الحمد لله نحمده و نستعينه و نتوب إليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
أما بعد
إن شاء الله عزمت على أن أنقل لكم هنا من كتب الشيخ عبد الرحمن السعدى و الشيخ عبد العزيز
بن باز رحمهما الله و غيرهما اختصار عن عقيدة أهل السنة نسأله عز و جل أن يكتبنا من التابعين
غير مبتدعين عاملين بما علمنا ونسأله أن يعلمنا ما جهلنا و نسأله الإخلاص فى القول و العمل
و نسأله الثبات على هدى المصطفى صلى الله عليه و سلم فى الدنيا و عند لحظات طلوع الروح
و فى القبر عند السؤال ....آمييين
أهل السنة ـ أيها الأخوة الكرام ـ يؤمنون بالله و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره
و يشهدون أن الله هو الرب و الإله المعبود المتفرد بكل كمال فيعبدونه وحده مخلصين له الدين
فيقولون : إن الله هو الخالق البارئ المصور الرزاق المعطى المانع المدبر لجميع الأمور
و أنه المألوه المعبود الموحد المقصود و أنه الأول الذى ليس قبله شئ والآخر الذى ليس بعده شئ
الظاهر الذى ليس فوقه شئ الباطن الذى ليس دونه شئ و أنه العلى الأعلى بكل معنى و اعتبار
علو الذات و علو القدر و علو القهر و أنه على العرش استوى استواء يليق بعظمته و جلاله
و علمه محيط بالظواهر و البواطن و العالم العلوى و السفلى وهو مع العباد بعلمه يعلم جميع
أحوالهم و هو القريب المجيب و أنه الغنى بذاته عن جميع مخلوقاته والكل إليه مفتقرون فى
جميع الأوقات و هو الرؤف الرحيم الذى ما بالعباد من نعمة دينية و لا دنيوية و لا دفع نقمة
إلا من الله فهو الجالب للنعم الدافع للنقم و من رحمته أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا يستعرض
حاجات العباد حين يبقى الثلث الليل الآخر فيقول : لا أسأل عن عبادى غيرى من ذا الذى يدعونى
فأستجيب له من ذا الذى يسألنى فأعطيه من ذا الذى بستغفرنى فأغفر له حتى يطلع الفجر
فهو ينزل كما يشاء و يفعل ما يريد يقول الله عز و جل ( ليس كمثله شئ و هو السميع البصير)
و يعتقدون أنه هو الحكيم الذى له الحكمة التامة فى شرعه و قدره فما خلق شيئا عبثا و لا شرع
الشرائع إلا للمصالح و الحكم
و أنه هو التواب العفو الغفور يقبل التوبة عن عباده و يعفو عن السيئات و يغفر الذنوب العظيمة
للتائبين و المستغفرين و المنيبين
و هو الشكور الذى يشكر القليل من العمل و يزيد الشاكرين من فضله
و يصفونه بما و صف نفسه ووصفه رسوله صلى الله عليه و سلم:
من الصفات الذاتية : كالحياة الكاملة و السمع و البصر و كمال القدرة و العظمة و الكبرياء
و المجد و الجلال و الحمد المطلق
و من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئته و قدرته : كالرحمة و الرضا و السخط و الكلام و أنه
يتكلم بما يشاء و كلماته لا تنفد و لا تبيد
و أن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ و إليه يعود
هو الحاكم المالك و من سواه مملوك محكوم عليه فلا خروج للعباد عن ملكه و عن حكمه
و يؤمنون بما جاء به الكتاب و توترت به السنة: أن المؤمنين يرون ربهم تعالى جهرة فى الجنة
و أن نعيم رؤيته و الفوز برضوانه أكبر النعيم و اللذة
و هم يؤمنون بأن من مات على غير الإيمان و التوحيد فهو مخلد فى نار جهنم أبدا و أن أرباب
الكبائر إذا ماتوا على غير توبة لا يخلدون فيها و لا يبقى فى النار أحد فى قلبه مثقال حبة خردل
من إيمان إلا خرج منها
أكتفى بذلك اليوم و ما كان من توفيق فمن الله وحده فله المنة و له الحمد و الثناء الحسن
و الحمد لله رب العالمين
التوقيع
كان معاذ بن جبل رضى الله عنه يقول لأصحابه:
تعلموا العلم
فإن تعلمه لله تعالى خشية
و طلبه عباده
و مذاكرته تسبيح
و البحث عنه جهاد
و تعلمه لمن لا يعلم صدقة
و بذله لأهله قربة
لأنه معالم الحلالا و الحرام