ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 74 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: اللهم اني صائم (5 )@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ الثلاثاء 9 أغسطس - 18:25:55 | |
|
احبائي الصائمين:::
اهلا وسهلا
والف مرحب بكم معنا في هذا اليوم المبارك
اليوم سنتكلم عن ::::
عين جالوت::
اولا ::
أذكروا الله
ثانيا ::
صلوا علي سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم
ثالثا ::
الموعد:
أوائل القرن السابع الهجري وتحديداً سنة 617 هـ
الطرفان:
المسلمون والتتار
اجتاح التتار بلاد الإسلام بقيادة جنكيز خان ،
وانطلقوا كالإعصار المدمِّر يغزون القرى والمدن ،
ويقتلون النساء والشيوخ ،
ويعيثون في الأرض فساداً ،
حتى سقطت كبار المدن الإسلامية بالمشرق في أيديهم ،
وفعلوا فيها الأعاجيب ،
وسفكوا الدماء ،
وقتلوا من المسلمين أعداداً لا يحصيهم إلا الله ،
ثم تقدموا صوب عاصمة الخلافة وقبلة العلم والحضارة " بغداد " ،
فدخلوها بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان ،
وأسقطوا الخلافة العباسية ،
وقتلوا الخليفة المستعصم بالله وذلك سنة 656 هـ ،
وقتلوا بها عدداً كبيراً من المسلمين وصل إلى مليون إنسان ،
ودمروا مكتباتها ،
وجرى نهر الفرات بلون الدم والمداد
من كثرة القتلى والكتب التي ألقيت فيه ،
فكانت مصيبة من أعظم المصائب في تاريخ الأمة ،
حتى إن كثيراً من المؤرخين
لم يستطيعوا أن يصفوا تلك الفترة من تاريخ الإسلام ،
من شدة هول وبشاعة ما ارتكبه التتار من الجرائم .
ثم تقدموا إلى بلاد الشام
فاستولوا على " حران " و" الرُّها " و" البيرة " وغيرها ،
ووصلوا إلى حلب في صفر من سنة 658 هـ
فاستولوا عليها بعد حصار شديد ،
وفعلوا فيها الأفاعيل ،
ثم زحفوا على " دمشق "
فاستسلمت في ربيع الأول سنة 658 هـ
بعد أن فر حاكمها الناصر يوسف بن أيوب في نفر من أصحابه ،
ثم تقدموا حتى وصلوا إلى
"نابلس" ، و"الكرك" ، ثم بيت المقدس ، و" غزة"
وذلك دون أي مقاومة تذكر ،
ثم بدأت أنظارهم تتجه إلى بلاد مصر
التي كانت تحت حكم المماليك آنذاك .
وبعدها غادر هولاكو الشام عائداً إلى بلاده
سبب صراع على الحكم جرى بين إخوته ،
وولى أمور الجيش قائده كتبغانوين ،
وقبل مغادرته كان قد كتب كتاباً إلى حاكم مصر
يهدده ويتوعده ويطلب منه تسليم البلاد ،
وكان حاكمها هو المنصور بن المعز أيبك
الذي كان عمره آنذاك خمسة عشر عاماً ،
ولم يكن قادرًا على مواجهة التحديات ،
وقيادة الأمة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها ،
مما حدا بسيف الدين قطز إلى خلعه
وتولي زمام الأمور مكانه
وكان ذلك في سنة 657 هـ .
وفي تلك الفترة
وصل إلى مصر الشيخ كمال الدين عمر بن العديم
أحد العلماء الأعلام ،
وكان قد أرسله الملك الناصر يوسف بن أيوب صاحب دمشق
طالباً من قطز النصرة لمواجهة بغي التتار وطغيانهم .
فجمع قطز العلماء والأمراء وقادة الجند
وشاورهم فيما عزم عليه من قتال التتار ،
وأخْذِ الأموال من الناس لتجهيز الجيش ،
وكان من ضمن الحاضرين
الشيخ الإمام العز بن عبد السلام
فكان مما قاله :
" إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على العالم قتالهم ،
وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم ،
بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء ،
وتبيعوا مالكم من الحوائص - وهي حزام الرجل وحزام الدابة- المذَهَّبة والآلات النفيسة ،
ويقتصر كل الجند على مركوبه وسلاحه ،
ويتساووا هم والعامة ،
وأما أخذ الأموال من العامة ،
مع بقايا في أيدي الجند من الأموال
والآلات الفاخرة فلا ".
فعقد قطز العزم على قتال التتار ،
وكان أول شيء قام به هو قتل رُسُلِ هولاكو وتعليقهم على أبواب القاهرة .
ثم بدأ بتجهيز الجيش وأخذ العدَّة للقتال ،
واستدعى بعض أمراء المماليك من الشام
ومنهم الأمير بيبرس البندقداري
وانضموا إلى جيشه ،
فاجتمع له قرابة أربعين ألفًا من الجيوش الشامية والمصرية .
ثم خرج من مصر في شهر رمضان سنة 658 هـ ،
وصل مدينه "غزة" وكانت بها قوات من التتار بقيادة بيدر ،
فداهمها واستعاد "غزة " من أيديهم ،
وأقام بها يومًا واحدًا ،
ثم غادرها شمالاً ،
وفي هذه الأثناء بلغ كتبغانوين قائد هولاكو على الشام
أن قطز قد خرج لقتاله ،
فاستشار أصحابه في ذلك ،
فمنهم من رأى أن يتمهل
حتى يصل إليه مدد من "هولاكو"،
ومنهم من رأى أن يسرع بلقائه
فاختار الرأي الأخير .
وكان قطز عند خروجه
قد بعث طلائع من قواته بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس لمناوشة التتار ،
واختبار قوتهم ،
فناوشهم حتى التقوا جميعاً عند
" عين جالوت "
بين " بيسان " و" نابلس " .
وفي يوم الجمعة 25 رمضان سنة 658 هـ
ابتدأ القتال بين الجيشين ،
وكان التتار يحتلون المرتفعات المُطِلَّة على " عين جالوت " ،
فانقضوا على جيش قطز وتغلغلوا حتى اخترقوا الميسرة ،
وأحدث ذلك شرخاً في الجيش ،
فتقدم قطز بقوات القلب التي كان يقودها
واقتحم القتال بنفسه حتى استعاد الجيش توازنه .
وكان قطز قد أخفى قواته الرئيسية
في الشعاب والتلال القريبة من"عين جالوت" ليباغت بها العدو ،
فلما رأوا اشتداد القتال هجموا على جيش التتار ،
و قطز أمامهم يصرخ ويصيح :
وا إسلاماه .... وا إسلاماه ،
يا الله انصر عبدك قطز "،
وهو يشجع أصحابه ويحسّن لهم الموت حتى قتل فرسه من تحته ،
وكاد أن يتعرض للقتل لولا أن أسعفه أحد فرسانه فنزل له عن فرسه .
وما هي إلا لحظات حتى انقلبت موازين المعركة لصالح المسلمين ،
فارتبكت صفوف العدو ،
وشاع أن قائدهم كتبغانوين قد قتل ،
ففَتَّ ذلك في عضدهم ،
وولوا الأدبار يجرون أذيال الخيبة والهزيمة .
ولما رأى قطز انكسار التتار نزل عن فرسه ،
ومرَّغ وجهه بالأرض خضوعاً وتواضعاً لله جل وعلا
ثم صلى ركعتين شكرًا لله على هذا النصر المبين .
وهكذا ...........................................
كان شهر رمضان المبارك على موعد مع هذا اليوم الخالد
في حياة الأمة ،
والذي هزم الله فيه التتار لأول مرة في تاريخهم منذ جنكيز خان ،
وتلاشت بعده آمالهم في السيطرة على بلاد المسلمين
وللحديث بقيه ان شاء الله تعالي
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
| |
|