منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
مرحبا بك أيها الزائر الكريم ...أبو حبيب يرحب بك في منتدى شباب كفر الجمال...
و يشرفنا أن تقوم بالتسجيل لتتمكن من الاطلاع على جميع أقسام المنتدى....
منتدى شباب كفر الجمال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب كفر الجمال

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Animal11
اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين 09910
اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين 1611
اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Tاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Eاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Nاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Emptyاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Lاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Aاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Mاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Eاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Gاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Lاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Eاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Emptyاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Wاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Wاسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين W
اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين 1611 الآن  وبعون الله تعالى   المنتدى على سيرفر جديد www.elgemal.net

 

 اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ناجي احمد محمد السيد عطيه
نائب المديرالعام
نائب المديرالعام
ناجي احمد محمد السيد عطيه


ذكر عدد الرسائل : 6618
العمر : 73
الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب
نقاط : 10324
تاريخ التسجيل : 05/05/2010

اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين   اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Emptyالأربعاء 20 مارس - 22:02:41







اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين

مقدمة


الحمد لله وحده

والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،

وبعد ،:



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بوركتم وجزيتم كل الخير أخوتى الاحبة فى الله

وزادكم الله من علمه

فالاسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة

في حياة الانسان في كل مراحلها العمرية

الا وسن وشر ع لها ما يوائمها

وما من مشكلة الا واوجد حلها

بما يرضي خالق البشر

وما يتوافق مع فطرة الانسان وعقله

انه يا اخي الحبيب

دستور وميثاق لكل العالم ولكل العصور

وليس من وضع بشر

ولكنه من وضع خالق البشر

وهو اعلم بنفوسهم وسرائرها

واعلم بفطرتهم واهوائهم

الاسلام عظيم ودين قيم قويم لانه دين رب العالمين

فلا اخطاء ولا اهواء فيه حتي في تطبيق الحدود

فهي حازمة وقاطعة طالما توافرت الادلة الدامغة والشهود

فمن منا لا يرضي الاحساس بالامن و الامان

وقد نهي وحرم السرقة

والزنا والربا والكذب

وقذف المحصنات الغافلات

والريبة والنميمة

والغيبة والسخرية من الاخرين

وكفالة حق اليتامي

وحقوق الابناء علي الاباء

وحقوق الوالدين وحسن صحبتهم

والحقوق الزوجية ورفع مكانة المراة

وتكريمها كمولودة وكطفلة

وكبنت بكر في اختيار شريك حياتها

وضمان حقوقها الزوجية

وحل كافة النزاعات الاسرية بما يتوافق ويرضي كل الاطراف

وما كفله لها من حقوق فيما هو ابغض عند الله

(الطلاق)

والنصح بتجنبه

بسم الله الرحمن الرحيم

(وعسي ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)

صدق الله العظيم

ناهيك عن حث الاسلام بصيانة المرأة

وجعلها في منزلة رفيعة

من العفة والحياء

ولا تكن سلعة رخيصة ومتدنية تباع وتشتري

فقد كرمها كام وكاخت وكابنة وكعمة وكخالة وكمربية ومعلمة

وما من شريعة قبل الاسلام حثت علي العلم وطلبه

وقد كان اول كلمة في هذا الاسلام العظيم هي كلمة

( اقرأ)

فالقراءة مفتاح المعرفة

واساس التنمية والحضارات والابتكارات

وطلب العلم فريضة وجهاد في سبيل الله

بالاضافة الي الحث علي العمل واتقانه

بسم الله الرحمن الرحيم

(اعملوا فسيري الله.عملكم ورسوله والمؤمنون)

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

( ان الله يحب احدكم اذا عمل عملا ان يتقنه )

ناهيك عما شرعه هذا الدين القيم من قوانين

الاحوال الشخصية

فيما يخص الحقوق الاسرية

وفض النزاعات ايا كانت

وقوانين الميراث

وضمان الحقوق بما يكفل ضمانها لمستحقيها

وانهاء كافة الخلافات والمشاكل

فالله عالم بما تهواه النفس البشرية

ومدي حبها للمال والاستحواذ عليه

الاسلام العظيم حث علي الترابط والتآخي

والتودد بين الناس

حتي في معاملة الحيوان والجماد

الاسلام العظيم جاء بنعم لا تعد ولا تحصي

انه منهج رب العباد للعباد وهو خالقهم

ويكفي انه حث علي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

وهي عبارة شاملة لكل المعاني السامية والرفيعة

حتي في البيئة ونضارتها ونقاوتها

واقلها اماطة الاذي من الطريق

وحث علي الحياء والادب في المعاملة حتي مع الاعداء

ومما يريدون ان يطفئوا نور الله ان نجادلهم بالادب والحسني

ولم يتغاضي عن الجار وحقوقه واحترامه وغض النظر

عن ما هو محرم ومعاودة المرضي والسؤال عليهم

وحث ونهي عن التفرقة العنصرية

بسم الله الرحمن الرحيم

(ان اكرمكم عند الله اتقاكم)

صدق الله العظيم

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(لافرق بين اعجمي علي عربي ولا ابيض علي اسود الا بالتقوي)

وجعل كافة البشر عند الله سواسية كاسنان المشط

فلا رئيس..... ولا وزير.... ولا زبال...... عند الله

الا بالتقوي والعمل بما يرضيه

و حث علي صلة الرحم واكرامهم

وصلة من كانوا في صحبتهم والاحسان اليهم

حتي في الحروب حث علي احترام العهود

والمعاملة الحسني للاسري

وعدم المساس بالاطفال والشيوخ والنساء

وتجنب الاضرار بالطبيعة

الاسلام العظيم حرم الربا والراسمالية

والتي جعلت بابا الفاتيكان ينصح اوروبا

بالرجوع الي تطبيق القوانين الاسلامية

لاصلاح ما وصلت اليه بنوكها الربوية

لقد قيل ان كلمة محبة ذكرت كثيرا في الكتاب المقدس

وخاصة في الاناجيل

فأين سيكون موقع هذه الكلمة بين الملايين

والذين بينهم الخلافات قائمة

لعدم وجود قوانين تخص الميراث

أو حتي الطلاق

والمحاكم تكتظ بملايين القضايا

والكنيسة تلف حول نفسها من هول تلك المشاكل

الحمد لله علي نعمة الاسلام وكفي بها نعمة

وكفانا اننا نؤمن بوحدانية الله

ونعمل ونمتثل بكل ما امرنا به

ونتجنب كل ما نهانا عنه

ونؤمن بملائكته وكتبه ورسله بما فيهم

سيدناعيسي عليه السلام

وكفانا اننا نقدر الله الخالق والذي مشيئته

بين حرفي الكاف والنون (كن)

اذا اراد ان يقضي أمرا أن يقول له كن فيكون

وهو ولا حول ولا قوة الا به

أكبر مما زعمتموه ولم تقدروه حق قدرة

وجعلتم من بدعة الصلب والفداء مسرحية

هو مؤلفها وممثلها ومخرجها في الطي والكتمان

(وحاشاه)

كي يغفر الخطية ويعطي الحياة الابدية

واشركتم به

وسبحانه

تقدست ذاته

لقد افتريتم علي خالقكم

وما نحن جميعا وما في هذا الكون كله

لا نشكل مثقال ذرة من مشكلة عنده

وقادر علي استبدالنا في لمح البصر

اللهم انا نسألك الا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا

لا اله الا انت سبحانك ولا حول ولا قوة الا بك



__________________________________
GOGE GOGE GOGE
__________________________________



وبعد:

فإن الله تبارك وتعالى شرع لعباده دينا قويما وهداهم صراطا مستقيما

من اتبعه رشد واهتدى ،

ومن ضل عنه فقد خسر خسرانا مبينا ،

وهذا الدين الذي بعث الله به سيد المرسلين دين خاتم مهيمن على جميع الأديان قبله ،

وهو رسالة الله الخاتمة إلى جميع الثقلين إلى قيام الساعة ،

واقتضى ذلك أن يكون في هذه الرسالة من الخصائص والسمات

ما يجعلها صالحة لكل زمان ومكان إلى جميع أمم الأرض ،

وأعظم هذه الخصائص وأجلها

السماحة واليسر

في كل شأن من شئون الحياة

في العبادات

والمعاملات

والأخلاق

والآداب

مع المسلمين

وغير المسلمين ،

وسماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين

أحد الموضوعات الثرية بالمادة العلمية

وقد حظيت باهتمام العلماء قديما وحديثا

ومن ينظر في كتاب أحكام أهل الملل للخلال

وأحكام أهل الذمة لابن القيم مثلا

يجد ذلك جليا ظاهرا ويجد رصيدا حضاريا هائلا تزخر به كتب الفقه الإسلامي

في أحكام غير المسلمين

كما أن هناك العديد من البحوث والدراسات الحديثة في هذا الشأن .

