحق التأمل والانتباه!).

وأكد وزير الإعلام في بيان لـ(واس) بتاريخ 4/1/1400هـ أن الوضع في المسجد الحرام بمكة المكرمة مستتب ويدعو إلى الاطمئنان، حيث إن قوات الأمن

تسيطر سيطرة كاملة الآن على كل أرجاء المسجد وتعتقل فلول تلك الفئة الباغية من الزمرة التي قامت بهذا العمل الإجرامي الشنيع في أطهر بقعة وأقدس مكان

على وجه الأرض. وذكر أنه سيجري بإذن الله إنزال الجزاء الصارم بها وفي من تسوّل له نفسه العبث بالأماكن المقدسة وبأمن أبناء هذا البلد وطمأنينتهم.

في 5/1/1400 هـ أدلى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ محمد السبيل للصحافي خالد الحسيني في صحيفة (البلاد) ببعض التفاصيل عن قصة الاقتحام،

يقول (السبيل) الذي قدر المسلمين الموجودين في الحرم وقت الحادثة بمئة ألف: «كان هؤلاء (المسلحون) بعد انتهاء الصلاة يقومون بالدوران ويخترقون الناس

بعجلة، وإذا رأوا شخصاً وتبين لهم أنه مواطن قالوا له اذهب وبايع المهدي .. وقد تسلل نفر منهم إلى غرفة مكبرات الصوت واستعملوها في مبايعة من سموه

المهدي» ثم روى (السبيل) قصة هروبه من الحرم: «خرجنا بين التسلل وبين غير ذلك مع الجمهور الذي خرج من النفق بعدما تم إقفال كامل للأبواب من قبل

هؤلاء المجرمين، وعند خروجي مع مجموعة من الحجاج بعدما تركت مشلحي (عباءتي) أقبلت على الباب وإذا بي أقف أمام 6 مسلحين وخرجت من وسط الناس

دون أن يلاحظوا من أنا وإلا كان الأمر غير ذلك».

أما في 6/1/1400 هـ فتفاجئنا صحيفة (الندوة) بنشر الخبر التالي: «استكملت قوى الأمن الليلة الماضية تطهير المسجد الحرام من المقتحمين وسيطرت عليه

واعتقلت جميع أفراد المجموعة الشريرة التي انتهكت حرمات المسجد فجر الثلاثاء الماضي» (وهو خبر غير دقيق بالمرة).

وصرح وزير الإعلام بتاريخ 7/1/1400 هـ لـ(واس) تصريحاً طويلاً أوجزه بما يلي: لم نصدر بيانات يومية لأن سياستنا الإعلامية تبتعد عن الإثارة والتهويل

وتعتمد نشر الحقائق كاملة، وجهات الأمن تسير بالتدرج للقبض على مقتحمي بيت الله الحرام ثم تقديمهم إلى الحكم الشرعي العادل.

وفي اليوم نفسه كانت صحيفة (المدينة) تنشر خبراً غريباً لا يقل في غرابته عن خبر (الندوة) عنوانه: «القبض على رئيس الشرذمة المارقة والبقية الباقية منها»

ومما جاء فيه: «علمت (المدينة) بأنه تم القبض على المهدي المزعوم محمد عبد الله القحطاني والقبض على والدته وزوجته وأخواته، مما يتضح أن المهدي

المزعوم كانت ترافقه عائلته وقد أصدر المقام السامي أوامره للجهات المختصة بالإسراع في إصلاح التلفيات .. ومن جهة أخرى قام رجال الأمن بإخراج جميع

الرهائن المحتجزين من اليوم الأول داخل المسجد الحرام، وكان المجرمون ينفذون خطة داخل المسجد تتمثل في استخدام الرهائن في نقل العتاد للمقاتلين من

المجرمين وكذلك الإعاشة والماء .. وكانت معنويات القوات السعودية مرتفعة جدا .. وقد صرح بعض الرهائن الذين أخرجهم رجال الأمن بأنهم قد ولدوا من

جديد» (سيتضح لاحقاً أن هذا الخبر لم يكن دقيقاً هو الآخر!).

