الحمد لله الذى سهل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا و أوضح لهم طرق الهداية و جعل اتباع الرسول عليها دليلا وكتب فى قلوبهم الايمان و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و بعد
مما لا شك فيه أن القـلب هو المسئول عن الجسد كله و تكتسب منه الاستقامة و الزيغ لقول النبى صلى الله عليه وسلم فى جزء من حديث رواه البخارى و مسلم :" ألا و إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله " و لما علم عدو الله ابليـس أن الاعتماد على القلب أقبل عليه بالوساوس والـشهوات و زين له من الأحوال و الأعمال ما يصده عن الطريق فلا نجاة من مصابده ومكايده إلا بدوام الاسـتعانه بالله تعالى و اقبال القلب عليه فى حركاته و سكناته والتحقيق بذل العبوديةلأن الله عز وجل يقول فى سورة الحجر "إن عبادى ليس لك عليهم سلطان" و من المعلوم أن القلب ينقسم إلى ثلاثة :قلب سليم وقلب ميت وقلب مريض
القلب السليم
وهو القلب الذى خلصت عبوديته لله تعالى ارادة ومحبة و توكلا وخشية ورجاءوخلص عمله لله فان أحب أحب لله و إن أبغض أبغض فى الله وإن أعطى أعطى لله و إن منع منع لله وانعقد قلبه على الائتمام و الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم و هو القلب الذى ينجو يوم القيامةيقول الله عز و جل فى سورة الـشعراء" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم "أما
القلب الميت
فهو القلب الذى لا حياة فيه فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره بل هو واقـف مع شـهواته ولذاته فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه فهو بالفكر فى تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور ويتبع كل شـيطان مريد
القلب المريض
قلب له حياة و به علة وله مادتان :مادة حياته وهى حب الله تعالى و الايمان به والاخلاص له والتوكل عليه ومادة هلاكه وهى حب الشهوات والحسد و الكبر
وقد قـسم الصحابة رضى الله عنهم القلوب إلى أربعة أقسام فعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال "القلوب أربعة قلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب أغلف فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب المنافق عرف ثم أنكر و أبصر ثم عمى
وقلب تمده مادتان مادة إيمان ومادة نفاق وهو للغالب عليه منهما
و أخيرا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا القلب السليم المتجرد من شبهات الباطل و شهوات الغى
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته