كشف مصدر مسؤول بوزارة النقل السعودية عن بدء العمل في تنفيذ مشروع الجسر البري الرابط بين السعودية ومصر منتصف العام المقبل.
وأوضح المصدر في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية الخميس أن وزارة النقل السعودية وضعت تاريخا مبدئيا للعمل بالمشروع وهو منتصف 2013, لكنه أشار إلى أنه ستتم مناقشة ذلك مع الجانب المصري, مؤكدا أن الجسر سيمتد من منطقة تبوك بين رأس حميد ومضيق تيران إلى مدخل خليج العقبة في مصر عبر البحر الأحمر بطول 50 كيلومترا.
وأضاف أن فوائد الجسر ستكون كبيرة جدا للبلدين, أهمها تيسير حركة التجارة والأفراد, خاصة في مواسم الحج والعمرة, وحركة العمالة المصرية بدول الخليج, والسياحة, فضلا عن اختصار الوقت والجهد والمسافة فيما بينهما, كما أنه سيختصر على مصر مسافات كبيرة مع دول شمال أفريقيا ودول شرق خليج العقبة ودول الخليج جميعا وسورية والعراق والأردن, حيث إن المسافة لا تتعدى 20 دقيقة.
وأوضح أن هناك دراسات مالية أكدت أن تكلفة المشروع يمكن استردادها خلال عشر سنوات فقط عن طريق رسوم عبور الحجاج والمعتمرين والسياح والعاملين في دول الخليج .
من جانبه كشف رئيس جمعية الطرق العربية ورئيس هيئة الطرق والكباري الأسبق ومسؤول ملف مشرع الجسر البري بين مصر والسعودية اللواء فؤاد عبد العزيز في تصريحات لـ "الوطن" , عن تشكيل لجنة متخصصة بوزارة النقل المصرية لدراسة إحياء مشروع الجسر البري بين البلدين .
وأضاف عبد العزيز أن وزير النقل المصري الدكتور جلال السعيد كلفه بإعداد ملف كامل عن المشروع, وأسباب توقفه وموقع تنفيذه وتكلفة إنشائه, خاصة بعد ما أثير الموضوع قبل يومين داخل البرلمان المصري على خلفية طلب إحاطة قدم لرئيس البرلمان حول أسباب توقف تنفيذ المشروع.
وقال مسؤول الملف إن المشروع جاهز للتنفيذ خاصة وأن هناك ترحيبا سعوديا كاملا, وكان من المقرر وضع حجر الأساس في عام 2006.
وأكد اللواء عبد العزيز أنه يعمل في هذا الملف منذ عام 1988, مشيراk إلى أن جلسات عمل مكثفة جمعته ومجموعة "بن لادن" السعودية, والتي من المتوقع أن تنفذ المشروع إذ تم التشاور في كافة الأمور الهندسية والفنية, مشيرا إلى أن المشروع بانتظار إشارة البدء.
وتأتي تجربة الجسر السعودي المصري على غرار تجربة جسر الملك فهد الذي يربط بين السعودية والبحرين وبدأ العمل فيه سنة 1982 بتكلفة بلغت نحو 3 مليارات ريال, إلا أن الجسر السعودي المصري يبدو مختلفا بعض الشيء حيث يربط قارتين ببعضهما البعض, ويتوقع أن يختصر الجسر المسافات والزمن ويفسح المجال لكثير من الاتفاقيات والتعاون التجاري بين البلدين, الى جانب وقفه نزيف الدم على الطريق البري بين مصر والسعودية, إضافة إلى تأمينه راحة أكبر لعشرات الآلاف من الحجاج والمعتمرين, خاصة في اختصار الوقت الذي تستغرقه الرحلة حاليا. كما يتوقع أن يسهم في الحد من استخدام العبارات, وهو ما سيقلل من المخاطر التي تتعرض لها العمالة المصرية المتنقلة بين البلدين.
واتفق الجانبان على إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المشروع ليسمى بجسر الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وتشهد الأسابيع القادمة وضع الخطوط العريضة لبداية المشروع, الذي تصل التكلفة المبدئية له 3 مليارات دولار.