نشرت صحيفة (الجزيرة) في 8/1/1400 هـ خبرا مفاده أن قوات الأمن نجحت في حصر قائدي الخوارج وبقية أفرادهم في الدور السفلي من الحرم. وقالت

الصحيفة إن المواطنين والحجاج أكدوا لها أنه لم تُخلَ المساكن القريبة من المسجد الحرام والحركة طبيعية (بعض المعاصرين للحادثة يتحفظون على الشق الثاني

من الخبر وتحديداً الحركة الطبيعية!).

وينفي وزير الإعلام لـ(واس) في 13/1/1400 هـ حدوث أي اضطرابات في المملكة وأن الفتنة اقتصرت على المسجد الحرام (وهذا النفي لم يكن موفقاً لأنه

كانت قد بدأت في المنطقة الشرقية احتكاكات بين مجموعات شيعية وقوات الأمن في ما يعرف بـ«انتفاضة 1400» ولمّح الأمير نايف لها في مؤتمره الصحافي

الختامي نافياً أن يكون لها أي صلة بحادثة الحرم، ولكن اللافت أن الحيز الزمني بين الثورة الإسلامية في إيران وحادثة الحرم و«الانتفاضة» لا يتجاوز السنة،

وللمزيد عن تفاصيل «الانتفاضة» مراجعة مقالي «الإصلاح والمعارضة في السعودية» بتاريخ 11 حزيران 2009 في الأخبار ).

أعلن وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز في 15/1/1400 هـ لوكالة الأنباء السعودية التصريح التالي: تم بعون الله وتوفيقه في الساعة الواحدة والنصف

من صباح هذا اليوم تطهير قبو المسجد الحرام من جميع أفراد الطغمة الفاسدة الخارجة على الدين الإسلامي وقد أسر وقتل جميع من فيه.

نفى الأمير نايف أي صلة خارجية بـجهيمان ورفاقه، فيما رفض مسؤولون آخرون أي بعد اجتماعي أو سياسي داخلي للحركة!

ونقلت (واس) عن الأمير نايف مساء يوم التطهير أيضاً تصريحاً بعدما سأله مندوب الوكالة عن ارتباط عصابة الحرم بأي دولة إسلامية: «ليس لأي ناس أو

دولة أجنبية صلة بهم»، فسأله عن مصير المهدي المزعوم فأجاب: «الذي نعرفه إلى الآن أنه مقتول» (أعلن الأمير نايف في اليوم التالي التعرف على جثة

المهدي المزعوم محمد عبد الله القحطاني في أحد أقبية الحرم المكي).

في اليوم التالي، نشرت (الجزيرة) إجابة الأمير نايف عن سؤال لأحد محرريها عن الشائعات التي تناولت عملية التطهير، أجاب الأمير: الشائعات المغرضة

نحن نسمعها ولكنها مغرضة ومن جهات غير أمينة في إيراد المعلومات ومعروفة بعدائها للإسلام والمسلمين. وفي الواقع نحن نقدر كل التقدير ردود الفعل العربية

والإسلامية على المستوى الرسمي والشعبي. (الشائعات التي قصدها الأمير نايف يغلب ظني أنها مشاركة قوات فرنسية في التطهير والتحرير، وهي شائعة لم تكن

تخلو من مبالغة لأن الصحيح هو طلب السلطات السعودية من فرنسا دعماً لوجستياً تمثل في 3 ضباط أقاموا بأحد فنادق الطائف يرأسهم ضابط رابع في باريس

من أجل الاستشارات التدريبية والتخطيطية، وسبب اختيار فرنسا عدم الحاجة إلى موافقة البرلمان للحصول على الدعم، ومن الطريف أن مصدر هذه الشائعة هو

الكابتن باريل أحد الضباط الذين أرسلوا إلى الطائف والتفاصيل الكاملة حول هذه النقطة متوافرة في كتاب «حصار مكة» للصحافي ياروسلاف تروفيموف).


ومن الضروري أن ننبه إلى أن (واس) في 12/2/1400 هـ أصدرت البيان التالي: صدرت موافقة المقام السامي بقبول استقالة صاحب السمو الملكي الأمير

فواز بن عبد العزيز أمير منطقة المكرمة لأسباب صحية.

وكشف الأمير نايف في 20/2/1400 هـ في ندوة أقامتها جامعة الرياض بأن المهدي المزعوم من أصول مصرية، وصل جده مع غزو الأتراك لعسير وسمي

بأسماء القبائل هناك ولا صلة له لا بقريش ولا بنسب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال أيضا: «المعتدون على حرمة البيت معروفون لدى أجهزة الأمن، وقد

سبق أن أوقفوا وقبض عليهم ولكن المشكلة أنهم كانوا يتسترون وراء الدين ويتصرفون باسم الاجتهاد والإرشاد».

أقام الأمير نايف مؤتمراً صحافياً ختامياً في 25/2/1400 هـ قال فيه: «أحب أن أصحح كلمة وصفت عن هذه الفئة بأنها باغية، فالواقع أنها أكثر من باغية

فهي مجرمة وخارجة» ونفى أي صلة بين استقالة الأمير فواز وحركة التنقلات العسكرية وحادثة الحرم ورفض تهمة الترهل الأمني «فهؤلاء الجماعة لم يكونوا

مجهولين لدينا .. وإنما المفاجأة لنا أن الحدث حدث بهذه السرعة فهم لم يقرروا دخول الحرم إلا في 25 ذي الحجة» وأضاف بأنه لم تكن لهم أي مطالب سوى

مبايعة المهدي «ولم نسمع أنهم طالبوا بوقف البترول عن أميركا»، وتحدث عن الكويتيين والمصريين من أفراد المجموعة بأنه لم تثبت صلة بين المصريين

وجماعة (التكفير والهجرة) ولكن كانت هناك صلة مع الكويتيين وأبلغت السلطات الكويتية بذلك، وتحدث بتفصيل أكثر عن فكر (جهيمان) ورفاقه: «دعوتهم

وأسلوبهم عندما بدأ قبل سنوات كان أسلوباً عادياً ولم يكن عليه خلاف، وكان بعضهم يشترك في ندوات علمية في المساجد، وفي السنوات الثلاث الماضية شددوا

مما جعل بعض الرجال الذين لهم بهم صلة أن يبتعدوا عنهم .. يريدون فقط مخالفة الجميع ويشككون ليس فقط في علمائنا، بل في من سبقهم، بل تعرضوا أكثر

من ذلك إلى الصحابة والخلفاء الراشدين .. ونعترض أنه بما حدث منهم قضي عليهم تماماً وسنجتث جميع جذورهم».

وفي اليوم نفسه كانت (واس) قد نقلت تصريح وزير الإعلام لمجلة (المستقبل) الذي رفض فيه الربط بين حادثة الحرم وجذور اجتماعية وسياسية، وقال: «إن

ما جمع أفراد الفئة الضالة هو انحراف فكري نتج من غلو في الدين» وقال وزير الإعلام إن هناك صلات فردية بين بعض المصريين وجماعة التكفير والهجرة

(لا يمكن قراءة حادثة الحرم دون ربطها بأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية داخل المملكة والمحطات الإقليمية الكبرى في المنطقة وتأثيرها على

جماعات الإسلام السياسي والحركي والتيارات السياسية المختلفة، أما إصرار الرواية الرسمية على فصلها عن كل ذلك إن كان مفهوماً وقتها فإنه ليس مبرراً

اليوم).

