الوقيعة في أمهات المؤمنين وتكفيرهن :
قال تعالى : {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ..} [الأحزاب :6]
و قال تعالى في حق أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء..} [الأحزاب: 32].
ولكن كان لسادتك صاحبي الشيعي رأي آخر غير إقرار الله تعالى فيهن، فقالوا بكفر أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وردتهن ونفاقهن بل وصلت بهم الجرأة إلى نسبة الفاحشة إليهن -والعياذ بالله- .
يقول شيخ الكليني علي بن إبراهيم القمي ويقسم عند تفسيره لقوله تعالى :}ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ }[سورة التحريم : 10]
:(والله ما عنى بقوله: {فَخَانَتَاهُمَا} إلا الفاحشة ثم يقول : وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق **** وكان فلان يحبها فلما أرادت أن تخرج إلي **** قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من فلان) .
هكذا جاء النص في تفسير القمي( ), فجاء المجلسي في ( بحار الأنوار)( ), وملأ هذه الفراغات وكشف التقية لأنه كان يعيش في زمن الدولة الصفوية فنقل الخبر واضحا: و ليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة ... الى آخر الرواية .
وقال معلقاً على الآية) : لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض , بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما ) ( ).
ولم يكن المجلسي وحده الذي كشف عن هذه التقية باتهام القمي لأم المؤمنين بالزنا بل صرح بذلك عبد الله شبر في تفسيره , وكذلك البحراني في تفسيره البرهان):( ) وليقمن الحد على عائشة فيما أتت في طريق البصرة وكان طلحة يحبها , فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم , فزوجت نفسها من طلحة) .
وفي ذلك يقول الكاشاني عند تفسير الآية في (تفسيره الصافي):
(مثل الله حال الكفار والمنافقين في أنهم يعاقبون بكفرهم ونفاقهم , ولا يحابون بما بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من النسبة والمواصلة بحال امرأة نوح وامرأة لوط , وفيه تعريض بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بإفشاء سره ونفاقهما إياه وتظاهرهما عليه كما فعلت امرأتا الرسولين , فلم يغنيا عنهما من الله شيئا ). ( )
وقال البياضي في كتابه ( الصراط المستقيم): (قد اخبر الله عن امرأتي نوح ولوط إنهما لم يغنيا عنهما من الله شيئا , وكان ذلك تعريضا من الله لعائشة وحفصة من فعلهما , وتنبيها على أنهما لا يتكلان على رسوله فإنه لم يغنِ شيئا عنهما ). ( )
وقد أفرد في كتابه فصلين خاصين في الطعن في عائشة وحفصة رضي الله عنهما فسمى الفصل الأول ( فصل في أم الشرور( ويعني به عائشة رضي الله عنها, وقد أورد فيه الكثير من الطعن والقدح بها , بل و سماها شيطانه في كتابه( )، وسمى الفصل الآخر (فصل في أختها حفصة ) وما ترك مسبة إلا و ألحقها بها .
و ينفي البياضي كذلك في تفسيره (الصراط المستقيم)( ) تبرئة الله عز وجل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من الإفك في قوله تعالى:{..أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ..} [النور: 26] فيقول: قلنا ذلك تنزيها لنبيه عن الزنا لا لها كما أجمع المفسرون .أي (مفسرو الشيعة)
وذكر ابن رجب البرسي:(أن عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانة وفرقتها على مبغضي علي).( )
وقال الطوسي وهو شيخ الطائفة في (كتابه الاقتصاد فيما يتعلق في الاعتقاد) : (أن عائشة كانت مصره على حربها لعلي ولم تتب وهذا يدل على كفرها وبقائها عليه ) ( )
وذكر ذلك البياضي أيضاً في تفسيره ( الصراط المستقيم) .( )
وأسند العياشي في تفسيره ( )إلى جعفر الصادق رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى :{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا..} [سورة النحل : 92]عائشة هي نكثت إيمانها .
وقد نص على ذلك المجلسي في بحار الأنوار و البحراني في البرهان( ).
وزعم العياشي وغيره أن أمهات المؤمنين قد قتلن النبي -صلى الله عليه وسلم- فخالف بذلك قول الله عز وجل :{..وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ..}[سورة المائدة: ٦٧] أي: من القتل ويمنعه من أن يُمَس بأذى .
عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تدرون مات النبي صلى الله عليه واله أو قتل إن الله يقول: {.. أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ..} [آل عمران : 144]فسم قبل الموت أنهما سقتاه ،[ قبل الموت ] فقلنا أنهما وأبوهما شر من خلق الله.( )
وجاء في بحار الأنوار للمجلسي:( عن محمد البرقي عن الحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه عن سالم بن مكرم عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قوله: " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا " قال: هي الحميراء. قال مؤلف الكتاب: إنما كني عنها بالعنكبوت لأنه حيوان ضعيف اتخذت بيتا ضعيفا أوهن البيوت وكذلك الحميراء حيوان ضعيف لقلة حظها وعقلها ودينها اتخذت من رأيها الضعيف وعقلها السخيف في مخالفتها وعداوتها لمولاها بيتا مثل بيت العنكبوت في الوهن والضعف) ( ).
ويقول محمد صادق الصدر عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ما نصه : (والحق أن من يقرأ صفحة حياة عائشة جيدا يعلم أنها كانت مؤذية للنبي صلى الله عليه وسلم بأفعالها وأقوالها وسائر حركاتها ).( )
ويقول محمد بن حسين الشيرازي القمي:(إن مما يدل على إمامة أئمتنا الاثني عشر أن عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الاثني عشر...وكل من قال بإمامة الاثني عشر قال باستحقاقها اللعن والعذاب).( )
وقال محمد طاهر:
"إن عائشة كافرة ومستحقة للنار، وهو مستلزم لحقيتنا وحقية أئمتنا الاثني عشر...".( )
أما الخميني فعنده أن السيدة عائشة رضي الله عنها وغيرها من الصحابة أخبث من الكلاب والخنازير–حاشاهم-
يقول الخميني:( فلو خرج سلطان على أمير المؤمنين عليه السلام لا بعنوان التدين بل للمعارضة في الملك أو غرض آخر كعائشة والزبير وطلحة ومعاوية وأشباههم أو نصب أحد عداوة له أو لأحد من الأئمة عليهم السلام لا بعنوان التدين بل لعدواة قريش أو بني هاشم أو العرب أو لأجل كونه قاتل ولده أو أبيه أو غير ذلك، لا يوجب ظاهرا شيء منها نجاسة ظاهرية، وإن كانوا أخبث من الكلاب والخنازير لعدم دليل من إجماع أو أخبار عليه).( )
فأي تحدٍ لله جل وعلا وأي أذية هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبار علمائكم صاحبي الشيعي؟!!
فقد صوّروا أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أنهن كافرات منافقات زانيات داعيات للرذيلة والفجور , فهل تقبل بهذا على نبيك ؟!
إن اعتقادك أيها الشيعي كفر ونفاق وخبث أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزم منه أن يكون النبي خبيثاً -وحاشاه صلى الله عليه وسلم –فالله سبحانه وتعالى يقول :
(الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) (النور: 26)
وإن كنت تعتقد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- طيب فإنه يلزم منه أن تعتقد طهارة أزواجه فالله تعالى يقول : (..وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور : 26)
فهل بعد هذا ستعتقد خبث النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما يفضي إليه اعتقاد علمائك ؟
أم ستعتقد طيبه وطيب أزواجه -صلى الله عليه وآله وسلم -كما أقر بذلك ربك في كتابه العزيز ؟!!