أبومعاذ مشرف عام
عدد الرسائل : 1194 نقاط : 1652 تاريخ التسجيل : 22/04/2008
| موضوع: إياكم و هيشات الأسواق الجمعة 27 يوليو - 17:43:52 | |
| More Sharing ServicesShare | Share on facebook Share on myspace Share on google Share on twitter يتألم الإنسان كثيراً عندما يدخل المسجد ليصلي فيجد أصوات الناس مرتفعة بالكلام، مما يسبب التشويش عليه وعلى بقية المصلين. وارتفاع الأصوات في المساجد من الأمور المنكرة شرعاً لما جاء في صحيح مسلم من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إياكم وهيشات الأسواق))1 قال الإمام النووي في شرح الحديث: "هيشات الأسواق: أي اختلاطها والمنازعة، والخصومات، وارتفاع الأصوات، واللغط والفتن التي فيها"، وثبت في موطأ الإمام مالك أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - دخل المسجد فوجد رجلين قد ارتفعت أصواتهما، فهمَّ بضربهما بدرته، فلما رآهما غرباء عن المدينة سألهما فقالا: من اليمن، فقال: "لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً"2؛ فدل على أن الأدب في المسجد هو خفض الصوت. وثبت في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج ليخبر الناس بتعيين ليلة القدر على وجه فيه جزم ويقين؛ فسمع جلبة - أي أصوات مرتفعة - في المسجد؛ فأخبر أن الله - عز وجل - رفع ليلة القدر فدل على أن ارتفاع الأصوات وهيشات الأسواق في المساجد سبب من أسباب البلاء، ومنع نزول الخيرات والرحمات وعميم البركات. وفي كثير من المساجد يكثر الحديث بين المصلين قبل صلاة الفريضة وبعدها بحيث يؤثرون
على المصلين والذاكرين، وما علموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج على الناس وهم يصلون قد علت أصواتهم بالقراءة فقال: ((إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن))3،
وجاء من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: ((ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة))4، وأخرج الحاكم في المستدرك بسنده إلى أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يأتي على الناس زمان يتحلقون في مساجدهم وليس همتهم إلا الدنيا، ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم))5. وفي فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - سئل عن مسجد يُقرأ فيه القرآن والتلقين بكرة وعشية؛ ثم على باب المسجد شهود يكثرون الكلام، ويقع التشويش على القراء؛ فهل يجوز ذلك أم لا؟ فأجاب: الحمد لله، ليس لأحد أن يؤذي أهل المسجد، أهل الصلاة، أو القراءة، أو الذكر، أو الدعاء ونحو ذلك مما بنيت المساجد له، فليس لأحد أن يفعل في المسجد ولا على بابه أو قريباً منه ما يشوش على هؤلاء، بل قد خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال: "أيها الناس كلكم يناجى ربه فلا يجهر بعضكم على بعض فى القراءة"، فإذا كان قد نهى المصلي أن يجهر على المصلي؛ فكيف بغيره؟! ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد أو فعل ما يفضي إلى ذلك منع من ذلك، والله أعلم"6. فما أحوجنا أن نمتثل هذا الأمر النبوي في تعظيم المساجد؛ لاسيما مع ازدحام الناس
صغاراً وكباراً في رمضان، بل البعض يأتي بأولاده وفطوره إلى المسجد؛ فيكثر الأكل في المسجد، وتحدث الفوضى والشغب والصياح، وتنقلب المساجد في شهر رمضان خاصة قبل الإفطار إلىأسواق - والعياذ بالله -، فالله الله في تعظيم هذه الشعيرة فإن تعظيمها من تقوى القلوب قال - تعالى -: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}7.
وصلى الله على محمد وآله، والحمد لله أولاً وآخراً.
منقول
1 رواه مسلم برقم (655). 2 رواه البخاري برقم (450). 3 رواه مالك في الموطأ برقم (163)، وصححه الألباني في الصحيحة برقم (1603). 4 رواه أبوداود برقم (1135)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (1203). 5 رواه الحاكم في المستدرك برقم (7916)، وصححه الألباني في كتابه إصلاح المساجد برقم (116). 6 الفتاوى (22/205). 7 سورة الحج (32).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|