ونقلت صحيفة (الرياض) يومها حوار الأمير فهد (ولي العهد وقتها) لصحيفة (السفير) المنشور في 22/2/1400 عن حادثة الحرم، وقال الأمير فهد واصفاً

مقدمات الحادثة: «إن هذا الحدث نعيشه منذ 6 أو 7 سنوات ونعرفه بالضبط، هناك مجموعة تحاول جعل العقيدة الإسلامية أو التحدث باسم العقيدة الأساس في

التوجه الذي تسير عليه، ويأتي أفرادها إلى المسجد وإلى الناس البسطاء ويحاولون إفهامهم بطريقة أو بأخرى أن العقيدة بدأت تضعف في المملكة وأنه لا بد

للقاعدة الإسلامية أن تنتبه .. وللأمانة أذكر أننا قد اتخذنا في بعض الأحيان إجراءات ضدهم في السابق وتدخل بعض الإخوان للإفراج عنهم عن حسن نية لأن

من تدخل كان يعتقد أنهم ربما يكونون مفيدين في الدعوة .. وحول السلاح لا بد من الإشارة إلى أن كل بيت في السعودية يمتلك السلاح» وذكر أن مجموعة



(جهيمان) أدخلت السلاح إلى المسجد بعدما دفعت رشوة لأحد بوابي الحرم مقدارها 40 ألف ريال، وقال إن هذه المجموعة لديها كتب ونشرات طبعت في مطبعة

(الطليعة) بالكويت دون علم السلطات الكويتية، ووصف الأمير فهد رئيس المجموعة: «جهيمان رجل ساذج عادي لا يستطيع ولا يحسن التعبير لا من الناحية

اللغوية ولا من ناحية التفكير» ورفض أن تكون للحادثة أي جذور داخلية أو ارتباطات خارجية، وقال لـ(واس) في اليوم نفسه إن العنف أصبح ظاهرة عالمية،

لكن الدولة لن تسمح بأن يصبح العنف وسيلة للحوار في مجتمعنا، مضيفا: «سنظل نتصل ونختلط ونعطي ونأخذ من العالم حولنا ولكن بالمقدار الذي يتناسب

مع بيئتنا .. والجريمة التي ارتكبت على أرض المسجد الحرام لن تمر دون أن نمحصها ونحللها وندرسها دراسة دقيقة ومفصلة» (حديث ولي العهد ووزير

الداخلية عن مراقبة جهيمان ورفاقه ومعرفتهم تطرح تساؤلات عدة حول استغلال بعض الجماعات سلطة الخطاب الديني في تمرير أجندات خاصة من دون

محاسبتهم لفترة تخلق نتائج تصل إلى حادثة الحرم أو ما يشابهها).

وصدر بتاريخ 2/5/1400 هـ القرار الملكي بتعيين الأمير ماجد بن عبد العزيز أميراً لمنطقة مكة خلفاً للأمير فواز !

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من هيئة كبار العلماء بشأن الاعتداء على المسجد الحرام

الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لانبي بعده محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

فبمناسبة انعقاد مجلس هيئة كبار العلماء في دورته الخامسة عشرة في مدينة الرياض في النصف الأول من شهر صفر عام 1400هـ . للنظر في الأعمال

المدرجة في جدول أعمال هذه الدورة رأت الهيئة أن من واجبها إصدار بيان بشأن الاعتداء على المسجد الحرام من قبل الفئة المعتدية الضالة التي كفى الله

المؤمنين شر عدوانها فتم القضاء عليها بفضل الله وكرمه .

فإن هيئة كبار العلماء بهذه المناسبة تستنكر من هذه الفئة المعتدية الظالمة فعلها الآثم وعدوانها الغادر وتعتبرها بذلك قد ارتكبت عدة جرائم أهمها مايلي :

1- انتهاك حرم الله وجعله ميدانا للقتل والقتال وتحويله من حرم آمن إلى ساحة حرب تسوده الفوضى والفزع والاضطرابات والقتل والقتال متجاهلين مافي ذلك من

الوعيد الشديد والإجرام البالغ . قال الله تعالى ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (

إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس لايحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرا فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه

وسلم فيها فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن لي ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب ) .

2- سفك دماء المسلمين في بلد الله الحرام مكة المكرمة وفي حرمه الآمن حيث قتل فيه على أيديهم وبسبب فتنتهم العشرات من المسملين معصومي الدم والمال .

3- الإقدام على القتال في البلد الحرام وفي الشهر الحرام قال تعالى ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ... الآية ) .

4- الخروج على إمام المسلمين وولي أمرهم وهم مع إمامهم وتحت ولايته وسلطانه في حال من الاستقرار والتكاتف والتآلف والتناصح واجتماع الكلمة يحسدهم

عليها كثير من شعوب العالم ودوله مستهينين بجريمة الخروج على ولي أمر المسلمين وخلع مافي أعناقهم له من بيعة نافذة جاهلين أو متجاهلين مافي ذلك من

النصوص الشرعية من الكتاب والسنة قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت

رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لاننازع الأمر أهله ـ قال ـ إلا

أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ) .

وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن

مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من

أتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائنا من كان ) .

5- التسبب في تعطيل حرم الله مدة اعتدائهم عليه من الشعائر الدينية من صلاة وذكر وطواف وتلاوة لكتاب الله وغير ذلك من أنواع العبادات حتى أنه مضى

عليه جمعتان لم تصليا فيه ولم ترفع من مآذنه نداءات الصلاة جمعة وجماعة قال تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في

خرابها . الآية ) .

6- التغرير بمجموعة من الأغرار والنساء والسذج وغيرهم بزجهم في حظيرة هذا الطغيان الآثم وتعريضهم لكثير من المآسي وصنوف المشقة والتسبب في قتل

بعضهم .

7- الانقياد لداعي الهوى والضلال حيث قام من تولى كبر هذه الفتنة بالإشارة إلى أحدهم بأنه هو المهدي المنتظر وأعلن المطالبة بمبايعته مع انتفاء مايدل على

ذلك ووجود مايكذبه .

وبناء على ماتقدم فإن هيئة كبار العلماء تعتبر هذه الفئة

فئة ضالة آثمة

لاعتدائها على حرم الله وعلى مسجده الحرام وسفكها الدم الحرام وقيامها بما يسبب فرقة المسلمين وشق عصاهم وبذلك دخلت تحت قوله سبحانه ( ومن يرد فيه

بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) وقوله ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ... الآية ) .

والهيئة إذ ترى في هذه الفئة الظالمة هذا الرأي ترى أن في منشوراتها من الشبه الآثمة والتأويلات الباطلة والاتجاهات الضالة مايعتبر بذور شر وفتنة وضلال

وطريقا إلى الفوضى والاضطرابات والتلاعب بمصالح البلاد والعباد بدعاوى قد يغتر بعض السذج بظاهرها وفي بواطنها الشر المستطير وإذ تبين الهيئة ذلك

وتستنكره فإنها تحذر المسلمين جميعا مما في تلك المنشورات من الشبه الآثمة والتأويلات الباطلة والاتجاهات السيئة كما أن الهيئة بهذه المناسبة وبمناسبة القضاء

على فتنتهم من حكومة جلالة الملك خالد بن عبد العزيز حفظه الله ووفقه وأعانه على كل خير تشكر الله سبحانه وت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgemal.com
essam rezk
مشرف
مشرف
essam rezk


ذكر عدد الرسائل : 492
العمر : 51
الموقع : italia
نقاط : 889
تاريخ التسجيل : 08/12/2011

حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي    حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي  Emptyالأحد 17 مارس - 10:47:22

افادكم الله علي هذا التوضيح

وادعو الله العلي العظيم ان يثبتنا بلقول الثابت في الدنيا و الاخرة

اللهم اغفر لنا ذنوبنا و اصرافنا في امرنا

رب اغفر لي و لوالدي و للمؤمنيين و المؤمنات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حادثة اطلاق النار داخل الحرم المكي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إمام الحرم المكي في رسالة لـ"السيسي" : قتل نفس معصومة في شهر حرام تجتمع فيها ثلاث ظلمات موبقة
» توسعة الحرم المكي الشريف
» شاهد.. الغيوم تُحوِّل النهار بـ«الحرم المكي» إلى ليل
» وفاة الشيخ محمد السبيل إمام الحرم المكي
» ألا تبكون خوفا من النار ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب كفر الجمال :: منتدى الفكر الاسلامي :: منتدى الفكر و التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: