منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب كفر الجمال

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Animal11
كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح 09910
كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح 1611
كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Tكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Eكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Nكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Emptyكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Lكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Aكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Mكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Eكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Gكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Lكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Eكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Emptyكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Wكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Wكلمات ملاح في الصلاح والإصلاح W
كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح 1611 الآن  وبعون الله تعالى   المنتدى على سيرفر جديد www.elgemal.net

 

 كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبومعاذ
مشرف عام
مشرف عام
أبومعاذ


ذكر عدد الرسائل : 1194
نقاط : 1652
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Empty
مُساهمةموضوع: كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح   كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح Emptyالإثنين 16 يوليو - 17:56:38

كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح
محمد عبد الله الشيخ


لقد كان رسول الله يدعو فيقول: ((اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي
هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَاي الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي
وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِى وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ
زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ
كُلِّ شَرٍّ))
[مسلم: 7078]].

وهذا
الدعاء من المعصوم –صلى الله عليه وسلم- يدل على أن الإنسان دائماً مفتقر
إلي عناية الله تعالي له في دينه أولاً لأنه العاصم من الضلال. ثم في
دنياه لأنها قريبة المنال، وفيها معيشته الأيام الطوال، وفيها تتحقق
الآمال. ثم في آخرته لأن فيها توفية الأعمال، وإلقاء الرحال، في جنة الكبير
المتعال.

لذا فكل إنسان منا يحتاج إلي وسائل صلاح وإصلاح.
- وسائل صلاح ما يستقبل من حياته، وإصلاح ما فسد في سالف أوقاته.
- وسائل لإصلاح الدين والدنيا والآخرة.

وخاصة في هذا الزمان الذي قال الله تعالي عنه: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
) [الروم:41].

وهذه
دعوة للعلمانيين، ولكل الرافضين، لتطبيق شرع رب العالمين، أن يثوبوا
لرشدهم ويعودوا لربهم، ويتبعوا سنة نبيهم، كي يكونوا أول المطالبين، بتحكيم
الشرع المبين، على كل المصريين، فيعيش الناس في حضن الشريعة، والأحكام
الربانية البديعة، والسنن النبوية الرفيعة، ولكي يبتعدوا عن الأقوال
الشنيعة، المخالفة لصاحب الشريعة، ولكي لا يلحقهم بعد ذلك العار، والخزي
والشنار، في هذه الدار، وفي الآخرة التي هي دار القرار، حيث لا دار إلا
الجنة أو النار.

ملاح الكلمات في الصلاح والإصلاحات:
ولا
صلاح ولا إصلاح إلا بطاعة الله تعالي وطاعة رسوله -صلي الله عليه وسلم-
حيث قال الله تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً
)[النساء: 59].

* وفي الآية عدة وقفات:
الوقفة الأولي: نداء الرب الشكور يشرح للصالحين الصدور
بدأ الله تعالي الآية بـقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) لأمرين:
- الأول: وصفاً لهم بأمرٍ يحبونه فتنشرح صدورهم لما يطلب منهم.
- الثاني: الإيمان هو التصديق والإذعان فيقتضي ويستلزم من المؤمن أن يسمع لأوامر ربه سمع طاعة وينتهي عن نواهيه طواعية واستسلام.

وهذا واضح في القرآن جداً. بل ظاهر لكل ذي عقل سليم.

فالإيمان يقتضي الاستجابة للرحمن والعمل بسنة النبي - عليه الصلاة والسلام -.
من مقتضيات الإيمان الاستجابة لشرع الرحمن:
* والأدلة على ذلك كثيرة منها:
1-
قال تعالي: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً
مُّبِيناً
)[الأحزاب: 36].

2-
وقال تعالي: (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا
أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ
أَجْرٌ عَظِيمٌ
) [آل عمران:172].

3-
وقال تعالي: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى
وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ
جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ
الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
) [الرعد:18].

الوقفة الثانية: طاعة الله وطاعة الرسول تؤدي إلي الوصول
ثم قال - سبحانه -: (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ).
=
فبعد النداء بالوصف الجميل، يأتي الأمر من الجليل، لعبده الخاضع الذليل،
كي يظهر الدليل، على عبوديته لربه الجليل، بلا معارضه ولا تبدليل.

والقرآن ملئ بالأمر بطاعة الله تعالي وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بشكل واضح ما له مثيل.
الأدلة الواضحات على وجوب طاعة رب الأرض والسموات وطاعة خير البريات:
1- قال تعالي: (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: 32].
2- وقال تعالي: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [آل عمران: 132].
3-
وقال تعالي: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ
فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ
الْمُبِينُ) [المائدة:92].

4-
وقال تعالي: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ
وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ
وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال:1].

5-
وقال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ
وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ) [الأنفال:20].

6-
وقال تعالي: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ
فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ) [الأنفال:46].

7-
وقال تعالي: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن
تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ
وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ
الْمُبِينُ) [النور:54].

8- وقال تعالي: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النور:56].
الوقفة الثالثة: فضائل طاعة الله تعالي وطاعة رسوله –صلى الله عليه وسلم-:
[1] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله سبب لرحمة الله - تعالى - للعبد:
1- قال تعالي: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [آل عمران:132].
2- قال تعالي: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النور:56].
3-
قال تعالي: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ
وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيرحمهم الله إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ)[التوبة:71].

[2] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله سبب للألفة وعدم التنازع:
1-
قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً)[النساء: 59].

2-
قال تعالي: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ
فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ) [الأنفال:46].

[3] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله سبب لدخول الجنات والفوز برضا رب الأرض والسموات:
1-
قال تعالي: (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [النساء: 13].

2-
قال تعالي: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ
حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ
يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً) [الفتح:17].

[4] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله سبب في دخول حزب الله الذي لا يُغلَب:
- قال تعالي: (وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) [المائدة:56].
[5] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله دليل على الإيمان بالواحد الديان:
-
قال تعالي: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ
وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ
وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال:1].

[6] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله سبب للفلاح:
-
قال تعالي: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور:51].

[7] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله سبب للفوز:
1- قال تعالي: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النور:52].
2-
قال تعالي: (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
[الأحزاب:71].

[8] طاعة الله تعالي وطاعة رسولة دليل على التصديق والإيمان والتسليم والإذعان:
-
قال تعالي: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا
مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا
زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) [الأحزاب:22].

[9] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله سبب للحصول على الأجر العظيم في جنات النعيم:
-
قال تعالي: (وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ
الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً
عَظِيماً)[الأحزاب:29].

[10] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله تطهر من التقصير ويحبه اللطيف الخبير:
-
قال تعالي: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
[الأحزاب:33].

[11] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله دليل على صدق العبد:
-
قال تعالي: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن
دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ
وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ
الصَّادِقُونَ) [الحشر:8].

[12] طاعة الله تعالي وطاعة رسوله تؤهل العبد للدخول مع الذين الله أنعم عليهم و الذين الله أحسن إليهم:
-
قال تعالي: (مَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً)
[النساء:69].

الوقفة الرابعة: شؤم معصية الله تعالي ومعصية رسوله –صلى الله عليه وسلم-:
[1] معصية الله تعالي ومعصية رسوله سبب لدخول النار واهانته في دار القرار:
-
قال تعالي: (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ
يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [النساء:14].

[2] معصية الله تعالي ومعصية رسوله سبب للضلال البعيد والعذاب الشديد:
-
قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ
وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ
الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً
بَعِيداً) [النساء:136]

[3] معصية الله تعالي ومعصية رسوله ومحاربتهم تسبب القتل والصلب والنفي:
-
قال تعالي: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ
أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ
مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ
عَذَابٌ عَظِيمٌ)[المائدة:33].

[4] معصية الله تعالي ومعصية رسولة توجب شدة العقاب وأليم العذاب:
1-
قال تعالي: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن
يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
[الأنفال:13]

2-
قال تعالي: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن
يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر:4]

[5] معصية الله تعالي ومعصية رسوله تسبب التنازع والفشل وذهاب الهيبة وحصول الخيبة:
-
قال تعالي: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ
فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ) [الأنفال:46]

[6]معصية الله تعالي ومعصية رسوله تدخل العبد النار وتصيبه بالخزي والشنار:
-
قال تعالي: (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ
فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ
الْعَظِيمُ) [التوبة:63]

[7] معصية الله تعالي ومعصية رسوله سبب لعدم المغفرة في الدار الآخرة:
-
قال تعالي: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن
تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة:80].

[8] معصية الله تعالي ومعصية رسوله سبب في العذاب الأليم:
1-
قال تعالي: (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ
الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ
وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ
فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ
كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [التوبة:3].

2-
قال تعالي: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ
حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ
يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً) [الفتح:17].

[9] معصية الله تعالي ومعصية رسوله تسبب الضلال الواضح والفعل الفاضح:
-
قال تعالي: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً)
[الأحزاب:36]

[10] معصية الله تعالي ومعصية رسوله تسبب الطرد من رحمة الله والعذاب المهين في ناره - تعالى -:
-
قال تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ
اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً
مُّهِيناً)[الأحزاب:57].

[11] معصية الله تعالي ومعصية رسوله سبب الكفر والعذاب في القبر:
- قال تعالي: (وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً) [الفتح:13]
[12] معصية الله تعالي ومعصية رسوله سبب للعذاب والإهانة والعقاب:
-
قال تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا
كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ
بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [المجادلة:5].

[13] معصية الله تعالي ومعصية رسوله تجعل العبيد العاصين أذلة مهانيين:
- قال تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ)[المائدة:33].
[14] معصية الله تعالي ومعصية رسوله تسبب الخلود الأبدي في النار:
- قال تعالي: (... وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) [الجن:23]
[15] معصية الله تعالي ومعصية رسوله سبب لعدم محبة الله للعبد المعرض العاصي:
- قال تعالي: (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [الأنفال:46]
[16] معصية الله تعالي ومعصية رسوله بعدها يأتي الندم حيث لا ينفع الندم:
1-
قال تعالي: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا
بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ
وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ
اللّهَ حَدِيثاً) [آل عمران:ا4-42].

2-
قال تعالي: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا
لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) [الأحزاب:66].

الوقفة الخامسة: هي مع قول الله تعالي: (وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)... الآية..
أي وأطيعوا أولي الأمر... وإنما لم يكرر الفعل "وأطيعوا" مع أولي الأمر وكرره مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
لأن
الرسول يجب أن يطاع مطلقاً. لأنه لا ينطق إلا بوحي (وَمَا يَنطِقُ عَنِ
الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)
[النجم:3: 5].

ولا يقول إلا الصدق (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر:33].
وهو لا يأمر إلا بالمعروف والخير ولا ينهي إلا عن المنكر والشر..
أما
أولي الأمر فربما أمروا بالمنكر والشر ونهوا عن المعروف والخير، لذلك لم
يكرر الفعل"أطيعوا" مع أولي الأمر ليعلم المؤمنون أن طاعة أولي الأمر
داخله في طاعة الله وطاعة رسوله ـ أي مقيده بطاعتهم هم لله ولرسوله[صلي
الله عليه وسلم].

فإن هم عصوا الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فلا سمع لهم وطاعة.
وهذا
الكلام استقيناه من المعين الوافي والنبع الصافي.. من كلام صديق هذه
الأمة حيث قال عندما تولي الخلافة بعد رسول الله [صلي الله عليه وسلم]:


"أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم". [كنز العمال:14114] [جامع الأحاديث
للسيوطي:27872].

وهذا
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُرسي مبدأ محاسبة الحاكم إن خالف شرع الله
تعالي ورسوله -صلي الله عليه وسلم-... فقد قام خطيباً فقال: "أيها الناس،
من رأي منكم فيَّ إعوجاجاً فليقومه، فقام له رجل وقال: والله لو رأينا
فيك إعوجاجاً لقومناه بسيوفنا. فقال عمر: الحمد لله الذي جعل من هذه الأمة
من يقوم إعوجاج عمر بسيفه"[عمر بن الخطاب للصلابي:142].

الوقفة السادسة: من هم أولي الأمر؟!:

عندما يُذكر أولي الأمر فإن أذهان الناس تنطلق أول ما تنطلق إلي الأمراء.
ولكن في الحقيقة يدخل معهم بلا مراء أيضا العلماء، وخاصةً علماء الدين
الأجلاء.

لأن
الأمراء يتولون إصلاحَ أمر الدنيا... والعلماء يتولون أصلاح أمر الدين.
لقول رسولنا الكريم في دعائه السابق: ((اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة
أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي))[مسلم:7078].

ولقد
قال الله تعالي: (... فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ) [الأنبياء:7] وأهل الذكر هم العلماء بلا شك ولا ريب "أي
علماء الشريعة الإسلامية ".

قال العلماء على هذه الآية: "ما أمر الله بسؤالهم إلا ليطاعوا في جوابهم".

فاسمع كلام ربك أيها العلماني، يا من تربيت على كاني وماني، وكلمات
الأغاني، وأحضان الغواني، وعلى كتب الفلاسفة الغربيين، وغيرهم من الملحدين،
المنكرين للشرع والدين، ويظنون أنهم يصلحون البلاد والعباد، وهم قد
أكثروا فيها الفساد، وفعلوا فعل فرعون ذي الأوتاد، فيوشك أن يصب الله
عليهم سوط عذاب، فلا يغرنكم، صبر الله عليكم، وإمهاله لكم، فكم صبر على
قوم نوح، فلما أغرقهم أخذ كل واحد منهم ينوح، على ما فرط في طاعة الله
ويبوح، يا ليتني كنت من أتباع نوح، فأكون مع أهل الإيمان، وأنجوا من
الطوفان، ثم أدخل عند ربي الجنان.

الوقفة السابعة: المخرج عند الخلاف:
قد
علمنا أن وقوع الخلاف بين الناس أمر كوني قدري لقوله تعالي: (... وَلاَ
يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ
خَلَقَهُمْ... ) [هود:118-119].

فما
المخرج عند حدوث الاختلاف بين الناس، وخاصة أنهم من شتي الأصناف هذا
علماني فاصلٌ للدين عن دنيا الناس، وهذا ليبرالي متحرر من شرع رب الناس،
والآخر ديمقراطي يدعي أن الديمقراطية هي حكم الناس في الناس، بلا ضابط ولا
استئناس، بدليل منقول أو بالمقبول في العقول، بل بزبالات الأذهان من أهل
الضلال والعصيان: ". (.... زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) [العنكبوت:38].

بل
والله مغلوبون.. مقهورون.. مرعوبون من السلفيين، لأنهم أهل الحق المبين
بلا التباس، وقد أعترف بذلك القاصي والداني من الناس. تصديقا لقوله تعالي:
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ
لَهُمُ الْمَنصُورُونَ. وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)
[الصافات:171-173].


ولقوله - تعالى -: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ
الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ
الدَّارِ) [غافر:51، 52].

فما هو المخرج السليم المؤدي للطريق المستقيم؟!:

فالمخرج إذاً هو ما ذكره الله تعالي في هذه الآية: (.. فَإِن
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ
وَالرَّسُولِ..)[النساء:59].

أي لابد من الرجوع إلى كتاب الله - تعالى - وإلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وكيف يكون الرجوع؟!
لا
يكون إلا بالرجوع إلى علماء الأمة الثقات الذين عُرفوا منذ نعومة أظفارهم
بأنهم أهل الدعوة والدين. الذين لم يحيدوا عنه رغم المحن والإحن التي مرت
عليهم في العهد السابق. وهذا ما بينه لنا القرآن، الذي أنزله ربنا الرحمن،
لهداية من كان حيران.

اقرأ الآيات واستخرج منها العبر والعظات
قال
الله العظيم: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ
أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي
الأَمْرِ مِنْهُمْ [يعني هنا علماء الشرع والدين الذي أمر بسؤالهم]
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [أي العلماء] وَلَوْلاَ
فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ
قَلِيلاً)[النساء:83].

وقال
ربنا الكريم: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ
فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ)[الأنفال:46].

وقال
الله الهادي: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ
النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا
اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا
اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن
يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)[البقرة:213]

وقال
الملك الرحيم: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ
وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ
لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران:105].

وقال
الله الذي أنزل القرآن: (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ
لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً
لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [النحل:64].

وقال
تعالي: (مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ
أُنِيبُ)[الشورى:10].

ولقد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع لكل الأمة: ((وَقَدْ
تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ
كِتَابَ اللَّهِ. وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّى فَمَا أَنْتُمْ
قَائِلُونَ)). قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ
وَنَصَحْتَ. فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى
السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ ((اللَّهُمَّ اشْهَدِ اللَّهُمَّ
اشْهَدْ)) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ"[مسلم: 3009].

ففي
هذا الحديث الصحيح الذي قاله الرسول –صلى الله عليه وسلم-، الذي هو بالأمة
رؤوف رحيم، قاله في حجة الوداع وهو مشفق على الأمة من الضلال من بعده.

فبين
لهم المخرج السليم إلى الصراط المستقيم، وهو الاعتصام بكتاب الله -تعالى-
وسنته، حيث قال: ((وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّى فَمَا أَنْتُمْ
قَائِلُونَ)).

فما نحن قائلون يا أيها المصريون:
هل نقول يا رسول الله: ((قَدْ بَلَّغْتَ)) ونحن كتمنا البلاغ؟.
هل نقول يا رسول الله: قَدْ أَدَّيْتَ ونحن عاندنا الأداء؟.
هل نقول يا رسول الله: قَدْ نَصَحْتَ ونحن ما قلبنا النصيحة؟.
بل
نقول يا رسول الله: ((قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ)): ونحن لما
بلغت قابلون، ولما أديت عاملون، ولما نصحت متبعون، ولشرع الله - تعالى
-ناصرون، مهما عاند المعاندون، ومهما ألحد الملحدون، ومهما غير المغيرون،
أو بدل المبدلون.

وعن
الْعِرْبَاضُ بن سارية -رضي الله عنه- قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا
مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا
الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ
مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ: ((أُوصِيكُمْ
بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا
فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا
فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ
الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ
وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ))[صحيح][أبو داود: 4609].

فقوله: ((فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)).
فهذا
القول من معجزاته - صلى الله عليه وسلم -، حيث يخبر أن المتأخرين سوف
يختلفون اختلافا كثيرًا، ومع هذا الاختلاف تحدث المنكرات من الشهوات
والشبهات. ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يعلم تفاصيل هذه
الاختلافات، لذا كان يخبر عن بعضها، وأنها كائنة لا محالة وأنها من علامات
الساعة. وهذا من علامات نبوته - صلى الله عليه وسلم -.


وقوله: ((فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى)) أي: الزموا التمسك بما عرفتم من سنتي
أي: طريقتي وسيرتي القديمة بما أصلته لكم من الأحكام الاعتقادية والعملية
الواجبة والمندوبة وغير ذلك.

وقوله: ((وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ)).

((وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ)) أي: طريقة الخلفاء الراشدين المهديين، والمراد
بالخلفاء الأربعة والحسن -رضي اللّه عنهم- فإن ما عُرف عن هؤلاء أو بعضهم
أولى بالإتباع من بقية الصحب. لأنهم أخذوا الدين غضًا طريًا من فم رسول
الله -صلى الله عليه وسلم - مشافهة من غير واسطة ففهموا عن الله وعن رسوله
فهمًا جعل الله -تعالى- يقول عنهم أنه: (رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[المائدة:119].


ويقول عنهم: (رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:100].


ويقول عنهم: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ
السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) [الفتح:18].


ويقول عنهم: (رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ
أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[المجادلة:22].


وقوله: ((وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)) أي: عضوا عليها بجميع
الفم، كناية عن شدة التمسك ولزوم الإتباع لهم، والنواجذ هي الأضراس
والضواحك والأنياب أو غيرها.

الوقفة الثامنة:
مع قوله - تعالى -: (إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)[النساء:59] أي: ردوا
الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله، فتحاكموا إليهما فيما شجر
بينكم: (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ).

فدل على أن من لم يتحاكم في مجال النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك، فليس مؤمنا بالله ولا باليوم الآخر.

وقوله: (ذَلِكَ خَيْرٌ) أي: التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله. والرجوع في
فصل النزاع إليهما خير (وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) أي: وأحسن عاقبة ومآلا كما
قاله السدي وغير واحد. وقال مجاهدٌ: وأحسن جزاء وهو قريب [تفسيرُ ابن كثير
على هذه الآية 59 من سورة النساء 2: 342].

الوقفة التاسعة:
مع الآية التي قبلها، وهي قوله - تعالى -: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ
أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ
النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ
بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)[النساء:58] الأمانة: الشيء
الذي يُحفظ بنيّةِ أن يؤدَّى إلى صاحبه، والأمانات، كل ما يؤتمن عليه
المرء من مال، أو عهد، أو عقد، أو سر، أو ما أشبه ذلك.

العدل: إيصال الحق إلى أصحابه.
بعد
أن بين الله - سبحانه - الإرشادات الحكيمة التي يجب على الأمة ان تتخذها
أساساً للحياة فيها ذكر هنا ما يجب أن يؤسَّس عليه شأن الجماعة الإسلامية،
فقرر أمرين لهما خطرهما في ذلك.

وهما: [1] أداء الأمانات إلى أهلها [2] والحكم بالعدل بين الناس
وكأنه يشير بهذا إلى أن الانتفاع بالإرشادات المتقدمة في الأُسرة والأموال لا يتحقق إلا على «أداء الأمانة» و «العدل».

والأماناتُ كلمة عامة تشمل جميع الحقوق من ماليه وعملية، وعلمية، والحُكم
بالعدل فيها هو القضاء بتلك الأمانات عند تعرضها للضياع. أما الحكم بالعدل
عامة فيشمل ما كان طريق التولية، وما كان طريق التحكيم، كما يشمل ما بين
المسلمين أنفسهم، وما بنيهم وبين غيرهم.

وقد
كثُر الحثّ في القرآن على العدل لأنه أساس الحياة. وعناصر العدل في الحكم
هي فهمُ الحادثة من جميع جوانبها، ثم معرفة الحكم من مصدره التشريعي ثم
تحرّي انطباق الحكْم على الحادثة. كل ذلك مع التسوية بين الخصوم في مجلس
القضاء.

(إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأمانات إلى أَهْلِهَا)
خطاب
عام لجميع الناس وفي مقدّمتهم المؤمنون. وقد وردت عدة أحاديث في نزول هذه
الآية منها قضية عثمان بن طلحة ووجوب ردِّ مفتاح الكعبة إليه، لكن
العبرةُ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والمعنى:

أيها
المؤمنون: إن الله يأمركم أن تصونوا جميع ما أنتم مؤتمنون عليه، وهو
نفوسكم أولاً، وذلك أن تؤمنوا به إيمانًا حقيقيًا، وتطيعوا أوامره وتتجنبوا
نواهيه، وتعملوا عملاً صالحا يرضاه.

هذه
هي الأمانة الكبرى التي كُلّف الإنسان بحملها وتقاعست عن ذلك الجبال..
ومنها تنبثقُ سائر الأمانات التي يأمر الله بها أن تؤدَّى.

ثم
أمانةُ العبد مع الناس. من ذلك ردُّ الودائع إلى أربابها، وعدم الغش،
وحِفظ السر ونحو ذلك مما يجب للأهل والأقربين وعامة الناس والحكام. يدخل في
ذلك عدل الحاكمين مع الرعية، بألاّ يستأثرون بثرواتها، ولا يتحكموا في
رقابها، وأن يختاروا خير الناس لتولّي شئونهم.

كما
يدخل عدل العلماء مع الناس بأن يرشدوهم إلى دينهم الصحيح، ويعلّموهم
الأعمال التي تنفعهم في دنياهم وأخراهم من أمور التربية وكسب الحلال. لا أن
يتخذوا الدينَ تجارة يبيعون منه القراريط لقاء رضا الحكام وملء جيوبهم
هم.

ويدخل فيها كذلك أمانة الرجل مع زوجته في النفقة والعشرة، ومع أولاده وسائر أهل بيته المسئول عنهم.
ثمّ
يدخل عدل الانسان مع نفسه بأن يختار لها ما هو الأصلح فلا يُقدم على عمل
يضرّه في دنياه أو آخرته، ويتجنب تعاطي الأشياء التي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلمات ملاح في الصلاح والإصلاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب كفر الجمال :: منتدى الفكر الاسلامي :: منتدى الفكر و التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: