ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: يوميات مسافر ................... ( مقاله ) الأحد 5 فبراير - 2:05:18 | |
| الخميس :2 فبراير 2012
كنت في طريق عودتي من سفر قريب هو 'صد رد'، أي في نفس اليوم،
وكنت قد سافرت يومئذ الي شبين الكوم ...لمشاركه زوجتي في وفاة شقيقها
وصديقي الباشمهندس
عبد الله محمود سلام
تغمده الله بالمغفرة والرحمه
واسكنه الفردوس الاعلي
و عندما قام ابني بفتح مذياع السيارة،
وإذا بي أمام خطبة منبرية جبارة،
ظننت حيالها أن اليوم يوم الجمعة،
وإننا إزاء نقل وقائع الصلاة من المسجد الزينبي بمدينة القاهرة،
مع أننا كنا في يوم الخميس،
على النحو الذي ذكرني برئيس تحرير لاحدى الصحف القومية اشتهر بالغباء المتوارث،
فكان أن جعل كتابة أي خبر خاص بالمملكة العربية السعودية من اختصاصه.
ولأن مسؤولاً سعودياً كان قادماً للقاهرة،
ولان أهل الحكم في المملكة إذا تصادف ان جاء احدهم للقاهرة وأدركته صلاة الجمعة
فانه يصليها في الجامع الأزهر المواجه لمسجد الإمام الحسين،
في رسالة لا تخطئ العين دلالتها،
اذ يحرم الفكر الوهابي الصلاة في مسجد فيه قبر أو ضريح،
فقد صاغ رئيس التحرير 'للضرورة' الخبر على هذا النحو:
وسوف يؤدي فلان الفلاني صلاة الجمعة بغد غد الثلاثاء بالجامع الأزهر!
لقد راعني أن خطيباً كان يسلم لخطيب،
وإذا بي أمام منافسة في الخطب والعبارات الإنشائية البليغة،
وإذا بي أقف على أن ما ينقله 'المذياع'
ليس خطبة جمعة
وإنما وقائع اجتماع البرلمان المصري،
وكان الخطباء يتحدثون عن المذبحة التي جرت في محافظة بور سعيد،
عندما تم قتل أكثر من سبعين شابا وإصابة المئات في مباراة لكرة القدم،
وكثير من الخطباء لم يلق بالمسؤولية على احد،
فكان أداؤه هو مجرد خطبة حماسية تؤهله لشغل موقع 'الواعظ'،
لكن لا تمكنه من اعتلاء موقع 'الفقيه' أو عضو مجلس الشعب،
وظللت استمع الى الخطبة تلو الخطبة،
والموعظة تلو الموعظة
وأنا في ذهول لهذه الاحبال الصوتية الجبارة.
والبعض قدم واجب العزاء،
مع أنه وبحسب التقاليد المصرية،
فان العزاء ليس مقبولاً إلا بعد الأخذ بالثأر،
وبعد القصاص العادل،
لكن السادة الخطباء شعروا بالراحة الأبدية،
وأنهم أدوا ما عليهم من أمانة تجاه الشعب الذي انتخبهم
بمجرد أن ارتفعت الحناجر بالكلمات.
ومن النواب من وجدها فرصة ليصول ويجول،
فما دامت الجلسة تنقل على الهواء مباشرة،
فسيكون مهماً ان يعلم الناخبون بأداء السيد العضو الموقر،
ومجتمعاتنا ربما تغني فيها العبارة عن الفعل،
وربما كان هذا دأب المجتمعات الأخرى أيضاً،
وقد تحدث الإعلام الأمريكي ابان حملة الانتخابات الرئاسية
على أن من مميزات الرئيس اوباما انه خطيب،
لكن لا أظن ان برلماناً في الكرة الأرضية يمكن ان يهزم برلماننا الجبار في مجال الخطابة
بالشكل الذي جعلني وبعد ان أخذت جرعة تكفيني لقرن قادم من الخطب،
أقف على ان البرلمان المصري الجديد لا يجوز ان نطلق عليه برلمان الثورة او برلمان ما بعد الثورة،
هو بالكاد ركن الخطباء،
وقد كنا نحلم بحديقة كالهايد بارك في مصر،
فإذا بالقدر يمنحنا مجلساً كاملاً للخطب.
********&&&&&&&&&****************
الجمعه :3فبراير 2012
جزء من شباب الثورة
لمن لا يعلم،
فان الحزن يلف في هذه الأيام مصر،
بعد فقدنا أكثر من سبعين شاباً هم من المشجعين لفريق النادي الأهلي،
او ما يطلق عليهم 'الالتراس'،
ولتقريب الصورة للقارئ،
فان مشجعي الأهلي كانوا جزءاً من شباب الثورة،
وكان لهم مواقف تذكر فتشكر،
في أيام الثورة وما جرى من مليونيات بعد ذلك
عندما اكتشفنا ان العسكر يخفون في أنفسهم ما الله مبديه،
وانهم في كل تصرفاتهم يقدمون الدليل على انهم امتداد للنظام البائد،
بل كانوا في ممارساتهم تعبيراً عن الثورة المضادة.
شغب الملاعب ليس جديداً، لا في مصر ولا في غيرها،
لكنه بدأ في التصاعد في فترة ما بعد الثورة،
وكان هذا كافياً لإلغاء الدوري أو تأجيله،
لكن لم يحدث و كانت الطامة الكبري هي في غياب الضبط الأمني في المباراة وقبلها،
فلا نعرف من سمح للبعض بالدخول الى النادي بالأسلحة،
إلا إذا كان هذا لتصفية حسابات مع 'ألتراس الأهلي' لدورهم في الثورة،
أو للفت الانتباه عن طمع البعض في السلطة،
وسعيهم للدفع برئيس يتحول الى 'عسكري مراسلة' يأتمر بأمر أهل الحكم!
وللزمن ...خذوها مني كلمة الآن، قبل ألا يكون هناك آن،
والأعمار بيد الله،
المجلس العسكري الحاكم في مصر هو جزء من الأزمة،
وليس جزءاً من الحل،
وإذا كان حسني مبارك قبل أن يغادر الحكم قال إن البديل له هو الفوضى،
فيبدو المشير كما لو كان قد رد عليه بأنه هو الفوضى!
عندما وقعت الواقعة وجدتها البرامج الرياضية في عموم الفضائيات فرصة
ليؤكد من يقدمونها على جهلهم النشط،
وهؤلاء هم الذين كادوا بغباء منقطع النظير عقب مباراة مصر والجزائر
ان يتسببوا في قطيعة بين البلدين ليوم الدين،
وكنا نقول لإخواننا في الجزائر أنهم ليسوا تعبيراً عن المصريين،
فبدا كلامنا ليس مقنعاً،
فالأصل ان من يقومون بإدارة البرامج في التلفزيونات،
على قدر كبير من الدراية واللياقة،
تجعلهم يمثلون النخب في بلادهم،
لكن القوم لم يكونوا يعلمون،
أن مهنة التقديم التلفزيوني صارت مهنة من لا عمل لهم،
وللقواعد من الإعلاميين واللاعبين السابقين،
على قاعدة كله عند العرب صابون.
ليلة كاملة قضيتها مع إفرازات الجهل،
ومن قناة الى قناة،
ووجدها البعض فرصة للهجوم على الثورة بإلصاق التهمة بها
وتصوير القتلة كما لو كانوا ينتمون للثوار،
البعض غلف هجومه بكلمات هي الباطل بعينه،
عندما يبدون انحيازهم للثورة،
ويهاجمون من يقتلون باسم الثورة،
مع أن الثورة هنا ليس لها علاقة بالموضوع،
وربما تكون العلاقة مرتبطة بأن الضحايا هم من كانت لهم أدوارا في الثورة وما بعدها.
&&&&&&&&&*****************&&&&&&&&&&
السبت 4فبراير 2012
الخوف من الحقيقة
حالة من اللف والدوران، واللت والفت،
شهدتها البرامج التلفزيونية، وشهدها البرلمان،
والجميع يخشى من الاقتراب من الحقيقة،
لكن مذيعاً بالتلفزيون المصري سمعت انه اتهم المجلس العسكري بصريح العبارة بالمسؤولية،
وقال انه يقول هذا الكلام ويعلم أنه قد لا يظهر ثانية، وذهب لفاصل ولم يعد.
ليسوا سواء،
فأداء بعض النواب كان على مستوى المسؤولية الثورية،
فلم يكتفوا بمجرد إلقاء خطبة إنشائية تتميز بالحماس يشعرون بعدها بالطمأنينة النفسية ،
وانما دخلوا في الموضوع مباشرة،
وبدا رئيس المجلس كما لو كان معجباً بالدكتور فتحي سرور رئيس البرلمان السابق،
والمحبوس حاليا،
وهو معذور،
فكل خبرته البرلمانية هي في الدورة التي قضاها عضواً في المجلس في رئاسته،
وقيل ان الصفقة التي أبرمتها جماعة الإخوان المسلمين مع مباحث امن الدولة في سنة 2005
كانت تقضي بأن تدفع الجماعة بشخصيات من الصف الثاني والثالث لخوض الانتخابات،
فلم ترشح لهذا شخصيات كعصام العريان وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب!
الدكتور سعد الكتاتني رئيس البرلمان بدا في إدارته للجلسات مستدعياً
حتى للمفردات التي كان يستخدمها الدكتور فتحي سرور،
وعندما اختلف معه احد النواب احتد عليه وقال إن رئيس المجلس لا يقاطع، ولا يختلف معه..
بالطبع باعتباره قد أوتي الحكمة.
وقد تصدي له النائب الناصري محمد منيب،
الذي شاهدناه جميعاً عبر شاشات التلفزيون في محاكمة الرئيس صدام حسين وفريق حكمه،
اذ كان محامياً لطه ياسين رمضان،
ولم يحصل على حظه من الشهرة في مصر،
لأن من كانوا يتصدرون المشهد في السابق حتي في فريق المعارضة
هم من أذناب النظام البائد.
الإخوان في الجملة قد استلهموا خبرة الحزب الوطني 'المنحل'،
فلم يعاصروا حزباً يمتلك الأغلبية قبل هذا الحزب،
وفي برلمان 2000 ، وكان أول برلمان يأتي في ظل الإشراف القضائي المنقوص،
اخذ الحماس الإعلاميين النواب بأنه من الممكن ان يكون رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان
من غير أعضاء الحزب الوطني،
فدفعوا بالنائب المستقل حمدين صباحي لرئاسة اللجنة
وقد فوجئ قادة هذا الحزب بفوزه،
فكان القرار بإعادة الانتخابات،
وتم الدفع بعدد من نواب الحزب الوطني الى اللجنة،
وأعيدت انتخاباتها ليسقط حمدين وينجح مرشح الحزب الحاكم.
في لجنة الشباب هذه الدورة،
كان عدد أعضاء اللجنة احد عشر عضواً
وأعلن مصطفي النجار عن حزب 'العدل' انه سيترشح لرئاستها،
وعلم الإخوان فدفعوا بأعضاء هم أكثر من الضعف لعضويتها
حتى تكون تحت هيمنتهم!
رئيس المجلس الجديد لم يكن يقاطع الخطباء، وان تكررت عباراتهم،
وإنما قاطع كل من تكلم خارج النص،
وكان عصام سلطان عن 'حزب الوسط' على رأس هؤلاء،
ومن يتابع أداءه سيقف على أننا أمام برلماني سيكون له شأن كبير،
فقد كسبه المجلس وكسبته الثورة حيث يعد واحدا من النواب
الذين يعبرون عن الثورة وعن مطالب الثوار.
سلطان قال انه عندما ذكر المجلس العسكري في جلسة سابقة
تم قطع الإرسال التلفزيوني عن كلمته،
ولم أتابع هذه الجلسة، لكي أقف بنفسي على حقيقة المقاطعة.
وقد قال عصام سلطان ان المسؤول الحقيقي في احداث بور سعيد هو المجلس العسكري،
وإن في إلقاء التهمة على المسؤولين دونه هو استدعاء لقيم الذين كانوا من قبلنا
'كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الفقير أقاموا عليه الحد'.
********************&&&&&&&&***************
الاحد 5 فبراير 2012
استدعاء المشير
الحد في جريمة بور سعيد أقيم على المحافظ وعلى مدير الأمن ومدير المباحث بالمحافظة،
وبعض النواب هاجم وزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء،
لكن عصام سلطان قال ان المجلس العسكري هو صاحب الحل والربط في البلد
وفي كل وزارة يوجد واحد من أعضاء المجلس يديرها
وبالتالي فان 'الإمساك في خناق' ما دون المجلس العسكري هو مضيعة للوقت،
وينبغي أن يستدعى رئيس المجلس
المشير محمد حسين طنطاوي للحساب أمام البرلمان المنتخب!
'طيب' عصام سلطان هذا،
فهو يظن أن رئيس مجلس الشعب الذي انكمش في حضرة المشير محمد حسين طنطاوي
يملك حق استدعاءه ولو في 'الرؤية'،
أو حتى من خلال 'الكوابيس'،
مع أني كنت أظن انه كالحديد لا ينكمش إلا بالبرودة ولا يتمدد إلا بالحرارة.
كنت أظن ان الكتاتني سيبحث عن مجال آخر يمارس فيه شجاعته،
ويطلب استدعاء وزير الإعلام على عجل لسؤاله عن قطع الإرسال عن نائب منتخب،
لكنه لم يفعل
ولا ادري لماذا سيطر علي هاجس انه أغمي عليه لخطورة ما يقوله عصام سلطان..
قلت لكم انني كنت استمع للجلسة من خلال المذياع
ولم اكن أشاهدها عبر الشاشة.
أحد النواب اتهم الرئيس المخلوع وجماعة سجن طره بأنهم وراء حالة الفوضى الأمنية،
وأنهم وراء المذبحة،
وكرر مطلبا قديما للثورة بتفريقهم بين السجون..
وأحد النواب طالب بوضعهم في سجن 'العقرب' شديد الحراسة،
وبدا ان الامتياز الوحيد الذي حصلنا عليه بفضل الثورة هو ان يقول النائب ما يريد،
دون النظر في طلباته بالرفض أو بالتأييد،
وهو ما يجعل الأنسب لهذا البرلمان
'منزوع القيمة'
ان يكون ركنا للخطباء،
على غرار 'ركن الخطباء' بحديقة الهايد بارك،
في المدينه الكبرى لندن.
النائب ابو العز الحريري بدأ حديثه معترضاً على ما كان يحدث في السابق
من ترك النواب يتكلمون حتى يملوا من الكلام
ثم تعطى الكلمة للمسؤول،
وطالب بتغيير النهج القديم بأن يلقي المسؤول بيانه
ثم يتحدث النواب
لكن رئيس المجلس الذي لا توجد له خبرة في إدارة الجلسات
إلا من الدكتور فتحي سرور
اعترض وطالبه بالحديث في صلب الموضوع.
لقد طالب رئيس البرلمان بوقف البث التلفزيوني والإذاعي عن الجلسات
عندما بدأ الحديث ضد المجلس العسكري
فجماعته في حلف معهم
وهو أراد ان يسترهم بطرف ثيابه..
لكن النواب اعترضوا على هذا الطلب المريب.
في المقارنة بين 'ركن الخطباء' عندنا
و'ركن الخطباء' في الهايد بارك،
فإننا سنكسب بالقطع
لان الخطباء عندنا محترفون
اما في الحديقة إياها فهم هواة.
وتصبحون علي خير ........
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
.
| |
|