ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: هل لك ان تغتنم من شبابك قبل مشيبك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ السبت 18 فبراير - 22:59:51 | |
|
العبارة التالية موجهة للشباب :
" بعد 20 سنة ستندم على أشياء لم تفعلها فترة مراهقتك ،
فاتركها الان .. وقبل فوات الاوان "
ورسولنا يقول لرجل وهو يعظه::::
"اغتنم خمسا قبل خمس
شبابك قبل هرمك
وصحتك قبل سقمك
وغناءك قبل فقرك
وفراغك قبل شغلك
وحياتك قبل موتك "
صححه الألباني .
فهذه الوصية الجامعة يوصي فيها النبي أن يسابق المسلم إلى الخيرات
في مراحل العطاءوالقوة
قبل أن يشغل أو تسلب منه أحد هذه النعم :
الشباب, الصحة , الفراغ , الغنى , الحياة.
ووقفتنا مع الغنيمة الأولى:
( اغتنم خمسا قبل خمس :شبابك قبل هرَمك)
فالرسول يوصي المسلمين باغتنام فرصة الشباب
قبل أن يصل إلى مرحلة الشيخوخة والعجز
وهذه سنة الله فينا قال تعالى :
{ ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون } .
ومن حرصه على شباب أمته أنه حذرهم من التفريط في هذه المرحلة من العمر؛
لأنه زمن القوة والاكتمال ،
فعدّ رسول الله زمن الشباب غنيمة، وحث على تداركها قبل فواتها .
وقال :
( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة ، حتى يسأل عن خمس :
عن عمره فيما أفناه ؟
وعن شبابه فيما أبلاه ؟
وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟
وماذا عمل فيما علم ؟ )
صححه الألباني.
فهو يسأل عن عمره كله مرة واحدة ثم سؤالا خاصا بمرحلة الشباب إشارة إلى أهميتها.
إذ أن قوة الأمة بقوة شبابها، فالثروة الحقيقية هي الإنسان ،الإنسان هو أعظم ثروة ،
والشباب هم العنصر الأهم لهذه الثروة الإنسانية
ولهذا إذا أحببت أن تعرف مستقبل أمة فاسأل ما موقع شبابها ؟
اخواني واحبائي الشباب :
لو نظرنا إلى الوراء إلى عهدالنبوة العظيم وعهد الصحابة الكرام
نجدهم شبابا يقدمون أرواحهم وأنفسهم وأموالهم في سبيل الله تعالى.
فهذا مصعب بن عمير شاب من أجمل شباب قريش .. وأغناها
كان إذا مر من طرق مكة كان الناس يعرفون أن مصعباً مر من هنا من أثر العطر الذي يضعه ..
كان يحيا حياة الترف واللهو والعبث.
ولكن لما اسلم ، كان أول سفيرا للإسلام والمسلمين إلى المدينة
خرج في سبيل الله ليحل محل رسول الله في تبليغ الدعوة
وقبل أن يصل كان قد أسلم على يدي مصعب جموع كبيرة من أهل المدينة .....
هذا الشاب الذي لم يكن يهمه من قبل إلا مظهره وملبسه وعطره وجماله
ولكن الإسلام قلب موازينه وغير أهدافه ورؤيته للحياة.
وهذاعلي بن أبي طالب رضي الله عنه شابا قويا شجاعا
يبيت في فراش رسول الله ليصرف نظر الكفرعنه في هجرته وكان من الممكن أن يقتلوه ،
ولكنه لم يحفل بذلك بل واجه قريش بكل قوته وشجاعته
ولم يخف على شبابه ويتأخر في نصرة رسول الله .
وهذا أسامة بن زيد رضي الله عنهما جعله رسول الله أميرا على جيش
فيه أبي بكروعمر رضوان الله عليهم أجمعين ليغزو الروم.
أتعرفون عمر أسامة آنذاك؟؟
لم يتجاوز العشرين عاما وكان قائدا عاما لجيش المسلمين
أنظروا كم هي عظيمة هذه المسئولية . وجعفر بن أبي طالب الذي كان قائدًا لجيش المسلمين في معركة مُؤْتَة الشهيرة
خَلَفًا للقائد زيد بن حارثة رضي الله عنه الذي قُتِل في تلك المعركة ،
فحَمَل راية المسلمين وأخذ سيفه، وهو يقول :
يا حَبَّذَا الجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا ** طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرَابُهَا
والرُّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا عَلَيَّ إِنْ لاقَيْتُهَا ضِرَابُهَا
فقطعوا يده اليمنى، فأمسك الراية بيده اليسرى، فقطعوا يده اليسرى،
فضم الراية إلى صدره، فتكاثروا عليه فقتلوه .
يقول عبد الله بن عمر:
" التمسنا جعفر بن أبي طالب في القتلى، فإذا هو قد ضُرِب بضعًا وتسعين ضربة،
ما بين ضربةٍ بسيفٍ، وطعنةٍ برمح "
رواه البخاري.
ولقد قال الله تعالى:
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } .
ومن الأمثلة كذلك :
محمد بن القاسم، الذي فتح بلاد السند والهند وعمره لم يتجاوز السابعة عشر .
لقد كانوا شباباً ذو عزةورفعة، كانوا شباباً ذو همة.
كانوا رهبانا في الليل فرساناً في النهار وعلى أعتاقهم قام المجتمع الإسلامي العظيم.
والعجيب أننا عندما نرى أحدالشباب المعاصر يحيا حياته باستهتار وتسأله لماذا؟
يجيبك أنا شباب
ويرد عليك أحدهم [ مبررا ...]
غداً يكبر ويعقل !!
متى عندما يمر شبابه وعندما يصبح عاجزا أن يؤدي حتى الفرائض . وما الذي يضمن لك أنه سيكبر وسيمضي في الحياة
أليس من الممكن أن يكون الله عز وجل قد قدرله الموت وهو شاب ؟؟؟؟؟.
أيها الشباب المحافظ على دينه وخلقة
لا تلتفتوا إلى هذه الدعوات الباطلة ،
وانتم تعلمون أن أحدالأصناف السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
( شاب نشأ في طاعة الله) ،
وليس شاب خربها في شبابة
كما يدعوا هذا المفهوم الخاطئ ... . فقد قال صلي الله عليه وسلم :
( سبعةٌ يظلُّهم الله تعالى في ظلِّه، يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه .. )
وذكر منهم:
( وشابٌّ نَشَأَ في عبادة الله .. )
متفق عليه .
يخبرنا في هذا الحديث أنه في يوم القيامة يوم العرض على الله
وعندما تدنوا الشمس من الرؤوس ويبلغ الكرب من النفوس مبلغاً لا يعلمه إلا الله
فلا ظل ولا شجر ولا شيء يقي من حر الشمس الدانية من الرؤوس.
قال صلي الله عليه وسلم:
( تُدْنَى الشمس من الخَلْق، حتى تكون منهم بمقدار مِيل؛
فيكون الناس على قدر أعمالهم في العَرَق؛
فمنهم مَنْ يكون إلى كَعْبَيْه،
ومنهم مَنْ يكون إلى رُكْبَتَيْه ،
ومنهم مَنْ يكون إلى حِقْوَيْه،
ومنهم مَنْ يُلْجِمُهُ العَرَق إلجامًا )
رواه مسلم .
وقال صلي الله عليه وسلم:
( يَعْرَق الناسُ يوم القيامة ، حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا،
ويُلْجِمُهم حتى يبلغ آذانهم )
متفق عليه .
في ذلك اليوم يجمع الله الخلائق ،
{ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى }
في يومٍ طويلٍ قدرُه ،
عظيمٍ هَوْلُه،
شديدٍ كَرْبُه،
حذَّر الله منه عبادَه،
وأمرهم بالاستعداد له .
قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ *
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } ،
هذه الآيات الكريمة هي خطاب عام إلى الناس
فيها أمر بالتقوى
وفيها ذكر الحال يوم القيامة،
ذلك اليوم الذي تشخص فيه الأبصار،
وتذهل فيه النفوس ،
وتغفل فيه المرأة عمّن أرضعت،
يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا والأمر يومئذ لله .
قال تعالى:
{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا } .
حينها يتنزل الله نزولاً يليق بجلاله ،
فإذاتنزّل ،
نادى بصوت يسمعه من قرُب كما يسمعه من بعد
ويقول عز وجل كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري
( أنا الملك أين ملوك الأرض )
ويقول عز وجل كما جاء في حديث آخر
( لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم ؟ )
فيجيب نفسه بنفسه فيقول:
( لله الواحد القهار )
حديث صحيح .
في ذلك اليوم يفرح الشاب الذي ( لم يخربها ) ،
لم يستسلم للمفاهيم الهدامة ،
يفرح بقوله :
( وشاب نشأ في عبادة الله )
فهذا الشاب وفَّقَهُ الله منذ نَشأ للأعمال الصالحة، وحبَّبها إليه،
وكَرَّه إليه الأعمال السيئة، وأعانه على تركها:
إما بسبب تربية صالحة، أو رِفْقة طيبة، أو غير ذلك .
وقد حفظه الله ممَّا نشأ عليه كثيرٌ من الشباب من اللهو واللَّعب،
وإضاعة الصلوات ، والانهماك في الشهوات والملذَّات ،
وقد أثنى الله على هذا النشء المبارك بقوله:
{ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى }.
ولما كان الشباب داعيًا قويًّا للشهوات،
كان من أعجب الأمور الشاب الذي يُلزِم نفسَه بالطاعة والاجتهاد فيها،
واستحقَّ بذلك أن يكون من السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه .
لقد علم أنه مسئولٌ عن شبابه فيما أبلاه ،
فعمل بوصية نبيِّه محمد صلي الله عليه وسلم التي أوصى بها؛
حيث قال:
( اغْتَنِم خمسًا قبل خَمْسٍ: شبابَك قبل هَرَمِكَ .... ) الحديث ؛
صححه الألباني .
ارجوا من الله الرضا والقبول
والي لقاء اخر ان شاء الله تعالي
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
| |
|