وهذه أحد صور عظمة الإسلام في واقعيته وعالميته ،

فقد قضى الله سبحانه وتعالى وقدر

أن لا يؤمن أهل الأرض كلهم وله الحكمة التامة في ذلك والحجة البالغة ،

قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)

صدق الله العظيم

(سورة القصص الآية 68)

وقال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ )

صدق الله العظيم

(سورة يوسف الآية 103)

وقال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا

أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)

صدق الله العظيم

(سورة يونس الآية 99) .

ولا يتصور مع بقاء الكفر على الأرض ،

ومع وجوب تبليغ الدعوة إلى الناس كلهم

لا يتصور مع ذلك أن ينعزل المجتمع المسلم عن غيره من المجتمعات ،

ولذلك فإن التشريع الإسلامي نظم علاقة المسلم مع غيره من بني جنسه

أفرادا ومجتمعات

ووضع الضوابط الكاملة في ذلك داخل المجتمع الإسلامي وخارجه .

وفى هذا الموضوع أسعى إلى بيان سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين

بمختلف أصنافهم ودياناتهم من أهل الكتاب وغيرهم

وذلك من خلال الوقوف على هدي القرآن والسنة في ذلك والتطبيق العملي

في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم

والتابعين لهم بإحسان ،

وهذه السماحة أخضعت أعناق الباحثين من غير المسلمين

ليسجلوا شهاداتهم بأن لا مثيل لحضارة الإسلام في معاملة مخالفيه ،

كما أسعى للبحث إلى بيان التطبيق الحضاري لهذه السماحة في الدول الاسلامية ..... على الاطلاق.

وقد قسمت هذا الموضوع إلى مقدمة وخمسة مطالب على النحو التالي :

المطلب الأول : المدلول والأهمية .

المطلب الثاني : سماحة النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة غير المسلمين .

المطلب الثالث : سماحة الصحابة والتابعين في معاملة غير المسلمين .

المطلب الرابع : سماحة الإسلام في المعاملة في كتابات غير المسلمين .

المطلب الخامس : التطبيق الحضاري لمعاملة غير المسلمين في الدول الاسلامية .

الخاتمة .



أسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب في القول والعمل

وأن يتجاوز عن الخطأ والزلل

إنه جواد كريم .

___________________________
GOGE GOGE GOGE
___________________________





المطلب الأول:

المدلول والأهمية أولا :

مدلول السماحة

1 - مدلولها :

يتحدد مفهوم السماحة من خلال معرفة مدلولها اللغوي

حيث ذكر ابن فارس في معجم مقاييس اللغة

أن السين والميم والحاء أصل صحيح يدل على سلاسة وسهولة .

والمسامحة : المساهلة .

وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :

أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة .

قال ابن حجر : السمحة : السهلة ، أي أنها مبنية على السهولة .

والسماحة تشمل أصول الدين وفروعه وصورها لا تحصر ،

فعقيدة الإسلام سمحة وشريعته سمحة ،

وتمتد صور السماحة إلى المعاملة ،

قال صلى الله عليه وسلم :

رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى

وبوب البخاري رحمه الله للسماحة في هذا الحديث بالسهولة فقال :

باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع ،

قال ابن حجر :

"وفي الحديث :

الحث على السماحة في المعاملة واستعمال معالي الأخلاق

وترك المشاحة والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة وأخذ العفو منهم " .


2 - ضابطها الشرعي :

السماحة لا تعني التساهل دون ضابط شرعي يحكمها

فهي مرتبطة بالنص وعندما يخلط بعضهم بينها وبين التساهل المذموم

فقد يعيب بعض على الآخر ظنا منهم أن في السماحة تفريطا بأصل الدين ،

إن فهم مدلول السماحة

وأنها تعني السهولة والمسامحة والمساهلة لا يعني بحال التفريط في شيء من أصول الدين أو فروعه ،

كما أن التفريط في فهم سماحة الإسلام وتطبيقها قد يفضي إلى التشديد والتنفير من هذا الدين

وقد قال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )

صدق الله العظيم

(سورة الحج الآية 78)

وقال لله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)

صدق الله العظيم

(سورة البقرة الآية 185)

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم :

هلك المتنطعون قالها ثلاثا ،

والمتنطعون : المتشددون في غير موضع التشديد .

فهذا الدين جاء ليضع الآصار والأغلال التي كانت على الأمم السابقة ،

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالتيسير وينهى عن التعسير .

والسماحة لا تعني الضعف

والإسلام يأبى الضيم ويرفض لأتباعه الذل والهوان

والمؤمن عزيز بإيمانه وإسلامه قوي بهما ،

ومن يظنون السماحة والصفح والحلم والعفو ضعفا لا يدركون عظمة هذا الدين .

والسماحة كبقية المعاني العظيمة التي جاء بها الإسلام

كالوسطية والتيسير والعدل والعفو والصفح وغير ذلك

لها ضابطها الشرعي الذي إن حادت عنه كانت عقبة كئودا في فهم طبيعة الإسلام .


ثانيا : أهمية السماحة في الإسلام


كان بناء دين الإسلام منذ ظهوره على اليسر

قال صلى الله عليه وسلم :

إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه .

وفي هذا الدين من السماحة والسهولة ومن اليسر والرحمة ما يتوافق مع عالميته وخلوده

وهو ما يجعله صالحا لكل زمان ومكان لسائر الأمم والشعوب ،

فالسماحة تتواءم مع عالمية الإسلام ،

وخطاب الدعوة في القرآن والسنة يؤكد ذلك

حيث جاءت النصوص تدعو الناس أن ينضموا تحت لواء واحد

وأن يتنافسوا على معيار الإسلام الخالد وهو التقوى

قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )

صدق الله العظيم

(سورة الحجرات الآية 13) .

لقد جاء الإسلام في فترة جاهلية أهدرت كرامة الإنسان وحريته

فأعاد الإسلام بناء الإنسان من جديد ونظم علاقته بربه وعلاقته بالآخرين .

ولقد وضع الإسلام الضوابط الكاملة لجميع ميادين الحياة

في علاقة المرء بربه

وفي علاقته ببني جنسه

وفي علاقته بسائر المخلوقات ،

وجاءت جميع هذه الضوابط متوافقة مع فطرة الإنسان وعقله ،

فيها من التيسير والسماحة والمرونة ،

وهذه من خصائص الإسلام العظيمة التي ترتبط بأصل هذا الدين

ولا يعيق تطبيقها عائق

ففي أوج قوة المسلمين كانت السماحة شعارا لهذا الدين وصور ذلك لا تحصر.

وجاءت نصوص القرآن الكريم تقرر أن الخلاف باق بقاء الإنسان على هذه الأرض ،

وأن التعدد والتنوع في أخلاق وسمات البشر مما مضى به القدر الإلهي

فسنة الله تعالى في خلقه أن تنوعت أجناسهم وألسنتهم وألوانهم كما تنوعت دياناتهم ،

ولذلك فإن عيش المسلم ينبغي أن يكون في ضوء هذه الحقيقة التي تزخر بها آيات عديدة

كقول الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا)

صدق الله العظيم

(سورة يونس الآية 99)

وقوله سبحانه وتعالى :

بسم اله الرحمن الرحيم

( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ *

إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )

صدق الله العظيم

(سورة هود الآية 118-119) .


السماحة في العقيدة :

إن دين الإسلام دين سماحة ويسر في عقيدته وعباداته ومعاملاته وآدابه وسائر تشريعاته

فعقيدته لا تقوم على فلسفة معقدة أو تسليم مطلق أو مخالفة للفطرة والعقل ،

فأطلق القرآن الكريم الحرية للمرء للتدبر والتفكر في نفسه ،

وفي ملكوت السماوات والأرض ،

ودعا الناس إلى الإيمان بالله وحده

وفي القرآن الكريم ما لا يحصى من الآيات الداعية إلى الإيمان يستوي في فهمها العامة والخاصة

حيث دعت كل أحد إلى التجرد من الهوى والتقليد وخاطبت عقولهم وفطرهم ،

وهي مع ذلك لا تكرههم على الإيمان ،

قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها )

صدق الله العظيم

( سورة الكهف الآية 29) .

وفي القرآن العظيم من الآيات الدالة على أن أصحاب العقول السليمة والألباب المستقيمة

إذا حكموا عقولهم واستجابوا لفطرتهم وتخلصوا من ربقة التقليد

فإنهم ينقادون إلى هذا الدين عن طواعية ورغبة .

إن من يقرأ القرآن الكريم يعلم حقيقة السماحة في الإسلام في أعظم قضية جاء بها الإسلام

وهي قضية التوحيد

فيعرض لها القرآن بأسلوب سمح سهل يدركه كل عاقل

ويستدل على حقائق الإيمان بما يحسه الناس ويدركونه بأيسر طريق .

وعبر تاريخ دولة الإسلام كان يعيش في داخلها غير المسلمين في مراحل قوتها وضعفها ،

فلم يجبروا على ترك معتقداتهم أو يكرهوا على الدخول في الإسلام ،

والقاعدة العظمى في الإسلام أن لا إكراه في الدين ،

ولذا فقد عاش الذميون وغيرهم في كنف دولة الإسلام دون أن يتعرض أحد لعقائدهم ودياناتهم .

إن الإسلام لم يقم على اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم

أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم أو المساس الجائر لأموالهم وأعراضهم ودمائهم

وتاريخ الإسلام في هذا المجال أنصع تاريخ على وجه الأرض .

ومن المقرر عند الفقهاء أنه لو أكره أحد على الإسلام فإنه لا يصح إسلامه .

قال في المغني :

"وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم

لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعا" .

ولذلك فإنه إذا عاد إلى دينه بعد زوال الإكراه لم يحكم بردته ،

ولا يجوز قتله ولا إكراهه على الإسلام ،

ونقل ابن قدامة إجماع أهل العلم على أن الذمي إذا أقام على ما عوهد عليه والمستأمن ،

لا يجوز نقض عهده ولا إكراهه على ما لم يلتزمه .



سماحة في العبادة :

وإذا ما انتقل المرء إلى العبادات فإنه سيرى فيه صورا من سماحة الإسلام ويسره

في سائر العبادات

ففي الطهارة جاء التيسير والسماحة في المسح على الخفين

وفي التيمم قال صلى الله عليه وسلم :

وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا

ودعا الله تعالى عباده إلى شكر هذه النعمة

قال الله تعالى في ختام آية الوضوء ومشروعية التيمم عند فقد الماء أو تعذر استعماله :

بسم الله الرحمن الرحيم

( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

صدق الله العظيم

(سورة المائدة الآية 6)

قال ابن كثير رحمه الله :

" أي لعلكم تشكرون نعمه عليكم فيما شرعه لكم من التوسعة والرأفة والرحمة والتسهيل والسماحة " .

وفي الصلاة يصليها المرء بحسب قدرته

قائما أو قاعدا وفي أي مكان وشرع فيها الجمع والقصر عند السفر والجمع عند الحاجة ،

وفي الصوم كالتيسير على المريض والمسافر

وكذا بقية أركان الإسلام

فالزكاة على من ملك نصابا وحال عليه الحول ،

والحج مرة في العمر لمن استطاع .

وشريعة التعبد في الإسلام لا تقتصر على عمل دون آخر

بل كل عمل يقوم به العبد عبادة

فهو يميط الأذى عن الطريق عبادة

واللقمة يضعها في فم زوجته عبادة

ويمسك لسانه عن قول الغيبة والكذب عبادة

ويكرم ضيفه عبادة

ويعود المريض عبادة

ويقوم بكل فعل جميل مما هو مشروع لنفسه أو لغيره ويكون له عبادة

وكل عمل أريد به وجه الله فهو عبادة .



سماحة في المعاملة :

أما في مجال المعاملات والآداب

فتتجلى صور عظيمة من السماحة ،

فلقد بنى الإسلام شريعة التسامح في علاقاته على أساس متين فلم يضق ذرعا بالأديان السابقة ،

وشرع للمسلم أن يكون حسن المعاملة رقيق الجانب لين القول مع المسلمين وغير المسلمين

فيحسن جوارهم ويقبل ضيافتهم ويصاهرهم حتى تختلط الأسرة وتمتزج الدماء .

وشرع الإسلام مواساة غير المسلمين بالمال عند الحاجة

فشرع للمسلم أن يعطيهم من الصدقة ويهدى إليهم

ويقبل هديتهم ويواسيهم عند المصيبة ويعود مريضهم ويهنئهم بما تشرع فيه التهنئة

كالتهنئة بالمولود والزواج ويناديهم بأسمائهم المحببة إليهم تأليفا لهم .


ومن سماحة الإسلام في المعاملة

أن شرع العدل مع المخالف وجعل ذلك دليلا على التقوى التي رتب عليها أعظم الجزاء

قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ

وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)

صدق الله العظيم

(سورة المائدة الآية Cool .

ولذا فإن من يتأمل أحكام الإسلام وتاريخ المسلمين

يجد أنه لا يمكن أن يقوم مجتمع تحترم فيه الحقوق والواجبات كما في دولة الإسلام ،

وفي أوج عزة دولة الإسلام وقوتها

كان يوجد من غير المسلمين العلماء والأدباء والأطباء والنابغون في مختلف الفنون والأعمال ،

وهل يمكن أن يكون لهؤلاء ظهور ونبوغ في أعمالهم لولا سماحة الإسلام ونبذه للتعصب الديني .

إن المعاهد في بلد الإسلام لا يعيش على هامش المجتمع بل يشارك ويخالط أفراد المجتمع ،

وقد يسند إليه بعض الأعمال التي هي من صميم عمل أهل الإسلام ،

فقد جوز الخرقي أن يكون الكافر من العاملين على الزكاة ،

وذكر في المغني أنها إحدى الروايتين عن الإمام أحمد ؛

لأن الله تعالى قال :

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا )

صدق الله العظيم

(سورة التوبة الآية 60)

وهذا لفظ عام يدخل فيه أي عامل على أي صفة كانت ولأن ما يأخذ على العمالة أجرة لعمله

فلم يمنع من أخذه كسائر الإجارات .

بل صرح الإمام الماوردي بجواز أن يتولى الذمي وزارة التنفيذ دون وزارة التفويض .

لقد أطلق الإسلام على غير المسلمين الذين لهم ذمة أهل الذمة وعاملهم بها وهي تعني :

العهد والأمان والضمان ، والحرمة والحق

وهو عهد منسوب إلى الله عز وجل وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم

قال ابن الأثير :

"وسمي أهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم" .

إن قوة هذا الدين وسلامة قواعده وتنوع أساليبه

أوجدت مجالا خصبا للحوار والحرية والإبداع في المجتمع المسلم

وإن من يأخذون ببعض النصوص من الكتاب أو السنة ويريدون تطبيقها في معاملة غير المسلمين

يخطئون في فهم منهج الإسلام وطبيعته ،

فالواجب أن تؤخذ نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة كاملة

وتقرر معاملة المسلم مع غيره في ضوئها وعلى هديها

وفي القرآن العظيم آيات لا تحصر في الأمر بالبر والصلة والإحسان والعدل والقسط والوفاء بالعهد ،

والنصوص في ذلك مطلقة تستوعب كل أحد ،

بل إن نصوص الإحسان تشمل حتى الحيوان

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال :

إن الله كتب الإحسان على كل شيء

فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح

وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته

وقال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

صدق الله العظيم

سورة البقرة الآية 195.




____________________________________
GOGE GOGE GOGE
____________________________________




المطلب الثاني:

سماحة النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة غير المسلمين:


بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ،

وهو صلى الله عليه وسلم مثال للكمال البشري في حياته كلها ،

مثال للكمال في علاقته بربه

وفي علاقته بالناس كلهم بمختلف أجناسهم وأعمارهم وألوانهم ،

مسلمين وغير مسلمين ،

قال جابر بن عبد الله رضى الله عنه

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا سهلا

قال النووي :

" أي سهل الخلق كريم الشمائل لطيفا ميسرا في الخلق " .

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت :

ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما

فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ،

وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها .

بمثل هذه القيم كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ،

يسر في كل شيء ،

وذود عن حرمات الله لا عن عرض الدنيا أو أهواء النفوس .

وتعدد صور السماحة في هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

وشواهد ذلك من سيرته لا تحصر وأذكر منها ما يلي :

1 - رحمته صلى الله عليه وسلم بالخلق عامة وهو الذي قال الله عز وجل عنه :

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )

صدق الله العظيم

(سورة الأنبياء الآية 107 )

فكان صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة إلى الخلق كلهم ،

وحث على العطف على الناس ورحمتهم

فقد قال صلى الله عليه وسلم :

لا يرحم الله من لا يرحم الناس

وكلمة الناس هنا تشمل كل أحد من الناس ،

دون اعتبار لجنسهم أو دينهم

وجاءت النصوص في باب الرحمة مطلقة ،

وقد ساق البخاري في باب رحمة الناس والبهائم حديث النبي صلى الله عليه وسلم :

ما من مسلم غرس غرسا فأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له صدقة

فدين الإسلام دين السماحة والرحمة يسع الناس كلهم ويغمرهم بالرحمة والإحسان .

2 - تجاوزه عن مخالفيه ممن ناصبوا له العداء

فقد كانت سماحته يوم الفتح غاية ما يمكن أن يصل إليه صفح البشر وعفوهم

فكان موقفه ممن كانوا حربا على الدعوة ولم يضعوا سيوفهم بعد عن حربها أن قال لهم :

اذهبوا فأنتم الطلقاء .

3 - دعاؤه صلى الله عليه وسلم لمخالفيه من غير المسلمين

فقد قدم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه فقالوا :

يا رسول الله إن دوسا قد كفرت وأبت فادع الله عليها ،

فقيل : هلكت دوس - ظنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما رفع يديه للدعاء عليها -

فقال صلى الله عليه وسلم :

( اللهم اهد دوسا وائت بهم ) .

ودعا صلى الله عليه وسلم لأم أبي هريرة قبل إسلامها

فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :

كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة

فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره

فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت :

يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي

فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره

فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( اللهم اهد أم أبي هريرة ) ،

فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم

فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدمي فقالت :

مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء قال فاغتسلت ولبست درعها

وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت :

يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح . . الحديث .

وجاء الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :

يا رسول الله ادع الله على ثقيف

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( اللهم اهد ثقيفا ) ،

قالوا يا رسول الله ادع عليهم فقال :

( اللهم اهد ثقيفا ) ،

فعادوا فعاد فأسلموا فوجدوا من صالحي الناس إسلاما ووجد منهم أئمة وقادة .

ومن صور الدعاء ما كان من اليهود

حيث كانوا يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله

فلم يحرمهم من الدعوة بالهداية والصلاح ،

فكان يقول : يهديكم الله ويصلح بالكم .

4 - وكان صلى الله عليه وسلم يقبل هدايا مخالفيه من غير المسلمين

فقبل هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم في خيبر

حيث أهدت له شاة مشوية قد وضعت فيها السم .

وقد قرر الفقهاء قبول الهدايا من الكفار بجميع أصنافهم حتى أهل الحرب

قال في المغني :

"ويجوز قبول هدية الكفار من أهل الحرب

لأن النبي صلى الله عليه وسلم فبل هدية المقوقس صاحب مصر " .


5 - وكان من سماحة النبي صلى الله عليه وسلم أن يخاطب مخالفيه باللين من القول تأليفا لهم ،

كما تظهر سماحة النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

في كتبه إليهم

حيث تضمنت هذه الكتب دعوتهم إلى الإسلام بألطف أسلوب وأبلغ عبارة .

6 - وكان صلى الله عليه وسلم يغشى مخالفيه في دورهم

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

بينا نحن في المسجد إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

انطلقوا إلى يهود فخرجنا معه حتى جئناهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداهم

فقال : ( يا معشر يهود أسلموا تسلموا )

فقالوا : قد يلغت يا أبا القاسم . . الحديث .

وعاد صلى الله عليه وسلم يهوديا ،

كما في البخاري عن أنس رضى الله عنه أن غلاما ليهود كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم

فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال : ( أسلم ) فأسلم .

7 - وكان صلى الله عليه وسلم يعامل مخالفيه من غير المسلمين في البيع والشراء والأخذ والعطاء ،

فعن عائشة رضي الله عنها قالت :

توفي النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين .

يعني : صاعا من شعير .

8 - وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بصلة القريب وإن كان غير مسلم

فقال لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : صلي أمك .

وفي المدينة حيث تأسس المجتمع الإسلامي الأول

وعاش في كنفه اليهود بعهد مع المسلمين

وكان صلى الله عليه وسلم غاية في الحلم معهم والسماحة في معاملتهم

حتى نقضوا العهد وخانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

أما من يعيشون بين المسلمين يحترمون قيمهم ومجتمعهم فلهم الضمان النبوي ،

فقد ضمن صلى الله عليه وسلم لمن عاش بين ظهراني المسلمين بعهد وبقي على عهده

أن يحظى بمحاجة النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلمه فقال صلى الله عليه وسلم :

ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة .

وشدد الوعيد على من هتك حرمة دمائهم فقال صلى الله عليه وسلم :

من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما

تلك صور من سماحة النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

وهو ما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون من بعدهم .





____________________________
GOGE GOGE GOGE
____________________________




المطلب الثالث:

صور من سماحة الصحابة والتابعين:

في معاملة غير المسلمين

تقدم القول بأن تاريخ الإسلام شاهد على أن المسلمين

لم يكرهوا أحدا في أي فترة من فترات التاريخ على ترك دينه ،

فالإسلام دين العقل والفطرة ولا يقبل من أحد أن يدخله مكرها ،

تحدى الأولين والآخرين بمعجزته الخالدة ،

ولم يعرف في تاريخ المسلمين الطويل أنهم ضيقوا على اليهود والنصارى أو غيرهم

أو أنهم أجبروا أحدا من أي طائفة من الطوائف اليهودية أو النصرانية على اعتناق الإسلام .

يقول توماس آرنولد :

"لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام

أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي " .


لقد كان عهد الخلفاء الراشدين امتدادا لعهد النبي صلى الله عليه وسلم

وشهد صورا من سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين من إعانتهم بالمال أو النفس عند الحاجة ،

ومن كفالة العاجز منهم عن العمل أو كبير السن ، وغير ذلك .

وهذا هو ما سار عليه الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم في صدر الإسلام في معاملتهم لأهل الذمة ،

وأسوق هنا بعض الشواهد والأمثلة التي تبين سماحة الصحابة رضي الله عنهم في معاملة غير المسلمين .

1 - في خلافة أبي بكر رضى الله عنه

كتب خالد بن الوليد رضى الله عنه في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق- وكانوا من النصارى - :

" وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل ،

أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه

طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله" .

إن الذين يسعون إلى تقرير التكافل الاجتماعي وبيان صوره

لن يجدوا أعظم من هذه الصورة في الإسلام مع مخالفيه ،

فهو يتسامى بمن يعيشون في كنفه ويحوطهم برحمته وإحسانه

عندما يحتاجون إلى مواساة لأي سبب من الأسباب

بل يجعلهم عيالا على بيت مال المسلمين ويرضخ له منه أيا كانت ديانتهم .

إن التكافل الاجتماعي في الإسلام لا يرضى أن يذل رجل من أهل الذمة

وهو يحيا في كنف الإسلام فيعيش على الصدقة يتكفف الناس

ولكن الإسلام يحميه ويكرمه ويوجب على الدولة أن تعوله وتعول عياله .

2 - وكان أبو بكر رضى الله عنه يوصي الجيوش الإسلامية بقوله :

" وستمرون على قوم في الصوامع رهبانا يزعمون أنهم ترهبوا في الله فدعوهم ولا تهدموا صوامعهم " .

3 - وأوصى عمر رضى الله عنه الخليفة من بعده بأهل الذمة

أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم .

4 - ومر عمر بن الخطاب رضى الله عنه بباب قوم وعليه سائل يسأل :

شيخ كبير ضرير البصر ،

فضرب عضده من خلفه وقال :

من أي أهل الكتاب أنت؟

قال : يهودي ،

قال : فما ألجأك إلى ما أرى ؟

قال : أسأل الجزية والحاجة والسن ،

قال : فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل

ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال :

انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم

( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) والفقراء هم المسلمون ،

وهذا من المساكين من أهل الكتاب ،

ووضع عنه الجزية وعن ضربائه .

5 - إن السماحة في المعاملة يجب أن تكون في ضوء ضوابط الشرع ومقاصده

ومثل ذلك يتطلب أن يكون المسلم على بصيرة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم

وسلف الأمة من الصحابة والتابعين في هذا الشأن ،

فمن صور السماحة في المعاملة ما روي عن عمر رضي الله عنه

أنه لما قدم الجابية من أرض الشام استعار ثوبا من نصراني

فلبسه حتى خاطوا قميصه وغسلوه وتوضأ من جرة نصرانية .

وصنع له أهل الكتاب طعاما فدعوه فقال أين هو قالوا :

في الكنيسة فكره دخولها

وقال لعلي رضى الله عنه :

اذهب بالناس فذهب علي رضى الله عنه بالمسلمين فدخلوا فأكلوا

وجعل علي رضى الله عنه ينظر إلى الصور وقال :

ما على أمير المؤمنين لو دخل فأكل .

6 - ومن السماحة أن يراعى في معاملتهم كل مصلحة وقصد صحيح

فعن عبد الله بن قيس قال :

كنت فيمن تلقى عمر بن الخطاب مع أبي عبيدة مقدمه من الشام

فبينما عمر يسير إذ لقيه ( المقلسون ) وهم قوم يلعبون بلعبة لهم بين أيدي الأمراء

إذا قدموا عليهم بالسيوف والريحان

فقال عمر رضى الله عنه :

مه ( كلمة تعجب وتوبيخ ) ردوهم وامنعوهم

فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين هذه سنة العجم أو كلمة نحوها

وإنك إن تمنعهم منها سروا أن في نفسك نقضا لعهدهم

فقال : دعوهم ،

عمر وآل عمر في طاعة أبي عبيدة .

7 - وصلى سلمان وأبو الدرداء رضي الله عنهما في بيت نصرانية

فقال لها أبو الدرداء رضى الله عنه :

هل في بيتك مكان طاهر فنصلي فيه ؟

فقالت طهرا قلوبكما ثم صليا أين أحببتما

فقال له سلمان رضى الله عنه :

خذها من غير فقيه .

8 - وجاء في صفة الصفوة أن عمر بعث عميرا عاملا على حمص

فمكث حولا لا يأتيه خبره ولم يبعث له شيئا لبيت مال المسلمين ،

فقال عمر لكاتبه :

اكتب إلى عمير فوالله ما أراه إلا قد خاننا إذا جاءك كتابي هذا فأقبل

وأقبل بما جبيت من فيء المسلمين حين تنظر في كتابي هذا .

فأخذ عمير - لما وصله كتاب عمر - جرابه

فوضع فيه زاده وقصعته وعلق إداوته وأخذ عنزته ثم أقبل يمشي من حمص حتى قدم المدينة

فقدم وقد شحب لونه واغبر وجهه فدخل على عمر فقال :

السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله

قال عمر : ما شأنك ؟

قال : ما تراني صحيح البدن ظاهر الدم ،

معي الدنيا أجرها بقرونها ؟

قال عمر : وما معك ؟

وظن عمر أنه جاءه بمال .

قال : معي جرابي أجعل فيه زادي ،

وقصعتي آكل فيها وأغسل فيها رأسي وثيابي وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ،

ومعي عنزتي أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوا إن عرض لي ،

فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعي .

وسأله عمر عن سيرته في قومه وعن الفيء

فأخبره ،

فحمد فعله فيهم ثم قال :

جددوا لعمير عهدا .

قال عمير :

إن ذلك شيء لا أعمله لك ولا لأحد بعدك ،

والله ما سلمت بل لم أسلم ،

لقد قلت لنصراني : أخزاك الله ، فهذا ما عرضتني له يا عمر ،

وإن أشقى أيامي يوم خلفت معك لقد عظم على عمير قوله لرجل من غير المسلمين :

أخزاك الله ، وهو دعاء ،

وما ذكر خطأ اقترفه في ولايته على حمص أعظم من هذا ،

وفي ذلك دليل على أن هذا الدين ما جاء إلا بالرحمة والهداية وإنقاذ البشر من الضلال إلى الهدى

ومن ظلمات الكفر إلى نور الطاعة ،

ولا عجب فمن مدرسة النبوة تخرج هذا الصحابي وغيره ،

ممن لا يؤذون الناس بل يغمرونهم بعطفهم ورحمتهم وسماحتهم وإحسانهم ،

ولذا قال عنه عمر : إنه نسيج وحده ،

وقال : وددت أن لي رجلا مثل عمير بن سعد استعين به على أعمال المسلمين .

إن الدعاء لغير المسلمين وفق ضوابط الشرع من أعظم صور التسامح في الإسلام

ومن محاسنه الكبرى التي تنظر إلى الإنسان نظرة تكريم وعناية ،

وفي الدعاء استمالة ظاهرة لقلب المدعو فكل أحد يتمنى من الناس الدعاء له بالخير ،

ومن هنا قال ابن عباس رضى الله عنه لو قال لي فرعون :

بارك الله فيك قلت : وفيك ،

وفرعون قد مات .

9 - وعن مجاهد قال كنت عند عبد الله بن عمرو رضى الله عنه

وغلامه يسلخ شاة فقال :

يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي

فقال رجل من القوم :

اليهودي أصلحك الله ؟

قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى خشينا أو روينا أنه سيورثه .

10 - وفي خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله

كتب إلى عدي بن أرطأة :

وانظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب

فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه .

وهذا لون من السماحة في المعاملة والعدل الذي لا يعرف له وجود إلا في الإسلام

لأنه قائم على احترام الإنسانية ومعرفة حقوقها .

11 - وعندما أمر عمر بن عبد العزيز رحمه الله مناديه ينادى :

ألا من كانت له مظلمة فليرفعها ،

قام إليه رجل ذمي من أهل حمص فقال :

يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله

قال : وما ذاك ؟

قال : العباس بن الوليد بن عبد الملك اغتصبني أرضي .

والعباس جالس ،

فقال له عمر : يا عباس ما تقول ؟

قال : نعم أقطعنيها أمير المؤمنين الوليد وكتب لي بها سجلا ،

فقال عمر : ما تقول يا ذمي ؟

قال : يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله تعالى ،

فقال عمر : نعم كتاب الله أحق أن يتبع من كتاب الوليد

قم فاردد عليه ضيعته .... فردها عليه .

12 - وفي عهد الرشيد كانت وصية القاضي أبي يوسف له بأن يرفق بأهل الذمة

حيث يخاطبه بقوله :

"ينبغي يا أمير المؤمنين أيدك الله أن تتقدم في الرفق بأهل ذمة نبيك

وابن عمك محمد صلى الله عليه وسلم

والتفقد لهم حتى لا يظلموا ولا يؤذوا ولا يكلفوا فوق طاقتهم

ولا يؤخذ من أموالهم إلا بحق يجب عليهم" .

بمثل هذه المعاملة ساد المسلمون الأوائل

وكانت معاملتهم محط إعجاب مخالفيهم فشهدوا لهم بالسمو في أخلاقهم والتسامح في معاملتهم .









_____________________________
GOGE GOGE GOGE
_____________________________





المطلب الرابع:

سماحة الإسلام في المعاملة في كتابات غير المسلمين :


منذ فجر الدعوة الإسلامية كانت شهادة خصومها ظاهرة بينة

إذ رأوا من سماحة هذا الدين وتيسيره ما بهر عقولهم وأخذ بألبابهم ورأوا من سلوك أهله ما دعاهم إليه ،

فاستجابت نفوس الكثيرين إليه وإلى أهله وإن لم يؤمنوا به ،

فدون التاريخ شهاداتهم له ولأهله بحسن المعاملة والسماحة العظيمة .

1 - فمن ذلك ما كتبه نصارى الشام في صدر الإسلام

حيث كتب النصارى في الشام سنة 13هـ إلى أبي عبيدة بن الجراح رضى الله عنه يقولون :

" يا معشر المسلمين أنتم أحب إلينا من الروم

وإن كانوا على ديننا

أنتم أوفى لنا وأرأف بنا وأكف عن ظلمنا وأحسن ولاية علينا " .

واستمر هذا النهج في معاملة غير المسلمين عبر تاريخ الإسلام .

2 - وفي الوقت الحاضر

يعيش طوائف عديدة من النصارى في بلاد الشام ومصر وبلاد المغرب العربي

وهي شاهد على سماحة الإسلام جعلت المستشرق الإنجليزي توماس آرنولد يقول :

" إن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات مسلمة لشاهد على هذا التسامح " .

ويقول أيضا :

"لما كان المسيحيون يعيشون في مجتمعهم آمنين على حياتهم وممتلكاتهم

ناعمين بمثل هذا التسامح الذي منحهم حرية التفكير الديني

تمتعوا وخاصة في المدن بحالة من الرفاهية والرخاء في الأيام الأولى من الخلافة" .

3 - وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه :

" العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام

فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها

سمح لهم جميعا دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم

وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى ،

أوليس هذا منتهى التسامح ؟

أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ومتى ؟

ومن ذا الذي لم يتنفس الصعداء بعد الاضطهاد البيزنطي الصارخ وبعد فظائع الأسبان واضطهاد اليهود .

إن السادة والحكام المسلمين الجدد لم يزجوا أنفسهم في شئون تلك الشعوب الداخلية .

فبطريرك بيت المقدس يكتب في القرن التاسع لأخيه بطريرك القسطنطينية عن العرب :

إنهم يمتازون بالعدل ولا يظلموننا البتة وهم لا يستخدمون معنا أي عنف" .

4 - ويقول غوستاف لوبون :

" فالحق أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب ولا دينا سمحا مثل دينهم .

ويتحدث عن صور من معاملة المسلمين لغير المسلمين فيقول :

وكان عرب أسبانيا خلا تسامحهم العظيم يتصفون بالفروسية المثالية

فيرحمون الضعفاء ويرفقون بالمغلوبين ويقفون عند شروطهم

وما إلى ذلك من الخلال التي اقتبستها الأمم النصرانية بأوربا منهم مؤخرا .


5 - ويقول هنري دي شامبون مدير مجلة "ريفي بارلمنتير "الفرنسية حيث قال :

لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على العرب المسلمين في فرنسا

لما وقعت بلادنا في ظلمات القرون الوسطى

ولما أصيبت بفظائعها

ولا كابدت المذابح الأهلية التي دفع إليها التعصب الديني المذهبي ،

لولا ذلك الانتصار الوحشي على المسلمين في بواتييه

لظلت أسبانيا تنعم بسماحة الإسلام

ولنجت من وصمة محاكم التفتيش

ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون

ومهما اختلفت المشاعر والآراء حول انتصارنا ذاك

فنحن مدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة

مدعوون لأن نعترف بأنهم كانوا مثال الكمال البشري في الوقت الذي كنا فيه مثال الهمجية .

6 - ويقول المستشرق دوزي :

"إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة أدى إلى إقبالهم على الإسلام

وأنهم رأوا فيه اليسر والبساطة مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " .

7 - ويقول المستشرق بارتولد :

" إن النصارى كانوا أحسن حالا تحت حكم المسلمين

إذ أن المسلمين اتبعوا في معاملاتهم الدينية والاقتصادية لأهل الذمة مبدأ الرعاية والتساهل " .

8 - ويقول المستشرق ديورانت :

" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون

يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح

لا نجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في هذه الأيام " .

9 - ويقول أحد الكتاب الأمريكيين المعاصرين وهو : آندرو باترسون :

" إن العنف باسم الإسلام ليس من الإسلام في شيء

بل إنه نقيض لهذا الدين الذي يعني السلام لا العنف " .

10 - ويقول بول فندلي وهو عضو سابق في الكونجرس الأمريكي :

على المسلمين الإعلان جهرا عن هويتهم الإسلامية

والبحث عن وسائل تمكنهم من عرض حقيقة دينهم على غير المسلمين . .

ولا يجدر بهم انتظار حدوث أزمة كي يعلموا الآخرين بحقيقة دينهم . .

لا بد للمسلمين أن يجاهروا بإسلامهم مجاهرة يكون سلوكهم الحسن معها

وإنجازاتهم المجدية سبيلا للتعرف على الإسلام .

11 - وكانت سماحة الإسلام سببا في إسلام الشاعر الأمريكي رونالد ركويل

فقال بعد أن أشهر إسلامه :

لقد راعني حقا تلك السماحة التي يعامل بها الإسلام مخالفيه سماحة في السلم وسماحة في الحرب

والجانب الإنساني في الإسلام واضح في كل وصاياه .

إن عظمة هذا الدين لا تخفى إلا على من جهل حقيقة الإسلام أو عميت بصيرته عنه

أو كان به لوثة من هوى أو حقد مقيت ،

وإلا فإن سماحة الإسلام في المعاملة وتيسيره في كل أموره

، ظاهر بأدنى تأمل لمن طلب الحق وسعى إلى بلوغه

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .





________________________________
GOGE GOGE GOGE
________________________________






المطلب الخامس:

التطبيق الحضاري لسماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين:

في الدول الاسلامية :

تعبر الدول الاسلامية الامتداد التاريخي والحضاري لدولة الإسلام الأولى ،

فقد تأسست هذه الدول على هدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منذ نشأتها الأولى ،

وارتسمت المنهاج النبوي وهدي السلف الصالح ،

وتوالى الأمراء والملوك والحكام على هذه الدول يذودون عن مبادئها ومنطلقاتها ويحكمون فيها بشرع الله تعالى ،

ومن نعم الله تعالى أن تبوأت الدول الاسلامية مكانة متميزة في العالم المعاصر

فهي جمعت بين الأخذ بهدي الإسلام وتعاليمه وتطبيق أحكامه وبين أسباب الحضارة والتقدم .

وإن من يرى المنهج الذي اختطته هذه الدول الاسلامية في علاقاتها ونظمها

يجدها ترتكز فيه على مبادئ الشرع المطهر

وصور ذلك لا تحصر

ومن هذه الصور تطبيق أحكام الإسلام في معاملة غير المسلمين الذين يقيمون فيها ،

ولذا فإن غير المسلمين فيها ينعمون بحقوقهم التي كفلها الشرع المطهر

من حمايتهم في أبدانهم وأموالهم وأعراضهم .

إن غير المسلمين في الدول الاسلامية يدخلون ضمن أفراد المجتمع الإسلامي

الذي أذن لهم بالبقاء بعهد الأمان الذي قررته الشريعة الإسلامية

وقررت في ضوئه حقوق غير المسلمين وواجباتهم ،

ولذا فحقوق غير المسلمين مكفولة لهم ينعمون بها

ليس لأن منظمة حقوق الإنسان تنادي بذلك أو بقية الهيئات الدولية

ولكن لأن هذه الدول تطبق شريعة الإسلام السمحة التي لا تضيق بالمخالف وتضمن له حقوقه ،

ولذلك فإن السماحة في معاملة غير المسلمين في الدول الاسلامية

تكتسب قوتها من استنادها إلى نصوص الشرع من الكتاب والسنة

فهي ليست توصيات أو قانونا يخضع للتبديل والتغيير بل هو شرع مطبق .

وأعرض هنا لبعض هذه الحقوق التي ينعم بها غير المسلمين

في الدول الاسلامية وهي تؤكد بقاء سماحة هذا الدين في معاملة مخالفيه شريعة تطبق فمن ذلك .

- حماية دمائهم وأموالهم وأعراضهم ،

حيث تتكفل هذه الدول بحمايتهم في ذل


عدل سابقا من قبل ناجي احمد محمد السيد عطيه في الإثنين 1 أبريل - 19:48:56 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgemal.com
essam rezk
مشرف
مشرف
essam rezk


ذكر عدد الرسائل : 492
العمر : 50
الموقع : italia
نقاط : 889
تاريخ التسجيل : 08/12/2011

اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين   اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Emptyالأربعاء 20 مارس - 22:52:23

:شكرا جزيلا يا استاذ ناجي
بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناجي احمد محمد السيد عطيه
نائب المديرالعام
نائب المديرالعام
ناجي احمد محمد السيد عطيه


ذكر عدد الرسائل : 6618
العمر : 73
الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب
نقاط : 10324
تاريخ التسجيل : 05/05/2010

اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين   اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين Emptyالجمعة 22 مارس - 22:03:55







الاستاذ | essam rezk


شكرا لمرورك الكريم

واليوم ......

نعاود الحديث عن نفس السياق :

من الجوانب المضيئة في حضارتنا الإسلامية


ومن الصفحات المشرقة في سجل تاريخنا الإسلامي الزاخر بالمآثر والمفاخر والتي نعتز بها :

جانب التسامح مع غير المسلمين والإحسان إليهم :

هذا الجانب الذي يشهد بأن الإسلام دين الرحمة والإحسان والعدالة والإنصاف .

هذه المبادئ السامية والشمائل الكريمة التي كانت عاملا من عوامل انتصار الإسلام .

• ومن أعظم صور هذا التسامح دعوته إلى الإيمان بجميع الأنبياء دون تفريق بين نبي ونبي

فكلهم جاءوا بدعوة واحدة ورسالة واحدة وهدف واحد .

قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِل إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ

لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.

صدق الله العظيم

{285} البقرة

وحول هذا المعنى يقول صلى الله عليه وسلم

(أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي).1 .

• ودعا الإسلام إلى التعاون بين الناس جميعا ،

فوجه الدعوة إلى المسلمين الخاصة وإلى سائر الناس عامة

قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.}

صدق الله العظيم

{2} المائدة

• كما أرشد الإسلام إلى أن الاختلاف بين أهل الأديان لا يمنع من حسن التعامل معهم

وتبادل المنافع المادية بينهم

قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ

وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ

إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ

وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ .}

صدق الله العظيم

{5} المائدة


• وهذا نبينا يتعامل مع أهل الكتاب :

فعَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَىَ مِنْ يَهُودِيّ طَعاماً إِلىَ أَجلٍ،

وَرَهَنَهُ درْعاً لَهُ مِنْ حَدِيدٍ.2

• وشرع الإسلام الجهاد لنشر الحرية وترسيخ العدالة وتحرير الناس من قيود الطغيان ، ،

وانتشالهم من ظلمات الجهل وغياهب الضلال ؛ فشرع الجهاد

قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. }

صدق الله العظيم

{193} البقرة

• شرع الجهاد رحمة بالضعفاء ونصرة للمظلومين وعدالة للمغلوبين وهداية للحائرين

وإذا كنا قد سمعنا أوشاهدنا جرائم أعداء الإسلام في حق الشعوب المسلمة قديما وحديثا

فإننا نجد في المقابل صورا رائعة من سماحة المسلمين حين ملكوا وقادوا :

ملكنا فكان العفو منا شجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح

فلا عجبا هذا التفاوت بيننا فكل إناء بما فيه ينضح

-----------------------------------
1- صحيح البخاري 64 - كتاب الأنبياء.

2 - رواه البخاري في صحيحه "الرهن" 1/ 341،

وعند مسلم في "البيوع – فيه 2/31

________________________________________

صور من سماحة الإسلام وإحسانه في حالة الحرب :

• نهى الإسلام عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة وأهل الصوامع والبيع

الذين لا اعتداء من ناحيتهم ولا خطر من بقائهم

فكان رسولنا إذا أرسل جيشا أو سرية يوصيهم بالإحسان والتسامح والرحمة بالنساء والضعفاء .

ففي الصحيح عن بريدة رضي الله عنه قال

كان رسول اللّه إذا أمّرَ أميراً على جيشٍ أو سريةٍ،

أوصاه في خاصّتِه بتقوى اللّه تعالى ومَنْ معه من المسلمين خيراً،

ثم قال:

"اغزوا باسْمِ اللّه في سَبِيلِ اللَّهِ، قاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللّه،

اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا ولا تَغْدِرُوا وَلا تُمَثِّلوا وَلا تَقْتُلُوا وَلِيداً .. "

الحديث

وهكذا كان الخلفاء الراشدون :رضي الله عنهم من بعده

فهذا أبو بكررضي الله عنه وقد وبعث أوصى جيش أسامة فقال:

(يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:

لا تخونوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة،

ولا تعقروا نحلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة،

وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.

وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام

فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم اللّه عليها)

الخ ما ذكره رضي الله عنه .

• أمر الإسلام بالوفاء بالعهود التي أخذها المؤمنون على أنفسهم أو على غيرهم

وعدم الإخلال بها

قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا

وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ .}

صدق الله العظيم

{91}سورة النحل

وقال سبحانه وتعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً .}

صدق الله العظيم

{34}سورة الإسراء.

فالوفاء بالعهود من سمات المؤمنين الصادقين

قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ

أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.}

صدق الله العظيم

{177} البقرة

من هنا فيحرم قتل الذمي بغير حق


دعا الإسلام إلى الجنوح للسلام إذا طلبه الكفار

قال الله تعالى في سورة الأنفال :

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.}

صدق الله العظيم

{61}الانفال

والمقصود بالسلم هنا السلام العادل المنصف الذي يحفظ للمسلمين عزتهم وكرامتهم

ويضمن لهم حقوقهم ،

فهو سلام من منطق القوة سلام العزة والكرامة ،

وليس سلام الضعفاء الأذلاء المقهورين

فالإسلام لايرضى لأتباعه إلا القوة والعزة والأمن والكرامة ؛

لذلك فلا عبرة بالسلام المزعوم المبني على ضعف واستسلام وأكاذيب وأوهام

وقبول للمساومات وتقديم للتنازلات

قال الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ .}

صدق الله العظيم

{139}ال عمران

وقال الله جل وعلا :

بسم الله الرحمن الرحيم

{ فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ .}

صدق الله العظيم

{35}



صور من تسامح الرسول

• لما قدم الرسول المدينة

غرس فيها بذور التسامح بين المسلمين وغيرهم

فأقام معاهدة مع اليهود تنص على السماحة والعفو والتعاون على الخير والمصلحة المشتركة

وحافظ الرسول على هذا الميثاق – ميثاق التعايش السلمي – لكن اليهود سران ما نقضوه .


• ولما جاء وفد نصارى نجران

أنزلهم الرسول في المسجد ولما حان وقت صلاتهم

تركهم يصلون في المسجد

فكانوا يصلون في جانب منه ،

ولما حاوروا الرسول حاورهم بسعة صدر ورحابة فكر وجادلهم بالتي هي أحسن

ومع أنه أقام الحجة عليهم إلا انه لم يكرههم على الدخول في الإسلام

بل ترك لهم الحرية في الاختيار ،

وقد أسلم بعضهم بعدما رجعوا إلى نجران .

• ولقد كان صلى الله عليه وسلم يوصي كثيرا بأهل الذمة والمستأمنين وسائر المعاهدين

ويدعو إلى مراعاة حقوقهم وإنصافهم والإحسان إليهم وينهى عن إيذائهم :

• وروى أبو داود في السنن عن صفوان بن سليم

عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم،

عن آبائهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:

"ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسٍ

فأنا حجيجه (أي أنا الذي أخاصمه وأحاجه) يوم القيامة".


• عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما).

وإذا أجار أحد من المسلمين مشركا في دار الإسلام فيجب معاونته على ذلك

ويحرم خفر ذمته

ففي الصحيحين عن أبي مرة مولى أم هانىء بنت أبي طالب

أنه سمع أم هانىء بنت أبي طالب تقول:

ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح،

فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره،

قالت: فسلمت عليه،

فقال: (من هذه).

فقلت: أنا أم هانىء بنت أبي طالب،

فقال: (مرحبا بأم هانىء).

فلما فرغ من غسله. قام فصلى ثماني ركعات، ملتحفا في ثوب واحد،

فلما انصرف،

قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي، أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان بن هبيرة،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء).

قالت أم هانىء: وذاك ضحى.


• وروى أبو داود في السنن عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ عن أبِيهِ عن جَدّهِ

قال قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمّتِهِمْ أدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أقْصَاهُمْ،

وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدّ مُشِدّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ،

وَمُتَسَرّيهمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلاَ ذُو عَهْدٍ في عَهْدِهِ " .

• ومن المواقف الدالة على سماحته صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

هذا الموقف مع يهودي يدعى زيد بن سعنة أراد أن يختبر حلمه صلى الله عليه وسلم :

قال زيد لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم

حين نظرت إليه

إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما

قال فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه وجهله

فذكر قصة إسلافه للنبي صلى الله عليه وسلم مالا في ثمرة

قال فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه

وهو في جنازة مع أصحابه ونظرت إليه بوجه غليظ

وقلت يا محمد ألا تقضيني حقي

فوالله ما علمتكم بني عبدالمطلب لمطل

قال فنظر إلى عمر وعيناه يدوران في وجهه كالفلك المستدير

ثم قال يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتفعل ما أرى

فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر لومه لصربت بسيفي رأسك

ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم

ثم قال أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر

أن تأمرني بحسن الأداء

وتأمره بحسن التباعة

اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزد عشرين صاعا من تمر

فأسلم زيد بن سعية رضي الله عنه وشهد بقية المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

وتوفي عام تبوك رحمه الله

• ومن مواقف السماحة والعفو في حياته صلى الله عليه وسلم

حينما هم أعرابي بقتله حين رآه نائما تحت ظل شجرة وقد علق سيفه عليه

فعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه غزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل نجد

فلما قفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه،

فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر،

ونزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تحت سمرة فعلق بها سيفه،

ونمنا نومة فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعونا

وإذا عنده أعرابي فقال:

إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا

قال: من يمنعك مني؟

قلت: اللَّه ثلاثا ،

ولم يعاقبه وجلس.

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية قال جابر:

كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بذات الرقاع

فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،

فجاء رجل من المشركين وسيف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم معلق بالشجرة فاخترطه

فقال: تخافني؟

قال : لا

فقال: فمن يمنعك مني؟

قال اللَّه ،

فسقط السيف من يده فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم السيف فقال:

من يمنعك مني؟

فقال: كن خير آخذ.

فقال: تشهد أن لا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه؟

قال: لا ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك.

فخلى سبيله،

فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس.

• ومن النماذج الدالة على سماحة الصحابة رضي الله عنهم :

• ما رواه الإمام الترمذي في السنن عن مُجاهدٍ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرو

ذُبحتْ لهُ شاةٌ في أهلهِ فلمَّا جاءَ قال

أهديتُمْ لجارنَا اليهوديِّ؟

أهديتُمْ لجارنا اليهوديِّ؟

سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يقول:

(ما زالَ جبريلُ يُوصِيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ) .

• وحين مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيخ من أهل الذمة

يقف على الأبواب يسأل الناس قال :

ما أنصفناك أن كنا أخذنا المال في شبيبتك وضيعناك في شيبك

ثم أجرى عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه

• وحين اشتكت إليه امرأة قبطية من عمرو بن العاص الذي ضم بيتها إلى المسجد

أرسل إليه عمرو وسأله عن ذلك فقال إن المسجد ضاق بالمسلمين

ولم أجد بدا من ضم البيوت المحيطة بالمسجد

وعرضت على هذه المرأة ثمنا باهظا فأبت أن تأخذه

فادخرته لها في بيت المال وانتزعت ملكيتها مراعاة للمصلحة العامة

لكن الفاروق عمر أمره بأن يهدم هذا الجزء الذي للمسجد ويعيد بناءه كما كان لصاحبته .

• وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه يصالح أهل الحيرة

ويكتب في كتاب الصالح

" وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر

وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين " .

• ومن الصفحات المضيئة في تاريخنا الإسلامي

ما ورد أن الصحابة رضوان الله عليهم لما دخلوا حمص وفرضوا على أهلها الجزية

فجاءهم أمر من أبي عبيدة بن الجراح بمغادرة حمص للانضمام إلى جيش المسلمين

حيث مواجهة الروم في اليرموك أعادوا إلى أهل حمص ما أخذوه ؛

وقالوا إنا أخذناه في مقابل الدفاع عنكم أم وقد خرجنا فقد أصبحنا غير قادرين على حمايتكم

فلزم رد ما أخذناه منكم فعجب لذلك أهل حمص أشد العجب وتمنوا لهم النصر على عدوهم .



• وإن المقارن بين سماحة المسلمين حين يكتب لهم النصر والتمكين

وبين ما سجله التاريخ من وحشية في الحروب الصليبية

وخلال فترات الكشوف الجغرافية والاستعمار الذي حل بكثير من بلاد الإسلام

حقبة من الزمن

يتجلى له الفارق بين دين الحق دين التسامح والعفو

وبين أتباع الأديان المحرفة .


والى هنا ينتهى بنا المطاف

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته




.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elgemal.com
 
اسلامنا ....دين السماحة ...مع المسلمين ... وغير المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب كفر الجمال :: منتدى الفكر الاسلامي :: منتدى الفكر و التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: