في عام 83 كانت انتخابات مجلس الشعب ...و في شهر يونيو ...و في مثل هذا التوقيت ...وقفنا معا أمام اللجان نرشد الناس إلى عدم الاستماع لنصائح الفلول ...و التصويت بحرية و إرادة و ديمقراطية ....
كنا مجموعة من شباب كفر الجمال الواعدين ....كان شعارنا : إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى ....
استمع شباب كفر الجمال و شيبتها لنا ... لكن زبانية الحزب الوطنى هددونا بالضرب و الإيذاء ....
و تلقى الحزب الوطنى خسارة فادحة لم تحدث له في تاريخه على مستوى مصر كلها ....
كنا مجموعة لا تزيد عن عشرة أفراد : كان معى الأساتذة : السيد يوسف السيد ...و محمود مصطفى جميل ...و عبدالوهاب إبراهيم عبدالوهاب ...و طارق عبدالحليم عواد ...و أحمد عطا على الدين و عبدالسلام إبراهيم ... والمهندس جمال رزق والمهندس محمد نجدى نورالدين و آخرون لا أتذكرهم ....
لكنى أتذكر أنك وقفت معنا ضد الظلم و الفساد و الاستبداد ...و القهر ... و كان لك دور مشهود
و لكنى أخى الفاضل حزين أننى اراك في صفوف الفلول تؤيدهم و تساندهم ....
لقد رأيتك ثلاث مرات أو مرتين خلال الخمسة و العشرين سنة الأخيرة ...هل تعرف من هو السبب وراء ذلك ؟؟ ...
إنه النظام البائد الذى جعلنا مغتربين في دول العالم ...لنفسح لهم المكان ليسرقوا و ينهبوا كيفما شاءوا ...
و الآن أراك تنتخبهم لتزيد غربتى و غربتك و غربة أولادنا من بعدنا ....
أعدك ألا أعود لمصر أبدا إذا فاز شفيق ....
لأنه لا قيمة للمخلصين في هذا الوطن في ظل وجود الفاسدين في السلطة
و أعدك أن أعود فورا إذا فاز مرسى ...فأيهما ترغب يا صديقى الحبيب ؟؟؟
كنا نصمت باعتبار أنهم في السلطة اغتصابا ....و لكنك تأتى بهم للسلطة طوعا واختيارا
إنك تعطيهم شرعية لم يكن يحلموا بها ...إنك تبيح لهم الدماء التى قتلوها ...
إنك تبيح لهم الأموال التى سرقوها و نهبوها ...إنك تعطى الشرعية لواحد ممن ساهم في الفساد و الظلم و القهر
إننى حزين ليس لأنك ستنتخب شفيق ...فلك الحق أنت تختار من شئت ...و لكنى حزين أن تتناقض أفعالك مع أقوالك
حاول أن تراجع تاريخك الجميل ...حاول أن تراجع نفسك ألف مرة و مرة ...
و إذا التبس عليك الأمر ...فامتنع ...و لكن لا تناصر الباطل أبدا
وفقكم الله و السلام عليكم و رحمة الله