بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد؛
أخى الزمالكاوى فياض:
إن فروع الدين ومذاهبه وأبوابه واحاديثه متعددة، وحكم الأشياء فى الدين أختلف واتفق من مذهب لآخر ومن إمام إلى آخر، فعلينا أن نقرأ ونبحث جيدا فى كتاب الله وسنة رسوله حتى نصل إلى ما يريح قلوبنا.
فلنتطرق إلى بعض الآيات والأحاديث التى تحثنا على ذكر الله فى حِلق أو حلقات.
قال اللهُ تعالى
:"واصبِر نفسَكَ مع الذينَ يدعُونَ رَبَهُم بالغَداةِ والعَشِىِ يُريدُونَ وجهَهُ ولا تَعدُ عيناكَ عنهم". (سورة الكهف: آية 28)
عن أبى هريرةَ رضى اللهُ عنه عن النبىّ صلى الله عليه وسلم: انَّ للهِ ملائكةً سيَّارةً فُضلاء يتَّبعون مَجالسَ الذِكرِ فاذا وَجدوا مَجلساً فيه ذكرٌ قَعدوا معهم وحَفّ بعضُهم بعضاً باجنِحَتِهم حتى يَملئوا ما بينهم وبينَ السماءِ الدُنيا، فاذا تفرقوا عَرجوا وصَعدوا إلى السماءِ فَيسالهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ، وهو أعلمُ، من أين جِئتم؟ فيقولون: جِئنا من عنِدِ عبادٍ لك فى الأرض يُسبحونكَ ويُكبرونكَ ويُهللونكَ ويُحمدونكَ ويسالونك، قال: وماذا يسالونى؟ قال: يَسالونك جَنَّتك، قال: وهل راوا جَنّتى؟ قالوا: لا اى رَبِ، قال: فكيف لو راوا جنَّتى؟ قالوا: ويستجيرونكَ، قالَ: ومم يستجيرونى؟ قالوا من نارِكَ يا ربّ، قال: وهل راوا نارى؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو راوا نارى؟ قالوا ويستغفرونك، فيقول: قد غَفرتُ لهم فاعطيتهم ما سالوا واَجَرتُهم مما استجاروا، قالَ: يقولونَ رَبِ فيهم فُلانٌ عَبدٌ خَطّاءٌ، انما مرَّ فجلسَ معهم، فيقول: وله غَفَرت ُ، هم القومُ لا يشقى بهم جليسهم.
(رواه مسلم واخرجه البخارى فى صحيحه) (1)
وعن معاوية رضى الله عنه: " أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج على حِلقة من أصحابه، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا ..... إلى ان قال: أتانى جبريل فأخبرنى ان الله يباهى بكم الملائكة".
(أخرجه مسلم فى صحيحه) (2)
وتدل الأحاديث على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين، وفضيلة الاجتماع على الذكر. واخرج البخارى: "أن ملائكة يطوفون فى الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا إلى حاجتكم. قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا" الحديث.
وهذا من فضائل مجالس الذكر تحضرها الملائكة بعد التماسهم لها. (3)
وهذه كانت بعض الأحاديث التى تدل على فوائد الذكر فى جماعة أو فى حلقات، وما اكثر هذه الأحاديث.
وانطلاقا من هذه الأحاديث والآيات، اطلب من جميع الأعضاء البحث جيدا قبل الموافقة على مثل هذه الفتاوى التى كتبها الأخ فياض، فنحن نعلم جيدا أن هناك دول مثل السعودية تتميز بالتشدد فى كل شىء وتصدر دائما فتوى شيوخهم بأن ما نفعله يسمى بدعة، وانا لا أعلم فهم شيوخ وعلماء وربما هم أقرب إلى الله منا، ولكن ما أعلمه جيدا أن فتهواهم لا يجب علينا بالضرورة الأخذ بهاخاصة وأن هناك ما يخالفها ويبيح لنا ما نحب دائما أن نفعله.
وأنا فى رأيى الشخصى معجبة أشد الإعجاب بمثل هذه المواضيع التى تحثنا على ذكر الله والصلاة على رسوله فهى تذكرنا دائما بوجود الله، ولا نقدر أن نحصو او نعد الثواب الذى يعود علينا من مثل هذه المواضيع.
فاستمروا يا شباب الموقع فى دعاء الله والصلاة على النبى
_____________________
1- مأخوذ عن كتاب "رياض الصالحين" باب فضل حلق الذكر
2- مأخوذ عن كتاب "البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم" للدكتور على جمعة
3- مأخوذ عن كتاب "البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم" للدكتور على جمعة