نشرت صحيفة ''دايلي ميل'' البريطانية تقريرا عن اكتشاف هز الأوساط الدينية المسيحية ، حيث عثر باحثون على بردية تثبت زواج المسيح من السيدة مريم المجدلية، وهو ما يتنافى مع اعتقادات الكنيسة التي رسخت بأن المسيح كان عازبا حيث جاء في البردية بأن المسيح كان يتحدث إلى تلاميذه و يقول " زوجتي" وذلك في إشارة الى مريم المجدلية كما يرى الباحثون.
وقالت الصحيفة أن الباحثون وجدوا في نص البردية ان المسيح كان يتحدث مدافعا عنها ضد بعض من النقد الذي وجه لها ويقول "إنها تلميذتي"، وبعد سطرين من الحديث في البردية قال " انا أسكن معها".
و أضافت "دايلي ميل" يرى الكثير أن البردية تلقي ظلالا من الشك على الاعتقاد القائم منذ قرون كثيرة داخل الكنيسة بأن المثل الأعلى المسيحي هو الامتناع عن ممارسة الجنس، مشيرة إلى أن هذه البردية بحسب ما قاله الباحثون هي خير دليل على صحة ما ورد في رواية "دافنشي كود" للكاتب دان براون والتي تثبت ان المسيح ومريم المجدلية كانوا زوجان.
و لفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه من المقرر أن يقدم الباحثون البردية المكتشفة اليوم في مؤتمر دولي في مركز الدراسات القبطية في روما بعد إجراء دراسات وتحقيقات موسعة لمعرفة مدي دقة ومصداقية البردية .
و نقلت الصحيفة تصريحات عن الباحثين في مجلة " سميثونيان " قالوا إن هذه البردية تعتبر بمثابة نفياً تاما لادعاء الكهنوت الكاثوليكي والذي يرسخ للرهبنة بأنها الحالة الاجتماعية الأسمى دينيا، وأضاف الباحثون " هذه البردية ترسخ لان المسيحية القديمة اعتبرت ممارسة الجنس من خلال الزواج انما هو تقليد لإبداع الله وهو ايضا نوعا من التقرب إلى الله".
فيما صرح أساتذة تاريخ اللاهوت بجامعة هارفارد بأنه كان هناك ما يسمى"انجيل زوجة يسوع" ولكنه قذف إلى القمامة على حد تعبيرهم لان الأفكار الواردة فيه تقف بقوة ضد التيار الزاهد في المسيحية - حسب الصحيفة.
و أكدت الصحيفة على لسان الباحثين بان أفكارا تمثل المسيح كرجل يحب ويعشق و لديه احتياجات جسدية لن تلقى قبولا لدى الكنائس الحالية التي تعتبر الزهد هو أرقى حالات الروحانية.
وعلى الجانب الأخر ، قالت الصحيفة البريطانية تطرق بعض الباحثين لفحص البردية والحبر الذي كتبت به للتأكد من تاريخها واستعانوا في ذلك بخبراء من أنحاء العالم وذلك حتى لا يدعوا مجالا للشك فيما ورد بها من أفكار من شأنها أن تحدث توترا في الأوساط الدينية المسيحية .
و ذكرت "دايلي ميل"، أنه في المؤشرات الأولية قال البروفيسور "روجر بانجال " بأنه يعتقد أن البردية أصلية حيث أن الخط الذي كتبت به وكذلك الألوان و خلفية البردية توضح انتمائها للنصف الثاني من القرن الرابع الميلادي وأن مكانها أصلي كان في صعيد مصر .
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن الباحثون اعتبروا اكتشاف هذه البردية هو الأهم منذ عام 1945 عند اكتشاف مخبأ للمخطوطات في نجع حمادي بصعيد مصر.