السلام عليكم رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل ناجى أحمد عطية عن هذا البحث الرائع و الكلام
النفيس و الذى كلماته توزن بماء الذهب و الفضة
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزى من قام بالبحث و من نقله
خير الجزاء فهو يعالج مشكلة خطيرة فى مجتمعنا الإسلامى
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
قال حسان بن عطية: "ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها
، ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة" (1) ،
قال أيوب السختياني: "ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا زاد من الله بعداً"(2).
فما معنى البدعة لغة و شرعا؟
البدعة لغة كل شئ عمل على غير مثال سابق
البدعة شرعا هو إحداث ما لم يكن له أصل فى عهد رسول الله صلى الله عليه
و سلم أو الصحابة رضى الله عنهم أجمعين و من تبعهم باحسان إلى يوم الدين
و لنعلم رحمنا الله جميعا و غفر لنا أن سنة نبينا صلى الله عليه و سلم تكون
بالفعل كما تكون بالترك فكما كلفنا الله تعالى باتباع النبى صلى الله عليه و سلم
فى فعله الذى يتقرب به كذلك طالبنا باتباعه فيما تركه فيكون الترك سنة
و قد روى الطبرانى بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
(ما تركت شيئا يقربكم إلى الله تعالى إلا و قد أمرتكم به وما تركت شيئا يبعدكم عن الله إلا و قد نهيتكم عنه)
و فى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت قل رسول الله صلى الله
عليه و سلم ( من أحدث فى أمرنا ما ليس منه فه رد)
و فى رواية مسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
"من أحدث فى أمرنا" أى أنشأ و اخترع من قبل نفسه فى ديننا شيئا ليس منه
فعلا كان أو قولا أو اعتقادا فهو مردود على فاعله
و معنى أنه مردود عليه أنه باطل غير معتد به و لا يجوز العمل به
و حتى لا أطيل عليكم
من المعلوم أن الدين هو ما شرعه الله تعالى على لسان رسوله الصادق الأمين
صلى الله عليه و سلم من العبادات و المعاملات و أنه جل ثناؤه كما علمنا كيف
نعبده و نتقرب إليه بما يصلح قلوبنا و يهذب نفوسنا من أنواع القرب كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج
علمنا أيضا كيف يعامل بعضنا بعضا بتبادل المنافع و مرافق هذه الحياة من بيع
شراء و شركة و رهن و زواج و خلع لحفظ نظام المجتمع من الفوضى و الإضطراب
و قد رسم لعباده فى نوع العبادات رسوما لبيان كميتها و كيفيتها و أوجب
عليهم أن يقفوا عندها و حرم عليهم أن يتعدوها لأنه تعالى أعلم بما يصلح
أرواحهم و يزكى نفوسهم فكان المرجع إليه تعالى و إلى رسوله فى بيان ذات
العبادة و كيفيتها فليس لأحد كائن من كان أن يخترع عبادة أو يحدث فيها هيئة
من عند نفسه و يزعم التقرب بها إلى مولاه فذلك هو الضلال المبين
و الله أسأل أن ينفعنا بما علمنا و أن يعلمنا ما جهلنا و أن يجعل هذا زادا
إليه وأن يتقبل منا إنه جواد كريم و صلى الله على محمد و على آله صحبه و سلم