هناك مواقف وأحداث جسام وقعت فى الشهر الكريم رمضان، وكان لها أثر كبير فى التاريخ الإسلامى، وسلط علماء المسلمين وكتَّاب التاريخ الضوء عليها، وبمناسبة الشهر الفضيل، ننشر أهم الأحداث التى وقعت فى اليوم الحادى عشر من رمضان.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 9 هـ للعام الميلادى 630، قدم وفد من ثقيف على رسول الله مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) فأسلموا، وكان سيدهم عروة بن مسعود قد جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) مُنْصَرَفَهُ من حنين والطائف وقبل وصوله إلى المدينة أسلم وحسن إسلامه واستأذن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) فى الرجوع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، فأذن له وهو يخشى عليه، فلما رجع إليهم ودعاهم إلى الإسلام رموه بالنبال فقتلوه، ثم ندموا، ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب الرسول (عليه الصلاة والسلام)، فبعثوا وفدهم هذا اليوم معلنين إسلامهم، فقبل منهم الرسول ذلك وبعث معهم أبا سفيان صخر بن حرب والمغيرة بن شعبة لتحطيم أصنامهم.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 12 هـ للعام الميلادى 633، جمع هرقل، قيصر الروم، أهل حمص ومن بها من أشراف الروم ومن كان على دينه من العرب يحمسهم ويحرضهم على قتال المسلمين، ذلك بعد أن وجّه إليه خليفة المسلمين أبو بكر الصدّيق {رضى الله عنه} أربعة جيوش بقيادة يزيد بن أبى سفيان وأبى عبيدة بن الجرّاح وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص، ثم رحل هرقل إلى أنطاكية، فأقام بها واتخذها مقراً له، وأرسل إلى القسطنطينية يطلب سرعة موافاته بالمدد للتصدى للمسلمين.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 13 هـ انتصر المسلمون فى موقعة البويب فى العراق، أرسل الفرس جيشاً بقيادة مهران ابن بازان، وعبر الفرس الجسر إلى موضع يُسمى البويب. والتقى المسلمون معه فى قتال عنيف، كانوا بقيادة المثنى. وقد نصر الله المسلمين نصراً أعاد إليهم ثقتهم فى أنفسهم بعد هزيمة موقعة الجسر. وقتل فى المعركة خلقٌ كثير منهم مسعود بن حارثه، أخو المثنى.
استشهاد سعيد بن جبير: فى 11 رمضان 95هـ الموافق 714م على يد الحجاج بن يوسف الثقفى.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 97 هـ رحل العماد الكاتب الوزير العلاّمة أبو عبد الله مُحَمّد بن حامد الأصبانىّ، ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة بمدينة أصبهان، تفقه ببغداد على يد ابن الرزّاز، وأتقن الفقه والعربيّة، ثم واصل الكتابة والترسل والنظم، ففاق الأقران.
فى الحادى عشر من شهر رمضان عام 129هـ الموافق 25 مايو 477م، ظهرت دعوة بنى العباس فى خراسان بقيادة أبى مسلم الخراسانى.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 239 هـ للعام الميلادى 854، توفى الإمام أبو زكريا يحيى بن موسى بن عبدِ ربه، كان محدثاً. وقد أخرج له الإمام البخارى وقال فيه الإمام أبو زُرْعَه: هو ثقة.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك 319 هـ للعام الميلادى 931، أبصر النور المعّز الفاطمى. وهو الذى بنى مدينة القاهرة.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 343 هـ رحل الفقيه العلاّمة أبو عبد الله القرطبي، كان عالماً فى اللغة والتاريخ، ومن أشهر مؤلفاته كتاباً فى شعراء الأندلس، بلغ فيه الغاية، كان القرطبى من أشهر أدباء عصره تواضعاً، وحباً للعزلة، كان له شعرٌ جميل،
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، توفى جنكيز خان بالقرب من مدينة "تس جو" فى (11 من رمضان 624هـ = 25 من أغسطس 1227م)، ودُفن فى منغوليا، بعد أن أقام دولة مترامية الأطراف مرهوبة الجانب وخلفه على الإمبراطورية ابنه "أوكتاى".
ليس هناك شك فى أن جنكيز خان واحد من أقسى الغزاة الذين ابتليت بهم البشرية، وأكثرهم سفكًا للدماء، وأجرؤهم على انتهاك الحرمات وقتل الأبرياء، وحرق المدن والبلاد، وإقامة المذابح لآلاف من النساء والولدان والشيوخ، لكن هذه الصورة السوداء تخفى جانبًا آخر من الصورة، حيث التمتع بصواب الرأى وقوة العزيمة، ونفاذ البصيرة. فكان يجلّ العلماء ويحترمهم ويلحقهم بحاشيته، وكان له مستشارون من الأمم التى اجتاحها من ذوى الخبرة، وكان لهؤلاء أثر لا يُنكَر فى تنظيم الدولة والنهوض بها والارتقاء بنواحيها الإدارية والحضارية.
فى الحادى عشر من شهر رمضان عام 655هـ الموافق 21 سبتمبر 1257م كتب القائد المغولى هولاكو رسالة إلى الخليفة العباسى المستعصم بالله يدعوه للاستسلام والخضوع والحضور لحضرته وإعلان ذلك.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 702 للعام الميلادى 1303، رحل فى مدينة بعلبك بلبنان الشيخ الإمام العلاّمة شرف الدين أبو الحسن اليونينى البعلبكى، اسمه أبو الحديث،.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 751 هـ الوباء يهلك كثيراً من أهالى مصر والشرق الإسلامى، ظهر الطاعون فى مصر عام 1348 للميلاد عبر السفن القادمة من أوروبا. وكان قد قضى على نصف سكان إنجلترا وربع سكان الصين وثلث سكان أوروبا على مئات الآلاف من سكان مصر والشام والعراق وفارس والحجاز، فخلت تلك البلاد من الإزدهار وعمّت الفوضى الحياة الاقتصادية، وأصبح ظل الموت على كل بقعة من بقاع الأرض، ففى رمضان وحسب إحصاء ظهر فى مثل هذا اليوم، قتل الطعون فى مصر تسعمائة ألف شخص.
وعاد الطاعون مرة أخرى فى رمضان عام 881 للهجرة النبوية الشريفة بمدينة القاهرة, وأخذ يتزايد حتى قضى على أعداد كبيرة من الأطفال والكبار على حدٍ سواء. وكان من شدّته أن من كان يصاب يموت بسببه فى اليوم نفسه. وقضى الطاعون على عدد من كبار أعيان الدولة المملوكية فى مصر، فمات ألفان من المماليك التابعين للسلطان قايتباى.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 842 هـ رحل البساطىّ، قاضى القضاة، شمس الدين مُحَمّد بن أحمد بن عثمان شيخ الإسلام، ولد سنة ستّ وخمسين وسبعمائة للهجرة، برز البساطى فى الفنون، ودرّس بالشيخونيّة وغيرها، ووَلى قضاء المالكيّة وصنّف تصانيف عديدة.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 922 هـ، السلطان العثمانى سليم يدخل دمشق دون مقاومة، تمّ حصار دمشق لمدة اثنى عشر يوماً، ثم استسلمت فى الحادى عشر من رمضان، فعُيّن لحكمها شهاب الدين أحمد إبن يخشى العثماني. ومكث فيها السلطان العثمانى سبعة وستين يوماً، حيث قام بزيارة قبر السلطان الكبير صلاح الدين الأيوبي، وأمر ببناء ضريح للمتصوف الكبير محيى الدين بن عربى. ولا يزال قائماً إلى اليوم.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 986 هـ العثمانيون ينتصرون على الصفويين فى معركة "شماهى" فى القفقاس، وقد خسر الصفويون فى هذه المعركة 15 ألف قتيل، وجاءت هذه المعركة فى إطار حروب طاحنة بين الجانبين للسيطرة على زعامة العالم الإسلامى.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 1410 هـ المسلمون فى ألبانيا يصومون شهر رمضان ابتداء من هذا اليوم بعيداً عن سيطرة النفوذ الشيوعى، كانت ألبانيا الأوروبية المسلمة تحت النفوذ العثمانى منذ منتصف القرن السادس عشر، فاستقلت بعد ذلك عام 1912 للميلاد وأعلنت النظام الجمهورى، وغيرت أحرف الكتابة العربية للغة الألبانية وبدلتها بالحروف اللاتينية، وفى العام 1939 للميلاد قامت القوات الإيطالية باحتلال ألبانيا، وعندما هزمت إيطاليا فى الحرب العالمية الثانية، انتصر الجناح الشيوعى عام 1944 للميلاد فحكم البلاد، إلى أن جاء عام 1960 للميلاد،
فاتجهت ألبانيا إلى الصين لتساعدها بعدة مليارات من الدولارات، ولما مات الزعيم الصينى ماو سى تونغ، ساءت العلاقات بين الدولتين، توفى الزعيم الألبانى الشيوعى أنور خوجه عام 1985 للميلاد، بعد حكم حديدى لألبانيا لمدة أربعة عقود، أخذت الأحوال السياسية تتحول إلى المناداة بالإصلاحات والحرية، إلى أن تفككت أواصر حلف وارسو، فخرجت ألبانيا من ذلك الحلف وأعطت حريات واسعة، فى مجال حرية العقيدة الدينية الإسلامية، فصام الألبان بكل حرية دون تدخل الدولة واعتقال الصائمين كما كان يحدث فى السابق.