ابو معاذ عضو مبتدئ
عدد الرسائل : 19 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 03/01/2008
| موضوع: أسئلة حائرة 000000000؟ الخميس 10 يناير - 18:00:32 | |
| بسم اللـه أسْئِلَةٌ حَائِرَةٌ ...
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه، وسار على نهجه، أما بعدُ...
فكم من أختٍ تأتى لتسأل هذا السؤال: أنا أتمنى أن أرتدى الحجاب (النقاب)، لكن أبى وأمى يرفضان... أو/ زوجى يرفض... أو/ تقول: سمعت أن المنتقبة تتعرض لكثير من الاضهادات؛ سواء فى الدراسة، أو العمل، أو..... ، أو/ تقول: يقولون لى شبابك، وحياتك، ومازلتِ صغيرة، ولن تتزوجى هكذا،..... ، أو/ تقول: الناس يرددون أن من ترتدى النقاب تتخذه وسيلة لتسرق، أو غير ذلك ....... ، إلى آخر ما تردده الكثيرات، ثم تقول فى نهاية حديثها: ماذا أفعل لأرتديه؟!!.
فأقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : (( أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثل، يُبتَلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة ابتُلِىَ على قدر دينه، فما يَبرحُ البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )) [صحيح/صحيح الجامع]... فكيف تظنين بطريق الأنبياء والصالحين، وعلامَ تُثابين إذا كان الأمر ميسراً، والطريق مُعَبَّداً ؟!!، وكيف يتميز الصادق المخلص لله – تعالى- من المنافق إن لم يكن هنالك ثَمَّ ابتلاء؟!.
هذه سنة الله – تعالى- فى خلقه، قال -سبحانه-: بسم الله الرحمن الرحيم: (( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )) !!!.
تقولين: ولكن أنا أحاول كثيراً مع أهلى... ، أسمعهم فتاوى العلماء، وأعرض عليهم الكتب عرضًا، ومع ذلك لا أفلح فى إقناعهم.. فماذا أفعل؟!.
أختاه.. أخلصى النية لله – عز وجل-، فإنكِ إن صدقتِ النية، يسَّر الله لكِ أمركِ، وهذا أمر معلوم لكثير من الأخوات اللائى مررن بما تمرين به، نقول لها اصدقى النية لله، وأحسنى الظن به أنه سيرزقك ما تطلبين ويُيسر لكِ أمركِ، فإذا بها بعد ذلك تأتى تقول: ما وجدت معارضة من أحد!! ..... فسبحان مُقلِّب القلوب!!!.
لذا.. أنصحكِ –أخيتى- أن تتجهى إلى الله –سبحانه- بالذل والافتقار،... اخشعى بين يديه فى ظُلُمات الليل، والزمى الدعاء أن يرزقك الإخلاص فى نيتك، وأن ييسر لكِ أمركِ، فهل تظنينه يستجيب لكِ بعد ذلك؟!!!.
لكن أبى يرفض، وأهلى يرفضون، والناس يرفضون ...، وأنا سمعت الشيخة فلانة، أو الشيخ فلان يقول: " بر الوالدين واجب، وطاعة الزوج واجبة، وأنتِ عليكِ الطاعة، فانتظرى حتى يوافق ثم ارتديه!! ".
أقول لكِ: ليس الأمر هكذا –أختاه-، فأنتِ واحدة من اثنتين:
1- إما أنك تدينين لله – عز وجل- بأن الحجاب (النقاب) فريضة، -هاهنا أنتِ تُحاسبين أمام الله تعالى على ما تعتقدين، أى على أساس أن النقاب فريضة-، ففى هذه الحالة تعارض أمامك طاعة الله –عز وجل- فى هذه الفريضة، وطاعته فى فريضة بر الوالدين، فالواجب عليكِ ساعتها طاعة الله فى الحجاب، لأن الله لمَّا أمر بطاعة الوالدين، أمر بطاعتهما فيما يرضيه – سبحانه-، أما إن أمرا بمعصية لله فلا طاعة لهما فيها، مع التزام برهما والإحسان إليهما، قال –تعالى-: (( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً )).
2- وإما أنكِ يميل قلبكِ إلى أنه ليس بفرض –بعد استقصاء الأدلة، وأقوال أهل العلم فى المسألة، بعيداً عن هوى النفس-، .. هاهنا لابد لكِ أن تلتزمى طاعة والديكِ، لأنه فى هذه الحالة قد تعارض فرض مع مندوب، فينبغى تقديم الفرض، حتى إذا ما تيسر لكِ إقناعهم، حينها ترتدينه.
لكن: الناس يقولون على من ترتدى الحجاب أنها ترتديه لترتكب مخالفات، وجرائم، و... و.. و.... .
أختى الحبيبة.. ومتى رَضِى الناس عن أحد؟!، ولن أقول لكِ قولى لهم: وهل لا تذنب المتبرجة أبداً؟!، أو شيئاً من الكلام المعتاد الرد به على مثل هذه الشبهات، فأنا لا أحب أن يوضع الحق فى قفص الاتهام، ويُطلَب منه الدفاع عن نفسه، ولكن سأقول لكِ: ((من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس)) [صحيح لغيره/صحيح الترغيب والترهيب].
فاحذرى أختاه... إن انتظرت لكى يصبح الطريق ممهداً، فلن يصير كذلك أبداً، وإن لم تجربى الابتلاء فى سبيل الله – عز وجل-، فكيف تتشبثين بطاعتكِ، وتواجهين الابتلاءات والمحن!!، فإن الإنسان إذا تحصل ما على يريد بيسر، فإنه يكون من اليسير عليه أن يضحى به ويتركه بسهولة؛ تحت أى ضغط، وأمام كل ظرف.
وكم من أخت صدقت الله – عز وجل- النية، فأراها من آياته ما زادها تثبيتاً، فهذه أختٌ لنا فى الله كانت تلقى معارضة شديدة من أهلها تجاه النقاب، فقامت من الليل، وتوجهت إلى الله بالدعاء، ثم دخلت على والدها من اليوم التالى تخبره بمطلبها وهى تناجى ربها –سبحانه-: "اللهم اكفنيه بما شئت"، فإذا به يوافق مباشرة بلا معارضات!!!، وتحكى لى أخت – بالله- أن أمها كانت تعارض فقط خشية ألا تتزوج، فتقول: والله الذى لا إله غيره لمَّا صدقت الله النية وارتديته رغم المعارضة، تقدم إلىَّ فى نفس اليوم من يريد زواجى!!، فسبحان من يتولى المتقين!!، ومثال ذلك كثير، فوالله لو استطردت فى قصص التثبيت من الله –سبحانه- لمن يصدقه النية لما انتهيت، ولكن أكتفى بذلك..
أخيراً: أختاه... ماذا تنتظرين؟!.. ولم تترددين، وأنتِ تريدين طاعة رب العالمين؟!!، ... لا تنتظرى، فقط تقدمى أنت الشِّبرَ، يقربك ربكِ إليه الذِّراع، وأذكركِ بقول الله – عز وجل- : (( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ))، فأطيعى ربكِ، ولا يَعنيكِ مخالفة أهل الأرض جميعاً.
أسأل الله الكريم العظيم أن يرزق جميع نساء المسلمين الحجاب الشرعى، وأن ييسر لهن أمرهن، وأن يهدى جميع المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه، هو ولى ذلك ومولاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
| |
|